Kamis, 29 Desember 2016

Syarah Al-Kaba'ir : Dosa Besar ke-39


الكبيرة التاسعة والثلاثون (39)

مقدمة الباب

&           النهاية في غريب الحديث والأثر - (4 / 255)
وَأَصْلُ اللَّعْن: الطَّرْد والإبْعاد مِنَ اللَّهِ، وَمِنَ الخَلْق السَّبُّ والدُّعاء.

&           قال أبو العباس الطالقاني في المحيط في اللغة - (2 / 50) -
أصْلُ اللَّعْنِ : الطَّرْدُ ، ثم يُوْضَعُ في معنى السَّبِّ والتَّعْذِيْبِ

قال أبو موسى الأصبهاني في المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث - (3 / 134) :
((والِّلعان والمُلَاعَنةُ بَيْن اثْنَيْن.)) اهـ

قال الله تعالى :
((وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (7) وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (8) وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10) ))
[النور : 6 - 10]
6.  Dan orang-orang yang menuduh isterinya (berzina), padahal mereka tidak ada mempunyai saksi-saksi selain diri mereka sendiri, Maka persaksian orang itu ialah empat kali bersumpah dengan nama Allah, Sesungguhnya dia adalah termasuk orang-orang yang benar.
7.  Dan (sumpah) yang kelima: bahwa la'nat Allah atasnya, jika dia termasuk orang-orang yang berdusta[1030].
8.  Istrinya itu dihindarkan dari hukuman oleh sumpahnya empat kali atas nama Allah Sesungguhnya suaminya itu benar-benar termasuk orang-orang yang dusta.
9.  Dan (sumpah) yang kelima: bahwa laknat Allah atasnya jika suaminya itu termasuk orang-orang yang benar.
10.  Dan Andaikata tidak ada kurnia Allah dan rahmat-Nya atas dirimu dan (andaikata) Allah bukan Penerima Taubat lagi Maha Bijaksana, (niscaya kamu akan mengalami kesulitan-kesulitan).

[1030]  maksud ayat 6 dan 7: orang yang menuduh Istrinya berbuat zina dengan tidak mengajukan empat orang saksi, haruslah bersumpah dengan nama Allah empat kali, bahwa dia adalah benar dalam tuduhannya itu. Kemudian dia bersumpah sekali lagi bahwa dia akan kena laknat Allah jika dia berdusta. Masalah Ini dalam fiqih dikenal dengan Li'an.

==================================================
الحديث : 249
&           عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (1 / 203)
قَالَ النَّوَوِيّ، رَحمَه الله: فِيهِ أَنه كَبِيرَة فَإِن قَالَ: تكثرن اللَّعْن، وَالصَّغِيرَة إِذا كثرت صَارَت كَبِيرَة، وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: (لعن الْمُؤمن كقتله) .
قَالَ: وَاتفقَ الْعلمَاء على تَحْرِيم اللَّعْن، وَلَا يجوز لعن أحد بِعَيْنِه، مُسلما أَو كَافِرًا أَو دَابَّة، إلاَّ بِعلم بِنَصّ شَرْعِي أَنه مَاتَ على الْكفْر، أَو يَمُوت عَلَيْهِ، كَأبي جهل وإبليس عَلَيْهِمَا اللَّعْنَة، واللعن بِالْوَصْفِ لَيْسَ بِحرَام: كلعن الْوَاصِلَة وَالْمسْتَوْصِلَة، وآكل الرِّبَا وشبههم. واللعن فِي اللُّغَة: الطَّرْد والإبعاد. وَفِي الشَّرْع: الإبعاد من رَحْمَة الله تَعَالَى.

&           الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي - مطبعة الحلبي-غير موافق - (1 / 625)
إن معنى (لعن المؤمن كقتله) أي مثله في الحرمة الشديدة لأن لعن المسلم حرام بل لعن الكافر الغير الحربي كذلك بل لعن الحيوان كذلك ، وسبب ذلك أن اللعن عبارة عن الطرد واإبعاد عن الله وذلك غير جائز إلا على من اتصف بصفة تبعده عن الله تعالى وهو الكفر والبدعة والفسق ، فيجوز لعن المتصف بواحدة من هذه باعتبار من الوصف الأعم نحو لعنة الله على الكافرين والمبتدعة والفسقة أو الوصف الأخص نحو لعن الله اليهود والخوارج والقدرية والروافض والزنادقة والظلمة وآكل الربا ، وأما لعن شخص بعينه فإن كان حيا لم يجز مطلقا إلا أن علم أنه يموت على الكفر كإبليس وذلك كمن لم يعلم موته على الكفر وإن كان كافر في الحال ، لأنه ربما يسام فيموت مقربا من الله تعالى فكيف يحكم لبأنه ملعونا مبعدا مطرودا فلا نظر للكفر في الحال ، نعم يجوز أن يقال لعنه الله إن مات كافرا وكذا يقال في فاسق ومبتدع معين إن مات ولم يتب ، ومن ثم لم يجز كما قاله الغزالي وغيره لعن يزيد لأنه قاتل الحسين أو أمر بقتله خلافا لمن تسامح في ذلك ورآه جائزا ممن لم يعتد به ولا بقوله في الأحكام الشرعية وذلك لأنه لم يثبت أنه قتله ولا أمر بقتله ولا رضى إلا ما حكي في بعض التواريخ مما لا تقوم بمثله حجة ،

شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (6 / 104)
وقوله : ( ولعن المؤمن كقتله ) فيه تأويلان .
قال المهلب : وهو معنى قوله الطبرى : اللعن فى اللغة هو الإبعاد . فمن لعن مؤمنًا فكأنه أخرجه من جماعة الإسلام ، فأفقدهم منافعه وتكثير عددهم ، فكان كمن أفقدهم منافعه بقتله ،
ويفسر هذا قوله للذى لعن ناقته : ( انزل عنها فقد أجيبت دعوتك ) فسرحها ولم ينتفع بها أحد بعد ذلك ، فأفقد منافعها لما أجيبت دعوته ، فكذلك يخشى أن تجاب دعوة اللاعن فيهلك الملعون،
والتأويل الآخر : أن الله حرم لعن المؤمن كما حرم قتله فهما سواء فى التحريم ، وهذا يقتضى تحذير لعن المؤمنين والزجر عنه ؛ لأن الله - تعالى - قال : ( إنما المؤمنون إخوة ( فأكد حرمة الإسلام ، وشبهها بإخوة النسب ،
================================================
الحديث 250

شرح الكلمات :

&           عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (1 / 278)
السب، وَهُوَ: الشتم، وَهُوَ التَّكَلُّم فِي عرض الْإِنْسَان بِمَا يعِيبهُ.

&           عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (1 / 278)
وَفِي (الْمطَالع) : السباب: المشاتمة، وَهِي من السب، وَهُوَ الْقطع.
وَقيل: من السبة، وَهِي حَلقَة الدبر كَأَنَّهَا على القَوْل الأول: قطع المسبوب عَن الْخَيْر وَالْفضل، وعَلى الثَّانِي: كشف الْعَوْرَة وَمَا يَنْبَغِي أَن يسْتَتر.

عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (1 / 278)
قَوْله: (فسوق) مصدر، وَفِي (الْعباب) : الْفسق الْفُجُور، يُقَال: فسق يفسق ويفسق أَيْضا عَن الْأَخْفَش: فسقاً وفسوقاً أَي فجر. وَقَوله تَعَالَى {وانه لفسق} (الْأَنْعَام: 121) أَي: خُرُوج عَن الْحق،
وَقَالَ اللَّيْث: الْفسق التّرْك لأمر الله تَعَالَى، وَكَذَلِكَ الْميل إِلَى الْمعْصِيَة. وَسميت الْفَأْرَة: فويسقة، لخروجها من جحرها على النَّاس: وَقَالَ ابو عُبَيْدَة: ففسق عَن أَمر ربه، أَي جَازَ عَن طَاعَته، وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: الفسوق: يكون الشّرك وَيكون الْإِثْم.


قَوْله: (وقتاله) أَي: مقاتلته، وَيحْتَمل أَن يكون مَعْنَاهَا: الْمُخَاصمَة، وَالْعرب تسمي الْمُخَاصمَة: مقاتلة.

فوائد الحديث :

&           فتح الباري ـ لابن رجب موافقا للمطبوع - (1 / 185)
فهذا الحديث رد به أبو وائل على المرجئة الذين لا يدخون الأعمال في الإيمان ؛ فإن الحديث يدل على أن بعض الأعمال يسمى كفرا وهو قتال المسلمين ، فدل على أن بعض الأعمال يسمى كفرا وبعضها يسمى إيمانا . وقد اتهم بعض فقهاء المرجئة أبا وائل في رواية هذا الحديث . وأما أبو وائل فليس بمتهم ؛ بل هو الثقة العدل المأمون

&           حاشية السندى على صحيح البخارى - (4 / 28)
وفيه : سباب المسلم فسوق ، أي : من أعمال الفسقة ، وقتاله من أعمال الكفرة ، وخصالهم ، والله تعالى أعلم.

شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (9 / 241)
قال المؤلف : سباب المسلم فسوق ؛ لأن عرضه حرام كتحريم دمه وماله ، والفسوق فى لسان العرب : الخروج من الطاعة ، فينبغى ببمؤمن أن لايكون سبابًا ولا لعنًا للمؤمنين ويقتدى فى ذلك بالنبى عليه السلام لأن السب سب الفرقة والبغضة ، وقد من الله على المؤمنين بما جمعهم عليه من الفة افسلام فقال : ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فالف بين قلوبكم ) الآية ، وقال : ( إنما المؤمنون إخوة ) فكما لا ينبغى سب أخيه فى النسب كذلك لاينبغى سب أخيه فى الإسلام ولا ملاحاتة . إلا ترى أن الله تعالى رفع معرفة ليلة القدر عن عباده وحرمهم علمها عقوبة لتلاحى الرجلين بحضرة النبى - عليه السلام . قال عليه السلام لأبى ذر لما سب الرجل الذى أمه أعجمية : ( إنك أمرؤ فيك جاهلية ) . وهذا غاية فى ذم السب وتقبيحة ؛ لأن أمور الجاهلية حرام منسوخة بالإسلام ، فوجب على كل مسلم هجرانها واجتنباها ، وكذلك الغضب هو من نزعات الشيطان فينبغى للمؤمن مغالبة نفسه عليه والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم فإن ذلك دواء للغضب ، لقوله عليه السلام : ( إنى لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه الذى يجد ) يعنى التعوذ بالله من الشيطان . وأما قوله : ( وقتاله كفر ) فمعناه التحذير له عن مقاتلة ومشادته والتغليظ فيه ، يراد به : كالكفر فلا يقاتله
===============================================
الحديث : 251

سنن أبي داود - (2 / 695) _ ت
وقال –عليه الصلاة والسلام- " لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضب الله ولا بالنار " .
وصححه الترمذي
* قال الشيخ الألباني : حسن

شرح الكلمات :

&           مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (7 / 3045)
أَيْ: لَا يَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، فَلَا يَقُلْ أَحَدٌ لِمُسْلِمٍ مُعَيَّنٍ عَلَيْكَ لَعْنَةُ اللَّهِ مَثَلًا
(وَلَا بِغَضَبِ اللَّهِ) ، بِأَنْ يَقُولَ غَضَبُ اللَّهِ عَلَيْكَ
(وَلَا بِجَهَنَّمَ) : بِأَنْ يَقُولَ: لَكَ جَهَنَّمُ أَوْ مَأْوَاكَ.
(وَفِي رِوَايَةٍ: وَلَا بِالنَّارِ) . بِأَنْ يَقُولَ أَدْخَلَكَ اللَّهُ النَّارَ أَوِ النَّارُ مَثْوَاكَ،

&           مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (7 / 3045)
وَقَالَ الطِّيبِيُّ أَيْ: لَا تَدْعُوَا النَّاسَ بِمَا يُبْعِدُهُمُ اللَّهُ مِنْ رَحْمَتِهِ إِمَّا صَرِيحًا كَمَا تَقُولُونَ: لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَوْ كِنَايَةٌ كَمَا تَقُولُونَ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ أَوْ أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ، فَقَوْلُهُ: لَا تَلَاعَنُوا مِنْ بَابِ الْمَجَازِ ; لِأَنَّهُ فِي بَعْضِ أَفْرَادِهِ حَقِيقَةٌ، وَفِي بَعْضِهِ مَجَازٌ، وَهَذَا مُخْتَصٌّ بِمُعَيَّنٍ ; لِأَنَّهُ يَجُوزُ اللَّعْنُ بِالْوَصْفِ الْأَعَمِّ كَقَوْلِهِ: {فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ} [البقرة: 89] ، وَبِالْأَخَصِّ قَوْلِهِ: " «لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ» " أَوْ عَلَى كَافِرٍ مُعَيَّنٍ مَاتَ عَلَى الْكُفْرِ كَفِرْعَوْنَ وَأَبِي جَهْلٍ

فوائد الحديث :

&           تطريز رياض الصالحين - (1 / 868)
في هذا الحديث: تحريم الدعاء بلعنة الله، وغضب الله، أو النار.

&           شرح رياض الصالحين - (6 / 201_202)
كل هذا حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم لأنه قد يقال لمن لا يستحقه وكذلك أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا بالفاحش ولا بالبذيء وهذا يدل على أن هذه الأمور نقص في الإيمان وأنها تسلب عن المؤمن حقيقة الإيمان وكمال الإيمان فلا يكون طعانا يطعن في الناس بأنسابهم أو بأعراضهم أو بشكلهم وهيئاتهم أو بآمالهم ولا باللعان الذي ليس له هم إلا اللعنة قل كلمة لعنك الله قل كذا لعنك الله لماذا تقول كذا أو يقول لأولاده: لعنكم الله هاتوا هذا أو ما أشبه ذلك فالمؤمن ليس باللعان ولا بالفاحش الذي يفحش في كلامه بصراخ أو نحو ذلك ولا بالبذيء الذي يعتدي على غيره فالمؤمن مؤمن_مسالم ليس عنده فحش في قوله ولا في فعله ولا غير ذلك لأنه مؤمن

&           قال المظهري في المفاتيح في شرح المصابيح - (5 / 185)
التكلُّمَ بهذه الألفاظ لأحدٍ، فإن أراد المتكلِّم الإخبارَ - يعني: حصولَ هذه الأشياء له - فقد أخبرنا عن الغيب، ولا يعلمُ الغيبَ أحدٌ إلا الله،
وإن قال هذا الكلام له على طريق الدعاءِ عليه، فقد ضادَّ الله ورسوله؛ لأنه لا يحصل له لعنةُ الله وغضبُه إلا أن يصيرَ كافرًا، أو يفعلَ كبيرةً من الذنوب، وكأنه أرادَ الكفر، أو فعلَ كبيرة لأحد، وإرادةُ الكفرِ وفعلُ الكبيرة مضادَّةٌ الله ورسوله.

&           التنوير شرح الجامع الصغير - (11 / 139)
لا يلعن بعضكم بعضا إذ اللعن الإبعاد من رحمة الله والمؤمنون رحماء بينهم

قال الله تعالى :
((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا))  [الفتح : 29]


&           شرح سنن أبي داود للعباد - (558 / 32)
هذا فيه النهي عن هذه الأعمال التي هي التكلم باللعن، أو بالدعوة بالغضب، أو بالنار، أو أن يكون من أهل النار، أو أن يجعل من أهل النار.
================================================
الحديث : 252

وقَالَ  : « لاَ يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلاَ شُهَدَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ». رواه مسلم

&           عون المعبود - (13 / 173)
فيه ثلاثة أقوال أصحها وأشهرها لا يكونون شهداء يوم القيامة على الامم بتبليغ رسلهم إليهم الرسالات والثاني لا يكونون شهداء في الدنيا أي لا تقبل شهادتهم بفسقهم والثالث لا يرزقون الشهادة فهي القتل في سبيل الله كذا قال النووي

&           تطريز رياض الصالحين - (1 / 867)
قيل: لأنهم فسقة. والفاسق لا تقبل شفاعته، ولا شهادته.

&           إكمال المعلم بفوائد مسلم - (8 / 69)
وقد يكون هذا فى اللعانين عقاباً لهم ونقصاً من منازلهم؛ لأن الشفاعة فى الآخرة والشهادة إنما هى من الشفقة، على المذنبين والرحمة لهم، فحرمها هؤلاء بفعلهم ضدها من اللعنة لهم المتنتضية للقسوة عليه. وما روى عن النبى - عليه الصلاة والسلام - فى لعن من لعنه بذكره بعد هذا ومعناه.

&           كشف المشكل من حديث الصحيحين - (1 / 415)
ولا يتكرر هذا إلا ممن لا يراعي كلامه ولا ينظر فيما يقول والشهادة تقتضي العدالة وهذا مما ينافيها وكذلك الشفاعة تقتضي منزلة وهذا اللاعن نازل عن المنزلة كيف وقد بولغ في الزجر عن اللعن

&           كشف اللثام شرح عمدة الأحكام - (6 / 412)
قال الإمام المحقق ابن القيم في كتابه "بدائع الفوائد":
((لأن اللعن إساءة، والشفاعة إحسان، فالمسيء في هذه الدار باللعن يسلبه الله الإحسانَ في الآخرة بالشفاعة، فإن الإنسان إنما يحصد ما يزرع، والإساءة مانعة من الشفاعة التي هي إحسان.
وأما منع اللعن من الشهادة، فإن اللعن عداوة، وهي منافية للشهادة، ولهذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - سيدَ الشفعاء، وشفيعَ الخلائق؛ لكمال إحسانه ورأفته ورحمته بهم - صلى الله عليه وسلم –." اهـ من "بدائع الفوائد" لابن القيم (3/ 724).
بدائع الفوائد - (4 / 303)
قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة" لأن اللعن إساءة بل من أبلغ الإساءة والشفاعة إحسان، فالمسيء في هذه الدار باللعن سلبه الله الإحسان في الأخرى بالشفاعة،
فإن الإنسان إنما يحصد ما يزرع والإساءة مانعة من الشفاعة التي هي إحسان.
وأما منع اللعن من الشهادة فإن اللعن عداوة وهي منافية للشهادة ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم سيد الشفعاء وشفيع الخلائق لكمال إحسانه ورأفته ورحمته بهم.

&           شرح سنن أبي داود للعباد - (558 / 34)
وهذا بيان لذنبهم، ووصفهم بأنهم لا يكونون ممن يشفعون، ولا ممن يشهد يوم القيامة، وهذا يدل على خطورة هذا العمل الذي هو الاتصاف باللعن.
=================================================
الحديث 253
و قال عليه الصلاة و السلام : [« لاَ يَنْبَغِى لِصِدِّيقٍ أَنْ يَكُونَ لَعَّانًا ». ]

&           شرح النووي على مسلم - (16 / 148_149)
فيه الزجر عن اللعن وأن من تخلق به لا يكون فيه هذه الصفات الجميلة لأن اللعنة في الدعاء يراد بها الابعاد من رحمة الله تعالى وليس الدعاء بهذا من أخلاق المؤمنين الذين وصفهم الله تعالى بالرحمة بينهم والتعاون على البر والتقوى وجعلهم كالبنيان يشد بعضه بعضا وكالجسد الواحد وأن المؤمن يحب لاخيه ما يحب لنفسه فمن دعا على اخيه المسلم باللعنة وهي الابعاد من رحمة الله تعالى فهو من نهاية المقاطعة والتدابر وهذا غاية ما يوده المسلم للكافر ويدعو عليه ولهذا جاء في الحديث الصحيح لعن المؤمن كقتله لأن القاتل يقطعه___عن منافع الدنيا وهذا يقطعه عن نعيم الآخرة ورحمة الله تعالى وقيل معنى لعن المؤمن كقتله في الإثم وهذا أظهر

&           مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (7 / 3028)
قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: وَفِي صِيغَةِ الْمُبَالَغَةِ إِيذَانٌ بِأَنَّ هَذَا الذَّمَّ لَا يَكُونُ لِمَنْ يَصْدُرُ مِنْهُ اللَّعْنُ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، وَقَالَ الطِّيبِيُّ قَوْلُهُ: وَلَا يَنْبَغِي لِصِدِّيقٍ حُكْمٌ مُرَتَّبٌ عَلَى الْوَصْفِ الْمُنَاسِبِ، وَذَلِكَ أَنَّ هَذِهِ الصِّفَةَ تَالِيَةُ صِفَةِ النُّبُوَّةِ، وَقَالَ تَعَالَى: {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} [النساء: 69] ، إِنَّمَا بُعِثُوا رَحْمَةً لِلْخَلْقِ وَمُقَرِّبِينَ لِلْبَعِيدِ وَالطَّرِيدِ إِلَى اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ، وَاللَّاعِنُ طَارِدٌ لَهُمْ وَطَالِبٌ لِبُعْدِهِمْ مِنْهَا، فَاللَّعْنَةُ مُنَافِيَةٌ لَهُ اهـ

&           إكمال المعلم بفوائد مسلم - (8 / 68_69)
كله تعظيم لإثم اللعن وتجنبه، وأنه ليس من أخلاق المؤمنين والصديقين ولا الشهداء والشفعاء يوم القيامة، وأن مَنْ تخلق به فليس من هذه الطبقات العزيزة الرفيعة؛ لأن اللعنة - وإن كان أصلها فى اللغة الترك والإبعاد - فصار استعمالها فى الدعاء الإبعاد من رحمة الله، وليس هذه خلق المؤمنين، الذين وصفهم الله بالرحمة بينهم والتعاون على البر، وأنهم كالجسد الواحد، وكالبنيان يشد بعضه بعضاً، وأن المسلم يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ومثله قوله صلى الله عليه وسلم فى الحديث بعده: " إنى لم أبعث لعاناً وإنما بعثت رحمة "، فمن دعا على أخيه المسلم باللعنة، وهى البعد (1) من رحمة الله، وهى بمثابة المتناطعة والعداوة ومحبة الشر أجمعه له، وهو ضد الشفاعة والشهادة المتنتضية للإشفاق والرحمة وهى (2) غاية ما يرده الكافر، وغاية مآله وعاقبة أمره، فكيف يجوز لمسلم وقر الإيمان فى قلبه أن يحبه لأخيه ويدعو عليه به؟! ولذا جاء فى الحديث الآخر: " فكأنه قتله "، قيل: لأن القائل قطع منافعه الدنيوية وحياته فيها عنه، وهذا باللعنة سعى فى قطع منافعه الأخروية وحياته فى النعيم الدائم، بإبعاده من الجنة وإلحاقه بأصحاب النار المبعدين، إذ هى مآل____الملعونين ودار المبعدين.
=================================================
الحديث 254

و عنه قال : [ ليس المؤمن بطعان و لا بلعان و لا بالفاحش و لا بالبذيء ] وحسنه الترمذي

&           فيض القدير - (5 / 360)
قال ابن العربي : وإنما سماه طعنا لأن سهام الكلام كسهام النصال حسا وجرح اللسان كجرح اليد
( ولا اللعان ) أي الذي يكثر لعن الناس بما يبعدهم من رحمة ربهم إما صريحا كأن يقول لعنة الله على فلان أو كناية كغضبه عليه أو أدخله النار ذكره الطيبي
( ولا الفاحش ) أي ذي الفحش في كلامه وفعاله قال ابن العربي : والفحش الكلام بما يكره سماعه مما يتعلق بالدين ( ولا البذي ) أي الفاحش في منطقه وإن كان الكلام صدقا

&           مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (7 / 3044)
(وَلَا الْفَاحِشِ) ، أَيْ: فَاعِلُ الْفُحْشِ أَوْ قَائِلُهُ. وَفِي النِّهَايَةِ أَيْ: مَنْ لَهُ الْفُحْشُ فِي كَلَامِهِ وَفِعَالِهِ قِيلَ أَيِ: الشَّاتِمُ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ الشَّتْمُ الْقَبِيحُ الَّذِي يَقْبُحُ ذِكْرُهُ. (وَلَا الْبَذِيءِ) . بِفَتْحِ مُوَحَّدَةٍ وَكَسْرِ ذَالٍ مُعْجَمَةٍ وَتَشْدِيدِ تَحْتِيَّةٍ، وَفِي نُسْخَةٍ بِسُكُونِهَا وَهَمْزَةٍ بَعْدَهَا، وَهُوَ الَّذِي لَا حَيَاءَ لَهُ كَمَا قَالَهُ بَعْضُ الشُّرَّاحِ. وَفِي النِّهَايَةِ: الْبَذَاءُ بِالْمَدِّ الْفُحْشُ فِي الْقَوْلِ وَهُوَ بَذِيءُ اللِّسَانِ، وَقَدْ يُقَالُ بِالْهَمْزِ وَلَيْسَ بِكَثِيرٍ. اهـ. فَعَلَى هَذَا يُخَصُّ الْفَاحِشُ بِالْفِعْلِ لِئَلَّا يَلْزَمَ التِّكْرَارُ، أَوْ يُحْمَلُ عَلَى الْعُمُومِ، وَالثَّانِي يَكُونُ تَخْصِيصًا بَعْدَ تَعْمِيمٍ بِزِيَادَةِ الِاهْتِمَامِ بِهِ لِأَنَّهُ مُتَعَدٍّ،

&           سبل السلام - (2 / 677)
وَالْحَدِيثُ إخْبَارٌ بِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ صِفَاتِ الْمُؤْمِنِ الْكَامِلِ الْإِيمَانِ السَّبُّ وَاللَّعْنُ إلَّا أَنَّهُ يُسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ لَعْنُ الْكَافِرِ وَشَارِبِ الْخَمْرِ، وَمَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ.

&           مختصر منهاج القاصدين - (1 / 167)
واعلم: أن الفحش والبذاء هو التعبير عن الأمور المستقبحة بالعبارات الصريحة، وأكثر ما يكون ذلك في ألفاظ الجماع وما يتعلق به، فإن أهل الخير يتحاشون عن تلك العبارات ويكنون عنها.
==================================================
الحديث 255

و عنه صلى الله عليه و سلم قال : [ إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يمينا و شمالا فإذا لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن إن كان أهلا لذلك و إلا رجعت إلى قائلها ] رواه أبو داود

&           مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (7 / 3045)
قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: صُعُودُ اللَّعْنَةِ وَهُبُوطُهَا وَأَخْذُهَا يَمِينًا وَشِمَالًا تَصْوِيرُ أَنَّ فِعْلَهُ هَهُنَا كَالْمُتَمَرِّدِ الَّذِي لَا يَجِدُ سَبِيلًا
شرح المصابيح لابن الملك - (5 / 252)
صعود اللعنة وهبوطها وضربُها يميناً وشمالاً تجوُّزٌ وتصوير أن فعله هذا كالضالِّ المتردّد الذي لا يجد سبيلًا.

&           تطريز رياض الصالحين - (1 / 868)
في هذا الحديث: قبح اللعن وشناعته.

&           شرح رياض الصالحين - (6 / 202)
وهذا وعيد شديد على من لعن من ليس أهلا للعن فإن اللعنة تتحول في السماء والأرض واليمين والشمال ثم ترجع في النهاية إلى قائلها إذا لم يكن الملعون أهلا لها
==================================================
الحديث : 256
و قد عاقب النبي صلى الله عليه و سلم من لعنت ناقتها بأن سلبها إياها قال عمران بن حصين : [ بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض أسفاره و امرأة من الأنصار على ناقة فضجت فلعنتها فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : خذوا ما عليها و دعوها فإنها ملعونة]
قال عمران فكأني أنظر إليها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد أخرجه مسلم

&           شرح النووي على مسلم - (16 / 147_148)
انما قال هذا زجرا لها ولغيرها وكان قد سبق نهيها ونهى غيرها عن اللعن فعوقبت بارسال الناقة والمراد النهي عن مصاحبته لتلك الناقة في الطريق وأما بيعها وذبحها وركوبها____في غير مصاحبته صلى الله عليه و سلم وغير ذلك من التصرفات التي كانت جائزة قبل هذا فهي باقية على الجواز لأن الشرع إنما ورد بالنهي عن المصاحبة فبقي الباقي

كشف المشكل من حديث الصحيحين - (1 / 312)
إن قيل اللعنة البعد وإنما يكون جزاء الذنب والناقة غير مكلفة فكيف تقع عليها لعنة
فالجواب من أربعة أوجه:
أحدها:  أن معنى وقوع اللعنة عليها خروجها من البركة واليمن ودخولها في الشر والشؤم وللعنة تأثير في الأرض والمياه وسيأتي في مسند ابن عمر أن الناس نزلوا مع رسول الله {صلى الله عليه وسلم} أرض ثمود واستقوا من بئارها واعتجنوا به فأمرهم رسول الله {صلى الله عليه وسلم} أن يهريقوا ما___استقوا من بئارها وأن يعلفوا الإبل العجين وأمرهم أن يسقوا من البئر التي كانت تردها الناقة وسيأتي في حديث أبي برزة أن امرأة لعنت ناقتها فقال النبي {صلى الله عليه وسلم} لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة وسيأتي في حديث أبي اليسر أن رجلاً لعن بعيره فقال النبي {صلى الله عليه وسلم} انزل عنه فلا تصحبنا بملعون ولا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم ولا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجاب لكم
والثاني : أنه نهى عن ركوبها لأن لاعن الناقة ظلمها باللعن فتخوف رجوع اللعنة عليه
قال عمرو بن قيس إذا لعن الرجل الدابة قالت له على أعصانا لله لعنته ذكره ابن الأنباري والثالث أن دعوة اللاعن للناقة كانت مجابة ولهذا قال إنها ملعونة والرابع أنه إنما فعل هذا عقوبة لصاحبها لئلا يعود إلى مثل ذلك حكاهما الخطابي
=================================================
الحديث 257

و [ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إن أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه المسلم ]

&           فيض القدير - (4 / 50)
قال الطيبي : إنما كان الربا أشد من الزنا لأن فاعله حاول محاربة الشارع بفعله بعقله قال تعالى { فأذنوا بحرب من الله ورسوله } أي بحرب عظيم فتحريمه محض تعبد وأما قبيح الزنا فظاهر عقلا وشرعا وله روادع وزواجر سوى الشرع فآكل الربا يهتك حرمة الله والزاني يخرق جلباب الحياء فريحه يهب حينا ثم يسكن ولواؤه يخفق برهة ثم يقر

&           فيض القدير - (4 / 50)
قال القاضي : الاستطالة في عرضه أن يتناول منه أكثر مما يستحقه على ما قيل له وأكثر مما رخص له فيه ولذلك مثله بالربا وعده من عداده ثم فضله على جميع أفراده لأنه أكثر مضرة وأشد فسادا فإن العرض شرعا وعقلا أعز على النفس من المال وأعظم منه خطرا ولذلك أوجب الشارع بالمجاهرة بهتك الأعراض ما لم يوجب بنهب الأموال













Rabu, 28 Desember 2016

Syarah Riyadhush Sholihin : Hadits 528


شرح رياض الصالحين

الحديث : 528
نص الحديث :

صحيح مسلم - (3 / 95)
عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تُلْحِفُوا فِى الْمَسْأَلَةِ فَوَاللَّهِ لاَ يَسْأَلُنِى أَحَدٌ مِنْكُمْ شَيْئًا فَتُخْرِجَ لَهُ مَسْأَلَتُهُ مِنِّى شَيْئًا وَأَنَا لَهُ كَارِهٌ فَيُبَارَكَ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتُهُ ».

تنبيه :

وقع خطأ وسهو في بهجة الناظرين للشيخ سليم الهلالي –حفظه الله- (1/588) حيث نسب الحديث إلى أبي سفيان –رضي الله عنه-، وإنما الحديث من مرويات ابنه معاوية بن أبي سفيان –رضي الله عنهما- كما نقلناه قبل قليل، فليتنبه !!

ترجمة معاوية –رضي الله عنه- :

&           سير أعلام النبلاء [ مشكول + موافق للمطبوع ] - (5 / 116)
مُعَاوِيَةُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ صَخْرِ بنِ حَرْبٍ الأُمَوِيُّ : ابْنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبٍ، أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ، مَلِكُ الإِسْلاَمِ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ القُرَشِيُّ، الأُمَوِيُّ، المَكِّيُّ.
# وَأُمُّهُ: هِيَ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيٍّ.
# قِيْلَ: إِنَّهُ أَسْلَمَ قَبْلَ أَبِيْهِ وَقْتَ عُمْرَةِ القَضَاءِ، وَبَقِيَ يَخَافُ مِنَ اللَّحَاقِ بِالنَّبِيِّ  -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ أَبِيْهِ، وَلَكِنْ مَا ظَهَرَ إِسْلاَمُهُ إِلاَّ يَوْمَ الفَتْحِ.

سير أعلام النبلاء [ مشكول + موافق للمطبوع ] - (5 / 118)
ابْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عُمَرَ بنِ عَبْدِ اللهِ العَنْسِيِّ:
قَالَ مُعَاوِيَةُ: لَمَّا كَانَ عَامُ الحُدَيْبِيَةِ، وَصَدُّوا رَسُوْلَ اللهِ  -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ البَيْتِ، وَكَتَبُوا بَيْنَهُم القَضِيَّةَ، وَقَعَ الإِسلاَمُ فِي قَلْبِي، فَذَكَرْتُ لأُمِّي، فَقَالَتْ: إِيَّاكَ أَنْ تُخَالِفَ أَبَاكَ.
فَأَخْفَيْتُ إِسْلاَمِي، فَوَاللهِ لَقَدْ رَحَلَ رَسُوْلُ اللهِ مِنَ الحُدَيْبِيَةِ وَإِنِّي مُصَدِّقٌ بِهِ، وَدَخَلَ مَكَّةَ عَامَ عُمْرَةَ القَضِيَّةِ وَأَنَا مُسْلِمٌ.
وَعَلِمَ أَبُو سُفْيَانَ بِإِسْلاَمِي، فَقَالَ لِي يَوْماً: لَكِنَّ أَخُوْكَ خَيْرٌ مِنْكَ، وَهُوَ عَلَى دِيْنِي.
فَقُلْتُ: لَمْ آلُ نَفْسِي خَيْراً، وَأَظْهَرْتُ إِسْلاَمِي يَوْمَ الفَتْحِ، فَرَحَّبَ بِي النَّبِيُّ  -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَكَتَبْتُ لَهُ.

&           سير أعلام النبلاء [ مشكول + موافق للمطبوع ] - (5 / 119)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، قَالَ:
كَانَ مُعَاوِيَةُ يَكْتُبُ لِرَسُوْلِ اللهِ  -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
أَبُو عَوَانَةَ: عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
كُنْتُ أَلْعَبُ مَعَ الغِلْمَانِ، فَدَعَانِي النَّبِيُّ  -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالَ: (ادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ).
وَكَانَ يَكْتُبُ الوَحْيَ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي (مُسْنَدِهِ).

من فضائل معاوية :

قد ألف الإمام محمد الأمين الشنقيطي –رحمه الله تعالى- كتابا في فضائل معاوية –رضي الله عنه- سماه ("الأحديث النبوية في فضائل معاوية بن أبي سفيان") من مطبوعات دار الضياء بـ (طنطا)، مصر

وكتب فيها شيخنا العلامة عبد المحسن العباد البدر رسالة ألقاها في إحدى محاضراته وسماها بـ (من أقوال المنصفين في الصحابي الخليفة معاوية –رضي الله عنه-)

&           سنن الترمذي -طبعة بشار -ومعها حواشي - (6 / 169)
3842_عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ : "اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا وَاهْدِ بِهِ."
وصححه الألباني في الصحيحة 1968

&           مسند أحمد موافقا لثلاث طبعات - (4 / 127)
17283 عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ُ يَقُولُ : اللَّهُمَّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ وَقِهِ الْعَذَابَ"
وصححه الألباني في الصحيحة (3227)

&           صحيح البخاري (الطبعة الهندية) - (1 / 1387)
2924 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ قَالَ حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ أَنَّ عُمَيْرَ بْنَ الْأَسْوَدِ الْعَنْسِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ أَتَى عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ وَهُوَ نَازِلٌ فِي سَاحَةِ حِمْصَ وَهُوَ فِي بِنَاءٍ لَهُ وَمَعَهُ أُمُّ حَرَامٍ قَالَ عُمَيْرٌ فَحَدَّثَتْنَا أُمُّ حَرَامٍ أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا)
قَالَتْ أُمُّ حَرَامٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا فِيهِمْ؟ قَالَ: أَنْتِ فِيهِمْ،
ثُمَّ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ مَغْفُورٌ لَهُمْ.
فَقُلْتُ: أَنَا فِيهِمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
قَالَ: لاَ".

&           فتح الباري- تعليق ابن باز - (6 / 102)
قال المهلب: في هذا الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر، ومنقبة لولده يزيد لأنه أول من غزا مدينة قيصر

&           مسند أحمد موافقا لثلاث طبعات - (1 / 291)
2651- عن ابْنَ عَبَّاسٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم  قَالَ : "اذْهَبْ فَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ وَكَانَ كَاتِبَهُ"
وحسنه الأرنؤوط في مسند أحمد ط الرسالة - (رقم : 3104)

&           مجموع الفتاوى ( ط: دار الوفاء - تحقيق أنور الباز ) - (4 / 472)
فَإِنَّ مُعَاوِيَةَ ثَبَتَ بِالتَّوَاتُرِ أَنَّهُ أَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا أَمَرَ غَيْرَهُ وَجَاهَدَ مَعَهُ وَكَانَ أَمِينًا عِنْدَهُ يَكْتُبُ لَهُ الْوَحْيَ وَمَا اتَّهَمَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كِتَابَةِ الْوَحْيِ . وَوَلَّاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الَّذِي كَانَ مِنْ أَخْبَرِ النَّاسِ بِالرِّجَالِ وَقَدْ ضَرَبَ اللَّهُ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِهِ وَقَلْبِهِ وَلَمْ يَتَّهِمْهُ فِي وِلَايَتِهِ . وَقَدْ وَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَاهُ أَبَا سُفْيَانَ إلَى أَنْ مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى وِلَايَتِهِ فَمُعَاوِيَةُ خَيْرٌ مِنْ أَبِيهِ وَأَحْسَنُ إسْلَامًا مِنْ أَبِيهِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَإِذَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَّى أَبَاهُ فَلَأَنْ تَجُوزُ وِلَايَتُهُ بِطَرِيقِ الْأَوْلَى وَالْأَحْرَى ؛


&           سير أعلام النبلاء [ مشكول + موافق للمطبوع ] - (5 / 117)
ذَكَرَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، وَغَيْرُهُ:
أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَانَ طَوِيْلاً، أَبْيَضَ، جَمِيْلاً، إِذَا ضَحِكَ انْقَلَبَتْ شَفَتُهُ العُلْيَا، وَكَانَ يَخْضِبُ.

فوائد الحديث :

&           مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (4 / 1309)
قَالَ الْغَزَالِيُّ: مَنْ أَخَذَ شَيْئًا مَعَ الْعِلْمِ بِأَنَّ بَاعِثَ الْمُعْطِي الْحَيَاءُ مِنْهُ أَوْ مِنَ الْحَاضِرِينَ وَلَوْلَا ذَلِكَ لَمَا أَعْطَاهُ - فَهُوَ حَرَامٌ إِجْمَاعًا وَيَلْزَمُهُ رَدُّهُ أَوْ رَدُّ بَدَلِهِ إِلَيْهِ أَوْ إِلَى وَرَثَتِهِ،
قَالَ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِهِ: اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى النَّهْيِ عَنِ السُّؤَالِ لِغَيْرِ ضَرُورَةٍ، وَاخْتَلَفَ أَصْحَابُنَا فِي مَسْأَلَةِ الْقَادِرِ عَلَى الْكَسْبِ عَلَى وَجْهَيْنِ أَصَحُّهُمَا أَنَّهُمَا حَرَامٌ لِظَاهِرِ الْأَحَادِيثِ، وَالثَّانِي حَلَالٌ مَعَ الْكَرْهَةِ بِثَلَاثَةِ شُرُوطٍ أَلَّا يُذِلَّ نَفْسَهُ وَلَا يُلِحَّ فِي السُّؤَالِ وَلَا يُكَلِّفَ بِالْمَسْئُولِ، فَإِنْ فَقَدَ أَحَدَ الشُّرُوطِ فَحَرَامٌ بِالِاتِّفَاقِ.

المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم - (9 / 51)
وإنما نهى عن الإلحاح ؛ لما يؤدي إليه من الإبرام واستثقال السائل ، وإخجال المسؤول ، حتى أنه إن أخرج شيئًا أخرجه عن غير طيب نفس ، بل عن كراهة وتبرُّم ، وما استخرج كذلك لم يبارك فيه ؛ لأنه مأخوذ على غير وجهه ، ولذلك قال : (( فَتُخْرِجَ له المسألة شيئًا وأنا كارة له )).
ثم قد كانوا - أعني المنافقين - يكثرون سؤال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليُبَخّلوه ، فكان يعطي العطايا الكثيرة بحسب ما يُسأل ؛ لئلا يتم لهم غرضهم من نسبته إلى البخل ؛ كما قال : (( إن قومًا خيَّروني بين أن يَسألوني بالفحش ، أو يُبَخّلوني ولست بباخل ))(5).

&           تطريز رياض الصالحين - (1 / 355)
فيه: النهي عن الإلحاح في السؤال، وأنه لا يبارك له فيما أُعطي، وقد قال الله تعالى مادحًا أقوامًا لتعففهم: {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً} [البقرة (273) ] .
 ذخيرة العقبى في شرح المجتبى - (23 / 197)
في فوائده:
(منها): ما بوّب له المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو بيان حكم الإلحاف، وهو النهي عنه، والظاهر أنه للتحريم؛ إذ لا صارف له
(ومنها): بيان نزع البركة عما أخذ بالإلحاف
(ومنها): أنه يستفاد منه أن ما أُخذ بدون إلحاف يبارك اللَّه تعالى فيه، وذلك كأن يسأل لحاجة، بدون إلحاح، أو يُعطَى بغير سؤال،
ويوضّح ذلك حديث حكيم بن حزام - رضي اللَّه تعالى عنه - الآتي -93/ 2601 - : "فمن أخذه بطيب نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه ... " الحديث. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

&           قال أبو العون السفاريني في كشف اللثام شرح عمدة الأحكام - (3 / 76)
قال العلامة ابن مفلح في "الفروع": كره -صلى اللَّه عليه وسلم- كثرة المسألة مع إمكان الصبر والتعفف، فكان ذلك سببًا لعدم البركة

&           شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن - (5 / 1512)
يفهم منه أن السؤال الملح سبب لعدم البركة،

مدارج السالكين - (2 / 232)
و المسألة في الأصل حرام وإنما أبيحت للحاجة والضرورة، لأنها : ظلم
 في حق الربوبية، وظلم في حق المسئول، وظلم في حق السائل
أما الأول : فلأنه بذل سؤاله وفقره وذله واستعطاءه لغير الله وذلك نوع عبودية فوضع المسألة في غير موضعها وأنزلها بغير أهلها وظلم توحيده وإخلاصه وفقره إلى الله وتوكله عليه ورضاه بقسمه،
واستغنى بسؤال الناس عن مسألة رب الناس، وذلك كله يهضم من حق التوحيد ويطفىء نوره ويضعف قوته
 وأما ظلمه للمسئول : فلأنه سأله ما ليس عنده فأوجب له بسؤاله عليه حقا___لم يكن له عليه وعرضه لمشقة البذل أو لوم المنع،
فإن أعطاه أعطاه على كراهة وإن منعه منعه على استحياء وإغماض هذا إذا سأله ما ليس عليه وأما إذا سأله حقا هو له عنده : فلم يدخل في ذلك ولم يظلمه بسؤاله
 وأما ظلمه لنفسه : فإنه أراق ماء وجهه وذل لغير خالقه وأنزل نفسه أدنى المنزلتين ورضي لها بأبخس الحالتين ورضي بإسقاط شرف نفسه وعزة تعففه وراحة قناعته وباع صبره ورضاه وتوكله وقناعته بما قسم له واستغناءه عن الناس بسؤالهم
وهذا عين ظلمه لنفسه إذ وضعها في غير موضعها وأخمل شرفها ووضع قدرها وأذهب عزها وصغرها وحقرها ورضي أن تكون نفسه تحت نفس المسئول ويده تحت يده،
ولولا الضرورة لم يبح ذلك في الشرع