Rabu, 27 September 2017

Riyadh 562

[562] وعنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِفَلاَةٍ مِنَ الأَرْضِ، فَسَمِعَ صَوْتاً في سَحَابَةٍ، اسقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ، فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ فَأفْرَغَ مَاءهُ في حَرَّةٍ، فإِذَا شَرْجَةٌ مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ قَدِ اسْتَوْعَبَت
ذَلِكَ الماءَ كُلَّهُ، فَتَتَبَّعَ المَاءَ، فإذَا رَجُلٌ قَائمٌ في حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الماءَ بِمسحَاتِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ، ما اسمُكَ؟ قال: فُلانٌ للاسم الذي سَمِعَ في السَّحابةِ، فقال له: يا عبدَ الله، لِمَ تَسْألُنِي عَنِ اسْمِي؟ فَقَالَ: إنِّي سَمِعْتُ صَوتْاً في السَّحابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ، يقولُ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلاَنٍ لاسمِكَ، فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا، فَقَالَ: أمَا إذ قلتَ هَذَا، فَإنِّي أنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، فَأتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ، وَآكُلُ أنَا وَعِيَالِي ثُلُثاً، وَأردُّ فِيهَا ثُلُثَهُ» . رواه مسلم.
«الحَرَّةُ» الأَرْضُ المُلَبَّسَةُ حجَارَةً سَوْدَاءَ. وَ «الشَّرْجَةُ» بفتح الشين المعجمة وإسكان الراءِ وبالجيم: هي مَسِيلُ الماءِ.

صحابي الحديث :

أبو هريرة –رضي الله عنه-

فوائد الحديث :

شرح النووي على مسلم - (18 / 115)
وَفِي الْحَدِيث : فَضْل الصَّدَقَة، وَالْإِحْسَانِ إِلَى الْمَسَاكِين وَأَبْنَاءِ السَّبِيل ، وَفَضْلُ أَكْلِ الْإِنْسَان مِنْ كَسْبه ، وَالْإِنْفَاقِ عَلَى الْعِيَال .

مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (6 / 307)
في الحديث فضل الصدقة والإحسان إلى المساكين وأبناء السبيل وفضل أكل الإنسان من كسبه، والإنفاق على العيال

التحبير لإيضاح معاني التيسير - (6 / 396)
والحديث فضيلة للصدقة (2)، فإنَّ نفقته على أولاده ونفسه صدقة، والذي يرده في إصلاح الأرض صدقة أيضاً.

مفتاح دار السعادة - (ج 1 /ص 202)
وَبِالْجُمْلَةِ، فَإِذَا تَأَمَّلْتَ السَّحَابَ الْكَثِيْفَ الْمُظْلِمَ، كَيْفَ تَرَاهُ يَجْتَمِعُ فِيْ جَوٍّ صَافٍ، لاَ كُدُوْرَةَ فِيْهِ، وَكَيْفَ يَخْلُقُهُ اللهُ مَتَى شَاءَ، وَإِذَا شَاءَ،
وَهُوَ مَعَ لِيْنِهِ وَرَخَاوَتِهِ حَامِلٌ لِلْمَاءِ الثَّقِيْلِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِلَى أَنْ يَأْذَنَ لَهُ رَبُّهُ وَخَالِقُهُ فِيْ إِرْسَالِ مَا مَعَهُ مِنَ الْمَاءِ، فَيُرْسِلُهُ وَيُنْزِلُهُ مِنْهُ مَقْطَعًا بِالْقَطِرَاتِ، كُلُّ قَطْرَةٍ بِقَدْرٍ مَخْصُوْصٍ اقْتَضَتْهُ حِكْمَتُهُ وَرَحْمَتُهُ، فَيَرُشُّ السحابُ الماءَ عَلى الأَرْضِ رشًّا،
ويرسله قطرات مفصلة لا تختلط قطرةٌ منها باخرى، ولا يتقدمُ متأخرُها، ولا يتأخرُ متقدِّمُهَا، وَلاَ تُدْرِكُ القطرةُ صاحِبَتَهَا، فَتَمْزُجُ بِهَا، بَلْ تَنْزِلُ كُلُّ واحِدَةٍ في الطريقِ الذي رُسِمَ لَهَا، لا تَعْدِلُ عَنْهُ حتى تصيبَ اْلأَرْضَ قطرةً قطرةً، قَدْ عُيِّنَتْ كلُّ قطرةٍ منها لجزءٍ من اْلأَرضِ، لا تتعداه إلى غيرِهِ." اهـ

تطريز رياض الصالحين - (1 / 370)
في هذا الحديث: أن الصدقة تنتج البركة والمعونة من الله.

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (4 / 1327)
الْعُدُولَ عَنِ التَّصْرِيحِ إِلَى الْكِنَايَةِ لِلْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّ مَعْرِفَةَ الْأَسْمَاءِ الْمُبْهَمَةِ فِي بَعْضِ الْمَوَاضِعِ لَيْسَتْ مِنَ الْأُمُورِ الْمُهِمَّةِ

المناهل الحسان - (1 / 260) لعبدالعزيز آل محمد السلمان -رحمه الله- :
"إن الله يُسخر للمتصدق ما يكون سبباً لنمو ماله كبركة في ظماء نهر وسقي أرض." اهـ

تفسير القرطبي - (11 / 32)
ولا ينكر أن يكون للولي مال وضيعة يصون بها وجهه وعياله، وحسبك بالصحابة وأموالهم مع ولايتهم وفضلهم، وهم الحجة على غيرهم.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بينما رجل بفلاة من الارض فسمع صوتا في سحابة اسق حديقة فلان فتنحى ذلك السحاب فافرغ ماءه في حرة، فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته فقال يا عبد الله ما أسمك قال فلان الاسم الذي سمعه في السحابة فقال له يا عبد الله لم سألتني عن اسمي قال إني سمعت صوتا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول اسق حديقة فلان لاسمك فما تصنع فيها قال أما إذ قلت هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه وآكل أنا وعيالي ثلثا وأرد فيها ثلثه)
وفي رواية (وأجعل ثلثه في المساكين والسائلين وابن السبيل).
قلت: وهذا الحديث لا يناقضه قوله عليه الصلاة والسلام: (لا تتخذوا الضيعة فتركنوا إلى الدنيا) خرجه الترمذي من حديث ابن مسعود وقال فيه حديث حسن،
فإنه محمول على من اتخذها مستكثرا أو متنعما ومتمتعا بزهرتها، وأما من اتخذها معاشا يصون بها دينه وعياله فاتخاذها بهذه النية من أفضل الاعمال، وهي من أفضل الاموال، قال عليه الصلاة والسلام: (نعم المال الصالح للرجل الصالح).
وقد أكثر الناس في كرامات الاولياء وما ذكرناه فيه
كفاية، والله الموفق للهداية.

اللباب في علوم الكتاب لابن عادل أبي حفص الدمشقي الحنبلي ـ موافق للمطبوع - (1 / 482)
فصل : في الاستدلال بتسخير السحاب على وحدانية الله.
في الاستدلال بتسخير السَّحاب على وحدانيَّة الصَّانع : أنَّ طبع الماء ثقيلٌ يقتضي النُّزول فكان بقاؤه في جوِّ الهواء على خلاف الطَّبع , فلا بُدَّ من قادرٍ قاهرٍ , يقهر على ذلك , فلذلك سمّاه بالمسخَّر ,
وأيضاً : فإنَّه لو دام , لعظم ضرره من حيث إنَّه يستر ضوء الشَّمس , ويكثر [الأمطار , والابتلال] ,
ولو انقطع , لعظم ضرره ؛ لأنَّه يفضي إلى القحط وعدم العشب , والزراعة ؛ فكان تقديره بالمقدار المعلوم الذي يأتي في وقت الحاجة , ويزول عند زوال الحاجة بتقدير مقدِّرٍ قاهرٍ أيضاً؛
فإنَّه لا يقف في موضع معيَّن , بل الله تعالى يسيّره بواسطة تحريك الرِّياح إلى حيث شاء وأراد, وذلك هو التَّسخير.

صبح الأعشى - (2 / 186) أحمد بن علي القلقشندي
 السحاب :
وهو الأجرام التي تحمل المطر بين السماء والأرض ينشئها الله سبحانه____وتعالى كما أخبر بقوله ( وينشيء السحاب الثقال ) ويسوقها إلى حيث يشاء كما ثبت في الصحيح أن رجلا سمع صوتا من سحابة اسق حديقة فلان
وذهب الحكماء إلى أنه بخار متصاعد من الأرض مرتفع من الطبقة الحارة إلى الطبقة الباردة فيثقل ويتكاثف وينعقد فيصير سحابا

من بدائع القصص النبوي الصحيح - (ص / 18) محمد بن جميل زينو
من فوائد القصة :
1-…تسخير الله الملائكة والمطر لعباده المتصدقين الذين يؤدون حقوق الفقراء من أموالهم .
2-…التصدق على الفقراء يؤدي إلى زيادة الرزق ، قال الله تعالى : (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إحفظ الله يحفظك ، إحفظ الله تجده تجاهك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة) .
3-…المؤمن العاقد يحفظ حق الفقراء ، وحق عياله ، وحق حديقته .

بهجة الناظرين (1/613) :
فقه الحديث :
* الأمم الماضية كانت فيه الأعاجب، ولا نصدق من ذلك إلا ما صح عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بنقل الثقات.

* إثبات كرامات الأولياء، وهم الذين آمنوا وكانوا يتقون

Kamis, 21 September 2017

Dosa Besar ke-50


الكبيرة الثالثة و الخمسون : أذى المسلمين و شتمهم

قال الله تعالى : { والذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا و إثما مبينا}

      التحرير والتنوير - (22 / 105)
وَالْمُرَادُ بِالْأَذَى: أَذَى الْقَوْلِ بِقَرِينَةِ قَوْلِهِ: فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً لِأَنَّ الْبُهْتَانَ مِنْ أَنْوَاعِ الْأَقْوَالِ وَذَلِكَ تَحْقِيرٌ لِأَقْوَالِهِمْ، وَأَتْبَعَ ذَلِكَ التَّحْقِيرَ بِأَنَّهُ إِثْمٌ مُبِينٌ. وَالْمُرَادُ بِالْمُبِينِ الْعَظِيمُ الْقَوِيُّ، أَيْ جُرْمًا مِنْ أَشَدِّ الْجُرْمِ، وَهُوَ وَعِيدٌ بِالْعِقَابِ عَلَيْهِ.

      الهداية إلى بلوغ النهاية -بن أبي طالب حموش بن محمد بن مختار القيسي - (9 / 5868)
ثم قال : { فَقَدِ احتملوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً } أي : وزر كذب وفرية شنيعة ، { وَإِثْماً مُّبِيناً } أي : بَيِّنٌ لسامعه أنه إثم وزور . والبهتان أفحش الكذب .

      زاد المسير في علم التفسير - (5 / 149)
قوله تعالى : { والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات } في سبب نزولها أربعة أقوال .
أحدها : أن عمر بن الخطاب رأى جارية متبرِّجة فضربها وكفَّ ما رأى من زينتها ، فذهبت إِلى أهلها تشكو ، فخرجوا إِليه فآذَوْه ، فنزلت هذه الآية ، رواه عطاء عن ابن عباس .
والثاني : أنها نزلت في الزُّناة الذين كانوا يمشون في طرق المدينة يتبعون النساء إِذا برزن بالليل لقضاء حوائجهن ، فيرَون المرأة فيدنون منها فيغمزونها؛ وإِنما كانوا يؤذون الإِماء ، غير أنه لم تكن الأَمَة تُعرَف من الحرة ، فشكون ذلك إِلى أزواجهنّ ، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزلت هذه الآية ، قاله السدي .
والثالث : أنها نزلت فيمن تكلَّم في عائشة وصفوان بن المعطِّل بالإِفك ، قاله الضحاك .
والرابع : أن ناساً من المنافقين آذَوا عليّ بن أبي طالب ، فنزلت هذه الآية ، قاله مقاتل .
قال المفسرون : ومعنى الآية : يرمونهم بما ليس فيهم .

      فتح البيان في مقاصد القرآن - (11 / 142)
(والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات) بوجه من وجوه الأذى من قول، أو فعل
ومعنى قوله: (بغير ما اكتسبوا) إنه لم يكن ذلك بسبب فعلوه يوجب عليهم الأذية ويستحقونها به وقيل: يقعون فيه ويرمونهم بغير جرم،
فأما الأذية للمؤمن والمؤمنة بما كسبوه مما يوجب عليه حداً أو تعزيراً أو نحوهما فذلك حق أثبته الشرع، وأمر أمرنا الله به وندبنا إليه وهكذا إذا وقع من المؤمنين والمؤمنات الابتداء بشتم لمؤمن أو مؤمنة أو ضرب فإن القصاص من الفاعل ليس من الأذية المحرمة على أي وجه كان ما لم يجاوز ما شرعه الله ثم أخبر عما لهؤلاء الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقال:
(فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً) أي ظاهراً واضحاً لا شك في كونه من البهتان والإثم، وقد تقدم بيان حقيقة البهتان وحقيقة الإثم.

      فتح البيان في مقاصد القرآن - (11 / 142)
وعن الفضيل: لا يحل لك أن تؤذي كلباً أو خنزيراً بغير حق فكيف إيذاء المؤمنين والمؤمنات

      التحرير والتنوير - (22 / 105)
أُلْحِقَتْ حُرْمَةُ الْمُؤْمِنِينَ بِحُرْمَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَنْوِيهًا بِشَأْنِهِمْ، وَذُكِرُوا عَلَى حِدَةٍ لِلْإِشَارَةِ إِلَى نُزُولِ رُتْبَتِهِمْ عَنْ رُتْبَةِ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.

      التحرير والتنوير - (22 / 105)
وَعَطْفُ الْمُؤْمِناتِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ لِلتَّصْرِيحِ بِمُسَاوَاةِ الْحُكْمِ وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ مَعْلُومًا مِنَ الشَّرِيعَةِ، لِوَزْعِ الْمُؤْذِينَ عَنْ أَذَى الْمُؤْمِنَاتِ لِأَنَّهُنَّ جَانِبٌ ضَعِيفٌ بِخِلَافِ الرِّجَالِ فَقَدْ يَزَعُهُمْ عَنْهُمُ اتِّقَاءُ غَضَبِهِمْ وَثَأْرِهِمْ لِأَنْفُسِهِمْ.

      الهداية إلى بلوغ النهاية -بن أبي طالب حموش بن محمد بن مختار القيسي - (9 / 5868)
قال مجاهد : يَقْفُونَ فيهم بغير ما عملوا.
وقيل : إنها نزلت في الذين طعنوا على النبي صلى الله عليه وسلم حين نكح صفية بنت حُيي.

      تفسير ابن كثير / دار طيبة - (6 / 480_481)
وقوله: { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا }
أي: ينسبون إليهم ما هم بُرَآء منه لم يعملوه ولم يفعلوه، { فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا }
وهذا هو البهت البين أن يحكى أو ينقل عن المؤمنين والمؤمنات ما لم يفعلوه، على سبيل العيب والتنقص لهم،
ومِنْ أكثر مَنْ يدخل في هذا الوعيد الكفرةُ بالله ورسوله، ثم الرافضةُ الذين يتنقصون الصحابة ويعيبونهم بما قد بَرَّأهم الله منه، ويصفونهم بنقيض ما أخبر الله عنهم؛ فإن الله، عز وجل، قد أخبر أنه قد رضي عن المهاجرين____والأنصار ومدحهم، وهؤلاء الجهلة الأغبياء يسبونهم ويتنقصونهم، ويذكرون عنهم ما لم يكن ولا فعلوه أبدا، فهم في الحقيقة منكوسو القلوب يذمون الممدوحين، ويمدحون المذمومين.

117.  Sesungguhnya Allah Telah menerima Taubat nabi, orang-orang muhajirin dan orang-orang anshar yang mengikuti nabi dalam masa kesulitan, setelah hati segolongan dari mereka hampir berpaling, Kemudian Allah menerima Taubat mereka itu. Sesungguhnya Allah Maha Pengasih lagi Maha Penyayang kepada mereka,



      تفسير السعدي - (ص / 671)
فأذية الرسول، ليست كأذية غيره، لأنه -صلى الله عليه وسلم- لا يؤمن العبد باللّه، حتى يؤمن برسوله صلى اللّه عليه وسلم. وله من التعظيم، الذي هو من لوازم الإيمان، ما يقتضي ذلك، أن لا يكون مثل غيره.
وإن كانت أذية المؤمنين عظيمة، وإثمها عظيمًا، ولهذا قال فيها: { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا } أي: بغير جناية منهم موجبة للأذى { فَقَدِ احْتَمَلُوا } على ظهورهم { بُهْتَانًا } حيث آذوهم بغير سبب { وَإِثْمًا مُبِينًا } حيث تعدوا عليهم، وانتهكوا حرمة أمر اللّه باحترامها_____
ولهذا كان سب آحاد المؤمنين، موجبًا للتعزير، بحسب حالته وعلو مرتبته، فتعزير من سب الصحابة أبلغ، وتعزير من سب العلماء، وأهل الدين، أعظم من غيرهم.

      تفسير القرطبي - (14 / 240)
أذية المؤمنين والمؤمنات هي أيضا بالأفعال والأقوال القبيحة، كالبهتان والتكذيب الفاحش المختلق. وهذه الآية نظير الآية التي في النساء:" وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً" [النساء: 112]
كما قال هنا. وقد قيل: إن من الأذية تعييره بحسب مذموم، أو حرفة مذمومة، أو شيئ يثقل عليه إذا سمعه، لان أذاه في الجملة حرام.
وقد ميز الله تعالى بين أذاه وأذى الرسول وأذى المؤمنين فجعل الأول كفرا والثاني كبيرة،

      تفسير القاسمي = محاسن التأويل - (8 / 111)
تنبيه:
في (الإكليل) : في هذه الآية تحريم أذى المسلم، إلا بوجه شرعيّ. كالمعاقبة على ذنب. ويدخل في الآية كل ما حرم للإيذاء. كالبيع على بيع غيره، والسوم على سومه، والخطبة على خطبته. وقد نص الشافعيّ على تحريم أكل الإنسان مما يلي غيره، إذا اشتمل على إيذاء.
==================================================

و قال الله تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ  [الحجرات : 11]
11.  Hai orang-orang yang beriman, janganlah sekumpulan orang laki-laki merendahkan kumpulan yang lain, boleh jadi yang ditertawakan itu lebih baik dari mereka. dan jangan pula sekumpulan perempuan merendahkan kumpulan lainnya, boleh jadi yang direndahkan itu lebih baik. dan janganlah suka mencela dirimu sendiri[1409] dan jangan memanggil dengan gelaran yang mengandung ejekan. seburuk-buruk panggilan adalah (panggilan) yang buruk sesudah iman[1410] dan barangsiapa yang tidak bertobat, Maka mereka Itulah orang-orang yang zalim.


      زاد المسير في علم التفسير - (5 / 401)
 فنزلت على سبب وفيه قولان .
أحدهما : أن ثابت بن قيس بن شمَّاس جاء يوماً يريد الدُّنُوَّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان به صمم ، فقال لرجل بين يديه : افسح ، فقال له الرجل : قد أصبتَ مجلساً ، فجلس مُغْضَباً ثم قال للرجل : من أنت؟ قال أنا فلان . فقال ثابت : أنت ابن فلانة!! فذكر أمّاً له كان يعيَّر بها في الجاهلية ، فأغضى الرجل ونَكَسَ رأسَه ونزل قوله تعالى : { لا يَسْخَر قومٌ من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم } ، قاله أبو صالح عن ابن عباس .
والثاني : أن وفد تميم استهزؤوا بفقراء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لِما رأَوا من رثاثة حالهم ، فنزلت هذه الآية ، قاله الضحاك ومقاتل .
==================================================
و قال الله تعالى :
((وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا)) [الحجرات : 12]

      التحرير والتنوير - (26 / 253_254)
التَّجَسُّسُ مِنْ آثَارِ الظَّنِّ لِأَنَّ الظَّنَّ يَبْعَثُ عَلَيْهِ حِينَ تَدْعُو الظَّانَّ نَفْسُهُ إِلَى تَحْقِيقِ مَا ظَنَّهُ سِرًّا فَيَسْلُكُ طَرِيقَ التَّجْنِيسِ فَحَذَّرَهُمُ اللَّهُ مِنْ سُلُوكِ هَذَا الطَّرِيقِ لِلتَّحَقُّقِ لِيَسْلُكُوا غَيْرَهُ إِنْ كَانَ فِي تَحْقِيقِ مَا ظَنَّ فَائِدَةٌ.
وَالتَّجَسُّسُ: الْبَحْثُ بِوَسِيلَةٍ خَفِيَّةٍ وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْجَسِّ، وَمِنْهُ سُمِّي الْجَاسُوسُ.
وَالتَّجَسُّسُ مِنَ الْمُعَامَلَةِ الْخَفِيَّةِ عَنِ الْمُتَجَسَّسِ عَلَيْهِ. وَوَجْهُ النَّهْيِ عَنْهُ أَنَّهُ ضَرْبٌ___مِنَ الْكَيْدِ وَالتَّطَلُّعِ عَلَى الْعَوْرَاتِ. وَقَدْ يَرَى الْمُتَجَسِّسُ مِنَ الْمُتَجَسَّسِ عَلَيْهِ مَا يَسُوءُهُ فَتَنْشَأُ عَنْهُ الْعَدَاوَةُ
وَالْحِقْدُ. وَيَدْخُلُ صَدْرَهُ الْحَرَجُ وَالتَّخَوُّفُ بَعْدَ أَنْ كَانَتْ ضَمَائِرُهُ خَالِصَةً طَيِّبَةً وَذَلِكَ مِنْ نَكَدِ الْعَيْشِ.
وَذَلِكَ ثَلْمٌ لِلْأُخُوَّةِ الْإِسْلَامِيَّةِ لِأَنَّهُ يَبْعَثُ عَلَى إِظْهَارِ التَّنَكُّرِ ثُمَّ إِنِ اطَّلَعَ الْمُتَجَسَّسُ عَلَيْهِ عَلَى تَجَسُّسِ الْآخَرِ سَاءَهُ فَنَشَأَ فِي نَفْسِهِ كُرْهٌ لَهُ وَانْثَلَمَتِ الْأُخُوَّةُ ثُلْمَةٌ أُخْرَى كَمَا وَصَفْنَا فِي حَالِ الْمُتَجَسِّسِ، ثُمَّ يَبْعَثُ ذَلِكَ عَلَى انْتِقَامِ كِلَيْهِمَا مِنْ أَخِيهِ.

      تفسير السعدي - (1 / 801)
{ وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا } والغيبة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ذكرك أخاك بما يكره ولو كان فيه "
ثم ذكر مثلا منفرًا عن الغيبة، فقال: { أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ } شبه أكل لحمه ميتًا، المكروه للنفوس [غاية الكراهة]، باغتيابه، فكما أنكم تكرهون أكل لحمه، وخصوصًا إذا كان ميتًا، فاقد الروح، فكذلك، [فلتكرهوا] غيبته، وأكل لحمه حيًا.
==================================================
وقال –تعالى- : ((وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ))  [الهمزة : 1]

      زاد المسير في علم التفسير - (6 / 189)
قوله تعالى : { ويل لكل هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ } اختلفوا في الهُمَزَة واللُّمَزَة هل هما بمعنى واحد ، أم مختلفان؟ على قولين .
أحدهما : أنهما مختلفان . ثم فيهما سبعة أقوال .
أحدها : أن الهُمَزَة : المُغْتَاب ، واللُّمَزَة : العيَّاب ، قاله ابن عباس .
والثاني : أن الهُمَزَة : الذي يهمز الإنسان في وجهه . واللُّمَزَة : يَِلْمِزُه إذا أدبر عنه ، قاله الحسن ، وعطاء ، وأبو العالية .
والثالث : أن الهُمَزَة : الطعَّان في الناس ، واللُّمَزَة : الطعَّان في أنساب الناس ، قاله مجاهد .
والرابع : أن الهُمَزَة : بالعين ، واللُّمَزَة : باللسان ، قاله قتادة .
والخامس : أن الهُمَزَة : الذي يهمز الناس بيده ويضربهم ، واللُّمَزَة : الذي يَلْمِزهم بلسانه ، قاله ابن زيد .
والسادس : أن الهُمَزَة : الذي يهمز بلسانه ، واللُّمَزَة : الذي يلمز بعينه ، قاله سفيان الثوري .
والسابع : أن الهُمَزَة : المغتاب ، واللُّمَزَة : الطاعن على الإنسان في وجهه ، قاله مقاتل .
والقول الثاني : أن الهُمَزَة : العَيَّاب الطعان ، واللُّمَزَة مثله . وأصل الهمز واللمز : الدفع ، قاله ابن قتيبة
==================================================
322_و قال النبي صلى الله عليه و سلم : [ إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من ودعه الناس أو تركه الناس اتقاء فحشه ]

      شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (9 / 305)
قال المؤلف : المدارة من أخلاق المؤمنين وهى خفض الجناح للناس ، ولين الكلمة وترك الإغلاظ لهم فى القول وذلك من اقوى أسباب الألفة وسل السخيمة

      شرح النووي على مسلم - (16 / 144)
وَفِي هَذَا الْحَدِيث مُدَارَاة مَنْ يُتَّقَى فُحْشه ، وَجَوَاز غِيبَة الْفَاسِق الْمُعْلِن فِسْقه ، وَمَنْ يَحْتَاج النَّاس إِلَى التَّحْذِير مِنْهُ
==================================================
323_ وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
((إِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الفَاحِشَ البَذِيءَ)) [ت]

      تطريز رياض الصالحين - (1 / 410)
«البَذِيُّ» : هُوَ الَّذِي يتكلَّمُ بِالفُحْشِ ورديء الكلامِ.

      مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (8 / 3177)
وَفِي الْمُقَرَّرِ أَنَّ كُلَّ مَا يَكُونُ مَبْغُوضًا لِلَّهِ لَيْسَ لَهُ وَزْنٌ وَقَدْرٌ كَمَا أَنَّ كُلَّ مَا يَكُونُ مَحْبُوبًا لَهُ يَكُونُ عِنْدَهُ عَظِيمًا قَالَ تَعَالَى فِي حَقِّ الْكُفَّارِ: {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف: 105] وَفِي الْحَدِيثِ الْمَشْهُورِ: " «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ»

      فيض القدير - (2 / 271)
والفحش اسم لكل خصلة قبيحة . وقال الحرالي : اسم لكل ما يكرهه الطبع من رذائل الأعمال الظاهرة كما ينكره العقل ويستخبثه الشرع فيتفق في حكمه آيات الله الثلاث من الشرع والعقل والطبع

      فيض القدير - (2 / 285)
قال القرطبي : الفاحش المجبول على الفحش الذي يتكلم بما يكره سماعه مما يتعلق بالدين أو الذي يرسل لسانه بما لا ينبغي وهو الجفاء في الأقوال والأفعال،
والمفتحش المتعاطي لذلك المستعمل له وقيل الفاحش المتبلس بالفحش والمتفحش المتظاهر به لأنه تعالى طيب جميل فيبغض من لم يكن كذلك قال تعالى { { ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن }

      سبل السلام - (2 / 677)
وَالْحَدِيثُ إخْبَارٌ بِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ صِفَاتِ الْمُؤْمِنِ الْكَامِلِ الْإِيمَانِ السَّبُّ وَاللَّعْنُ إلَّا أَنَّهُ يُسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ لَعْنُ الْكَافِرِ وَشَارِبِ الْخَمْرِ، وَمَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ.
==================================================
324_ و قال صلى الله عليه و سلم : [ عباد الله، إن الله وضع الحرج إلا من افترض بعرض أخيه فذلك الذي حرِج أو هلك ] [حم : حسن]

      حرج : أَثِمَ
==================================================
325_ وقال صلى الله عليه و سلم : [ كل المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرضه، التَّقْوَى هَاهُنَا ، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْتَقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ.] أخرجه الترمذي وحسنه

      جامع العلوم والحكم - (1 / 229)
وفي هذا الكلام دليلٌ على أنَّ الأصل في التَّقوى والفجور هو القلبُ ، فإذا برَّ القلبُ واتَّقي برَّت الجوارحُ ، وإذا فجر القلب ، فجرت الجوارحُ ، كما قال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: (( التقوى هاهنا )) ، وأشار إلى صدره
==================================================
326_ و قال صلى الله عليه و سلم : [ المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يخذله و لا يحقره بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم ] أخرجه مسلم

      مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (7 / 3106)
وَزُبْدَةُ الْحَدِيثِ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ لَا يَقَعَ فِي عِرْضِ أَخِيهِ بِالْغِيبَةِ وَالطَّعْنِ وَالْقَذْفِ وَالشَّتْمِ وَالْغَمْزِ وَاللَّمْزِ وَالتَّجَسُّسِ عَنْ عَوْرَاتِهِ وَإِفْشَاءِ أَسْرَارِهِ، فَإِنَّ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ فَيَفْضَحُهُ، وَلَوْ فِي جَوْفِ بَيْتِهِ، وَلَا يُمَارِيهِ، وَيَرَى الْفَضْلَ لِكُلِّ أَحَدٍ عَلَى نَفْسِهِ، أَمَّا الصَّغِيرُ فَلِأَنَّهُ لَمْ يَعْصِ اللَّهَ وَهُوَ قَدْ عَصَى، وَالْكَبِيرُ فَلِأَنَّهُ أَكْثَرُ عِبَادَةً، وَالْعَالِمُ لِعِلْمِهِ، وَالْجَاهِلُ لِأَنَّهُ قَدْ عَصَى اللَّهَ بِجَهْلِهِ، فَحُجَّةُ اللَّهِ عَلَى الْعَالِمِ أَوْكَدُ، وَلِذَا وَرَدَ: وَيْلٌ لِلْجَاهِلِ مَرَّةً، وَوَيْلٌ لِلْعَالَمِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَلِأَنَّ حُسْنَ الْعَاقِبَةِ غَيْرُ مَعْلُومَةٍ، وَالْمَدَارُ عَلَى خَاتِمَتِهَا. خَتَمَ اللَّهُ لَنَا بِالْحُسْنَى وَبَلَّغَنَا الْمَقَامَ الْأَسْنَى

      تطريز رياض الصالحين - (1 / 177)
في هذا الحديث: تحريم دم المسلم وماله، وعرضه، وتحريم خُذْلانه وخيانته وحقرانه، وأن يحدِّثه كذبًا.
وفيه: أن التقوى في القلب.

      غذاء الألباب شرح منظومة الآداب ( ط: الكتب العلمية ) - (1 / 80)
وَيَحْرُمُ عَلَى كُلِّ مُكَلَّفٍ ( اغْتِيَابٌ ) لأَحَدٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ قَالَ فِي الْقَامُوسِ : غَابَهُ ذَكَرَهُ بِمَا فِيهِ مِنْ السُّوءِ كَاغْتَابَهُ ، وَالْغِيبَةُ فَعِلَةٌ مِنْهُ وَفِي النِّهَايَةِ : قَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الْغِيبَةِ وَهُوَ أَنْ تَذْكُرَ الإِنْسَانَ فِي غِيبَتِهِ بِسُوءٍ وَإِنْ كَانَ فِيهِ ، فَإِذَا ذَكَرْته بِمَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ الْبُهُتُ وَالْبُهْتَانُ قَالَ تَعَالَى وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ } وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم ) قَالَ فِي خُطْبَتِهِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ ( إنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا أَلا هَلْ بَلَّغْت ) وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم ) قَالَ ( كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ : دَمُهُ وَعِرْضُهُ وَمَالُهُ )

      غذاء الألباب شرح منظومة الآداب ( ط: الكتب العلمية ) - (1 / 102)
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ فِي شَرْحِ النَّوَوِيَّةِ : الْمُتَكَبِّرُ يَنْظُرُ إلَى نَفْسِهِ بِعَيْنِ الْكَمَالِ وَإِلَى غَيْرِهِ بِعَيْنِ النَّقْصِ فَيَحْتَقِرُهُمْ وَيَزْدَرِيهِمْ وَلا يَرَاهُمْ أَهْلا لأَنْ يَقُومَ بِحُقُوقِهِمْ وَلا أَنْ يَقْبَلَ مِنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ الْحَقَّ إذَا أَوْرَدَهُ عَلَيْهِ ...فَإِنَّهُ إنَّمَا يَحْقِرُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ لِتَكَبُّرِهِ عَلَيْهِ , وَالْكِبْرُ مِنْ أَعْظَمِ خِصَالِ الشَّرِّ .
=================================================
327_ و قال صلى الله عليه و سلم [ سباب المسلم فسوق و قتاله كفر ] [خ م]

      تطريز رياض الصالحين - (1 / 872)
قال النووي: السبُّ في اللغة: الشتم والتكلم في عرض الإِنسان بما يعيبه، والظاهر أن المراد من قتاله المقاتلة المعروفة.

      فتح الباري ـ لابن رجب موافقا للمطبوع - (1 / 185)
فهذا الحديث رد به أبو وائل على المرجئة الذين لا يدخون الأعمال في الإيمان ؛ فإن الحديث يدل على أن بعض الأعمال يسمى كفرا وهو قتال المسلمين ، فدل على أن بعض الأعمال يسمى كفرا وبعضها يسمى إيمانا . وقد اتهم بعض فقهاء المرجئة أبا وائل في رواية هذا الحديث . وأما أبو وائل فليس بمتهم ؛ بل هو الثقة العدل المأمون
=================================================
328_ وقال -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ ».
لفظ مسلم

&           فتح الباري- تعليق ابن باز - (10 / 444)
# وفيه نفي الإيمان عمن يؤذي جاره بالقول أو الفعل ومراده الإيمان الكامل، ولا شك أن العاصي غير كامل الإيمان.
# وقال النووي عن نفي الإيمان في مثل هذا جوابان: أحدهما: أنه في حق المستحل، والثاني: أن معناه ليس مؤمنا كاملا اهـ.
# ويحتمل أن يكون المراد أنه لا يجازي مجازاة المؤمن بدخول الجنة من أول وهلة مثلا، أو أن هذا خرج مخرج الزجر والتغليظ، وظاهره غير مراد، والله أعلم.
=================================================

329_ وفي الصحيحين : ((وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ قِيلَ وَمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ الَّذِي لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ))
=================================================

330_ وفي لفظ على شرط الصحيحين : ((لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَبْدٌ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ)) حم

مسند أحمد ط الرسالة - (20 / 29)
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السُّوءَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَبْدٌ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ "

=================================================
331_ وقال النبي  -صلى الله عليه وسلم- : ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ)) متفق عليه
وفي لفظ مسلم : ((« مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ))

عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (22 / 110)
قَوْله: (فَلَا يؤذ جَاره) ، الْإِيذَاء مَعْصِيّة لَا يلْزم مِنْهَا نفي الْإِيمَان، وَالْمرَاد مِنْهُ نفي كَمَال الْإِيمَان، وَأما تَخْصِيص الْإِيمَان بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر من بَين سَائِر مَا يجب بِهِ الْإِيمَان فللإشارة إِلَى المبدأ والمعاد، يَعْنِي: إِذا آمن بِاللَّه الَّذِي خلقه وَأَنه يجازيه يَوْم الْقِيَامَة بِالْخَيرِ وَالشَّر لَا يؤذ جَاره.

=================================================
332_ و عن الأعمش عن أبي يحيى مولى جعدة قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول :
قيل : "يا رسول الله، إن فلانة تصلي الليل و تصوم النهار، وفي لسانها شيئٌ يؤذي جيرانها سليطة."
فقال : لا خير فيها، هي في النار ] صححه الحاكم

=================================================
333_ و قال صلى الله عليه و سلم : [ اذكروا محاسن موتاكم و كفوا عن مساوءهم ] صححه الحاكم

الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي - مطبعة الحلبي-غير موافق - (1 / 319)
 قال العلماء : يحرم سب ميت مسلم لم يكن معلنا بفسقه ، وأما الكافر والمسلم المعلن بفسقه أو بدعته ففيه خلاف للسلف لتعارض النصوص فهو كالنهي المذكور ، وسبه صلى الله عليه وسلم لنحو عمرو ابن لحي وإقراره لمن أثنوا شرا على جنازة مرت به والأصح جواز ذكر مساوي الكفار وكذا نحو معلن بفسقه أو مبتدع إذا كان فيه مصلحة للتحذير من شرهم وإلا لم يجز
=================================================
334_ وعن أبي ذر –رضي الله عنه- أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول : [ من دعا رجلا بالكفر، أو قال : "يا عدو الله," و ليس كذلك، إلا رجع عليه ] متفق عليه

تطريز رياض الصالحين - (1 / 975)
قال ابن دقيق العيد: هذا وعيد عظيم لمن كفَّر أحدًا من المسلمين وليس كذلك، وهي ورطة عظيمة وقع فيها خلق كثير من المتكلمين، ومن المنسوبين إلى السنَّة، وأهل الحديث، لما اختلفوا في العقائد فغلظوا على مخالفيهم. وحكموا بكفرهم، والحق أنه لا يكفر أحد من أهل القبلة إلا بإنكار متواتر من الشريعة عن صاحبها، فإنه حينئذ يكون مكذبًا للشرع. انتهى.
=================================================
335_ صفوان بن عمرو عن راشد بن سعد وابن جبير عن أنس قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ مررت ليلة أسري بي، مررت بقوم لهم أظافر من النحاس يخمِشون بها وجوههم و صدورهم، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ فقال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس و يقعون في أعراضهم ]

المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية صلى الله عليه وسلم من صحيح الإمام البخاري - (19 / 16)
قال العلماء: وسامع الغيبة شريك المغتاب فكما تحرم الغيبة يحرم استماعها، ويجب إنكارها إن لم يخف ضرراً وإن خاف ضررا فارق ذلك المجلس، فإن لم يقدر على المفارقة بذكر أو غيره لا يضره بعد ذلك السماع من غير استماع، فيجب على كل من سمع غيبة أخيه أن يرى باباً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن من فعل ذلك فقد فار فوزاً عظيم

التيسير بشرح الجامع الصغير ـ للمناوى - (2 / 586)
لما كان خمش الوجه والصدر من صفة النساء النائحات جعلها خبرا عما يقع اشعارا بانهما ليسا من صفات الرجال بل من صفات النساء في أقبح حالة
=================================================
336_ وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- :
« إنَّ مِنَ الْكَبَائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ وَالِدَيْهِ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ يَشْتِمُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ « نَعَمْ يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ » متفق عليه [عن عبد الله بن عمرو]

وفي لفظ :
(("إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ، قِيلَ : "يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟" قَالَ : "يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ.")) [خ]

المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم - (2 / 47)
وقوله : إِنَّ مِنَ الْكَبَائِرِ شَتْمَ الرَّجُلِ وَالِدَيْهِ ، يعني : مِنْ أكبرِ الكبائر ؛ لأنَّ شتم المسلمِ الذي ليس بِأَبٍ كبيرةٌ ، فشتمُ الآباءِ أكبَرُ منه.

q              شرح النووي على مسلم - (2 / 88)
ففيه دليل على أن من تسبب فى شيء جاز أن ينسب إليه ذلك الشيء
# وانما جعل هذا عقوقا لكونه يحصل منه ما يتأذى به الوالد تأذيا ليس بالهين كما تقدم فى حد العقوق والله أعلم وفيه قطع الذرائع

q              الفتاوى الكبرى - (6 / 172)
لَكِنْ قَدْ جَعَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ لِكَوْنِهِ شَتْمًا لِوَالِدَيْهِ لِمَا فِيهِ مِنْ الْعُقُوقِ وَإِنْ كَانَ فِيهِ إثْمٌ مِنْ جِهَةِ إيذَاءِ غَيْرِهِ .

=================================================
337_ وقال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ :
((لَا يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلًا بِالْفُسُوقِ وَلَا يَرْمِيهِ بِالْكُفْرِ إِلَّا ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ)) رواه البخاري

شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (9 / 288)
قال المهلب : وهذا معنى تبويبه من كفر أخاه بغير تأويل فهو كما قال ، أن المكفر له الذى يرجع عليه إثم التكفير ؛ لأن الذى رمى به عند الرامى صحيح الإيمان إذا لم يتأول عليه شيئا يخرجه من الإيمان فكما هو صحيح الإيمان كصحة إيمان الرامى فقد صح أنه أراد برميه له بالكفر كل من هو على دينه فقد كفر نفسه ؛ لأنه على دينه ومساو له فى إيمانه ، فإن استحق ذلك الكفر المرمى به استحق مثله الرامى وغيره .
=================================================
338_ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :
((لَا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا)) رواه البخاري

تطريز رياض الصالحين - (1 / 874)

والحديث دليل على تحريم سبِّ الأموات. قال ابن رشد: إن سبّ الكافر محرم، إذا تأذى به الحيُّ المسلم، ويحل إذا لم يحصل به أذية. وأما المسلم فيحرم، إلا إذا دعت إليه الضرورة.