Selasa, 20 Februari 2018

Syarh Shohih At-Targhib 1579_1590




9 - (الترغيب في قول: لا حول ولا قوة إلا بالله).

(قال المملي) _رضي الله عنه_ :

"قد تقدم قريباً في أحاديثَ كثيرةٍ ذكرُ "لا حولَ ولا قوَّةَ إلا باللهِ"، منها حديث أمَّ هانِئٍ وحديثُ عبد الله بنِ عَمرو، وغيرها، فأغنى قربُها مِنْ إعادتها".

1579 - (1) [صحيح] وعن أبي موسى رضي الله عنه؛ أنَّ النبيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال له:
"قُلْ لا حولَ ولا قوَّةَ إلا باللهِ؛ فإنَّها كنزٌ من كُنوزِ الجنَّةِ".
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.

1580 - (2) [صحيح لغيره] وعَن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال لي رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"أَكثِرْ مِنْ قولِ لا حَوْلَ ولا قوَّةَ إلا بالله؛ فإنَّها [كنز] مِنْ كنوزِ الجنَّة".
رواه الترمذي وقال: (1)
"هذا حديث إسناده ليس بمتصل، مكحول لم يسمع من أبي هريرة".

[صحيح] ورواه الحاكم وقال: "صحيح ولا علة له"، ولفظه:
أنَّ رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
ألا أعلِّمُكَ -أو ألا أدُلُّكَ على- كَلِمةٍ مِنْ تحتِ العَرْشِ مِنْ كَنزْ الجنَّةِ؟
تَقولُ: (لا حَولَ ولا قوَّةَ إلا باللهِ)، فيقولُ الله: أسلَم عَبْدي وَاستَسْلَمَ.

قال الألباني في تعليقه :
(1) تمام الرواية عند الترمذي:
"قال مكحول:
فمن قال: (لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا منجا من الله إلا إليه)؛ كشف الله عنه سبعين باباً من الضر، أدناهن الفقر".
قلت: هو عن مكحول صحيح الإسناد، ولكنه معضل، وقد ذكر المؤلف لهذا الحديث عدة روايات، احتفظت منها هنا بما صح، وما ليس كذلك فهو من حصة الكتاب الآخر، وأما المعلقون الجهلة، فخلطوا الصالح بالطالح، وصدروا الحديث بكل رواياته ودرجاته بقولهم:
"حسن، رواه. . . "، (خبط لزق)! والله المستعان.

عمدة القاري شرح صحيح البخاري (23/ 29)
 قَوْله: (على كلمة من كنز الْجنَّة) قيل: كَيفَ كَانَت من الْكَنْز؟ وَأجِيب: بِأَنَّهَا كالكنز فِي كَونهَا ذخيرة نفيسة تتَوَقَّع الانتفاعات بهَا.

شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن (6/ 1833)
وقد مر أن ((لا حول)) دل علي نفي التدبير للكائنات، وإثباته لله عز وجل،

الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري (10/ 119)
وقد سلف قريبًا وأشرنا إلى أن وجه الشبه نفاسة ثوابها فإنه أكثر ما يكون أنفس الأموال، وذلك أن الإنسان بهذا الكلام يفوض الأمر إلى الله ويعرف أن لا حركة ولا سكون إلَّا بقدرة الله وإرادته

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/ 1608)
وَالْمَعْنَى أَنَّهَا مِنَ الْكُنُوزِ الْمَعْنَوِيَّةِ الْعَرْشِيَّةِ، وَذَخَائِرِ الْجَنَّةِ الْعَالِيَةِ الْعُلْوِيَّةِ، لَا مِنَ الْكُنُوزِ الْفَانِيَةِ الْحِسِّيَّةِ السُّفْلِيَّةِ. وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: أَيْ: كَلِمَةٌ أُنْزِلَتْ مِنَ الْكَنْزِ الَّذِي تَحْتَ الْعَرْشِ، وَقَدْ سَبَقَ أَنَّ تَحْتَهُ كَنْزًا، وَأَنَّ أَوَاخِرَ الْبَقَرَةِ نَزَلَتْ مِنْ ذَلِكَ الْكَنْزِ، وَهِيَ أَيْضًا مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ،
====================================================

1581 - (3) [صحيح لغيره] وعن معاذ بن جبلٍ رضي الله عنه؛ أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
"ألا أدُلُّكَ على بابٍ من أبوابِ الجنَّةِ؟ ".
قال: وما هو؟ قال:
"لا حولَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ".
رواه أحمد والطبراني؛ إلا أنه قال:
"ألا أدُلُّكَ على كنزٍ من كُنوزِ الجنَّةِ؟. .".
وإسناده صحيح إن شاء الله، فإن عطاء بن السائب ثقة، وقد حدث عنه حماد بن سلمة قبل اختلاطه (1).
====================================================

1582 - (4) [صحيح] وعن قَيْسِ بنِ سعدِ بن عُبادة:
أنَّ أباه دفعه (2) إلى النبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يخدمُه، قال: فأتى عليَّ نبيُّ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقد صلَّيتُ ركعتين، (3) فضربني برجلهِ وقال:
"ألا أدلُّكَ على بابٍ من أبوابِ الجنَّةِ؟ ".
قلتُ: بلى. قال:
"لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ".
رواه الحاكم وقال: "صحيح على شرطهما"
====================================================

1583 - (5) [صحيح لغيره] وعن أبي أيوبَ الأنصاري رضي الله عنه:
أنَّ رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ليلةَ أُسرِيَ به مَرَّ على إبراهيم عليه السلامُ، فقال:
مَنْ مَعَكَ يا جبرائيل؟
قال: هذا محمدٌ.
فقال له إبراهيمُ عليه السلام: يا محمدُ! مُرْ أمَّتكَ فَليُكْثِرُوا مِن غِراسِ الجنَّة، فإنَّ تُربتَها طيبّةٌ. وأرضَها واسعةٌ.
قال: ما غِراسُ الجنَّةِ؟
قال: لا حولَ ولا قوَّةَ إلا بالله.
رواه أحمد بإسناد حسن، وابن أبي الدنيا، وابن حبان في "صحيحه".
====================================================
1584 - (6) [حسن لغيره] ورواه ابن أبي الدنيا في "الذكر"، والطبراني من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"أَكْثِروا مِنْ غِراس الجنَّة؛ فإنِّه عذبٌ ماؤها، طيِّبٌ تُرابُها، فأكْثِروا مِنْ غِراسها".
قالوا: يا رسولَ الله! وما غِراسُها. قال:
"ما شاءَ الله، لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ".

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/ 1597)
وَجَاءَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ أَنَّهَا بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، وَلَعَلَّ اخْتِلَافَ نَتَائِجِهَا بِاخْتِلَافِ مَرَاتِبِ قَائِلِهَا.

البدر التمام شرح بلوغ المرام (10/ 438)
قال العلماء: سبب ذلك أنها كلمة استسلام وتفويض إلى الله تعالى، واعتراف بالإذعان له، وأنه لا مانع غيره، ولا رادَّ لأمرِه، وأن العبد لا يملك شيئًا من الأمر. قال أهل اللغة: الحول عبارة عن الحركة والحيلة. أي لا حركة ولا استطاعة ولا حيلة إلا بمشيئة الله.
====================================================

1585 - (7) [صحيح] وعن أبي ذرّ رضي الله عنه قال:
كنتُ أمشي خَلْفَ النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال لي:
"يا أبا ذَرٍّ! ألا أدُلُّكَ على كَنزٍ من كنوز الجنةِ؟ ".
قلتُ: بلى. قال:
"لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ".
رواه ابن ماجه وابن أبي الدنيا، وابن حبان في "صحيحه".
====================================================
====================================================

10 - (الترغيب في أذكار تقال بالليل وبالنهار غير مختصة بالصباح والمساء).

1586 - (1) [صحيح] عن أبي مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال النبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"مَنْ قَرأ بالآيتينِ مِنْ آخرِ سورةِ {البقرة} في لَيْلَةٍ كفَتاهُ".
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة.
(كفتاه) أي: أجزأتاه عن قيام تلك الليلة.
وقيل: كفتاه ما يكون من الآفات تلك الليلة.
وقيل: كفتاه من كل شيطان فلا يقربه ليلته.
وقيل: معناه حسبه بهما فضلاً وأجراً، وقال ابن خزيمة في "صحيحه":
"باب ذكر أقل ما يجزئ من القراءة في قيام الليل". ثم ذكره. وهذا ظاهر. والله أعلم.

اسم صحابي الحديث :

عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن عمرو أسيرة بن عسيرة الأنصارى ، أبو مسعود البدرى
الوفاة :  قبل 40 هـ بـ الكوفة ،

·      فتح الباري لابن حجر (9/ 56)
قَوْلُهُ : (كَفَتَاهُ)
أَيْ : أَجْزَأَتَا عَنْهُ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ بِالْقُرْآنِ،
وَقِيلَ : أَجْزَأَتَا عَنْهُ عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ مُطْلَقًا سَوَاءٌ كَانَ دَاخِلَ الصَّلَاةِ أَمْ خَارِجَهَا،
وَقِيلَ : مَعْنَاهُ أَجْزَأَتَاهُ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالِاعْتِقَادِ لِمَا اشْتَمَلَتَا عَلَيْهِ مِنَ الْإِيمَانِ وَالْأَعْمَالِ إِجْمَالًا،
وَقِيلَ : مَعْنَاهُ كَفَتَاهُ كُلَّ سُوءٍ،
وَقِيلَ : كَفَتَاهُ شَرَّ الشَّيْطَانِ،
وَقِيلَ : دَفَعَتَا عَنْهُ شَرَّ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ،
وَقِيلَ : مَعْنَاهُ كَفَتَاهُ مَا حَصَلَ لَهُ بِسَبَبِهِمَا مِنَ الثَّوَابِ عَنْ طَلَبِ شَيْءٍ آخَرَ وَكَأَنَّهُمَا اخْتُصَّتَا بِذَلِكَ لِمَا تَضَمَّنَتَاهُ مِنَ الثَّنَاءِ عَلَى الصَّحَابَةِ بِجَمِيلِ انْقِيَادِهِمْ إِلَى اللَّهِ وَابْتِهَالِهِمْ وَرُجُوعِهِمْ إِلَيْهِ وَمَا حَصَلَ لَهُمْ مِنَ الْإِجَابَةِ إِلَى مَطْلُوبِهِمْ،

·      صحيح الجامع الصغير وزيادته (1/ 370)
1799 - «إن الله تعالى كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام وهو عند العرش وإنه أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها الشيطان» .
(صحيح) ... [ت ن ك] عن النعمان بن بشير. الترغيب 2/99، الروض النضير 88، المشكاة 2145.

·      شرح صحيح البخارى لابن بطال (10/ 247)
قال المؤلف: إذا كان من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة كفتاه، ومن قرأ آية الكرسى كان عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح، فما ظنك بمن قرأها كلها من كفاية الله له وحرزه وحمايته من الشيطان وغيره، وعظيم ما يدخر له من ثوابها
====================================================
1587 - (2) [صحيح لغيره] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آياتٍ في لَيْلَةٍ؛ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغافلينَ".
رواه ابن خزيمة في "صحيحه" (1)، والحاكم وقال:
"صحيح على شرط مسلم". [مضى 13 - القرآن/ 1 - 21 - حديث].

قال الألباني في تعليقه على الترغيب :
(1) قلت: عزوه لابن خزيمة وهم، فإنه لم يروه بهذا اللفظ عن أبي هريرة، وإنما بلفظ: "مئة آية"، كما تقدم في آخر (6 - النوافل/ 11 - الترغيب في قيام الليل). وإنما رواه من حديث ابن عمرو كما سبق هناك، وهو به صحيح.

====================================================

1588 - (3) [صحيح] وعن أبي سعيدٍ رضي الله عنه قال: قال النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"أَيعْجزُ أحدُكُم أن يَقرأ ثُلثَ القرآنِ في ليلةٍ؟ ".
فَشقَّ ذلك عليهم، وقالوا: أيُّنا يُطيقُ ذلك يا رسولَ اللهِ؟
فقال:
"(الله الواحدُ الصَّمَدُ) ثُلثُ القرآنِ".
رواه البخاري ومسلم والنسائي.

·      شرح صحيح البخارى لابن بطال (10/ 251)
وقال غيره: معنى قوله: إنها تعدل ثلث القرآن أن الله جعل القرآن ثلاثة أجزاء:
أحدها: القصص والعبر والأمثال، والثانى: الأمر والنهى والثواب والعقاب، والثالث: التوحيد والإخلاص، وتضمنت هذه السورة صفة توحيده تعالى وتنزيهه عن الصاحبة والوالد والولد، فجعل لقارئها من الثواب كثواب من قرأ ثلث القرآن.

الاستذكار (2/ 512)
قَالَ وَقَالَ لِي إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ مَعْنَاهُ أَنَّ اللَّهَ (عَزَّ وَجَلَّ) لَمَّا فَضَّلَ كَلَامَهُ عَلَى سَائِرِ الْكَلَامِ جَعَلَ لِبَعْضِهِ أَيْضًا فَضْلًا مِنَ الثَّوَابِ لِمَنْ قَرَأَهُ تَحْرِيضًا مِنْهُ عَلَى تَعْلِيمِهِ

منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري (5/ 81) // حمزة محمد قاسم :
فقه الحديث: دل هذا الحديث على فضل سورة الإخلاص، وامتيازها بأنها تحوي في معناها ومضمونها ثلث القرآن لاشتمالها على التوحيد الذي هو أحد مقاصد القرآن الثلاثة، وقال بعض أهل العلم: إنها تساوي ثلث القرآن في أجرها وثوابها

فتح الباري لابن حجر (9/ 61)
قَوْلُهُ (ثُلُثَ الْقُرْآنِ)
حَمَلَهُ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ عَلَى ظَاهِرِهِ فَقَالَ : هِيَ ثُلُثٌ بِاعْتِبَارِ مَعَانِي الْقُرْآنِ لِأَنَّهُ أَحْكَامٌ وَأَخْبَارٌ وَتَوْحِيدٌ،
وَقَدِ اشْتَمَلَتْ هِيَ عَلَى الْقِسْمِ الثَّالِثِ فَكَانَتْ ثُلُثًا بِهَذَا الِاعْتِبَارِ وَيُسْتَأْنَسُ لِهَذَا بِمَا أَخْرَجَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ جَزَّأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ فَجَعَلَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ جُزْءًا مِنْ أَجْزَاءِ الْقُرْآنِ

فتح الباري لابن حجر (9/ 61)
وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ :
"اشْتَمَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ عَلَى اسْمَيْنِ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى يَتَضَمَّنَانِ جَمِيعَ أَصْنَافِ الْكَمَالِ لَمْ يُوجَدَا فِي غَيْرِهَا مِنَ السُّوَرِ وَهُمَا الْأَحَدُ الصَّمَدُ لِأَنَّهُمَا يَدُلَّانِ عَلَى أَحَدِيَّةِ الذَّاتِ الْمُقَدَّسَةِ الْمَوْصُوفَةِ بِجَمِيعِ أَوْصَافِ الْكَمَالِ وَبَيَانُ ذَلِكَ أَنَّ الْأَحَدَ يُشْعِرُ بِوُجُودِهِ الْخَاصِّ الَّذِي لَا يُشَارِكُهُ فِيهِ غَيْرُهُ وَالصَّمَدُ يُشْعِرُ بِجَمِيعِ أَوْصَافِ الْكَمَالِ لِأَنَّهُ الَّذِي انْتَهَى إِلَيْهِ سُؤْدُدُهُ فَكَانَ مَرْجِعُ الطَّلَبِ مِنْهُ وَإِلَيْهِ وَلَا يَتِمُّ ذَلِكَ عَلَى وَجْهِ التَّحْقِيقِ إِلَّا لِمَنْ حَازَ جَمِيعَ خِصَالِ الْكَمَالِ وَذَلِكَ لَا يَصْلُحُ إِلَّا لِلَّهِ تَعَالَى فَلَمَّا اشْتَمَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ عَلَى مَعْرِفَةِ الذَّاتِ الْمُقَدَّسَةِ كَانَتْ بِالنِّسْبَةِ إِلَى تَمام الْمعرفَة بِصِفَات الذَّات وصفات الْفِعْل ثناءا" اهـ
وَقَالَ غَيْرُهُ :
تَضَمَّنَتْ هَذِهِ السُّورَةُ تَوْجِيهَ الِاعْتِقَادِ وَصِدْقَ الْمَعْرِفَةِ وَمَا يَجِبُ إِثْبَاتُهُ لِلَّهِ مِنَ الْأَحَدِيَّةِ الْمُنَافِيَةِ لِمُطْلَقِ الشَّرِكَةِ وَالصَّمَدِيَّةِ الْمُثْبِتَةِ لَهُ جَمِيعَ صِفَاتِ الْكَمَالِ الَّذِي لَا يَلْحَقُهُ نَقْصٌ وَنَفْيَ الْوَلَدِ وَالْوَالِدِ الْمُقَرِّرَ لِكَمَالِ الْمَعْنَى وَنَفْيَ الْكُفْءِ الْمُتَضَمِّنَ لِنَفْيِ الشَّبِيهِ وَالنَّظِيرِ وَهَذِهِ مجامع التَّوْحِيدِ الِاعْتِقَادِيِّ وَلِذَلِكَ عَادَلَتْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ لِأَنَّ الْقُرْآنَ خَبَرٌ وَإِنْشَاءٌ وَالْإِنْشَاءُ أَمْرٌ وَنَهْيٌ وَإِبَاحَةٌ وَالْخَبَرُ خَبَرٌ عَنِ الْخَالِقِ وَخَبَرٌ عَنْ خَلْقِهِ فَأَخْلَصَتْ سُورَةُ الْإِخْلَاصِ الْخَبَرَ عَنِ اللَّهِ وَخَلَّصَتْ قَارِئَهَا مِنَ الشِّرْكِ الِاعْتِقَادِيِّ وَمِنْهُمْ مَنْ حَمَلَ الْمِثْلِيَّةَ عَلَى تَحْصِيلِ الثَّوَاب
====================================================

1589 - (4) [حسن] وعن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال:
مَنْ قَرأ {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} كلَّ لَيلْةٍ، منَعه الله عزَّ وجَل بِها مِنْ عذِاب القَبرِ.
وكنا في عهدِ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نُسمِّيها المانِعةَ، وإنَّها في كتابِ الله عزَّ وجلَّ سورةٌ مَنْ قَرأ بها في ليلةٍ فَقَدْ أَكْثَرَ وأَطابَ.
رواه النسائي واللفظ له، والحاكم وقال:
"صحيح الإسناد". [مضى 13 - القرآن/ 10].

·      صحيح الجامع الصغير وزيادته (2/ 879)
4873 - "كان لا ينام حتى يقرأ {الم، تَنْزِيلُ} السجدة و {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} .
(صحيح) [حم ت ن ك] عن جابر.

من فضائل سورة الملك :

مشكاة المصابيح (1/ 662)
2153 -[45] (حَسَنٍ)
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ سُورَةً فِي الْقُرْآنِ ثَلَاثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ وَهِيَ: (تَبَارَكَ الَّذِي [ص:663] بِيَدِهِ الْمُلْكُ)
رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَه

صحيح الجامع الصغير وزيادته (1/ 421)
2092 - 942 - «إن سورة من كتاب الله ما هي إلا ثلاثون آية شفعت لرجل فأخرجته من النار وأدخلته الجنة» .
(حسن) ... [ك] عن أبي هريرة. الترغيب 2/222.

صحيح الترغيب والترهيب (2/ 192)
1475 - (2) [حسن] وعن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال:
"يؤتى الرجلُ في قبرِه، فتؤتى رجلاه، فتقول: ليس لكم على ما قِبَلي سبيل؛ كان يقرأ [عليّ] (2) سورة {الملك}. ثم يؤتى من قِبَل صدرِه، أو قال بطنه فيقول: ليس لكم على ما قِبَلي سبيل، كان أَوعى فيّ سورة {الملك}. ثم يُؤتى من قِبَلِ رأسه، فيقول: ليس لكم على ما قِبَلي سبيل، كان يقرأ بي سورة {الملك}، فهي المانعة، تمنع عذاب القبر، وهي في التوراة سورة {الملك}، من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطيب". رواه الحاكم وقال: "صحيح الإسناد".
[حسن] وهو في النسائي مختصر:
"من قرأَ {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} كلَّ ليلةٍ؛ منَعَهً الله عزَّ وجل بها من عذابِ القبرِ".
وكنا في عهد رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نسميها: (المانعة)، وإنها في كتابِ اللهِ عز وجل سورةٌ من قرأ بها في كلِّ ليلةٍ، فقد أكثر وأطاب.

===================================================

1590 - (5) [صحيح] وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
"مَنْ قال: (لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ، وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ)؛ في يوم مِئَةَ مرَّةٍ؛ كانت له عِدلَ عَشرِ رقابٍ، وكُتِبَتْ له مِئةُ حسنةٍ، ومُحيَتْ عنه مِئَةُ سيِّئَةٍ، وكانتْ له حِرْزاً من الشيطانِ يومهُ ذلك حتى يُمسيَ، ولَمْ يأتِ أحدٌ بأفضَلَ مما جاءَ به؛ إلا أحدٌ عملَ أكثَرَ مِنْ ذلكَ".
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه. وزاد مسلم والترمذي والنسائي:
"ومن قال: (سبحانَ اللهِ وبحمدِه)، في يومٍ مِئَةَ مرَّةٍ؛ حُطَّت خطاياه ولو كانتْ مِثلَ زَبَدِ البحرِ".

·      تطريز رياض الصالحين (ص: 773)
في هذا الحديث: بيان فضل الذكر، وسعة رحمة الله تعالى ومغفرته.

إكمال المعلم بفوائد مسلم (8/ 191)
وهذا الحصر لهذه الأذكار لا (4) دليل على أنها غاية وحد لهذه الأجور. ثم نبه - عليه السلام - بقوله: " إلا أحدٌ عمل أكثر من ذلك " أنه جائز أن يزاد على هذا العدد فيكون لقائله من الفضل بحسابه، لئلا يظن أنها من الحدود التى نهى عن اعتدائها، وأنه لا فضل فى الزيادة عليها كالزيادة على ركعات السنن المحدودة أو أعداد الطهارة.
وقد قيل: يحتمل أن هذه الزيادة من غير هذا الباب، أى ألا يزيد أحد أعمالاً أخر من البر غيرها، فيزيد له أجرها على هذا.

المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (22/ 81)
قلت : وهذه الأجور العظيمة ، والفوائد الجمة إنما تحصل كاملة لمن قام بحق هذه الكلمات ، فاحضر معانيها بقلبه ، وتافلها بفهمه ، واتضحت له معانيها ، وخاض في بحار معرفتها ، ورتع في رياض زهرتها ، ووصل فيها إلى عين اليقين ؟ ا فإنَّ لم يكن ، فالى علم اليقين ، وهذا هو الاحسان في الذنهر ؟ فإنَّه من أعظم العبادات

مجموع الفتاوى (14/ 418)
وَفَضَائِلُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ فِي أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ: وَفِيهَا: التَّوْحِيدُ وَالتَّحْمِيدُ. فَقَوْلُهُ {لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ} تَوْحِيدٌ. وَقَوْلُهُ {لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ} تَحْمِيدٌ. وَفِيهَا مَعَانٍ أُخْرَى شَرِيفَةٌ.








Selasa, 06 Februari 2018

Syarh At-Targhib : 1575_1588


1575 - (2) [صحيح] (نوع آخر) عن أبي أمامة رضي الله عنه قال:
رآني النبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأنا أُحرِّكُ شَفَتيِّ، فقال لي:
"بأيِّ شيءٍ تحرِّكُ شَفَتَيكَ يا أبا أُمامَةَ؟ ".
فقلتُ: أذْكُرُ الله يا رسولَ اللهِ! فقال:
"ألا أُخبِرُكَ بأكثَرَ وأفضَلَ مِنْ ذِكرِكَ بالليلِ والنهارِ؟ ".
قُلتُ: بَلى يا رسولَ الله! قال:
"تقولُ:
سبحانَ اللهِ عَدَدَ ما خَلَقَ، سبحانَ اللهِ مِلءَ ما خَلَقَ، سبحانَ الله عَددَ ما في الأرضِ، سبحانَ الله مِلءَ ما في الأرضِ والسماءِ، سبحانَ اللهِ عدد ما أَحْصى كتابُهُ، سبحانَ الله مِلءَ ما أَحْصَى كتابُه، سبحانَ اللهِ عَددَ كُل شَيءٍ، سبحان الله مِلءَ كل شَيءٍ،
الحمدُ لله عَدَدَ ما خَلَقَ، والحمدُ لله مِلءَ ما خَلَقَ، والحمدُ لله عَدَدَ ما في الأرض والسماءِ، والحمدُ لله مِلءَ ما في الأرضِ والسماءِ، والحمدُ لله عَددَ ما أَحْصى كِتابُه، والحمدُ لله مِلءَ ما أحصى كتابهُ، والحمد لله عَدَدَ كلِّ شيءٍ، والحمدُ لله مِلء كلِّ شَيءٍ)".
رواه أحمد وابن أبي الدنيا -واللفظ له-، والنسائي، وابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما" باختصار، والحاكم وقال:
"صحيح على شرط الشيخين".
[صحيح لغيره] ورواه الطبراني بإسنادين أحدهما حسن، (1) ولفظه قال:
"أفلا أُخبركَ بشَئٍ إذا قُلته ثُمَّ دأَبْتَ اللَّيْلَ والنهارَ لَم تَبْلغْهُ؟ ".
قلتُ: بَلى. قال:
"تقولُ: (الحمدُ لله عَدَدَ ما أحصى كِتابُهُ، والحمد لله عدَدَ ما في كتابِهِ، والحمدُ لله عَدَدَ ما أَحْصَى خلقهُ، والحمدُ لله مِلءَ ما في خلقهِ، والحمدُ لله مِلءَ سماواته وأرضه، والحمدُ لله عَدَد كلِّ شَيء، والحمدُ لله على كلِّ شيء)، وتُسَبِّح مِثلَ ذلك، وتكبِّرُ مِثْلَ ذلِكَ".

شرح الحديث :

عون المعبود وحاشية ابن القيم (4/ 257)
(وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا هُوَ خَالِقٌ)
أَيْ : خَالِقُهُ أَوْ خَالِقٌ لَهُ فِيمَا بَعْدَ ذلك،
واختاره بن حَجَرٍ الْمَكِّيُّ، وَهُوَ أَظْهَرُ.
لَكِنَّ الْأَدَقَّ الْأَخْفَى مَا قَالَ الطِّيبِيُّ : "أَيْ مَا هُوَ خَالِقٌ لَهُ مِنَ الْأَزَلِ إِلَى الْأَبَدِ وَالْمُرَادُ الِاسْتِمْرَارُ فَهُوَ إِجْمَالٌ بَعْدَ التَّفْصِيلِ لِأَنَّ اسْمَ الْفَاعِلِ إِذَا أُسْنِدَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى يُفِيدُ الِاسْتِمْرَارَ مِنْ بَدْءِ الْخَلْقِ إِلَى الْأَبَدِ كَمَا تَقُولُ اللَّهُ قَادِرٌ عَالِمٌ فَلَا تَقْصِدُ زَمَانًا دُونَ زَمَانٍ،" كَذَا فِي الْمِرْقَاةِ وَفِي النَّيْلِ

شرح صحيح البخارى لابن بطال (10/ 134)
وقال بعض الناس: هذه الفضائل التى جاءت عن النبى (صلى الله عليه وسلم) : (من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة غفر له. . .) وما شاكلها إنما هى لأهل الشرف فى الدين والكمال والطهارة من الجرائم العظام، ولا يظن أن من فعل هذا وأصرّ على ما شاء من شهواته وانتهك دين الله وحرماته أنه يلحق بالسابقين المطهرين، وينال منزلتهم فى ذلك بحكاية أحرف ليس معها تقى ولا إخلاص، ولا عمل، ما أظلمه لنفسه من يتأول دين الله على هواه.

المفاتيح في شرح المصابيح (3/ 168) الحسين بن محمود الزيداني :
قوله: "سبحان الله عدد ما خلق في السماء"؛ يعني: إذا قال هذه الألفاظ فكأنه قال: سبحان الله بعدد كل نفس، أو كل شيء في السماوات والأرض من المخلوقات مرة، فإذا كان كذلك فلا حاجة إلى عَدِّ التسبيح بالنَّوى والحصا.

تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين (ص: 364)
والْحَدِيث يدل على مَا قدمنَا من كتب الْأجر بِعَدَد مَا أضَاف الذاكر الْعدَد إِلَيْهِ أَو الْوَزْن أَو نَحْوهمَا وَهَكَذَا سَائِر الْأَحَادِيث الْمَذْكُورَة هُنَا وَقد قدمنَا تَفْسِير مَا يحْتَاج إِلَى تَفْسِيره من الْأَلْفَاظ الْمَذْكُورَة هُنَا فِي شرح الحَدِيث الْمَذْكُور قبله
وَالْحَاصِل أَنه صحّح حَدِيث أبي أُمَامَة هَذَا بِاعْتِبَار الْبَعْض من طرقه ثَلَاثَة أَئِمَّة ابْن حبَان وَالْحَاكِم كَمَا تقدم وَالثَّالِث ابْن خُزَيْمَة وَحسن الْمُنْذِرِيّ إِسْنَادًا من أَسَانِيد الطَّبَرَانِيّ وَكَذَا الهيثمي كَمَا تقدم وَقَالَ إِن رجال أَحْمد وَرِجَال الصَّحِيح
====================================================

1576 - (3) [حسن] وعن مصعب بن سعد عن أبيه:
أَنَّ أعرابيّاً قال للنبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: عَلّمْني دُعاءً لَعَلَّ الله أنْ ينفعني بِهِ؟ قال:
"قُلْ: اللهُمَّ لَكَ الحمدُ كلُّه، وإليكَ يرجعُ الأَمرُ كُلُّهُ".
رواه البيهقي من رواية أبي بلج، واسمه يحيى بن سليم، أو ابن أبي سليم. (1)

بحر الفوائد المسمى بمعاني الأخبار للكلاباذي (ص: 33)
قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الزَّاهِدُ رَحِمَهُ اللَّهُ:
"قَوْلُهُ: «لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ» مَوْضِعُ الصَّفَاءِ وَالِانْقِطَاعِ إِلَيْهِ ... «وَإِلَيْكَ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ» مَوْضِعُ الْإِخْلَاصِ لَهُ وَالتَّبَرِّي إِلَيْهِ.

===================================================

1577 - (4) [حسن لغيره] (نوع آخر) عن سلمان رضي الله عنه عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
"قالَ رجلٌ: (الحمد لله كثيراً)، فأعظمها الملَكُ أن يكتبها، فراجع فيها ربه عز وجل فقال: اكتبها كما قال عبدي [كثيراً] (2) ".
رواه الطبراني بإسناد فيه نظر.

سلمان الخير الفارسى ، أبو عبد الله بن الإسلام ( أصله من أصبهان ، و قيل : من رامهرمز )
أسلم أول قدوم النبي _صلى الله عليه وسلم_
الوفاة :  34 هـ
روى له :  خ م د ت س ق
رتبته عند ابن حجر :  صحابى ( قال : أول مشاهده الخندق )

===================================================
1578 - (5) [حسن لغيره] وروى أبو الشيخ ابن حيان من طريق عطية عن أبي سعيد مرفوعاً أيضاً:
"إذا قال العبدُ: (الحمدُ لله كثيراً)؛ قال اللهُ تعالى: اكتبوا لعبدي رحمتي كثيراً".

ترجمة أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- :
قال المزي في تهذيب الكمال  :
( خ م د ت س ق ) : سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر ، و هو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصارى ، أبو سعيد الخدرى ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قال محمد بن سعد : و زعم بعض الناس أن خدرة هى أم الأبجر ، و أمه أنيسة بنت
أبى حارثة ، من بنى عدى بن النجار ،

استصغر يوم أحد ، و استشهد أبوه يومئذ ،
و غزا بعد ذلك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتى عشرة غزوة . اهـ .

و قال حنظلة بن أبى سفيان عن أشياخه : لم يكن أحد من أحداث أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أفقهَ من أبى سعيد الخدرى, و فى رواية : أعلم .

و قال أبو عمر بن عبد البر : أول مشاهده الخندق ، و غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتى عشرة غزوة ، و كان ممن حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سننا كثيرة و علما جما ، و كان من نجباء الصحابة و علمائهم و فضلائهم .


قال الحافظ في تهذيب التهذيب 3 / 481 :
و قال أبو الحسن المدائنى : مات سنة ثلاث و ستين .
==================================================

صحيح الترغيب والترهيب (2/ 248)
9 - (الترغيب في قول: لا حول ولا قوة إلا بالله).
(قال المملي) رضي الله عنه:
"قد تقدم قريباً في أحاديثَ كثيرةٍ ذكرُ "لا حولَ ولا قوَّةَ إلا باللهِ"، منها حديث أمَّ هانِئٍ وحديثُ عبد الله بنِ عَمرو، وغيرها، فأغنى قربُها مِنْ إعادتها".

1579 - (1) [صحيح] وعن أبي موسى رضي الله عنه؛ أنَّ النبيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال له:
"قُلْ لا حولَ ولا قوَّةَ إلا باللهِ؛ فإنَّها كنزٌ من كُنوزِ الجنَّةِ".
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.

1580 - (2) [صحيح لغيره] وعَن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال لي رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"أَكثِرْ مِنْ قولِ لا حَوْلَ ولا قوَّةَ إلا بالله؛ فإنَّها [كنز] مِنْ كنوزِ الجنَّة".
رواه الترمذي وقال: (1)
"هذا حديث إسناده ليس بمتصل، مكحول لم يسمع من أبي هريرة".

[صحيح] ورواه الحاكم وقال: "صحيح ولا علة له"، ولفظه:
أنَّ رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
ألا أعلِّمُكَ -أو ألا أدُلُّكَ على- كَلِمةٍ مِنْ تحتِ العَرْشِ مِنْ كَنزْ الجنَّةِ؟
تَقولُ: (لا حَولَ ولا قوَّةَ إلا باللهِ)، فيقولُ الله: أسلَم عَبْدي وَاستَسْلَمَ.

قال الألباني في تعليقه :
(1) تمام الرواية عند الترمذي:
"قال مكحول:
فمن قال: (لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا منجا من الله إلا إليه)؛ كشف الله عنه سبعين باباً من الضر، أدناهن الفقر".
قلت: هو عن مكحول صحيح الإسناد، ولكنه معضل، وقد ذكر المؤلف لهذا الحديث عدة روايات، احتفظت منها هنا بما صح، وما ليس كذلك فهو من حصة الكتاب الآخر، وأما المعلقون الجهلة، فخلطوا الصالح بالطالح، وصدروا الحديث بكل رواياته ودرجاته بقولهم:
"حسن، رواه. . . "، (خبط لزق)! والله المستعان.

عمدة القاري شرح صحيح البخاري (23/ 29)
 قَوْله: (على كلمة من كنز الْجنَّة) قيل: كَيفَ كَانَت من الْكَنْز؟ وَأجِيب: بِأَنَّهَا كالكنز فِي كَونهَا ذخيرة نفيسة تتَوَقَّع الانتفاعات بهَا.

شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن (6/ 1833)
وقد مر أن ((لا حول)) دل علي نفي التدبير للكائنات، وإثباته لله عز وجل،

الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري (10/ 119)
وقد سلف قريبًا وأشرنا إلى أن وجه الشبه نفاسة ثوابها فإنه أكثر ما يكون أنفس الأموال، وذلك أن الإنسان بهذا الكلام يفوض الأمر إلى الله ويعرف أن لا حركة ولا سكون إلَّا بقدرة الله وإرادته

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/ 1608)
وَالْمَعْنَى أَنَّهَا مِنَ الْكُنُوزِ الْمَعْنَوِيَّةِ الْعَرْشِيَّةِ، وَذَخَائِرِ الْجَنَّةِ الْعَالِيَةِ الْعُلْوِيَّةِ، لَا مِنَ الْكُنُوزِ الْفَانِيَةِ الْحِسِّيَّةِ السُّفْلِيَّةِ. وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: أَيْ: كَلِمَةٌ أُنْزِلَتْ مِنَ الْكَنْزِ الَّذِي تَحْتَ الْعَرْشِ، وَقَدْ سَبَقَ أَنَّ تَحْتَهُ كَنْزًا، وَأَنَّ أَوَاخِرَ الْبَقَرَةِ نَزَلَتْ مِنْ ذَلِكَ الْكَنْزِ، وَهِيَ أَيْضًا مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ،
====================================================

1581 - (3) [صحيح لغيره] وعن معاذ بن جبلٍ رضي الله عنه؛ أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
"ألا أدُلُّكَ على بابٍ من أبوابِ الجنَّةِ؟ ".
قال: وما هو؟ قال:
"لا حولَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ".
رواه أحمد والطبراني؛ إلا أنه قال:
"ألا أدُلُّكَ على كنزٍ من كُنوزِ الجنَّةِ؟. .".
وإسناده صحيح إن شاء الله، فإن عطاء بن السائب ثقة، وقد حدث عنه حماد بن سلمة قبل اختلاطه (1).
====================================================

1582 - (4) [صحيح] وعن قَيْسِ بنِ سعدِ بن عُبادة:
أنَّ أباه دفعه (2) إلى النبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يخدمُه، قال: فأتى عليَّ نبيُّ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقد صلَّيتُ ركعتين، (3) فضربني برجلهِ وقال:
"ألا أدلُّكَ على بابٍ من أبوابِ الجنَّةِ؟ ".
قلتُ: بلى. قال:
"لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ".
رواه الحاكم وقال: "صحيح على شرطهما"
====================================================

1583 - (5) [صحيح لغيره] وعن أبي أيوبَ الأنصاري رضي الله عنه:
أنَّ رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ليلةَ أُسرِيَ به مَرَّ على إبراهيم عليه السلامُ، فقال:
مَنْ مَعَكَ يا جبرائيل؟
قال: هذا محمدٌ.
فقال له إبراهيمُ عليه السلام: يا محمدُ! مُرْ أمَّتكَ فَليُكْثِرُوا مِن غِراسِ الجنَّة، فإنَّ تُربتَها طيبّةٌ. وأرضَها واسعةٌ.
قال: ما غِراسُ الجنَّةِ؟
قال: لا حولَ ولا قوَّةَ إلا بالله.
رواه أحمد بإسناد حسن، وابن أبي الدنيا، وابن حبان في "صحيحه".
====================================================
1584 - (6) [حسن لغيره] ورواه ابن أبي الدنيا في "الذكر"، والطبراني من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"أَكْثِروا مِنْ غِراس الجنَّة؛ فإنِّه عذبٌ ماؤها، طيِّبٌ تُرابُها، فأكْثِروا مِنْ غِراسها".
قالوا: يا رسولَ الله! وما غِراسُها. قال:
"ما شاءَ الله، لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ".

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/ 1597)
وَجَاءَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ أَنَّهَا بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، وَلَعَلَّ اخْتِلَافَ نَتَائِجِهَا بِاخْتِلَافِ مَرَاتِبِ قَائِلِهَا.

البدر التمام شرح بلوغ المرام (10/ 438)
قال العلماء: سبب ذلك أنها كلمة استسلام وتفويض إلى الله تعالى، واعتراف بالإذعان له، وأنه لا مانع غيره، ولا رادَّ لأمرِه، وأن العبد لا يملك شيئًا من الأمر. قال أهل اللغة: الحول عبارة عن الحركة والحيلة. أي لا حركة ولا استطاعة ولا حيلة إلا بمشيئة الله.
====================================================

1585 - (7) [صحيح] وعن أبي ذرّ رضي الله عنه قال:
كنتُ أمشي خَلْفَ النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال لي:
"يا أبا ذَرٍّ! ألا أدُلُّكَ على كَنزٍ من كنوز الجنةِ؟ ".
قلتُ: بلى. قال:
"لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ".
رواه ابن ماجه وابن أبي الدنيا، وابن حبان في "صحيحه".
==================================================

صحيح الترغيب والترهيب (2/ 252)
10 - (الترغيب في أذكار تقال بالليل وبالنهار غير مختصة بالصباح والمساء).
1586 - (1) [صحيح] عن أبي مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال النبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"مَنْ قَرأ بالآيتينِ مِنْ آخرِ سورةِ {البقرة} في لَيْلَةٍ كفَتاهُ".
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة.
(كفتاه) أي: أجزأتاه عن قيام تلك الليلة.
وقيل: كفتاه ما يكون من الآفات تلك الليلة.
وقيل: كفتاه من كل شيطان فلا يقربه ليلته.
وقيل: معناه حسبه بهما فضلاً وأجراً، وقال ابن خزيمة في "صحيحه":
"باب ذكر أقل ما يجزئ من القراءة في قيام الليل". ثم ذكره. وهذا ظاهر. والله أعلم.

1587 - (2) [صحيح لغيره] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آياتٍ في لَيْلَةٍ؛ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغافلينَ".
رواه ابن خزيمة في "صحيحه" (1)، والحاكم وقال:
"صحيح على شرط مسلم". [مضى 13 - القرآن/ 1 - 21 - حديث].

1588 - (3) [صحيح] وعن أبي سعيدٍ رضي الله عنه قال: قال النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"أَيعْجزُ أحدُكُم أن يَقرأ ثُلثَ القرآنِ في ليلةٍ؟ ".
__________
(1) قلت: عزوه لابن خزيمة وهم، فإنه لم يروه بهذا اللفظ عن أبي هريرة، وإنما بلفظ: "مئة آية"، كما تقدم في آخر (6 - النوافل/ 11 - الترغيب في قيام الليل). وإنما رواه من حديث ابن عمرو كما سبق هناك، وهو به صحيح.