Rabu, 26 April 2017

Syarah Riyadhush Sholihin : Hadits 549-550


 [549] وعنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «قَالَ الله تَعَالَى: أنفِق يَا ابْنَ آدَمَ يُنْفَقْ عَلَيْكَ» . متفقٌ عَلَيْهِ.

شرح الكلمات :

التوضيح لشرح الجامع الصحيح - (26 / 10)
النفقات: جمع نفقة، من الإنفاق، وهو الإخراج.

فوائد الحديث :

q              شرح رياض الصالحين - (3 / 402)
وهذه الأحاديث كلها وكذلك الآيات تدل على أنه ينبغي للإنسان أن يبذل ماله حسب ما شرع الله عز وجل

q              فتح الباري- تعليق ابن باز - (9 / 499)
وهو وعد بالخلف، ومنه قوله تعالى :{وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ}

q              الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري - (9 / 68) لأحمد الكوراني الحنفي :
حث على الإنفاق، وتنفير على الإمساك، وكلام المحققين من

q              مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (4 / 1319)
(وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى - أَنْفِقْ يَا ابْنَ آدَمَ» ) أَيْ: مِمَّا يَنْفَدُ ( «أُنْفِقْ عَلَيْكَ» ) مِمَّا لَا يَنْفَدُ، إِيمَاءً إِلَى قَوْلِهِ - تَعَالَى - {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [النحل: 96]
وَالْمَعْنَى : أَنْفِقِ الْأَمْوَالَ الْفَانِيَةَ فِي الدُّنْيَا لِتُدْرِكَ الْأَحْوَالَ الْعَالِيَةَ فِي الْعُقْبَى، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَعْطِ النَّاسَ مَا رَزَقْتُكَ حَتَّى أَنْ أَرْزُقَكَ أَيْ: فِي الدُّنْيَا وَالْعُقْبَى، إِشَارَةً إِلَى قَوْلِهِ - تَعَالَى - {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39]

q              تطريز رياض الصالحين - (1 / 363)
الإنفاق الممدوح: ما كان في الطاعات، وعلى العيال والضيفان.

مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (6 / 285)
وفي ترك تقييد النفقة بشيء معين ما يرشد إلى أن الحث على الإنفاق يشمل جميع أنواع الخير

q      وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كان لي مثل أحد ذهبا لسرني أن لا يمر علي ثلاث ليال وعندي منه شيء إلا شيء أرصده لدين " . رواه البخاري

q      وعن أسماء قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنفقي ولا تحصي فيحصي الله عليك ولا توعي فيوعي الله عليك ارضخي ما استطعت " ( متفق عليه )

q      وعن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا ابن آدم إن تبذل الفضل خير لك وإن تمسكه شر لك ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول " . رواه مسلم

q      وعن حارثة بن وهب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تصدقوا فإنه يأتي عليكم زمان يمشي الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها يقول الرجل : لو جئت بها بالأمس لقبلتها فأما اليوم فلا حاجة لي بها "

================================================
[550] وعن عبد اللهِ بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أنَّ رَجُلاً سَألَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ الإسلامِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» . متفقٌ عَلَيْهِ.

q              عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (1 / 138)
(بَيَان استنباط الْفَوَائِد) :
مِنْهَا: أَن فِيهِ حثاً على إطْعَام الطَّعَام الَّذِي هُوَ أَمارَة الْجُود والسخاء وَمَكَارِم الْأَخْلَاق، وَفِيه نفع للمحتاجين وسد الْجُوع الَّذِي استعاذ مِنْهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
وَمِنْهَا: أَن فِيهِ إفشاء السَّلَام الَّذِي يدل على خفض الْجنَاح للْمُسلمين والتواضع والحث على تألف قُلُوبهم واجتماع كلمتهم وتواددهم ومحبتهم.
وَمِنْهَا: الْإِشَارَة إِلَى تَعْمِيم السَّلَام وَهُوَ أَن لَا يخص بِهِ أحدا دون أحد، كَمَا يَفْعَله الْجَبَابِرَة، لِأَن الْمُؤمنِينَ كلهم أخوة وهم متساوون فِي رِعَايَة الْأُخوة،
ثمَّ هَذَا الْعُمُوم مَخْصُوص بِالْمُسْلِمين، فَلَا يسلم ابْتِدَاء على كَافِر لقَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: (لَا تبدؤا الْيَهُود وَلَا النَّصَارَى بِالسَّلَامِ، فَإِذا لَقِيتُم أحدهم فِي الطَّرِيق فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أضيقه) ، رَوَاهُ البُخَارِيّ،
وَكَذَلِكَ خص مِنْهُ الْفَاسِق، بِدَلِيل آخر، وَأما من يشك فِيهِ : فَالْأَصْل فِيهِ الْبَقَاء على الْعُمُوم حَتَّى يثبت الْخُصُوص،
وَيُمكن أَن يُقَال: إِن الحَدِيث كَانَ فِي ابْتِدَاء الْإِسْلَام لمصْلحَة التَّأْلِيف ثمَّ ورد النَّهْي.

q              شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (1 / 63)
قال أبو الزناد : فى هذا الحديث الحض على المواساة ، واستجلاب____قلوب الناس بإطعام الطعام وبذل السلام ، لأنه ليس شىء أجلب للمحبة وأثبت للمودة منهما ، وقد مدح الله المطعم للطعام ، فقال : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ ) [ الإنسان : 8 ] الآية ، ثم ذكر الله جزيل ما أثابهم عليه ، فقال : ( فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا # وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ) [ الإنسان : 11 ، 12 ]

وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) [الإنسان : 8 - 12]
8.  Dan mereka memberikan makanan yang disukainya kepada orang miskin, anak yatim dan orang yang ditawan.
9.  Sesungguhnya kami memberi makanan kepadamu hanyalah untuk mengharapkan keridhaan Allah, kami tidak menghendaki balasan dari kamu dan tidak pula (ucapan) terima kasih.
10.  Sesungguhnya kami takut akan (azab) Tuhan kami pada suatu hari yang (di hari itu) orang-orang bermuka masam penuh kesulitan.
11.  Maka Tuhan memelihara mereka dari kesusahan hari itu, dan memberikan kepada mereka kejernihan (wajah) dan kegembiraan hati.
12.  Dan dia memberi balasan kepada mereka Karena kesabaran mereka (dengan) surga dan (pakaian) sutera,

q              شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (1 / 64)
قال المؤلف : وصف تعالى من لم يطعمه بقوله تعالى فى صفة أهل النار : ( مَا سَلَكَكُمْ فِى سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ) [ المدثر : 43 - 45 ] ، وعاب تعالى من أراد أن يحرم طعامه أهل الحاجة إليه ، فذكر أهل الجنة : ( إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ ( إلى ) كَالصَّرِيمِ ) [ القلم : 17 - 20 ] ، يعنى المقطوع ، فأذهب تعالى ثمارهم ، وحرمهم إياها حين أمَّلُوا الاستئثار بها دون المساكين .

إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) [القلم : 17 - 20]
17.  Sesungguhnya kami Telah mencobai mereka (musyrikin Mekah) sebagaimana kami Telah mencobai pemilik-pemilik kebun, ketika mereka bersumpah bahwa mereka sungguh-sungguh akanmemetik (hasil)nya di pagi hari,
18.  Dan mereka tidak menyisihkan (hak fakir miskin),
19.  Lalu kebun itu diliputi malapetaka (yang datang) dari Tuhanmu ketika mereka sedang tidur,
20.  Maka jadilah kebun itu hitam seperti malam yang gelap gulita[1492].

[1492]  Maksudnya: Maka terbakarlah kebun itu dan tinggallah arang-arangnya yang hitam seperti malam.

شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (1 / 64)
وفى قوله ( صلى الله عليه وسلم ) : "وتقرأ السلام على من عرفت ، ومن لم تعرف" : نَدْبٌ إلى التواضع وترك الكبر ،
قال المهلب : وهذا كما يظن العالم أن السائل محتاج إلى علمه ، وهو من كمال الإيمان .

شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (1 / 84)
وهذا حض على مكارم الأخلاق واستئلاف النفوس...وهذا كله من كمال الإيمان

حاشية السندي على ابن ماجه - (6 / 264)
وَهَذَا الْبَيَان يَدُلّ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالْخَيْرِ مَا هُوَ أَنْفَعُ فِي الدَّار الْآخِرَة وَالْمَوَدَّة بَيْن الْمُسْلِمِينَ .

تطريز رياض الصالحين - (1 / 363)
وفيه: حض على ائتلاف القلوب واستجلاب مودتها.

تطريز رياض الصالحين - (1 / 514)
إطعام الطعام من خير خصال الإِسلام لما فيه من دفع الحاجة عن الفقير، وجلب المحبة، والتآلف، وكذلك إفشاء السلام لما فيه من التآلف وجلب المحبة أيضًا والإِبعاد عن الكبر.
ذخيرة العقبى في شرح المجتبى - (37 / 267)
فِي فوائده:
(منها): ما ترجم له المصنّف رحمه الله تعالى، وهو بيان خير خصال الإسلام.
(ومنها): أن فيه حثًّا عَلَى إطعام الطعام، ومواساة المحتاجين، واستجلاب قلوب النَّاس به، وببذل السلام، لأنه ليس شيء أجلب للمحبة، وأثبت للمودّة منهما، وَقَدْ مدح الله عز وجل المطعم للطعام، فَقَالَ: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ} الآية [الإنسان: 8]، ثم ذكر الله تعالى جزيل ما أثابهم عليه، فَقَالَ: {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا} الآيات [الإنسان: 11]، ووصف سبحانه وتعالى منْ لم يُطعم بقوله فِي وصف أهل النار: {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ} الآية [المدثر: 43 - 44]. وعاب منْ أراد أن يحرِم طعامه أهل الحاجة إليه، فذكر أهل الجنة: {إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ} إلى {كَالصَّرِيمِ} -يعني المقطوع- فأذهب الله تعالى ثمارهم، وحرمهم إياها، حين قصدوا الاستئثار بها دون المساكين. أفاده ابن بطال "شرح البخاريّ" 1/ 64.

(ومنها): أن فيه الحثّ عَلَى إفشاء السلام الذي هو دليل عَلَى خفض الجناح للمسلمين، والتواضع، والحثّ عَلَى تألف قلوبهم، واجتماع كلمتهم، وتوادّهم، ومحبّتهم. (ومنها): الإشارة إلى تعميم السلام، وهو أن لا يخصّ به أحدا دون أحد، كما يفعله الجبابرة؛ لأن المؤمنين كلهم إخوة، وهم متساوون فِي رعاية الأخوّة، ثم إن هَذَا العميم مخصوص بالمسلمين، فلا يسلّم ابتداء عَلَى كافر؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تبدءوا اليهود، ولا النصارى بالسلام، فإذا لقيتهم فِي الطريق، فاضطرّوهم إلى أضيقه"، رواه البخاريّ، وكذلك خُصّ منه الفاسق بدليل آخر، وأما منْ شُكّ فيه، فالأصل فيه البقاء عَلَى العموم، حَتَّى يثبت الخصوص، ويمكن أن يقال: إن الْحَدِيث كَانَ فِي ابتداء الإسلام لمصلحة التأليف، ثم ورد النهي. قاله فِي "عمدة القاري" 1/ 156 - 157. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

Selasa, 25 April 2017

Syarah Roudhotul Uqola' (6)

ذكر إصلاح السرائر للزوم تقوى الله
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا كَرِهَ اللَّهُ مِنْكَ شَيْئًا فَلَا تَفْعَلْهُ إِذَا خَلَوْتَ

·       قال الألباني : حسن لغيره - «الصحيحة» (1055).
ابن حبان في " روضة العقلاء " (ص 12 - 13) , والضياء في " المختارة " (1/ 449) , انظر الصَّحِيحَة: 1055

قال أَبُو حاتم : الواجب على العاقل الحازم أن يعلم أن للعقل شعبا من المأمورات والمزجورات لا بد له من معرفتها واستعمالها في أوقاتها لمباينة العام وأوباش الناس بها

وإني ذاكر في هذا الكتاب -إنْ اللَّهُ قضى ذلك وشاءه - خمسين شعبة من شعب العقل من المأمورات والمزجورات ليكون الكتاب مشتملا على خمسين  بابا،  بناء كل باب منها على سنة رَسُول اللَّه -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ  وسلم-  ثم نتكلم في عقيب كل سنة منها بحسب مَا يمن اللَّه به من التوفيق لذلك ، إن شاء اللَّه

فأول شعب العقل : هو لزوم تقوى اللَّه،  وإصلاح  السريرة، لأن من صلح جُوانيه أصلح اللَّه  بُرانيه،  ومن فسد جوانيه : أفسد اللَّه  برانيه

·       قال الله تعالى :
{وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ } [النساء: 131]



·       حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (3/ 64)
عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، قَالَ: لَقِيَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ طَلْقَ بْنَ حَبِيبٍ، فَقَالَ لَهُ بَكْرٌ: " صِفْ لَنَا مِنَ التَّقْوَى شَيْئًا يَسِيرًا نَحْفَظُهُ، فَقَالَ: اعْمَلْ بِطَاعَةِ اللهِ عَلَى نُورٍ مِنَ اللهِ تَرْجُو ثَوَابَ اللهِ، وَالتَّقْوَى تَرْكُ الْمَعَاصِي عَلَى نُورٍ مِنَ اللهِ مَخَافَةَ عِقَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "

·       عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: لَا أَقُولُ لَكُمْ إِلَّا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: كَانَ يَقُولُ: «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ، الْقَبْرِ اللهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا» م

·       صحيح مسلم (4/ 2088)
محمد فؤاد عبد الباقي : معناه استعاذة من الحرص والطمع والشره وتعلق النفس بالآمال البعيدة،  هذا الحديث وغيره من الأدعية المسجوعة دليل لما قاله العلماء إن السجع المذموم في الدعاء هو المتكلف فإنه يذهب الخشوع والخضوع والإخلاص ويلهي عن الضراعة والافتقار وفراغ القلب فأما ما حصل بلا تكلف ولا إعمال فكر لكمال الفصاحة ونحو ذلك أو كان محفوظا فلا بأس به بل هو حسن

·       مجموع الفتاوى (18/ 272)
فَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ مُتَلَازِمَانِ لَا يَكُونُ الظَّاهِرُ مُسْتَقِيمًا إلَّا مَعَ اسْتِقَامَةِ الْبَاطِنِ وَإِذَا اسْتَقَامَ الْبَاطِنُ فَلَا بُدَّ أَنْ يَسْتَقِيمَ الظَّاهِرُ وَلِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {أَلَا إنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ لَهَا سَائِرُ الْجَسَدِ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ لَهَا سَائِرُ الْجَسَدِ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ}____
وَقَالَ عُمَرُ لِمَنْ رَآهُ يَعْبَثُ فِي صَلَاتِهِ: لَوْ خَشَعَ قَلْبُ هَذَا لَخَشَعَتْ جَوَارِحُهُ وَفِي الْحَدِيثِ: {لَا يَسْتَقِيمُ إيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ وَلَا يَسْتَقِيمُ لِسَانُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ} . وَلِهَذَا كَانَ الظَّاهِرُ لَازِمًا لِلْبَاطِنِ مِنْ وَجْهٍ وَمَلْزُومًا لَهُ مِنْ وَجْهٍ

·       الآداب الشرعية والمنح المرعية (1/ 136)
فِي الْأَثَرِ مَنْ أَصْلَحَ سَرِيرَتَهُ أَصْلَحَ اللَّهُ عَلَانِيَتَهُ، وَمَنْ أَصْلَحَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَصْلَحَ اللَّهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ. قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ " كَانَ الْعُلَمَاءُ فِيمَا مَضَى يَكْتُبُ بَعْضُهُمْ إلَى بَعْضٍ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ " فَذَكَرَ ذَلِكَ وَفِي آخِرِهِ وَمَنْ عَمِلَ لِآخِرَتِهِ كَفَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَمْرَ دُنْيَاهُ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ الْإِخْلَاصِ وَقَالَ «أَلَا إنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ لَهَا سَائِرُ الْجَسَدِ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ لَهَا سَائِرُ الْجَسَدِ» .
قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: فَأَخْبَرَ أَنَّ صَلَاحَ الْقَلْبِ مُسْتَلْزِمٌ لِصَلَاحِ سَائِرِ الْجَسَدِ، وَفَسَادَهُ مُسْتَلْزِمٌ لِفَسَادِهِ، فَإِذَا رَأَى ظَاهِرَ الْجَسَدِ فَاسِدًا غَيْرَ صَالِحٍ عَلِمَ أَنَّ الْقَلْبَ لَيْسَ بِصَالِحٍ بَلْ فَاسِدٌ، وَيَمْتَنِعُ فَسَادُ الظَّاهِرِ مَعَ صَلَاحِ الْبَاطِنِ كَمَا يَمْتَنِعُ صَلَاحُ الظَّاهِرِ مَعَ فَسَادِ الْبَاطِنِ إذْ كَانَ صَلَاحُ الظَّاهِرِ وَفَسَادُهُ مُلَازِمًا لِصَلَاحِ الْبَاطِنِ وَفَسَادِهِ.
قَالَ عُثْمَانُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مَا أَسَرَّ أَحَدٌ سَرِيرَةً إلَّا أَظْهَرَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى صَفَحَاتِ وَجْهِهِ وَفَلَتَاتِ لِسَانِهِ وَقَالَ ابْنُ عَقِيلٍ فِي الْفُنُونِ: لِلْإِيمَانِ رَوَائِحُ وَلَوَائِحُ لَا تَخْفَى عَلَى اطِّلَاعِ مُكَلَّفٍ بِالتَّلَمُّحِ لِلْمُتَفَرِّسِ، وَقَلَّ أَنْ يُضْمِرَ مُضْمِرٌ شَيْئًا إلَّا وَظَهَرَ مَعَ الزَّمَانِ عَلَى فَلَتَاتِ لِسَانِهِ وَصَفَحَاتِ وَجْهِهِ.

قال المؤلف :
ولقد أحسن  الذي  يقول :
إذا مَا خلوت الدهر يوما فلا تقل ... خلوت  ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن اللَّه  يغفل ساعة ... ولا أن مَا يخفى عَلَيْهِ يغيب ...
.. ألم تر أن اليوم أسرع ذاهب ... وأن غدا للناظرين قريب ...

·       قال الله تعالى :
{وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) } [إبراهيم: 42]

تفسير السمرقندي = بحر العلوم (2/ 247)
لا تظنّن يا محمد أن الله غافل عما يعمل الظالمون، أي: المشركين. يعني: إن أعمالهم لا تخفى عليّ، ولو شئت لعجلت عقوبتهم في الدنيا. قال ميمون بن مهران: هذه الآية تعزية للمظلوم ووعيد الظالم إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ يعني: يمهلهم ويؤجلهم

روضة العقلاء ونزهة الفضلاء (ص: 27)
أخبرنا عَبْد اللَّه بْن محمود بْن سليمان السعدي حَدَّثَنَا شعبة بْن هبيرة حَدَّثَنَا جعفر بْن سليمان عَن مالك بْن دينار قَالَ : اتخذ طاعة اللَّه  تجارة،  تأتك الأرباح من غير بضاعة 0
قال أَبُو حاتم قطب الطاعات للمرء في الدنيا هو إصلاح السرائر وترك إفساد الضمائر

والواجب على العاقل الاهتمام  بإصلاح سريرته،  والقيام  بحراسة قلبه عند إقباله وإدباره وحركته وسكونه لأن تكدر الأوقات وتنغص اللذات لا يكون إلا عند فساده
ولو لم يكن لإصلاح السرائر سبب يؤدي العاقل إلى استعماله إلا إظهار اللَّه عَلَيْهِ كيفية سريرته خيرا كان أو شرا لكان الواجب عَلَيْهِ قلة الإغضاء عَن تعاهدها


أنشدني عَبْد العزيز بْن سليمان الأبرش  :
يلبس اللَّه في العلانية العبد ... الذي كان يختفي في السريره
حسنا كان أو قبيحا سيبدى ... كل مَا كان ثم من كل سيره
فاستح اللَّه أن ترائى للناس ... فإن الرياء بئس الذخيره ...

قَالَ كعب : والذي فلق البحر لبني إسرائيل إني لأجد في التوراة مكتوبا : يا بن آدم،  اتق ربك وصل رحمك وبر والديك يمد لك في عمرك وييسرلك يسرك ويصرف عنك عسرك

عَن مالك بْن دينار : قَالَ إن القلب إذا لم يكن فيه حزن خرب كما يخرب البيت إذا لم يكن فيه ساكن،  وإن قلوب الأبرار تغلي بأعمال البر،  وإن قلوب الفجار تغلي بأعمال الفجور والله يرى همومكم فانظروا مَا همومكم رحمكم الله

أنشدني محمد بن مبد اللَّه بْن زنجي البغدادي :
وإذا أعلنت أمرا حسنا ... فليكن أحسن منه مَا تسر
فمسر الخير موسوم  به ... ومسر الشر موسوم  بشر ...

عَن إِبْرَاهِيم قَالَ : إن الرجل ليتكلم بالكلام ينوي فيه الخير فيلقي اللَّه في قلوب العباد حتى يقولوا مَا أراد بكلامه هذا إلا الخير،  وإن الرجل ليتكلم  بالكلام  الشر لا ينوى فيه الخير فيلقي اللَّه في قلوب الناس حتى يقولوا مَا أراد بكلامه هذا إلا الشر

الحسن يقول : إنكم وقوف ها هنا تنتظرون آجالكم،  وعند الموت تلقون الخبر فخذوا مما عندكم لما بعدكم

قال أَبُو حاتم : الواجب على العاقل أن يأخذ مما عنده لما بعده من التقوى والعمل الصالح بإصلاح السريرة،  ونفي الفساد عَن خلل الطاعات عند إجابة القلب وإبائه
فإذا كان صحة السبيل في إقباله موجودا أنفذه  بأعضائه،  وإن كان عدم وجوده موجودا كبحه عنها لأن بصفاء القلب تصفو الأعضاء

·       {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ } [البقرة: 197]

تفسير الخازن لباب التأويل في معاني التنزيل (1/ 130)
علاء الدين علي بن محمد بن إبراهيم بن عمر الشيحي أبو الحسن، المعروف بالخازن (المتوفى: 741هـ) :
وقيل في معنى الآية وتزودوا من التقوى فإن الإنسان لا بد له من سفر في الدنيا، ولا بد فيه من زاد ويحتاج فيه إلى الطعام والشراب والمركب وسفر من الدنيا إلى الآخرة، ولا بد فيه من زاد أيضا وهو تقوى الله والعمل بطاعته وهذا الزاد أفضل من الزاد الأول، فإن زاد الدنيا يوصل إلى مراد النفس وشهواتها، وزاد الآخرة يوصل إلى النعيم المقيم في الآخرة


وأنشدني المنتصر بْن بلال بْن المنتصر الأنصاري :
وإن امرأ لم يصف لله قلبه ... لفي وحشة من كل نظرة ناظر
وإن امرأ لم يرتحل ببضاعة ... إلى داره الأخرى فليس بتاجر
وإن امرأ ابتاع دنيا بدينه ... لمنقلب منها بصفقة خاسر ...

عَن خالد الربعي قَالَ : كان لقمان عبدا حبشيا نجارا فأمره سيده أن يذبح شاة فذبح شاة ، فقال ائتني  بأطيب مضغتين في الشاة، فأتاه باللسان والقلب ثم مكث أياما، فقال : اذبح شاة فذبح شاة فقال ائتنى بأخبث مضغتين في الشاة فألقى إليه اللسان والقلب، فقال له سيده قلت لك حين ذبحت ائتنى بأطيب مضغتين فأتيتني باللسان والقلب ثم قلت لك الآن حين ذبحت الشاة أئتنى بأخبث مضغتين في الشاة فألقيت اللسان والقلب، فقال:  إنه لا أطيب منهما إذا طابا ولا أخبث منهما إذا خبثا

وأنشدني منصور بْن مُحَمَّد الكريزي
وما المرء إلا قلبه ولسانه ... إذا حصلت أخباره ومداخله
إذا مَا رداء المرء لم يك طاهرا ... فهيهات أن ينقيه بالماء غاسله
وما كل من تخشى ينالك شره ... وما كل مَا أملته أنت نائله ...

صالح بْن حسان المؤذن : قَالَ دخلت على عمر ابن عَبْد العزيز فسمعته  يقول : لا يتقي اللَّه عَبْد حتى يجد طعم الذل

قال أَبُو حاتم : العاقل يفتش قلبه في ورود الأوقات ويكبح نفسه عَن جميع المزجورات ويأخذها بالقيام في أنواع المأمورات ولزوم الانتباه عند ورود الفترة في الحالات ولا يكون المرء يشاهد مَا قلنا قائما حتى يوجد منه صحة التثبت في الأفعال

أنشدني علي بْن مُحَمَّد البسامي :
وإذا بحثت عَن التقي وجدته ... رجلا يصدق قوله بفعال
وإذا اتقى اللَّه امرؤ وأطاعه ... فيداه  بين مكارم  ومعال
وعلى التقي إذا تراسخ في التقى ... تاجان  تاج سكينة وجمال
وإذا تناسبت الرجال فما أرى ... نسبا يكون كصالح الأعمال ...

أخبرنا القطان بالرقة حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن رومي البزاز عَن أبيه قَالَ قلما دخلت على إِسْحَاق بْن أَبِي ربعي الرافقي إلا وهو يتمثل  بهذا البيت :
خير من المال والأيام مقبلة ... جيب نقي من الآثام والدنس ...

أخبرنا محمد بن عبد الله بْن الجنيد حَدَّثَنَا عَبْد الوارث بْن عُبَيْد اللَّه عَن عَبْد اللَّه أَخْبَرَنَا الربيع عَن الحسن قَالَ : أفضل العمل الورع والتفكر

قال أَبُو حاتم : العاقل يدبر أحواله بصخة الورع ويمضى لسانه بلزوم التقوى لأن ذلك أول شعب العقل وليس إليه سبيل إلا بصلاح القلب

ومثل قلب العاقل إذا لزم رعاية العقل على مَا نذكرها في كتابنا هذا -إنِ اللَّه قضى ذلك وشاءه- كأن قلبه شرح بسكاكين التقية ثم ملح بملح الخشية ثم جفف برياح العظمة ثم أحيي بماء القربة فلا يوجد فيه إلا مَا يرضي المولى جل وعلا ولا يبالي المرء إذا كان بهذا النعت أن يتضع عند الناس ومحال أن يكون ذلك أبدا

سمعت أَحْمَد بن موسى بواسط يقول وجد (ت) على خف عطاء السلمي مكتوبا وكان حائكا:
ألا إنما التقوى هو العز والكرم ... وفخرك بالدنيا هو الذل والعدم
وليس على عَبْد تقي نقيصة ... إذا صحح التقوى وإن حاك أو حجم ...

عَن مُحَمَّد بْن علي بْن حسين قَالَ إذا بلغ الرجل أربعين سنة ناداه مناد من السماء دنا الرحيل فأعد زادا

وأنشدني عَبْد العزيز بن سليمان الأبراش ...
إذا انتسب الناس كان التقي ... بتقواه أفضل من ينتسب
ومن يتقى اللَّه يكسب به ... من الحظ أفضل مَا يكتسب
ومن يتخذ سببا للنجاة ... فإن تقى اللَّه خير السبب ...

وأنشدني أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الصنعاني لابن عكراش :
ومهما يسر المرء يبد لربه ... وما ينسه الإنسان لا ينسى كاتبه
ومن كان غلابا بجهد ونجدة ... فذو الحظ في أمر المعيشة غالبه ...

وأنشدني أَبُو بدر أَحْمَد بْن خالد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الملك بحران  :
يا نفس مَا هو إلا صبر أيام ... كأن لذاتها أضغاث أحلام
يا نفس جوزي عَن الدنيا مبادرة ... وخل عنها فإن العيش قدامي ...

أخبرنا الحسين بْن إدريس الأنصاري أَخْبَرَنَا سويد بْن نصر أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه أَخْبَرَنَا سُفْيَان
عَن معن قَالَ قَالَ عَبْد اللَّه : إن لهذه القلوب شهوة وإقبالا وإن لها فترة وإدبارا فخذوها عند شهوتها وإقبالها ودعوها عند فترتها وإدبارها

قال أَبُو حاتم الواجب على العاقل أن لا ينسى تعاهد قلبه بترك ورود السبب الذي يورث القساوة له عَلَيْهِ لأن بصلاح الملك تصلح الجنود وبفساده تفسد الجنود فإذا اهتم بإحدى الخصلتين تجنب أقربهما من هواه وتوخى أبعدهما من الردى 0
ولقد أحسن الذي يقول :
وإذا تشاجر في فؤادك مرة ... أمران فاعمد للأعف الأجمل
وإذا هممت بأمر سوء فتئد ... وإذا هممت بأمر خير فافعل ...

قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ جَالِسُوا التَّوَّابِينَ فَإِنَّهُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً

عطاء الأزرق قَالَ قَالَ رجل للحسن يا أبا سَعِيد كيف أنت وكيف حالك
قَالَ كيف حال من أمسى وأصبح ينتظر الموت ولا يدري مَا يصنع به
وأنشدني منصور بن محمد الكريزى :
تتخير قرينا من فعالك إنما ... يزين الفتى في القبر مَا كان يفعل
فإن كنت مشغولا بشيء فلا تكن ... بغير الذي يرضى به الله تشغل
فلا بد بعد القبر من أن تعده ... ليوم ينادى المرء فيه فيسأل
فلن يصحب الإنسان من قبل موته ... ولا بعده إلا الذي كان يعمل
ألا نما الإنسان ضيف لأهله ... يقيم قليلا بينهم ثم يرحل ...

أخبرنا علي بْن سَعِيد العسكري حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن الجنيد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسين حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن زياد قَالَ قدم علينا عَبْد العزيز بْن سليمان عبادان في بعض قدماته فأتيناه نسلم عَلَيْهِ فقال لنا صفوا للمنعم قلوبكم يكفكم المؤن عند همكم ثم قَالَ لو خدمت مخلوقا فأطلت خدمته ألم يكن يرعى لخدمتك حرمة فكيف بمن ينعم عليك وأنت مسيء إلى نفسك تتقلب في نعمه وتتعرض لغضبه هيهات هيهات همة البطالين ليس لهذا خلقتم ولا بذا أمرتم الك الكيس رحمك اللَّه وكان يفطر على ماء البحر

قال أَبُو حاتم :
لن تضفو القلوب من وجود الدرن فيها حتى تكون الهمم في اللَّه هما واحدا فإذا كان كذلك كفي الهم في الهموم إلا الهم الذي يؤول متعقبه إلى رضا الباري جل وعز بلزوم تقوى الله في الخلوة والملاء إذ هو أفضل راد العقلاء في داريهم وأجل مطية الحكماء في حاليهم

وأنشدني مُحَمَّد بن إسحاق بن حبيب الوسطى
عليك بتقوى اللَّه في كل أمره ... تجد غبه يوم الحساب المطول ...
ألا إن تقوى اللَّه خير مغبة ... وأفضل زاد الطاعن المترحل ...

قال أَبُو حاتم:
 قد ذكرت هذا الباب بكماله بالعلل والحكايات في كتاب محجة المبتدئين بما أرجو الغنية للناظر إذا ماتأملها فأغنى ذلك عن تكراره في هذا الكتاب