تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي
(ص: 70)
59 - وَرَوَى يَزِيدُ الرُّقَاشِيُّ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ :
جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ_ فِي سَاعَةٍ مَا كَانَ
يَأْتِيهِ فِيهَا مُتَغَيِّرَ اللَّوْنِ،
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ_ :
«مَا لِي أَرَاكَ مُتَغَيِّرَ اللَّوْنِ؟»
فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ جِئْتُكَ فِي السَّاعَةِ الَّتِي
أَمَرَ اللَّهُ بِمَنَافِخِ النَّارِ أَنْ تُنْفَخَ فِيهَا، وَلَا يَنْبَغِي
لِمَنْ يَعْلَمُ أَنَّ جَهَنَّمَ حَقٌّ وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ وَأَنَّ عَذَابَ
الْقَبْرِ حَقٌّ وَأَنَّ عَذَابَ اللَّهِ أَكْبَرُ أَنْ تَقَرَّ عَيْنُهُ حَتَّى
يَأْمَنَهَا.
فَقَالَ النَّبِيُّ _صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ :
«يَا جِبْرِيلُ صِفْ لِي جَهَنَّمَ»
قَالَ : نَعَمْ. إِنَّ اللَّهَ _تَعَالَى_ لَمَّا خَلَقَ
جَهَنَّمَ أَوْقَدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ فَاحْمَرَّتْ، ثُمَّ أَوْقَدَ
عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ فَابْيَضَّتْ، ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ
فَاسْوَدَّتْ، فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ لَا يَنْطَفِئُ لَهَبُهَا، وَلَا
جَمْرُهَا،
وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ أَنَّ مِثْلَ خُرْمِ إِبْرَةٍ فُتِحَ مِنْهَا
لَاحْتَرَقَ أَهْلُ الدُّنْيَا عَنْ آخِرِهِمْ مِنْ حَرِّهَا،
وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ أَنَّ ثَوْبًا مِنْ أَثْوَابِ أَهْلِ النَّارِ
عُلِّقَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَمَاتَ جَمِيعُ أَهْلِ الْأَرْضِ مِنْ
نَتَنِهَا وَحَرِّهَا عَنْ آخِرِهِمْ، لِمَا يَجِدُونَ مِنْ حَرِّهَا،
وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيًّا، لَوْ أَنَّ ذِرَاعًا مِنَ السِّلْسِلَةِ الَّتِي
ذَكَرَهَا اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ، وُضِعَ عَلَى جَبَلٍ : لَذَابَ
حَتَّى يَبْلُغَ الْأَرْضَ السَّابِعَةَ.
وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيًّا لَوْ أَنَّ رَجُلًا بِالْمَغْرِبِ يُعَذَّبُ، لَاحْتَرَقَ
الَّذِي بِالْمَشْرِقِ مِنْ شِدَّةِ عَذَابِهَا، حَرُّهَا شَدِيدٌ___وَقَعْرُهَا
بَعِيدٌ، وَحُلِيُّهَا حَدِيدٌ، وَشَرَابُهَا الْحَمِيمُ وَالصَّدِيدُ،
وَثِيَابُهَا مُقَطَّعَاتٌ.
النِّيرَانُ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ.
لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ مِنَ الرِّجَالِ
وَالنِّسَاءِ، فَقَالَ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ :
«أَهِيَ كَأَبْوَابِنَا هَذِهِ؟» قَالَ: لَا،
وَلَكِنَّهَا مَفْتُوحَةٌ، بَعْضُهَا أَسْفَلُ مِنْ بَعْضٍ.
مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ مَسِيرَةُ سَبْعِينَ سَنَةً،
كُلُّ بَابٍ مِنْهَا أَشَدُّ حَرًّا مِنَ الَّذِي يَلِيهِ سَبْعِينَ ضِعْفًا،
يُسَاقُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَيْهَا فَإِذَا انْتَهَوْا إِلَى بَابِهَا
اسْتَقْبَلَتْهُمُ الزَّبَانِيَةُ بَالْأَغْلَالِ وَالسَّلَاسِلِ،
فَتُسْلَكُ السِّلْسِلَةُ فِي فَمِهِ وَتَخْرُجُ مِنْ
دُبُرِهِ، وَتُغَلُّ يَدُهُ الْيُسْرَى إِلَى عُنُقِهِ وَتَدْخُلُ يَدُهُ
الْيُمْنَى فِي فُؤَادِهِ وَتُنْزَعُ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ،
وَتُشَدُّ بِالسَّلَاسِلِ وَيُقْرَنُ كُلُّ آدَمِيٍّ مَعَ
شَيْطَانٍ فِي سِلْسِلَةٍ، وَيُسْحَبُ عَلَى وَجْهِهِ وَتَضْرِبُهُ
الْمَلَائِكَةُ، بِمَقَامِعَ مِنْ حَدِيدٍ، كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا
مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا.
فَقَالَ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ :
«مَنْ سُكَّانُ هَذِهِ الْأَبْوَابِ؟»
فَقَالَ :
"أَمَّا الْبَابُ الْأَسْفَلُ : فَفِيهِ
الْمُنَافِقُونَ، وَمَنْ كَفَرَ مِنْ أَصْحَابِ الْمَائِدَةِ وَآلِ فِرْعَوْنَ،
وَاسْمُهَا الْهَاوِيَةُ،
وَالْبَابُ الثَّانِي : فِيهِ الْمُشْرِكُونَ، وَاسْمُهُ :
الْجَحِيمُ،
وَالْبَابُ الثَّالِثُ : فِيهِ الصَّابِئُونَ، وَاسْمُهُ
سَقَرٌ،
وَالْبَابُ الرَّابِعُ : فِيهِ إِبْلِيسُ، وَمَنْ
تَبِعَهُ، وَالْمَجُوسُ. وَاسْمُهُ : لَظَى،
وَالْبَابُ الْخَامِسُ : فِيهِ الْيَهُودُ. وَاسْمُهُ : الْحُطَمَةُ،
وَالْبَابُ السَّادِسُ : فِيهِ النَّصَارَى. وَاسْمُهُ : السَّعِيرُ،
ثُمَّ أَمْسَكَ جِبْرِيلُ حَيَاءً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_.
فَقَالَ لَهُ _عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ_ :
«أَلَا تُخْبِرُنِي مَنْ سُكَّانُ الْبَابِ السَّابِعِ؟»
فَقَالَ :
"فِيهِ أَهْلُ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِكَ : الَّذِينَ
مَاتُوا، وَلَمْ يَتُوبُوا"،
فَخَرَّ النَّبِيُّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_
مَغْشِيًّا عَلَيْهِ،
فَوَضَعَ جِبْرِيلُ رَأْسَهُ عَلَى حِجْرِهِ حَتَّى
أَفَاقَ،
قَالَ : «يَا جِبْرِيلُ، عَظُمَتْ مُصِيبَتِي وَاشْتَدَّ حُزْنِي، أَوَ يَدْخُلُ
أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِي النَّارَ»
قَالَ : "نَعَمْ، أَهْلُ الْكَبَائِرِ مِنْ
أُمَّتِكَ."
ثُمَّ بَكَى رَسُولُ اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ_، وَبَكَى جِبْرِيلُ.
وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مَنْزِلَهُ وَاحْتَجَبَ عَنِ النَّاسِ.
فَكَانَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا إِلَى الصَّلَاةِ يُصَلِّي
وَيَدْخُلُ وَلَا يُكَلِّمُ أَحَدًا وَيَأْخُذُ فِي الصَّلَاةِ وَيَبْكِي
وَيَتَضَرَّعُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى،
فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ، أَقْبَلَ أَبُو
بَكْرٍ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ_ حَتَّى وَقَفَ بِالْبَابِ
وَقَالَ :
"السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، يَا أَهْلَ بَيْتِ
الرَّحْمَةِ، هَلْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_
مِنْ سَبِيلٍ؟"
فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، فَتَنَحَّى بَاكِيًا، فَأَقْبَلَ
عُمَرُ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ_، فَوَقَفَ بِالْبَابِ،
وَقَالَ : "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، يَا أَهْلَ
بَيْتِ الرَّحْمَةِ، هَلْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ_ مِنْ سَبِيلٍ؟"
فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، فَتَنَحَّى وَهُوَ يَبْكِي،
فَأَقْبَلَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ حَتَّى وَقَفَ
بِالْبَابِ وَقَالَ :
"السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، يَا أَهْلَ بَيْتِ
الرَّحْمَةِ، هَلْ إِلَى مَوْلَايَ رَسُولِ اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ_ مِنْ سَبِيلٍ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، فَأَقْبَلَ يَبْكِي مَرَّةً
وَيَقَعُ مَرَّةً، وَيَقُومُ أُخْرَى حَتَّى أَتَى بِبَيْتِ فَاطِمَةَ وَوَقَفَ
بِالْبَابِ،
ثُمَّ قَالَ : "السَّلَامُ عَلَيْكِ، يَا ابْنَةَ
رَسُولِ اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_".
وَكَانَ عَلِيٌّ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ_ غَائِبًا،
فَقَالَ : "يَا ابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ، إِنَّ
رَسُولَ اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ قَدِ احْتَجَبَ عَنِ
النَّاسِ، فَلَيْسَ يَخْرُجُ إِلَّا إِلَى الصَّلَاةِ، فَلَا يُكَلِّمُ أَحَدًا
وَلَا يَأْذَنُ لِأَحَدٍ فِي الدُّخُولِ عَلَيْهِ"،
فَاشْتَمَلَتْ فَاطِمَةُ بِعَبَاءَةٍ قُطْوَانِيَّةٍ،
وَأَقْبَلَتْ حَتَّى وَقَفَتْ عَلَى بَابِ رَسُولِ اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_، ثُمَّ سَلَّمَتْ، وَقَالَتْ : "يَا رَسُولَ اللَّهِ،
أَنَا فَاطِمَةُ."
وَرَسُولُ اللَّهِ سَاجِدٌ يَبْكِي، فَرَفَعَ رَأْسَهُ،
وَقَالَ :
«مَا بَالُ قُرَّةِ عَيْنِي فَاطِمَةَ حُجِبَتْ عَنِّي
افْتَحُوا لَهَا الْبَابَ»
فَفُتِحَ لَهَا الْبَابُ، فَدَخَلَتْ فَلَمَّا نَظَرَتْ
إِلَى رَسُولِ اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_، بَكَتْ بُكَاءً
شَدِيدًا،
لَمَّا رَأَتْ مِنْ حَالِهِ مُصْفَرًّا مُتَغَيِّرًا،
قَدْ ذَابَ لَحْمُ وَجْهِهِ مِنَ الْبُكَاءِ وَالْحُزْنِ : فَقَالَتْ : "يَا
رَسُولَ اللَّهِ، مَا الَّذِي نَزَلَ عَلَيْكَ؟"
فَقَالَ :
«يَا فَاطِمَةُ جَاءَنِي جِبْرِيلُ وَوَصَفَ لِي
أَبْوَابَ جَهَنَّمَ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّ فِي أَعْلَى بَابِهَا أَهْلُ
الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي، فَذَلِكَ الَّذِي أَبْكَانِي وَأَحْزَنَنِي» .
قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَدْخُلُونَهَا؟
قَالَ: «بَلَى تَسُوقُهُمُ الْمَلَائِكَةُ إِلَى النَّارِ وَلَا تَسْوَدُّ
وُجُوهُهُمْ وَلَا تَزْرَقُّ أَعْيُنُهُمْ وَلَا يُخْتَمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ
وَلَا يُقْرَنُونَ مَعَ الشَّيَاطِينِ وَلَا يُوضَعُ عَلَيْهِمُ السَّلَاسِلُ
وَالْأَغْلَالُ» .
قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ
تَقُودُهُمُ الْمَلَائِكَةُ؟
فَقَالَ : " أَمَّا الرِّجَالُ فَبِاللِّحَى وَأَمَّا
النِّسَاءُ فَبِالذَّوَائِبِ وَالنَّوَاصِي، فَكَمْ مِنْ شَيْبَةٍ مِنْ أُمَّتِي
يُقْبَضُ عَلَى لِحْيَتِهِ وَيُقَادُ إِلَى النَّارِ وَهُوَ يُنَادِي
وَاشَيْبَتَاهُ وَاضَعْفَاهُ،
وَكَمْ مِنْ شَابٍّ قَدْ قُبِضَ عَلَى لِحْيَتِهِ يُسَاقُ
إِلَى النَّارِ وَهُوَ يُنَادِي وَاشَبَابَاهُ.
وَاحُسْنَ صُورَتَاهُ،
وَكَمْ مِنَ امْرَأَةٍ مِنْ أُمَّتِي قَدْ قُبِضَ عَلَى
نَاصِيَتِهَا تُقَادُ إِلَى النَّارِ وَهِيَ تُنَادِي وَافَضِيحَتَاهُ وَاهَتْكَ
سِتْرَاهُ، حَتَّى يُنْتَهَى بِهِمْ إِلَى مَالِكٍ،
فإذا نظر إليهم مالك قَالَ لِلْمَلَائِكَةِ : مَنْ
هَؤُلَاءِ؟ فَمَا وَرَدَ عَلَيَّ مِنَ الْأَشْقِيَاءِ أَعْجَبُ شَأْنًا مِنْ
هَؤُلَاءِ! لَمْ تَسْوَدَّ وُجُوهُهُمْ وَلَمْ تَزْرَقَّ أَعْيُنُهُمْ وَلَمْ
يُخْتَمْ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ، وَلَمْ يُقْرَنُوا مَعَ الشَّيَاطِينِ وَلَمْ
تُوضَعُ السَّلَاسِلُ وَالْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ؟
فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ :
"هَكَذَا أُمِرْنَا أَنْ نَأْتِيَكَ بِهِمْ عَلَى
هَذِهِ الْحَالَةِ."
فَيَقُولُ لَهُمْ مَالِكٌ : "يَا مَعْشَرَ
الْأَشْقِيَاءِ مَنْ أَنْتُمْ؟ ".
وَرُوِيَ فِي خَبَرٍ آخَرَ :
أَنَّهُمْ لَمَّا قَادَتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يُنَادُونَ
وَا مُحَمَّدَاهُ، فَلَمَّا رَأَوْا مَالِكًا نَسُوا اسْمَ مُحَمَّدٍ _صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ مِنْ هَيْبَتِهِ، فَيَقُولُ لَهُمْ : "مَنْ
أَنْتُمْ؟"
فَيَقُولُونَ :
"نَحْنُ مِمَّنْ أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْقُرْآنُ،
وَنَحْنُ مِمَّنْ يَصُومُ رَمَضَانَ"،
فَيَقُولُ مَالِكٌ : "مَا نَزَل الْقُرْآنُ إِلَّا
عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_.
فَإِذَا سَمِعُوا اسْمَ مُحَمَّدٍ : صَاحُوا، وَقَالُوا :
"نَحْنُ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ _صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_"،
فَيَقُولُ لَهُمْ مَالِكٌ : "أَمَا كَانَ لَكُمْ فِي
الْقُرْآنِ زَاجِرٌ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ تَعَالَى؟!"
فَإِذَا وَقَفَ بِهِمْ شَفِيرَ جَهَنَّمَ، وَنَظَرُوا
إِلَى النَّارِ وَإِلَى الزَّبَانِيَةِ،
قَالُوا يَا مَالِكُ : "ائْذَنْ لَنَا فَنَبْكِي
عَلَى أَنْفُسِنَا"،
فَيَأْذَنُ لَهُمْ فَيَبْكُونَ الدُّمُوعَ حَتَّى لَمْ
يَبْقَ لَهُمْ دُمُوعٌ فَيَبْكُونَ الدَّمَ، فَيَقُولُ مَالِكٌ: مَا أَحْسَنَ
هَذَا الْبُكَاءَ لَوْ كَانَ فِي الدُّنْيَا، فَلَوْ كَانَ هَذَا الْبُكَاءُ فِي
الدُّنْيَا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ مَا مَسَّتْكُمُ النَّارُ الْيَوْمَ.
فَيَقُولُ مَالِكٌ لِلزَّبَانِيَةِ أَلْقُوهُمْ.
أَلْقُوهُمْ فِي النَّارِ.
فَإِذَا أُلْقُوا فِي النَّارِ، نَادَوْا بِأَجْمَعِهِمْ
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَتَرْجِعُ النَّارُ عَنْهُمْ فَيَقُولُ مَالِكٌ يَا
نَارُ خُذِيهِمْ، فَتَقُولُ كَيْفَ آخُذُهُمْ وَهُمْ يَقُولُونَ: لَا إِلَهَ
إِلَّا اللَّهُ.
فَيَقُولُ مَالِكٌ لِلنَّارِ: خُذِيهِمْ، فَتَقُولُ
كَيْفَ آخُذُهُمْ وَهُمْ يَقُولُونَ لَا إلَهَ إِلَّا اللَّهُ،
فَيَقُولُ مَالِكٌ : نَعَمْ بِذَلِكَ أَمَرَ رَبُّ
الْعَرْشِ.
فَتَأْخُذُهُمْ فَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إِلَى
قَدَمَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ
تَأْخُذُهُ إِلَى حِقْوَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إِلَى حَلْقِهِ.
فَإِذَا أَهْوَتِ النَّارُ إِلَى وَجْهِهِ، قَالَ مَالِكٌ
لَا تَحْرِقِي وَجُوهَهُمْ فَطَالَمَا سَجَدُوا لِلرَّحْمَنِ فِي الدُّنْيَا،
وَلَا تَحْرِقِي قُلُوبَهُمْ فَطَالَمَا عَطِشُوا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ"،
فَيَبْقُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ فِيهَا وَيَقُولُونَ يَا
أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ، فَإِذَا أَنْفَذَ اللَّهُ
تَعَالَى حُكْمَهُ قَالَ يَا جِبْرِيلُ: مَا فَعَلَ الْعَاصُونَ مِنْ أُمَّةِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولُ اللَّهُمَّ أَنْتَ
أَعْلَمُ بِهِمْ، فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَانْظُرْ مَا حَالُهُمْ.
فَيَنْطَلِقُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ
إِلَى مَالِكٍ وَهُوَ عَلَى مِنْبَرٍ مِنْ نَارٍ فِي وَسَطِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا
نَظَرَ مَالِكٌ إِلَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، قَامَ
تَعْظِيمًا لَهُ، فَيَقُولُ يَا جِبْرِيلُ: مَا أَدْخَلَكَ هَذَا الْمَوْضِعَ؟ !
فَيَقُولُ مَا فَعَلْتَ بِالْعِصَابَةِ الْعَاصِيَةِ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ؟
فَيَقُولُ مَالِكٌ: مَا أَسْوَأَ حَالَهُمْ وَأَضْيَقَ مَكَانَهُمْ، قَدْ
أُحْرِقَتْ أَجْسَامُهُمْ وَأُكِلَتْ لُحُومُهُمْ، وَبَقِيَتْ وَجُوهُهُمْ
وَقُلُوبُهُمْ يَتَلأْلأُ فِيهَا الْإِيمَانُ،___
فَيَقُولُ جِبْرِيلُ ارْفَعِ الطَّبَقَ عَنْهُمْ حَتَّى
أَنْظُرَ إِلَيْهِمْ.
قَالَ، فَيَأْمُرُ مَالِكٌ الْخَزَنَةَ فَيَرْفَعُونَ
الطَّبَقَ عَنْهُمْ، فَإِذَا نَظَرُوا إِلَى جِبْرِيلَ وَإِلَى حُسْنِ خُلُقِهِ
عَلِمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ مَلَائِكَةِ الْعَذَابِ، فَيَقُولُونَ مَنْ هَذَا
الْعَبْدُ الَّذِي لَمْ نَرَ أَحَدًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ؟ فَيَقُولُ مَالِكٌ:
هَذَا جِبْرِيلُ الْكَرِيمُ عَلَى رَبِّهِ الَّذِي كَانَ يَأْتِي مُحَمَّدًا
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْوَحْيِ.
فَإِذَا سَمِعُوا ذِكْرَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاحُوا بِأَجْمَعِهِمْ، وَقَالُوا :
"يَا جِبْرِيلُ، أَقْرِئْ مُحَمَّدًا _صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ مِنَّا السَّلَامَ، وَأَخْبِرْهُ أَنَّ مَعَاصِينَا
فَرَّقَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ، وَأَخْبِرْهُ بِسُوءِ حَالِنَا"،
فَيَنْطَلِقُ جِبْرِيلُ حَتَّى يَقُومَ بَيْنَ يَدَيِ
اللَّهِ تَعَالَى، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى، كَيْفَ رَأَيْتَ أُمَّةَ
مُحَمَّدٍ؟ فَيَقُولُ يَا رَبِّ مَا أَسْوَأَ حَالَهُمْ وَأَضْيَقَ مَكَانَهُمْ،
فَيَقُولُ هَلْ سَأَلُوكَ شَيْئًا؟
فَيَقُولُ يَا رَبِّ نَعَمْ سَأَلُونِي أَنْ أُقْرِئَ
نَبِيَّهُمْ مِنْهُمُ السَّلَامَ، وَأُخْبِرْهُ بِسُوءِ حَالِهِمْ،
فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى انْطَلِقْ وَأَخْبِرْهُ
فَيَنْطَلِقُ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَهُوَ فِي خَيْمَةٍ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ لَهَا أَرْبَعَةُ آلَافِ بَابٍ،
لِكُلِّ بَابٍ مِصْرَاعَانِ مِنْ ذَهَبٍ، فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ قَدْ جِئْتُكَ
مِنْ عِنْدِ الْعِصَابَةِ الَّذِينَ يُعَذَّبُونَ مِنْ أُمَّتِكَ فِي النَّارِ،
وَهُمْ يُقْرِؤُونَكَ السَّلَامَ وَيَقُولُونَ مَا أَسْوَأَ حَالَنَا وَأَضْيَقَ
مَكَانَنَا فَيَأْتِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى
تَحْتِ الْعَرْشِ فَيَخِرُّ سَاجِدًا وَيُثْنِي عَلَى اللَّهِ تَعَالَى ثَنَاءً
لَمْ يُثْنِ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِثْلَهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى ارْفَعْ
رَأْسَكَ وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَيَقُولُ يَا رَبِّ
الْأَشْقِيَاءُ مِنْ أُمَّتِي، قَدْ أَنْفَذْتَ فِيهِمْ حُكْمَكَ وَانْتَقَمْتَ
مِنْهُمْ، فَشَفِّعْنِي فِيهِمْ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى قَدْ شَفَّعْتُكَ
فِيهِمْ، فَائْتِ النَّارَ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا
اللَّهُ، فَيَنْطَلِقُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا
نَظَرَ مَالِكٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ تَعْظِيمًا
لَهُ، فَيَقُولُ يَا مَالِكُ مَا حَالُ أُمَّتِي الْأَشْقِيَاءِ؟ فَيَقُولُ مَا
أَسْوَأَ حَالَهُمْ وَأَضْيَقَ مَكَانَهُمْ؛ فَيَقُولُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ افْتَحِ الْبَابَ وَارْفَعِ الطَّبَقَ فَإِذَا نَظَرَ أَهْلُ
النَّارِ إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاحُوا
بِأَجْمَعِهِمْ فَيَقُولُونَ يَا مُحَمَّدٌ أَحْرَقَتِ النَّارُ جُلُودَنَا،
وَأَحْرَقَتْ أَكْبَادَنَا،____فَيُخْرِجُهُمْ جَمِيعًا وَقَدْ صَارُوا فَحْمًا
قَدْ أَكَلَتْهُمُ النَّارُ، فَيَنْطَلِقُ إِلَى نَهْرٍ بِبَابِ الْجَنَّةِ
يُسَمَّى نَهْرُ الْحَيَوَانِ، فَيَغْتَسِلُونَ مِنْهُ فَيَخْرُجُونَ مِنْهُ
شَبَابًا جُرُدًا مُرْدًا مُكَحَّلِينَ، وَكَأَنَّ وَجُوهَهُمْ مِثْلُ
الْقَمَرِ، مَكْتُوبٌ عَلَى جِبَاهِهِمْ، الْجَهَنَّمِيُّونَ عُتَقَاءُ
الرَّحْمَنِ مِنَ النَّارِ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ.
فَإِذَا رَأَى أَهْلُ النَّارِ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ قَدْ
أُخْرِجُوا مِنْهَا، قَالُوا يَا لَيْتَنَا كُنَّا مُسْلِمِينَ، وَكُنَّا
نَخْرُجُ مِنَ النَّارِ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ
كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر: 2] .
|
الحديث 59 :
المعجم الأوسط (3/ 89/ رقم : 2583 )، صفة النار لابن أبي الدنيا (ص: 103) (رقم
: 157)
قال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (2/ 432) (رقم : 2125) : "موضوع"
وفيه : سلام بن سليم أو ابن سلم أو ابن سليمان ، التميمى السعدى أبو سليمان ،
و يقال أبو أيوب ، المدائنى ، و هو سلام الطويل
الطبقة : 7 : من كبار أتباع التابعين
الوفاة : 177 هـ
روى له : ق ( ابن ماجه )
رتبته عند ابن حجر : متروك
رتبته عند الذهبي : قال البخارى :
تركوه
تخريج أحاديث إحياء علوم الدين (3/ 1374)
قال العراقي: رواه بطوله ابن أبي الدنيا في أخبار الخلفاء هكذا معضلاً بغير
إسناد اهـ.
قلت: وكذلك البيهقي وأبو نعيم وابن عساكر.
==================================
تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي
(ص: 75)
- وَرُوِيَ عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ: " يُؤْتَى بِالْمَوْتِ
كَأَنَّهُ كَبْشٌ أَمْلَحٌ، فَيُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ هَلْ تَعْرِفُونَ
الْمَوْتَ؟ فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَيَعْرِفُونَهُ، وَيُقَالُ يَا أَهْلَ النَّارِ
هَلْ تَعْرِفُونَ الْمَوْتَ، فَيَنْظُرُونَهُ فَيَعْرِفُونَهُ، فَيُذْبَحُ
بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، ثُمَّ يُقَالُ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ
بِلَا مَوْتٍ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ بِلَا مَوْتٍ،
وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ
الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ} [مريم: 39] الْآيَةُ ".
وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا
يُغْبَطَنَّ فَاجِرٌ بِنِعْمَةٍ، فَإِنَّ وَرَاءَهُ طَالِبًا حَثِيثًا، وَهِيَ
جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا.
وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ
|
أخرجه البخاري في صحيح (رقم : 4730)، ومسلم في صحيحه (رقم
2849) :
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ_، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_: " يُؤْتَى
بِالْمَوْتِ كَهَيْئَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ،
* فَيُنَادِي مُنَادٍ: "يَا
أَهْلَ الجَنَّةِ"، فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ،
* فَيَقُولُ : "هَلْ
تَعْرِفُونَ هَذَا؟"
* فَيَقُولُونَ : "نَعَمْ،
هَذَا المَوْتُ"، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ،
* ثُمَّ يُنَادِي: "يَا
أَهْلَ النَّارِ"، فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ،
* فَيَقُولُ : "وهَلْ
تَعْرِفُونَ هَذَا؟"
* فَيَقُولُونَ : "نَعَمْ،
هَذَا المَوْتُ"، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ، فَيُذْبَحُ،
* ثُمَّ يَقُولُ : "يَا
أَهْلَ الجَنَّةِ، خُلُودٌ، فَلاَ مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ
النَّارِ خُلُودٌ فَلاَ مَوْتَ"،
ثُمَّ قَرَأَ : {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ
وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ} [مريم: 39]، وَهَؤُلاَءِ فِي غَفْلَةٍ أَهْلُ الدُّنْيَا
{وَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} [مريم: 39] "
===========================================
قال الله _تعالى_ :
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا
قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ
(29) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا
فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30) قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا
يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً
مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (31)} [إبراهيم:
28 - 31]
وقال _تعالى_ :
{سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا
تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30)} [المدثر:
26 – 30]
زاد المسير في علم التفسير (4/ 363)
"أي : لا تبقي لهم لحماً إلا أكلته، ولا تذرهم إذا أُعيدوا
فيها خلقاً جديداً لَوَّاحَةٌ أي: مغيِّرة يقال: لاحته الشمس، أي: غيّرته."
اهـ
وقال _تعالى_ :
{كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ
وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18)} [المعارج: 15 - 18]
وقال _تعالى_ :
{وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا
أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ } [القارعة: 8 - 11]
وقال _تعالى_ :
{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (28) انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ
بِهِ تُكَذِّبُونَ (29) انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30) لَا
ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31) إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ
(32) كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ (33)} [المرسلات: 28 - 33]
قال تعالى: {ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما , مأواهم جهنم ,
كلما خبت زدناهم سعيرا} (1)
وقال تعالى: {فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله , إن الله عزيز ذو انتقام , يوم
تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار , وترى المجرمين يومئذ
مقرنين في الأصفاد , سرابيلهم من قطران , وتغشى وجوهَهم النار , ليجزي الله كل نفس
ما كسبت إن الله سريع الحساب} (2)
وقال تعالى: {ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا ,
قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون , قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا
جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على
ظهورهم , ألا ساء ما يزرون} (3)
وقال تعالى: {ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات
ربنا ونكون من المؤمنين} (4)
وقال تعالى: {وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل ,
وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي , وقال الذين آمنوا إن
الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة , ألا إن الظالمين في عذاب مقيم}
(5)
وقال تعالى: {فويل يومئذ للمكذبين , الذين هم في خوض يلعبون يوم يدعون إلى نار
جهنم دعا , هذه النار التي كنتم بها تكذبون , أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون ,
اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا , سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون} (6)
وقال تعالى: {بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا إذا رأتهم من
مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا , وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك
ثبورا , لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا} (7)
وقال تعالى: {قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار ,
كلما دخلت أمة لعنت أختها , حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا
هؤلاء أضلونا , فآتهم عذابا ضعفا من النار , قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون} (8)
...................................
عن أنس - رضي الله عنه - قال: " قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
لجبريل - عليه السلام -: ما لي لم أر ميكائيل ضاحكا قط؟ قال: ما ضحك ميكائيل منذ
خلقت النار "
(حم) 13367 , الصحيحة: 2511 , صحيح الترغيب والترهيب: 3664
عن النعمان بن بشير - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - يخطب يقول: " أنذرتكم النار , أنذرتكم النار أنذرتكم النار , حتى لو
أن رجلا كان في أقصى السوق لسمعه من مقامي هذا, حتى وقعت خميصة كانت على عاتقه عند
رجليه"
(حم) 18423 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.
صحيح الترغيب والترهيب (3/ 474)
3671 - (1) [صحيح] عن خالد بن عميرٍ قال:
خطبَ عُتبةُ بنُ غزوانَ رضي الله عنهُ فقال: إنَّه ذُكِرَ لنا:
"أنَّ الحجرَ يُلْقى مِنْ شَفَةِ جهَنَّم، فيهْوي فيها
سَبْعينَ عاماً ما يُدْرِكُ لها قعْراً، والله لَتُملأَنَّ، أفَعجِبْتُم؟ ".
رواه مسلم هكذا.
صحيح الترغيب والترهيب (3/ 471)
[صحيح] وفي رواية للبيهقي:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" أتحسبون أن نار جهنم مثل ناركم هذه؟ , هي أشد سوادا من القار (1) هي جزء من
بضعة وستين جزءا منها "
القار: الزفت. (2) صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: 3666 , 3670