تنبيه
الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي (ص: 26_27)
6
- وَرَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
, أَنَّهُ قَالَ: «يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَقْوَامٌ يختِلون الدُّنْيَا بالدين»
.
وَفِي
نُسْخَةٍ أُخْرَى «يَجْلِبُونَ» أَيْ
يَأْكُلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ
وَفِي
أُخْرَى «يَجْتَلِبُونَ الدُّنْيَا» يَعْنِي : يَأْخُذُونَهَا
فَيَلْبَسُونَ لِبَاسَ جُلُودِ الضَّأْنِ فِي اللِّينِ، أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى
مِنَ السُّكَّرِ وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ.
يَقُولُ
اللَّهُ : «أَبِي تَغْتَرُّونَ أَمْ عَلَيَّ تَجْتَرِئُونَ» الِاجْتِرَاءُ أَنْ
يَجْعَلَ نَفْسَهُ شُجَاعًا مِنْ غَيْرِ تَفَكُّرٍ وَلَا رَوِيَّةٍ.
فَبِي
حَلَفْتُ، لَأَبْعَثَنَّ عَلَى أُولَئِكَ فِتْنَةً تَدَعُ الْحَكِيمَ الْعَاقِلَ
فِيهَا حَيْرَانًا
|
سنن الترمذي ت بشار (4/ 182)
2404 - حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عُبَيْدِ اللهِ،
قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ
رِجَالٌ يَخْتِلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ جُلُودَ
الضَّأْنِ مِنَ اللِّينِ، أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ السُّكَّرِ، وَقُلُوبُهُمْ
قُلُوبُ الذِّئَابِ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَبِي يَغْتَرُّونَ، أَمْ
عَلَيَّ يَجْتَرِئُونَ؟ فَبِي حَلَفْتُ لأَبْعَثَنَّ عَلَى أُولَئِكَ مِنْهُمْ
فِتْنَةً تَدَعُ الحَلِيمَ مِنْهُمْ حَيْرَانًا.
ضعيف الترغيب والترهيب (1/ 23)
13 - (6) [ضعيف جداً]
ضعيف الترغيب والترهيب (1/ 23)
ويحيى بن عبيد الله متروك.
ضعيف الترغيب والترهيب (1/ 23)
أي:
يطلبون الدنيا بعمل الآخرة، يقال: ختله يختله: إذا خدعه وراوغه.
=========================================================
7 -
وَرَوَى وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ:
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَعْمَلُ الْعَمَلَ فَأُسِرُّهُ فَيَطَّلِعُ عَلَيْهِ
ذَلِكَ أَلِي فِيهِ أَجْرٌ؟ قَالَ: «لَكَ فِيهِ أَجْرَانِ أَجْرُ السِّرِّ
وَأَجْرُ الْعَلَانِيَةِ» .
8
- مَعْنَاهُ أَنَّهُ يَطَّلِعُ عَلَى عَمَلِهِ وَيَقْتَدِي بِهِ فَلَهُ
أَجْرَانِ؛ أَجْرٌ لِعَمَلِهِ وَأَجْرٌ لِلِاقْتِدَاءِ بِهِ.
كَمَا
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ
سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ___أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا
إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعَلَيْهِ وِزْرُهَا
وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» .
وَأَمَّا
إِذَا كَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَى عَمَلِهِ لَا لِأَجْلِ
الِاقْتِدَاءِ بِهِ فَإِنَّهُ يَخَافُ ذَهَابَ أَجْرِهِ
|
تخريج الحديث :
·
أخرجه : ت 2384_ق 4226
·
قال الشيخ الألباني _رحمه الله_ في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة
وأثرها السيئ في الأمة (9/ 329)
"قلت : سعيد بن سنان؛ فيه ضعف من قبل
حفظه، كما يفيده قول الحافظ فيه:
"صدوق، له أوهام".
فلا يحتج بمثله عند المخالفة، فقد خالفه الأعمش وغيره فرووه
مرسلاً كما تقدم عن الترمذي، وممن أرسله سفيان الثوري كما ذكر أبو نعيم." اهـ
·
سنن ابن ماجه ت الأرنؤوط (5/ 305)
رجاله ثقات إلا أن سعيد بن سنان الشيباني له بعض
الأوهام، وقد خالفه الأعمش والثوري، فروياه عن حبيب عن أبي صالح مرسلًا.
وهو في "مسند أبي داود الطيالسي" (2435)، ومن
طريقه أخرجه الترمذي (2542)، وقال: حديث غريب، وقد روى الأعمش عن حبيب بن أبي
ثابت، عن أبي صالح، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلًا.
وهو في "صحيح ابن حبان" (375).
ورواية الأعمش المرسلة أوردها البخاري في "التاريخ
الكبير" 2/ 227 - 228، وتابعه عليه مرسلًا سفيان الثوري عند البخاري أيضًا 2/
228، والمرسل هو المحفوظ عن سفيان فيما قال أبو نعيم في "الحلية" 8/
250.
شرح الحديث 7 :
·
سنن الترمذي ت بشار (4/ 172)
وَقَدْ فَسَّرَ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ هَذَا الحَدِيثَ
فَقَالَ: إِذَا اطُّلِعَ عَلَيْهِ فَأَعْجَبَهُ فَإِنَّمَا مَعْنَاهُ أَنْ
يُعْجِبَهُ ثَنَاءُ النَّاسِ عَلَيْهِ بِالخَيْرِ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ فَيُعْجِبُهُ
ثَنَاءُ النَّاسِ عَلَيْهِ لِهَذَا لِمَا يَرْجُو بِثَنَاءِ النَّاسِ عَلَيْهِ،
فَأَمَّا إِذَا أَعْجَبَهُ لِيَعْلَمَ النَّاسُ مِنْهُ الخَيْرَ لِيُكْرَمَ عَلَى
ذَلِكَ وَيُعَظَّمَ عَلَيْهِ فَهَذَا رِيَاءٌ. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ:
إِذَا اطُّلِعَ عَلَيْهِ فَأَعْجَبَهُ رَجَاءَ أَنْ يَعْمَلَ بِعَمَلِهِ فَيَكُونُ
لَهُ مِثْلُ أُجُورِهِمْ فَهَذَا لَهُ مَذْهَبٌ أَيْضًا.
·
صحيح ابن حبان - محققا (2/ 99)
ذِكْرُ كِتْبَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا أَجْرَ السِّرِّ
وَأَجْرَ الْعَلَانِيَةِ لِمَنْ عَمِلَ لِلَّهِ طَاعَةً فِي السِّرِّ
وَالْعَلَانِيَةِ فَاطُّلِعَ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ وُجُودِ عِلَّةٍ فِيهِ عِنْدَ
ذَلِكَ
·
صحيح ابن حبان - محققا (2/ 100)
قال أبو حاتم _رضى الله تعالى عَنْهُ_ :
قَوْلُهُ : (إِنَّ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْعَمَلَ
وَيُسِرُّهُ فَإِذَا اطُّلِعَ عَلَيْهِ سَرَّهُ)
مَعْنَاهُ :
أَنَّهُ يَسُرُّهُ أَنَّ اللَّهَ وَفَّقَهُ لِذَلِكَ
الْعَمَلِ فَعَسَى يُسْتَنُّ بِهِ فِيهِ.
فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ كُتِبَ لَهُ أَجْرَانِ وَإِذَا
سَرَّهُ ذَلِكَ لِتَعْظِيمِ النَّاسِ إِيَّاهُ أَوْ مَيْلِهِمْ إِلَيْهِ كَانَ
ذَلِكَ ضَرْبًا مِنَ الرِّيَاءِ لَا يَكُونُ لَهُ أَجْرَانِ وَلَا أَجْرٌ واحد.
[1: 2]
.................................
شرح حديث 8 : " من سن في الإسلام سنة
حسنة..."
·
فتح الباري- تعليق ابن باز - (13 / 302)
قال المهلب: هذا الباب والذي قبله في معنى التحذير من
الضلال، واجتناب البدع ومحدثات الأمور في الدين، والنهي عن مخالفة سبيل المؤمنين
انتهى. ووجه التحذير أن الذي يحدث البدعة قد يتهاون بها لخفة أمرها في أول الأمر،
ولا يشعر بما يترتب عليها من المفسدة، وهو أن يلحقه إثم من عمل بها من بعده، ولو
لم يكن هو عمل بها بل لكونه كان الأصل في إحداثها.
·
قال النووي في شرح صحيح مسلم - (7 / 104)
"فيه الحث على الابتداء بالخيرات وسن السنن الحسنات
والتحذير من اختراع الاباطيل والمستقبحات."
================================================
تنبيه
الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي (ص: 27) :
9
- وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي
مَرْيَمَ، عَنْ ضُمَيْرَةَ، عَنْ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ :
قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ :
* " إِنَّ الْمَلَائِكَةَ يَرْفَعُونَ عَمَلَ عَبْدٍ مِنْ
عِبَادِ اللَّهِ، فَيَسْتَكْثِرُونَهُ وَيُزَكُّونَهُ حَتَّى
يَنْتَهُوا بِهِ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ _تَعَالَى_ مِنْ سُلْطَانِهِ،
فَيُوحِي
اللَّهُ _تَعَالَى_ إِلَيْهِمْ :
"أَنَّكُمْ
حَفَظَةٌ عَلَى عَمَلِ عَبْدِي، وَأَنَا رَقِيبٌ عَلَى مَا فِي نَفْسِهِ، إِنَّ
عَبْدِي هَذَا لَمْ يُخْلِصْ لِي عَمَلَهُ فَاكْتُبُوهُ فِي سِجِّينٍ،
* وَيَصْعَدُونَ بِعَمَلِ عَبْدٍ فَيَسْتَقِلُّونَهُ
وَيَحْتَقِرُونَهُ حَتَّى يَنْتَهُوا بِهِ إِلَى حَيْثُ شَاءَ
اللَّهُ مِنْ سُلْطَانِهِ، فَيُوَحِيَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ أَنَّكُمْ حَفَظَةٌ
عَلَى عَمَلِ عَبْدِي , وَأَنَا رَقِيبٌ عَلَى مَا فِي نَفْسِهِ , إِنَّ عَبْدِي
هَذَا أَخْلَصَ لِي عَمَلَهُ فَاكْتُبُوهُ فِي عِلِّيِّينَ ".
فَفِي
هَذَا الْخَبَرِ : دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ قَلِيلَ الْعَمَلِ إِذَا كَانَ لِوَجْهِ
اللَّهِ _تَعَالَى_ خَيْرٌ مِنَ الْكَثِيرِ لِغَيْرِ وَجْهِ اللَّهِ _تَعَالَى_،
لِأَنَّ
الْقَلِيلَ إِذَا كَانَ لِوَجْهِ اللَّهِ _تَعَالَى_، فَإِنَّ اللَّهَ
يُضَاعِفُهُ بِفَضْلِهِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
{وَإِنْ
تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء:
40]
وَأَمَّا
الْكَثِيرُ إِذَا لَمْ يَكُنْ لِوَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى فَلَا ثَوَابَ لَهُ
وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ
|
تخريج الحديث 9 :
أخرجه : ابن المبارك الزهد والرقائق (1/ 153/ رقم : 452)،
وأبو الشيخ الأصبهاني في العظمة (3/ 1000/ رقم : 520)، وابن أبي الدنيا في الإخلاص
والنية (ص: 46/ رقم : 18)
شرح الحديث :
ذكر الله _تعالى_ سجينا في كتابه، فقال :
{كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7)
وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ
لِلْمُكَذِّبِينَ (10) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11) وَمَا
يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ
آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (13)} [المطففين: 7 - 13]
زاد المسير في علم التفسير (4/ 415)
إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ قال مقاتل : إن كتاب أعمالهم (لَفِي
سِجِّينٍ)،
وفيها أربعة أقوال :
أحدها : أنها الأرض السابعة، وهذا قول مجاهد، وقتادة،
والضحاك، وابن زيد، ومقاتل. وروي عن مجاهد قال: «سجين» صخرة تحت الأرض السابعة،
جعل كتاب الفاجر تحتها، وهذه علامة لخسارتهم، ودلالة على خساسة منزلتهم.
والثاني : أن المعنى : إن كتابهم لفي سفال، قاله الحسن.
والثالث : لفي خسار، قاله عكرمة.
والرابع : لفي حبس، فعِّيل من السجن، قاله أبو عبيدة.
وكذلك ورد ذكر عليين في القرآن :
{كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18)
وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ
الْمُقَرَّبُونَ (21)} [المطففين: 18 - 21]
زاد المسير في علم التفسير (4/ 416)
لَفِي عِلِّيِّينَ وفيها سبعة أقوال :
أحدها : الجنة، رواه عطاء
عن ابن عباس.
والثاني : أنه لوح من زبرجدة خضراء معلق تحت العرش فيه
أعمالهم مكتوبة، روي عن ابن عباس أيضاً.
والثالث : أنها السماء السابعة، وفيها أرواح المؤمنين، قاله
كعب، وهو مذهب مجاهد، وابن زيد.
والرابع : أنها قائمة العرش اليمنى، وقال مقاتل: ساق العرش.
والخامس : أنه سدرة المنتهى، قاله الضحاك.
والسادس : أنه في علو وصعود إلى الله _عزّ وجلّ_، قاله
الحسن. وقال الفراء: في ارتفاع بعد ارتفاع.
والسابع : أنه أعلى الأمكنة، قاله الزجاج.
...........................
قال الله _تعالى_ :
{إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ
حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40)} [النساء:
40]
تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 360)
فَإن الله لا يبخس أحدًا من خلقه أنفق في سبيله مما رزقه،
من ثواب نفقته في الدنيا، ولا من أجرها يوم القيامة ="مثقال ذَرّة"، أي:
ما يزنها ويكون على قدر ثِقَلها في الوزن، ولكنه يجازيه به ويُثيبه عليه
تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 360)
عن قتادة: أنه تلا"إن الله لا يظلم مثقال ذرّة وإن تَك
حسنةً يضاعفها"، قال: لأنْ تفضُل حسناتي في سيئاتي بمثقال ذرّة، أحبُّ إليّ
من الدنيا وما فيها
تفسير ابن كثير ت سلامة (2/ 304)
يُخْبِرُ _تَعَالَى_ أَنَّهُ لَا يَظْلِمُ عَبْدًا مِنْ
عِبَادِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِثْقَالَ حَبَّةِ خَرْدَلٍ وَلَا مِثْقَالَ
ذَرَّةٍ، بَلْ يُوَفِّيهَا بِهِ وَيُضَاعِفُهَا لَهُ إِنْ كَانَتْ حَسَنَةً، كَمَا
قَالَ تَعَالَى {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا
تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا
بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (4) } [الْأَنْبِيَاءِ: 47]." اهـ
تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص: 179)
{وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} أي إلى
عشرة أمثالها إلى أكثر من ذلك بحسب حالها ونفعها وحال صاحبها إخلاصا ومحبة وكمالا
{وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا}
أي زيادة على ثواب العمل بنفسه من التوفيق لأعمال أخر وإعطاء البر الكثير والخير
الغزير
==================================
تنبيه
الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي (ص: 27_28)
10
- حَدَّثَنِي جَمَاعَةٌ مِنَ الْفُقَهَاءِ بِأَسَانِيدِهِمْ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ
مُسْلِمٍ , عَنْ (شُفَيٍّ) الْأَصْبَحِيِّ :
أَنَّهُ دَخَلَ الَمْدِينَةَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدِ اجْتَمَعَ
عَلَيْهِ النَّاسُ. فَقُلْتُ : "مَنْ هَذَا؟"
فَقَالُوا : أَبُوَ هُرَيْرَةَ،
فَدَنَوْتُ
مِنْهُ وَهُوَ يُحَدِّثُ النَّاسَ ,
فَلَمَّا
سَكَتَ وَخَلَا قُلْتُ لَهُ: أُنْشِدُكَ اللَّهَ حَدِّثْنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ
مِنْ رَسُولِ اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_، وَحَفِظْتَهُ،
حَدَّثَكَ بِهِ وَعُلِّمْتَهُ،
فَقَالَ
أَبُوَ هُرَيْرَةَ : اقْعُدْ لِأُحَدِّثَكَ بِحَدِيثٍ حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ
اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_، مَا مَعَنَا أَحَدٌ غَيْرِي
وَغَيْرِهِ، ثُمَّ نَشَغَ نَشْغَةً , (أَيْ شَهِقَ شَهْقَةً) , فَخَرَّ
مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، فَمَكَثَ عَلَيْهِ قَلِيلًا ثُمَّ أَفَاقَ وَمَسَحَ
وَجْهَهُ،
فَقَالَ :
"لَأُحَدِّثَنَّكُمْ___بِحَدِيثٍ حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ _صَلَّى
اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_، ثُمَّ نَشَغَ أُخْرَى، فَمَكَثَ طَوِيلًا،
ثُمَّ أَفَاقَ
وَمَسَحَ وَجْهَهُ،
فَقَالَ : حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ_، فَقَالَ :
"
إِنَّ اللَّهَ _تَبَارَكَ وَتَعَالَى_ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَقْضِي
بَيْنَ خَلْقِهِ، فَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَةٌ،
فَأَوَّلُ
مَنْ يُدْعَى بِهِ: رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ الْقُرْآنَ , وَرَجُلٌ قُتِلَ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ , وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ،
* فَيَقُولُ
اللَّهُ _تَعَالَى_ لِلْقَارِئِ :
"أَلَمْ
أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رُسُلِي، قَالَ: بَلَى يَا رَبُّ، قَالَ:
فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ؟"
قَالَ : "
كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ"،
فَيَقُولُ
اللَّهُ تَعَالَى لَهُ: كَذَبْتَ! وَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ : "كَذَبْتَ،
بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلَانٌ قَارِئٌ، فَقَدْ قِيلَ ذَلِكَ،
* وَيُقَالُ
لِصَاحِبِ الْمَالِ : مَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا
آتَيْتُكَ؟
قَالَ:
كُنْتُ أَصِلُ بِهِ الرَّحِمَ وَأَتَصَدَّقُ بِهِ،
فَيَقُولُ
اللَّهُ تَعَالَى :
كَذَبْتَ،
وَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: كَذَبْتَ؛ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلَانٌ
جَوَادٌ سَخِيٌّ، وَهُوَ ضِدُّ الْبَخِيلِ، فَقَدْ قِيلَ ذَلِكَ،
* وَيُؤْتَى
بِالَّذِي قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ،
فَيَقُولُ
لَهُ : لِمَاذَا قُتِلْتَ؟
قَالَ:
قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِكَ حَتَّى قُتِلْتُ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى:
كَذَبْتَ، وَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: كَذَبْتَ، بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ لَكَ
فُلَانٌ جَرِئٌ، فَقَدْ قِيلَ ذَلِكَ ".
ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِيَدِهِ عَلَى رُكْبَتَيَّ.
فَقَالَ:
«يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أُولَئِكَ الثَّلَاثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى
تُسَعَّرُ بِهِمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .
قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ الْخَبَرُ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَبَكَى بُكَاءً
شَدِيدًا , وَقَالَ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ،
ثُمَّ
قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ : {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا
يُبْخَسُونَ {15} أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلا
النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
[هود: 15-16] ."
وَقَالَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُنَيفٍ الْأَنْطَاكِيُّ : يَقُولُ اللَّهُ _تَعَالَى_ لِعَبْدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا الْتَمَسَ
ثَوَابَ عَمَلِهِ :
"أَلَمْ
نُعَجِّلْ لَكَ ثَوَابَكَ؟ أَلَمْ نُوَسِّعْ لَكَ فِي الْمَجَالِسِ؟ أَلَمْ
تَكُنِ الْمُرَأَّسَ فِي دُنْيَاكَ؟ أَلَمْ نُرَخِّصْ بَيْعَكَ وَشِرَاءَكَ؟
أَلَمْ تَكُنْ مِثْلَ هَذَا وَأَشْبَاهِهِ؟"
وَقِيلَ
لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ : مَنِ الْمُخْلِصُ؟ قَالَ: الْمُخْلِصُ الَّذِي كَتَمَ
حَسَنَاتِهِ كَمَا يَكْتُمُ سَيِّئَاتِهِ.
وَقِيلَ
لِبَعْضِهِمْ: مَا غَايَةُ الْإِخْلَاصِ؟ قَالَ: أَنْ لَا يُحِبَّ مَحْمَدَةَ
النَّاسِ.
وَقِيلَ لِذِي النُّونِ الْمِصْرِيِّ : "مَتَى
يَعْلَمُ الرَّجُلُ أَنَّهُ مِنْ صَفْوَةِ اللَّهِ _تَعَالَى_؟ يَعْنِي مِنْ
خَوَاصِّهِ الَّذِينَ اصْطَفَاهُمُ اللَّهُ _تَعَالَى_،
قَالَ :
يَعْرِفُ ذَلِكَ بِأَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ :
* إِذَا
خَلَعَ الرَّاحَةَ، يَعْنِي تَرَكَ الرَّاحَةَ،
* وَأَعْطَى
مِنَ الْمَوْجُودِ، يَعْنِي يُعْطِي مِنَ الْقَلِيلِ الَّذِي عِنْدَهُ،
* وَأَحَبَّ
سُقُوطَ الْمَنْزِلَةِ،
* وَاسْتَوَتْ
عِنْدَهُ الْمَحْمَدَةُ وَالْمَذَمَّةُ." اهـ
|
تخريج الحديث :
سنن الترمذي ت بشار (4/ 169/ رقم : 2382)
صحيح وضعيف سنن الترمذي (5/ 382، بترقيم الشاملة آليا)
صحيح، التعليق الرغيب (1 / 29 - 30) ، التعليق على بن خزيمة
(2482)
شرح الحديث :
قد ورد الحديث في رواية مسلم في صحيحه (3/ 1513/ رقم : 1905)
بإسناده :
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: تَفَرَّقَ النَّاسُ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ لَهُ نَاتِلُ أَهْلِ الشَّامِ :
"أَيُّهَا الشَّيْخُ، حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ
مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ يَقُولُ :
" إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ
عَلَيْهِ :
* رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ
فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى
اسْتُشْهِدْتُ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِأَنْ يُقَالَ: جَرِيءٌ،
فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي
النَّارِ،
* وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ، وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ
الْقُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا
عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ، وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ
الْقُرْآنَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ:
عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ: هُوَ قَارِئٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ
أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ،
* وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ، وَأَعْطَاهُ مِنْ
أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا،
قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ
سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ،
قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ: هُوَ
جَوَادٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ
أُلْقِيَ فِي النَّارِ "،
تحفة الأحوذي (7/ 47_48)
وَالْحَدِيثُ دَلِيلٌ عَلَى تغليظ___تَحْرِيمِ الرِّيَاءِ
وَشِدَّةِ عُقُوبَتِهِ وَعَلَى الْحَثِّ عَلَى وُجُوبِ الْإِخْلَاصِ فِي
الْأَعْمَالِ كَمَا قَالَ تَعَالَى (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدين)
وَفِيهِ أَنَّ الْعُمُومَاتِ الْوَارِدَةَ فِي فَضْلِ
الْجِهَادِ وَإِنَّمَا هِيَ لِمَنْ أَرَادَ اللَّهَ تَعَالَى بِذَلِكَ مُخْلِصًا
وَكَذَلِكَ الثَّنَاءُ عَلَى الْعُلَمَاءِ وَعَلَى الْمُنْفِقِينَ فِي وُجُوهِ
الْخَيْرَاتِ كُلُّهُ مَحْمُولٌ عَلَى مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ لِلَّهِ تَعَالَى
مُخْلِصًا
تحفة الأحوذي (7/ 48)
وَقَالَ الضَّحَّاكُ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فِي
غَيْرِ تَقْوَى يَعْنِي مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ أُعْطِيَ عَلَى ذَلِكَ أَجْرًا فِي
الدُّنْيَا وَهُوَ أَنْ يَصِلَ رَحِمًا أَوْ يُعْطِيَ سَائِلًا أَوْ يَرْحَمَ
مُضْطَرًّا أَوْ نَحْوَ هَذَا مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ فَيُعَجِّلُ اللَّهُ لَهُ
ثَوَابَ عَمَلِهِ فِي الدُّنْيَا يُوَسِّعُ عَلَيْهِ فِي الْمَعِيشَةِ وَالرِّزْقِ
وَيُقِرُّ عَيْنَهُ فِيمَا حَوْلَهُ وَيَدْفَعُ عَنْهُ الْمَكَارِهَ فِي
الدُّنْيَا وَلَيْسَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نَصِيبٌ