[549] وعنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قَالَ: «قَالَ الله تَعَالَى: أنفِق يَا ابْنَ آدَمَ يُنْفَقْ عَلَيْكَ» .
متفقٌ عَلَيْهِ.
شرح الكلمات :
التوضيح لشرح الجامع الصحيح - (26 / 10)
النفقات: جمع نفقة، من الإنفاق، وهو
الإخراج.
فوائد الحديث :
q
شرح
رياض الصالحين - (3 / 402)
وهذه الأحاديث كلها وكذلك الآيات تدل
على أنه ينبغي للإنسان أن يبذل ماله حسب ما شرع الله عز وجل
q
فتح
الباري- تعليق ابن باز - (9 / 499)
وهو وعد بالخلف، ومنه قوله تعالى
:{وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ}
q
الكوثر
الجاري إلى رياض أحاديث البخاري - (9 / 68) لأحمد الكوراني الحنفي :
حث على الإنفاق، وتنفير على الإمساك،
وكلام المحققين من
q
مرقاة
المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (4 / 1319)
(وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «قَالَ اللَّهُ -
تَعَالَى - أَنْفِقْ يَا ابْنَ آدَمَ» ) أَيْ: مِمَّا يَنْفَدُ ( «أُنْفِقْ
عَلَيْكَ» ) مِمَّا لَا يَنْفَدُ، إِيمَاءً إِلَى قَوْلِهِ - تَعَالَى - {مَا
عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [النحل: 96]
وَالْمَعْنَى
: أَنْفِقِ الْأَمْوَالَ الْفَانِيَةَ فِي الدُّنْيَا لِتُدْرِكَ الْأَحْوَالَ الْعَالِيَةَ
فِي الْعُقْبَى، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَعْطِ النَّاسَ مَا رَزَقْتُكَ حَتَّى أَنْ
أَرْزُقَكَ أَيْ: فِي الدُّنْيَا وَالْعُقْبَى، إِشَارَةً إِلَى قَوْلِهِ -
تَعَالَى - {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39]
q
تطريز
رياض الصالحين - (1 / 363)
الإنفاق الممدوح: ما كان في الطاعات،
وعلى العيال والضيفان.
مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (6
/ 285)
وفي ترك تقييد النفقة بشيء معين ما يرشد
إلى أن الحث على الإنفاق يشمل جميع أنواع الخير
q
وعن
أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كان
لي مثل أحد ذهبا لسرني أن لا يمر علي ثلاث ليال وعندي منه شيء إلا شيء أرصده
لدين " . رواه البخاري
q
وعن
أسماء قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنفقي ولا تحصي فيحصي
الله عليك ولا توعي فيوعي الله عليك ارضخي ما استطعت " ( متفق عليه )
q
وعن
أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا ابن آدم إن تبذل
الفضل خير لك وإن تمسكه شر لك ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول " . رواه
مسلم
q
وعن
حارثة بن وهب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تصدقوا فإنه يأتي
عليكم زمان يمشي الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها يقول الرجل : لو جئت بها بالأمس
لقبلتها فأما اليوم فلا حاجة لي بها "
|
================================================
[550] وعن عبد اللهِ بن عمرو
بن العاص رضي الله عنهما: أنَّ رَجُلاً سَألَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ الإسلامِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ
عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» . متفقٌ عَلَيْهِ.
q
عمدة
القاري شرح صحيح البخاري - (1 / 138)
(بَيَان استنباط الْفَوَائِد) :
مِنْهَا:
أَن فِيهِ حثاً على إطْعَام الطَّعَام الَّذِي هُوَ أَمارَة الْجُود والسخاء
وَمَكَارِم الْأَخْلَاق، وَفِيه نفع للمحتاجين وسد الْجُوع الَّذِي استعاذ مِنْهُ
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
وَمِنْهَا:
أَن فِيهِ إفشاء السَّلَام الَّذِي يدل على خفض الْجنَاح للْمُسلمين والتواضع
والحث على تألف قُلُوبهم واجتماع كلمتهم وتواددهم ومحبتهم.
وَمِنْهَا:
الْإِشَارَة إِلَى تَعْمِيم السَّلَام وَهُوَ أَن لَا يخص بِهِ أحدا دون أحد،
كَمَا يَفْعَله الْجَبَابِرَة، لِأَن الْمُؤمنِينَ كلهم أخوة وهم متساوون فِي
رِعَايَة الْأُخوة،
ثمَّ هَذَا الْعُمُوم مَخْصُوص
بِالْمُسْلِمين، فَلَا يسلم ابْتِدَاء على كَافِر لقَوْله صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم: (لَا تبدؤا الْيَهُود وَلَا النَّصَارَى بِالسَّلَامِ، فَإِذا لَقِيتُم
أحدهم فِي الطَّرِيق فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أضيقه) ، رَوَاهُ البُخَارِيّ،
وَكَذَلِكَ خص مِنْهُ الْفَاسِق،
بِدَلِيل آخر، وَأما من يشك فِيهِ : فَالْأَصْل فِيهِ الْبَقَاء على الْعُمُوم
حَتَّى يثبت الْخُصُوص،
وَيُمكن أَن يُقَال: إِن الحَدِيث كَانَ
فِي ابْتِدَاء الْإِسْلَام لمصْلحَة التَّأْلِيف ثمَّ ورد النَّهْي.
q
شرح
صحيح البخارى ـ لابن بطال - (1 / 63)
قال أبو الزناد : فى هذا الحديث الحض
على المواساة ، واستجلاب____قلوب الناس بإطعام
الطعام وبذل السلام ، لأنه ليس شىء أجلب للمحبة وأثبت للمودة منهما ، وقد مدح الله
المطعم للطعام ، فقال : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ ) [ الإنسان : 8
] الآية ، ثم ذكر الله جزيل ما أثابهم عليه ، فقال : ( فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ
ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا # وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا
جَنَّةً وَحَرِيرًا ) [ الإنسان : 11 ، 12 ]
وَيُطْعِمُونَ
الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا
نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9)
إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ
اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُمْ
بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) [الإنسان : 8 - 12]
8. Dan mereka memberikan makanan yang
disukainya kepada orang miskin, anak yatim dan orang yang ditawan.
9.
Sesungguhnya kami memberi makanan kepadamu hanyalah untuk mengharapkan
keridhaan Allah, kami tidak menghendaki balasan dari kamu dan tidak pula (ucapan)
terima kasih.
10. Sesungguhnya kami takut akan (azab) Tuhan
kami pada suatu hari yang (di hari itu) orang-orang bermuka masam penuh
kesulitan.
11. Maka Tuhan memelihara mereka dari kesusahan
hari itu, dan memberikan kepada mereka kejernihan (wajah) dan kegembiraan
hati.
12. Dan dia memberi balasan kepada mereka
Karena kesabaran mereka (dengan) surga dan (pakaian) sutera,
|
q
شرح
صحيح البخارى ـ لابن بطال - (1 / 64)
قال المؤلف : وصف تعالى من لم يطعمه
بقوله تعالى فى صفة أهل النار : ( مَا سَلَكَكُمْ فِى سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ
مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ) [ المدثر : 43 - 45 ] ،
وعاب تعالى من أراد أن يحرم طعامه أهل الحاجة إليه ، فذكر أهل الجنة : ( إِذْ
أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ ( إلى ) كَالصَّرِيمِ ) [ القلم : 17 - 20
] ، يعنى المقطوع ، فأذهب تعالى ثمارهم ، وحرمهم إياها حين أمَّلُوا الاستئثار بها
دون المساكين .
إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا
أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا
يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19)
فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) [القلم : 17 - 20]
17. Sesungguhnya kami Telah mencobai mereka
(musyrikin Mekah) sebagaimana kami Telah mencobai pemilik-pemilik kebun,
ketika mereka bersumpah bahwa mereka sungguh-sungguh akanmemetik (hasil)nya
di pagi hari,
18. Dan mereka tidak menyisihkan (hak fakir miskin),
19. Lalu kebun itu diliputi malapetaka (yang
datang) dari Tuhanmu ketika mereka sedang tidur,
20. Maka jadilah kebun itu hitam seperti malam
yang gelap gulita[1492].
[1492] Maksudnya: Maka terbakarlah kebun itu dan
tinggallah arang-arangnya yang hitam seperti malam.
|
شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (1 / 64)
وفى قوله ( صلى الله عليه وسلم ) : "وتقرأ السلام على من عرفت ، ومن لم تعرف" : نَدْبٌ
إلى التواضع وترك الكبر ،
قال المهلب : وهذا كما يظن العالم أن
السائل محتاج إلى علمه ، وهو من كمال الإيمان .
شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (1 / 84)
وهذا حض على مكارم الأخلاق واستئلاف
النفوس...وهذا كله من كمال الإيمان
حاشية السندي على ابن ماجه - (6 / 264)
وَهَذَا الْبَيَان يَدُلّ عَلَى أَنَّ
الْمُرَاد بِالْخَيْرِ مَا هُوَ أَنْفَعُ فِي الدَّار الْآخِرَة وَالْمَوَدَّة
بَيْن الْمُسْلِمِينَ .
تطريز رياض الصالحين - (1 / 363)
وفيه: حض على ائتلاف القلوب واستجلاب
مودتها.
تطريز رياض الصالحين - (1 / 514)
إطعام الطعام من خير خصال الإِسلام لما
فيه من دفع الحاجة عن الفقير، وجلب المحبة، والتآلف، وكذلك إفشاء السلام لما فيه
من التآلف وجلب المحبة أيضًا والإِبعاد عن الكبر.
ذخيرة العقبى في شرح المجتبى - (37 / 267)
فِي فوائده:
(منها): ما ترجم له المصنّف رحمه الله
تعالى، وهو بيان خير خصال الإسلام.
(ومنها): أن فيه حثًّا عَلَى إطعام
الطعام، ومواساة المحتاجين، واستجلاب قلوب النَّاس به، وببذل السلام، لأنه ليس شيء
أجلب للمحبة، وأثبت للمودّة منهما، وَقَدْ مدح الله عز وجل المطعم للطعام، فَقَالَ:
{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ} الآية [الإنسان: 8]، ثم ذكر الله تعالى
جزيل ما أثابهم عليه، فَقَالَ: {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ
وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا} الآيات [الإنسان: 11]، ووصف سبحانه وتعالى منْ
لم يُطعم بقوله فِي وصف أهل النار: {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ
نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ} الآية [المدثر: 43 - 44]. وعاب منْ أراد أن يحرِم
طعامه أهل الحاجة إليه، فذكر أهل الجنة: {إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا
مُصْبِحِينَ} إلى {كَالصَّرِيمِ} -يعني المقطوع- فأذهب الله تعالى ثمارهم، وحرمهم
إياها، حين قصدوا الاستئثار بها دون المساكين. أفاده ابن بطال "شرح البخاريّ"
1/ 64.
(ومنها): أن فيه الحثّ عَلَى إفشاء
السلام الذي هو دليل عَلَى خفض الجناح للمسلمين، والتواضع، والحثّ عَلَى تألف
قلوبهم، واجتماع كلمتهم، وتوادّهم، ومحبّتهم. (ومنها): الإشارة إلى تعميم السلام،
وهو أن لا يخصّ به أحدا دون أحد، كما يفعله الجبابرة؛ لأن المؤمنين كلهم إخوة، وهم
متساوون فِي رعاية الأخوّة، ثم إن هَذَا العميم مخصوص بالمسلمين، فلا يسلّم ابتداء
عَلَى كافر؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تبدءوا اليهود، ولا النصارى
بالسلام، فإذا لقيتهم فِي الطريق، فاضطرّوهم إلى أضيقه"، رواه البخاريّ،
وكذلك خُصّ منه الفاسق بدليل آخر، وأما منْ شُكّ فيه، فالأصل فيه البقاء عَلَى
العموم، حَتَّى يثبت الخصوص، ويمكن أن يقال: إن الْحَدِيث كَانَ فِي ابتداء
الإسلام لمصلحة التأليف، ثم ورد النهي. قاله فِي "عمدة القاري" 1/ 156 -
157. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.