Senin, 23 Oktober 2017

Syarah Shohih At-Targhib : 1516-1533

4 - الترغيب في كلمات يكفرن لغط المجلس
1516 - ( صحيح )
 عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
"من جلس مجلسا كثر فيه لغطه."
فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك :
"سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك"، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك."
 رواه أبو داود والترمذي
 واللفظ له والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال الترمذي حديث حسن صحيح غريب

      تطريز رياض الصالحين - (1 / 507)
وإنما ترتب على هذا الذكر مغفرة ما كسب في ذلك المجلس لما فيه من تنزيه الله سبحانه والثناء عليه بإحسانه والشهادة بتوحيده، ثم سؤال المغفرة منه وهو الذي لا يخيب سائلاً صادقًا.
==================================================
1517 - ( صحيح )
 وعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إذا جلس مجلسا يقول بآخره, إذا أراد أن يقوم من المجلس : "سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك",
فقال رجل : يا رسول الله, إنك لتقول قولا ما كنت تقوله فيما مضى, فقال كفارة لما يكون في المجلس."
 رواه أبو داود

تطريز رياض الصالحين - (1 / 507)
إذا ختم الإنسان المجلس بهذا الذكر كان كفارة لما يكون في المجلس من لغط ونحوه. وإن كان مجلس ذكر كان كالطابع عليه، وكان خيرًا على خير.

فيض القدير - (5 / 493)
<تنبيه> قال بعضهم : الذكر هو التخلص من الغفلة والنسيان بدوام حضور القلب مع الله وقيل ترديد اسم المذكور بالقلب واللسان سواء في ذلك ذكر الله أو صفة من صفاته أو حكم من أحكامه أو فعل من أفعاله أو استدلال على شيء من ذلك أو دعاء أو ذكر رسله أو أنبيائه وما يقرب من الله من فعل أو سبب بنحو قراءة أو ذكر اسمه أو نحو ذلك فالمتفقه ذاكر وكذا المفتي والمدرس والواعظ والمتفكر في عظمته تعالى والممتثل ما أمر الله به والمنتهي عما نهى عنه
التوضيح لشرح الجامع الصحيح - (33 / 588_589)
فتأدب في فاتحته وخاتمته بآداب____السنة، فابتدأ بإخلاص القصد والنية، لتخلص الأمنية، وختم بمراقبة الخواطر ومناقشة النفس على الماضي والاعتماد في تفكر ما لعله يحتاج إلى تفكر مما جعله الشارع مكفرًا لهفوة تحصل ونزعة تدخل، فالختام مسك.
==================================================
1518 - ( صحيح )
 وعن عائشة رضي الله عنها قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس مجلسا أو صلى تكلم بكلمات فسألته عائشة عن الكلمات فقال إن تكلم بخير كان طابعا عليهن إلى يوم القيامة وإن تكلم بشر كان كفارة له سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
 رواه ابن أبي الدنيا والنسائي واللفظ لهما والحاكم والبيهقي

الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني - (19 / 170)
الطابع بالفتح الخاتم يريد أنه يختم عليها وترفع كما يفعل الانسان بما يعز عليه أي تحفظ إلى يوم القيامة

ذخيرة العقبى في شرح المجتبى - (15 / 365)
الظاهر أنها أرادت إذا فرغ من الصلاة، وهذا هو وجه إيراد المصنف رحمه الله له في جملة الأذكار التي تقال بعد التسليم، ويؤيده وصف هذا الذكر بكونه طابعاً، لأن الخاتم إنما يُختم به بعد تمام الشيء المختوم في نهايته، أو خارج ظرفه. والله تعالى أعلم.

ذخيرة العقبى في شرح المجتبى - (15 / 365)
وفيه إشارة إلى الترغيب في تكثير الخير، وتقليل الشر،

ذخيرة العقبى في شرح المجتبى - (15 / 365)
إن تكلّم قبل هذا الذكر بخير، كأن يذكر الله تعالى، أو يعلّم الناس، أو يعظهم، ثم ذكر هذا الذكر عقبه كان هذا الذكر خاتماً يُختم به ذلك الخير، فلا يتطرّق إليه خلل إلى قيام الساعة.

ذخيرة العقبى في شرح المجتبى - (15 / 366)
في فوائده:
منها: ما بوّب له المصنف رحمه الله تعالى، وهو استحباب هذا الذكر بعد التسليم____من الصلاة.
ومنها: ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- من الملازمة لهذا الذكر.
ومنها: بيان فضل هذا الذكر، فإنه مع كونه وجيزاً، غزيرُ الفائدة، فهو خاتم يُختم به العملُ الصالح، فلا يدخله بعده نقص ولا تبديل إلى يوم القيامة، ومحّاء يمحو الهفوات، وزَلّات اللسان، وهذا من فضل الله تعالى على عباده المؤمنين، حيث جعل لهم بكلمات معدودة أجراً عظيماً، {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}. وذلك بسبب اتباعهم لسنة نبيه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- الذي قال سبحانه وتعالى في حقه: {وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا}.
ومنها: ما كانت عليه عائشة من شدّة الحرص على تعلم الخير، فما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعمل عملاً، أو يقول قولاً إلا سألت عنه، وأفادت الأمّة به، فلهذا كانت أكثر أمهات المؤمنين حديثاً، فقد ثبت لها من الحديث في دواوين السنة (2210) حديثاً، ولم ينقل عنهنّ نصفه، بل ولا ربعه. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع المآب.
==================================================
1519 - ( صحيح )
 وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال سبحان الله وبحمده سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك فقالها في مجلس ذكر كان كالطابع يطبع عليه ومن قالها في مجلس لغو كان كفارة له
 رواه النسائي والطبراني ورجالهما رجال الصحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
==================================================
5 - الترغيب في قول لا إله إلا الله وما جاء في فضلها

1520 - ( صحيح )
 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه
 رواه البخاري

عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (2 / 127_128)
قَالَ عِيَاض: مَذْهَب أهل السّنة جَوَاز الشَّفَاعَة عقلا، ووجوبها بِصَرِيح الْآيَات وَالْأَخْبَار الَّتِي بلغ مجموعها التَّوَاتُر لصحتها فِي الْآخِرَة لمذنبي الْمُؤمنِينَ.
وَأجْمع السّلف الصَّالح وَمن بعدهمْ من أهل السّنة على ذَلِك، ومنعت الْخَوَارِج وَبَعض الْمُعْتَزلَة مِنْهَا،
وتأولت الْأَحَادِيث على زيادات الدَّرَجَات وَالثَّوَاب، وَاحْتَجُّوا بقوله تَعَالَى: {فَمَا تنفعهم شَفَاعَة الشافعين} (المدثر: 48) {مَا للظالمين من حميم وَلَا شَفِيع يطاع} (غَافِر: 18)
وَهَذِه إِنَّمَا جَاءَت فِي الْكفَّار، وَالْأَحَادِيث مصرحة بِأَنَّهَا فِي المذنبين.
وَقَالَ: الشَّفَاعَة خَمْسَة أَقسَام. أَولهَا: الإراحة من هول الْموقف. الثَّانِيَة: الشَّفَاعَة فِي إِدْخَال قوم الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب، وَهَذِه أَيْضا وَردت للنَّبِي، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، كَمَا جَاءَ فِي الصَّحِيح.
وَقَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الْقشيرِي: لَا أعلم هَل هِيَ مُخْتَصَّة أم لَا؟ قلت: يُرِيد القَاضِي بِالصَّحِيحِ مَا أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَفِيه: (فأنطلق تَحت الْعَرْش فأقع سَاجِدا) ،
وَفِيه: (فَيُقَال يَا مُحَمَّد أَدخل من أمتك من لَا حِسَاب عَلَيْهِ من الْبَاب الْأَيْمن من أَبْوَاب الْجنَّة) ، وَشبهه من الْأَحَادِيث. الثَّالِثَة: قوم استوجبوا النَّار فَيشفع فيهم نَبينَا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي عدم دُخُولهمْ فِيهَا، قَالَ القَاضِي: وَهَذِه أَيْضا يشفع فِيهَا نَبينَا مُحَمَّد،____
عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، من شَاءَ الله أَن يشفع. الرَّابِعَة: قوم دخلُوا النَّار من المذنبين فَيشفع فيهم نَبينَا مُحَمَّد، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، وَالْمَلَائِكَة والأنبياء والمؤمنون. الْخَامِسَة: الشَّفَاعَة فِي زِيَادَة الدَّرَجَات فِي الْجنَّة لأَهْلهَا، وَهَذِه لَا تنكرهَا الْمُعْتَزلَة.
وَقَالَ القَاضِي: عرف بالاستفاضة سُؤال السّلف الصَّالح الشَّفَاعَة،
وَلَا يلْتَفت إِلَى قَول من قَالَ: يكره سؤالها لِأَنَّهَا لَا تكون إِلَّا للمذنبين، فقد يكون لتخفيف الْحساب وَزِيَادَة الدَّرَجَات، ثمَّ كل عَاقل معترف بالتقصير مُشفق أَن يكون من الهالكين غير مُعْتَد بِعَمَلِهِ، وَيلْزم هَذَا الْقَائِل أَن لَا يَدْعُو بالمغفرة وَالرَّحْمَة لِأَنَّهَا لأَصْحَاب الذُّنُوب،
وَهَذَا كُله خلاف مَا عرف من دُعَاء السّلف وَالْخلف.
وَقَالَ النَّوَوِيّ: الشَّفَاعَة الأولى هِيَ الشَّفَاعَة الْعُظْمَى. قيل: وَهِي المُرَاد بالْمقَام الْمَحْمُود، والمختصة بنبينا، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، وَهِي الأولى وَالثَّانيَِة، وَيجوز أَن تكون الثَّالِثَة وَالْخَامِسَة أَيْضا. وَالله أعلم.

عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (2 / 128)
بَيَان استنباط الْأَحْكَام:
الأول: فِيهِ الْحِرْص على الْعلم وَالْخَيْر، فَإِن الْحَرِيص يبلغ بحرصه إِلَى الْبَحْث عَن الغوامض ودقيق الْمعَانِي، لِأَن الظَّوَاهِر يَسْتَوِي النَّاس فِي السُّؤَال عَنْهَا لاعتراضها أفكارهم، وَمَا لطف من الْمعَانِي لَا يسْأَل عَنهُ إلاَّ الراسخ، فَيكون ذَلِك سَببا للفائدة. وَيَتَرَتَّب عَلَيْهَا أجرهَا وَأجر من عمل بهَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة.
الثَّانِي: فِيهِ تفرس الْعَالم فِي متعلمه، وتنبيهه على ذَلِك لكَونه أبْعث على اجْتِهَاده فِي الْعلم.
الثَّالِث: فِيهِ سكُوت الْعَالم عَن الْعلم إِذا لم يسْأَل حَتَّى يسْأَل، وَلَا يكون ذَلِك كتماً، لِأَن على الطَّالِب السُّؤَال، اللَّهُمَّ إلاَّ إِذا تعين عَلَيْهِ، فَلَيْسَ لَهُ السُّكُوت إلاَّ إِذا تعذر.
الرَّابِع: فِيهِ أَن الشَّفَاعَة تكون لأهل التَّوْحِيد، كَمَا ذكرنَا.
الْخَامِس: فِيهِ ثُبُوت الشَّفَاعَة، وَقد مر مفصلا.
السَّادِس: فِيهِ فَضِيلَة أبي هُرَيْرَة، رَضِي الله عَنهُ.
السَّابِع: فِيهِ جَوَاز الْقسم للتَّأْكِيد. الثَّامِن: فِيهِ جَوَاز الكنية عِنْد الْخطاب، وَالله أعلم بِالصَّوَابِ.
==================================================
1521 - ( صحيح )
 وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من عمل
 زاد عبادة من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء
 رواه البخاري واللفظ له ومسلم
 وفي رواية لمسلم والترمذي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرم الله عليه النار

فتح الباري- تعليق ابن باز - (6 / 474)
قَوْلُهُ [171 النساء]: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ . إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُوا ثَلاَثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا}
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: {كَلِمَتُهُ} كُنْ فَكَانَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: {وَرُوحٌ مِنْهُ} أَحْيَاهُ فَجَعَلَهُ رُوحًا. {وَلاَ تَقُولُوا ثَلاَثَةٌ}.

فتح الباري- تعليق ابن باز - (6 / 475)
قال النووي: هذا حديث عظيم الموقع، وهو من أجمع الأحاديث المشتملة على العقائد؛ فإنه جمع فيه ما يخرج عنه جميع ملل الكفر على اختلاف عقائدهم وتباعدهم. وقال غيره: في ذكر عيسى تعريض بالنصارى وإيذان بأن إيمانهم مع قولهم بالتثليث شرك محض، وكذا قوله: "عبده" وفي ذكر "رسوله" تعريض باليهود في إنكارهم رسالته وقذفه بما هو منزه عنه وكذا أمه. وفي قوله: "وابن أمته" تشريف له، وكذا تسميته بالروح ووصفه بأنه "منه" كقوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ} فالمعنى أنه كائن منه كما أن معنى الآية الأخرى أنه سخر هذه الأشياء كائنة منه، أي أنه مكون كل ذلك وموجده بقدرته وحكمته. وقوله: "وكلمته" إشارة إلى أنه حجة الله على عباده أبدعه من غير أب وأنطقه في غير أوانه وأحيى الموتى على يده، وقيل: سمي كلمة الله لأنه أوجده بقوله كن، فلما كان بكلامه سمي به كما يقال سيف الله وأسد الله، وقيل: لما قال في صغره إني عبد الله، وأما تسميته بالروح فلما كان أقدره عليه من إحياء الموتى، وقيل: لكونه ذا روح وجد من غير جزء من ذي روح.

فتح الباري- تعليق ابن باز - (6 / 475)
وقوله: "أدخله الله الجنة من أي أبواب الجنة شاء"(1) يقتضي دخوله الجنة وتخييره في الدخول من أبوابها، وهو بخلاف ظاهر حديث أبي هريرة الماضي في بدء الخلق فإنه يقتضي أن لكل داخل الجنة بابا معينا يدخل منه، قال: ويجمع بينهما بأنه في الأصل مخير، لكنه يرى أن الذي يختص به أفضل في حقه فيختاره فيدخله مختارا لا مجبورا ولا ممنوعا من الدخول من غيره. قلت: ويحتمل أن يكون فاعل شاء هو الله، والمعنى أن الله يوفقه لعمل يدخله برحمة الله من الباب المعد لعامل ذلك العمل.

فتح الباري- تعليق ابن باز - (6 / 475)
قال البيضاوي في قوله: "على ما كان عليه من العمل" دليل على المعتزلة من وجهين: دعواهم أن العاصي يخلد في النار وأن من لم يتب يجب دخوله في النار، لأن قوله: "على ما كان من العمل" حال من قوله: "أدخله الله الجنة" والعمل حينئذ غير حاصل، ولا يتصور ذلك في حق من مات قبل التوبة إلا إذا أدخل الجنة قبل العقوبة. وأما ما ثبت من لازم أحاديث الشفاعة أن بعض العصاة يعذب ثم يخرج فيخص به هذا العموم، وإلا فالجميع تحت الرجاء، كما أنهم تحت الخوف. وهذا معنى قول أهل السنة: إنهم في خطر المشيئة.
==================================================
1522 - ( صحيح )
 وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل قال يا معاذ بن جبل قال لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثا
 قال ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار
 قال يا رسول الله أفلا أخبر به الناس فيستبشروا قال إذا يتكلوا وأخبر بها معاذ عند موته تأثما
 رواه البخاري ومسلم

تطريز رياض الصالحين - (1 / 282)
وقوله: «تأثُّماً» أي خوفاً مِنْ الإثم في كَتْم هَذَا العلم.
قوله: «صدقًا من قلبه» ، هذا: القيد لإخراج شهادة اللسان إذا لم يطابقها الجنان، كالمنافقين.
قوله: (ألا أُخبر بها الناس فيستبشروا، قال: «إذًا يتكلوا» .) ، ... أي: يتركوا العمل، ويتكلوا على ذلك، فيأثموا بترك الواجب، ويفوتهم أعالي المنازل بترك المستحب، فأشار إلى معاذ بالترك، لأنه رأى المصلحة في ذلك أتم من الإعلام.
وفيه: أن العالم يراعي المصلحة في كتمان العلم ونشره.

عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (2 / 208)
فِيهِ جَوَاز الِاجْتِهَاد بِحَضْرَتِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَوْله عِنْد مَوته أَي عِنْد موت معَاذ رَضِي الله عَنهُ

عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (2 / 208)
فِيهِ جَوَاز الِاجْتِهَاد بِحَضْرَتِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَوْله عِنْد مَوته أَي عِنْد موت معَاذ رَضِي الله عَنهُ

عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (2 / 208)
الأول : فِيهِ أَنه يجب أَن يخص بِالْعلمِ قوم فيهم الضَّبْط وَصِحَّة الْفَهم وَلَا يبْذل الْمَعْنى اللَّطِيف لمن لَا يستأهله من الطّلبَة وَمن يخَاف عَلَيْهِ التَّرَخُّص والاتكال لتقصير فهمه،
الثَّانِي : فِيهِ جَوَاز ركُوب الِاثْنَيْنِ على دَابَّة وَاحِدَة
الثَّالِث : فِيهِ منزلَة معَاذ رَضِي الله عَنهُ وعزته عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
الرَّابِع : فِيهِ تكْرَار الْكَلَام لنكتة وَقصد معنى
الْخَامِس : فِيهِ جَوَاز الاستفسار من الإِمَام عَمَّا يتَرَدَّد فِيهِ واستئذانه فِي إِشَاعَة مَا يعلم بِهِ وَحده
السَّادِس : فِيهِ الْإِجَابَة بلبيك وَسَعْديك السَّابِع فِيهِ بِشَارَة عَظِيمَة للموحدين

المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم - (1 / 122)
وَمِنْ َبابِ لاَ يَكْفِي مُجَرَّدُ التَّلَفُّظِ بِالشَّهَادَتَيْنِ ، بَلْ لاَ بُدَّ مِنِ اسْتِيقَانِ الْقَلْبِ
هذه الترجمةُ تنبيهٌ على فسادِ مذهبِ غُلاَةِ المرجئةِ القائلين : إنَّ التلفُّظَ بالشهادتين كافٍ في الإيمان ، وأحاديثُ هذا الباب تَدُلُّ على فساده ، بل هو مذهبٌ معلومٌ الفساد من الشريعة لمن وَقَفَ عليها ، ولأنَّهُ يَلْزَمُ منه تسويغُ النفاقِ ، والحُكْمُ للمنافق بالإيمانِ الصحيح ، وهو باطلٌ قطعًا.
==================================================
1523 - ( صحيح )
 وعن رفاعة الجهني رضي الله عنه قال :
((أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالكديد أو بقديد فحمد الله وقال خيرا، وقال : أشهد عند الله لا يموت عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله صدقا من قلبه ثم يسدد إلا سلك في الجنة))
 رواه أحمد بإسناد لا بأس به وهو قطعة من حديث

   مسند أحمد موافقا لثلاث طبعات - (4 / 16)،__ مسند الطيالسي ( دار المعرفة ) - (1 / 182/ رقم :1291)__حلية الأولياء - (6 / 286)
==================================================
1524 - ( حسن )
 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما قال عبد لا إله إلا الله قط مخلصا إلا فتحت له أبواب السماء حتى يفضي إلى العرش ما اجتنبت الكبائر
 رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (4 / 1603)
(مَا قَالَ عَبْدٌ) أَيْ: مُسْتَشْعِرًا لِعُبُودِيَّتِهِ وَحُدُوثِ وَجُودِهِ، وَمُسْتَذْكِرًا لِأُلُوهِيَّةِ رَبِّهِ وَتَوْحِيدِ مَعْبُودِهِ (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصًا) أَيْ: مِنْ غَيْرِ رِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ أَوْ مُؤْمِنًا غَيْرَ مُنَافِقٍ (قَطُّ إِلَّا فُتِحَتْ) : بِالتَّخْفِيفِ وَتُشَدَّدُ (لَهُ) أَيْ: لِهَذَا الْكَلَامِ أَوِ الْقَوْلِ (أَبْوَابُ السَّمَاءِ)

جامع العلوم والحكم - (1 / 217)
وأما التهليل وحده فإنه يصل إلى الله من غير حجاب بينه وبينه

مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (7 / 475)
قال الطيبي: الحديث السابق دل على تجاوزه من العرش حتى انتهى إلى الله تعالى، والمراد من ذلك سرعة القبول والاجتناب عن الكبائر شرط للسرعة لا لأجل الثواب والقبول - انتهى. أو لأجل كمال الثواب ومراتب القبول لأن السيئة لا تحبط الحسنة بل الحسنة تذهب السيئة

مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (7 / 476)
 وفي الحديث تحذير عن ارتكاب الكبائر وإشعار إلى قوله تعالى: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} [فاطر:10]
==================================================
1525 - ( صحيح )
 وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره يصيبه قبل ذلك ما أصابه
 رواه البزار والطبراني ورواته رواة الصحيح

التنوير شرح الجامع الصغير - (1 / 245)
 المراد: من قال لا إله إلا الله مع الإقرار بأنَّ محمدًا رسول الله؛ لأنه علم من ضرورة دينه صلى الله عليه وآله وسلم وجوب الإقرار برسالته بكلمة التوحيد، حيث وردت مقيدة بما علم من الدين ضرورة، وأنها لا تتم إفادتها إلا مع قرينتها، فإن اليهود تقولها وتعتقدها مع أنهم في النار خالدين، فمثل: "من كان آخر قوله من الدنيا لا إله إلا الله" (2) أي مع اعتقاد الرسالة ثم الأظهر أن هذه البشرى مثل قوله تعالى: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48]، وإن من كان من أهلها ولم يقم بحقها داخل تحت المشيئة وهذا أقرب التأويل

التنوير شرح الجامع الصغير - (10 / 332)
وفيه الحث على ادخار هذه الكلمة والمراد مقرونة بالإقرار أن "محمدا رسول الله"

==================================================
1526 - ( حسن )
 وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله
 رواه ابن ماجه والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم كلهم من طريق طلحة بن خراش عنه وقال الحاكم صحيح الإسناد

الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي - مطبعة الحلبي-غير موافق - (1 / 344)
واستدل له بخبر " أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله " دل بمنطوقه على أن كلا من الكلمتين أفضل نوعه وبمفهومه على أن الأولى أفضل لأن نوع الذكر أفضل من نوع الدعاء ، وبالخبر الضعيف " التوحيد ثمن الجنة والحمد ثمن كل نعمة " لأن الجنة أفضل من كل النعم الدنيوية فيكون ثمنها أفضل .

التيسير بشرح الجامع الصغير ـ للمناوى - (1 / 367)
لأن الدعاء عبارة عن ذكر الله وأن تطلب منه الحاجة والحمد يشملهما ذكره الإمام وقال المؤلف دل بمنطوقه على أن كلا منهما أفضل نوعه وبمفهومه على أن لا إله إلا الله أفضل من الحمد لأن نوع الذكر أفضل انتهى ويؤيده قول الغزالي الذكر أفضل العبادات مطلقا

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (4 / 1598)
( «وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ» ) : لِأَنَّ الدُّعَاءَ عِبَارَةٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، وَأَنْ يَطْلُبَ مِنْهُ حَاجَتَهُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ يَشْمَلُهُمَا فَإِنَّ مَنْ حَمِدَ اللَّهَ يَحْمَدُهُ عَلَى نِعْمَتِهِ، وَالْحَمْدُ عَلَى النِّعْمَةِ طَلَبُ الْمَزِيدِ وَهُوَ رَأْسُ الشُّكْرِ. اهـ. قَالَ تَعَالَى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7] وَلِذَا جَعَلَ الْفَاتِحَةَ أُمَّ الْقُرْآنِ. قَالَ الطِّيبِيُّ: إِطْلَاقُ الدُّعَاءِ عَلَى الْحَمْدِ مِنْ بَابِ الْمَجَازِ، وَلَعَلَّهُ جُعِلَ أَفْضَلَ الدُّعَاءِ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ سُؤَالٌ لَطِيفٌ يَدِقُّ مَسْلَكُهُ
==================================================
1527 - ( صحيح موقوف )
 وعن عبد الله رضي الله عنه من جاء بالحسنة قال من جاء بلا إله إلا الله ومن جاء بالسيئة قال من جاء بالشرك
 رواه الحاكم موقوفا وقال صحيح على شرطهما
==================================================
1528 - ( صحيح )
 وعن عمرو رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقا من قلبه فيموت على ذلك إلا حرم على النار لا إله إلا الله
 رواه الحاكم
 وقال صحيح على شرطهما وروياه بنحوه
==================================================
1529 - ( حسن )
 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا من شهادة أن لا إله إلا الله قبل أن يحال بينكم وبينها
 رواه أبو يعلى بإسناد جيد قوي

التيسير بشرح الجامع الصغير ـ للمناوى - (1 / 405)
أي أكثروا النطق بها مع استحضارها في القلب

الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي - مطبعة الحلبي-غير موافق - (1 / 163)
(هذا وورد في فضل لا إله إلا الله أحاديث كثيرة فلا بأس بالتعرض لبعضها . منها...)

شرح رياض الصالحين - (4 / 28)
أفضلها أو أعلاها قول لا إله إلا الله هذه الكلمة العظيمة لو وزنت السماوات السبع والأرضين السبع وجميع المخلوقات لرجحت بهن لأنها أعظم كلمة وهي كلمة التوحيد التي إذا قالها الإنسان صار مسلما وإذا استكبر عنها صار كافرا فهي الحد الفاصل بين الإيمان والكفر ولذلك كانت أعلى شعب الإيمان وأفضلها لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله عز وجل فكل المعبودات من دون الله باطلة إلا الله وحده لا شريك له فهو الحق،
كما قال الله تبارك وتعالى: ((ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ))
==================================================
1530 - ( صحيح لغيره )
 وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بوصية نوح ابنه قالوا بلى
 قال أوصى نوح ابنه فقال لابنه يا بني إني أوصيك باثنتين وأنهاك عن اثنتين أوصيك بقول لا إله إلا الله فإنها لو وضعت في كفة ووضعت السموات والأرض في كفة لرجحت بهن ولو كانت حلقة لقصمتهن حتى تخلص إلى الله
 فذكر الحديث
 رواه البزار ورواته محتج بهم في الصحيح إلا ابن إسحاق
==================================================
1531 - ( صحيح )
 وهو في النسائي عن صالح بن سعيد رفعه إلى سليمان بن يسار إلى رجل من الأنصار لم يسمه
==================================================
1532 - ( صحيح )
 ورواه الحاكم عن عبد الله وقال صحيح الإسناد ولفظه قال وآمركما بلا إله إلا الله فإن السموات والأرض وما فيهما لو وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في الكفة الأخرى كانت أرجح منهما ولو أن السموات والأرض وما فيهما كانت حلقة فوضعت لا إله إلا الله عليهما لقصمتهما وآمركما بسبحان الله وبحمده فإنها صلاة كل شيء وبها يرزق كل شيء
==================================================
صحيح الترغيب والترهيب - (2 / 105)
 1533 - ( صحيح )
 وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يستخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا كل سجل مثل مد البصر ثم يقول أتنكر من هذا شيئا أظلمك كتبتي الحافظون فيقول لا يا رب فيقول أفلك عذر فقال لا يا رب فيقول الله تعالى بلى إن لك عندنا حسنة فإنه لا ظلم عليك اليوم فتخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فيقول احضر وزنك فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات فقال فإنك لا تظلم فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الله شيء
 رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم والبيهقي وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم
==================================================








Tidak ada komentar:

Posting Komentar