Sabtu, 25 Februari 2017

Kitab Syarah dan Ta'liq terhadap Manzhumah As-Sair ilallahi wad Daril Akhiroh, Karya Syaikh As-Sa'diy -rahimahullah-



Kitab Syarah dan Ta'liq terhadap Manzhumah As-Sair ilallahi wad Daril Akhiroh, Karya Syaikh As-Sa'diy -rahimahullah-

oleh : 
Ust. Abdul Qodir Abu Fa'izah, Lc.
-hafizhahullah-

Sebuah kitab yang amat menyentuh hati dan melembutkannya, kitab yang ditulis oleh Syaikh Abdur Rohman bin Nashir As-Sa'diy -rahimahullah-  yang berjudul " Manzhumah As-Sair ilallahi wad Daril Akhiroh".

Kitab ini datang dalam bentuk manzhumah (puisi) dan tentunya susah untuk dipahami oleh mayoritas thullabul ilmi (pencari ilmu), melainkan ada ulama yang men-syarah-nya dan menerangkan kalimat demi kalimat.

Ternyata hal ini disadari oleh Penulis, dan akhirnya beliau memberikan ta'liq (catatan) bagi kitab itu. Maka lahirnya kitab berikut :


================================================
DUKUNG KAMI :

Dalam membantu pembangunan Masjid IMAM SYAFI'I POLMAN SULBAR, milik Ahlus Sunnah Polman.

"Siapa yg membangun sebuah masjid karena Allah, maka Allah akan bangunkan istana baginya di surga".[HR. Al-Bukhori & Muslim]

# Bagi anda yang ingin membangun istananya di surga, silakan kirim sebagian rezki anda melalui :

BRI.0259-01-035305-50-9
a/n. YAYASAN AR-RAHMAH AL-MANDARY

atau :

Rek BNI No;  0507-4673-45 atas nama Masjid Imam Syafi'i Polman

Kontak Person :
0852-3091-8001 (Saudara Mu'in)
0813-5595-4435 (Saudara Abdullah Majid)
0813-4370-0400 (Saudara Arif)

Jazakumullohu khoiron atas sumbangsih dan doanya.
================================================


Rabu, 22 Februari 2017

Syarah Riyadhush Sholihin 324

شرح رياض الصالحين
[324] وعن أم المؤمنين ميمونة بنتِ الحارث رضي الله عنها: أنَّهَا أعْتَقَتْ وَليدَةً وَلَمْ تَستَأذِنِ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُهَا الَّذِي يَدُورُ عَلَيْهَا
فِيهِ، قَالَتْ: أشَعَرْتَ يَا رَسُول الله! أنِّي أعتَقْتُ وَليدَتِي؟ قَالَ: «أَوَ فَعَلْتِ؟» قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: «أما إنَّكِ لَوْ أعْطَيْتِهَا أخْوَالَكِ كَانَ أعْظَمَ لأجْرِكِ» . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

شرح الكلمات

عمدة القاري شرح صحيح البخاري (13/ 152)
قَوْله: (أخوالك) ، أخوالها كَانُوا من بني هِلَال أَيْضا وَاسم أمهَا: هِنْد بنت عَوْف بن زُهَيْر بن الْحَارِث

قَوْله: (وليدة) ، أَي: أمة، وَفِي رِوَايَة النَّسَائِيّ من طَرِيق عَطاء بن يسَار عَن مَيْمُونَة: أَنَّهَا كَانَت لَهَا جَارِيَة سَوْدَاء.

فوائد الحديث

o      تطريز رياض الصالحين (ص: 226)
في هذا الحديث: دليل على أن عطية القريب أفضل من العتق إذا كانوا محتاجين.
وفيه: صحة تصرف الزوجة في مالها بغير إذن زوجها.

o      كشف المشكل من حديث الصحيحين (4/ 433)
الوليدة: الْجَارِيَة، وَجَمعهَا ولائد.
وَقد دلّ هَذَا الحَدِيث على أَن صلَة الْأَقَارِب وإغناء الْفُقَرَاء أفضل من الْعتْق وَالصَّدَََقَة على الْأَجَانِب.

o      شرح النووي على مسلم (7/ 86)
فِيهِ فَضِيلَةُ صِلَةِ الْأَرْحَامِ وَالْإِحْسَانِ إِلَى الْأَقَارِبِ وَأَنَّهُ أَفْضَلُ مِنَ الْعِتْقِ وَهَكَذَا وَقَعَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ أَخْوَالَكِ بِاللَّامِ وَوَقَعَتْ فِي رِوَايَةِ غَيْرِ الْأَصِيلِيِّ فِي الْبُخَارِيِّ وَفِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ أَخَوَاتِكِ بِالتَّاءِ قَالَ الْقَاضِي ولعله أَصَحُّ بِدَلِيلِ رِوَايَةِ مَالِكٍ فِي الْمُوَطَّأِ أَعْطَيْتِهَا أُخْتَكِ قُلْتُ الْجَمِيعُ صَحِيحٌ وَلَا تَعَارُضَ وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ كُلَّهُ وَفِيهِ الِاعْتِنَاءُ بِأَقَارِبِ الْأُمِّ إِكْرَامًا بِحَقِّهَا وَهُوَ زِيَادَةٌ فِي بِرِّهَا وَفِيهِ جَوَازُ تَبَرُّعِ الْمَرْأَةِ بما لها بِغَيْرِ إِذْنِ زَوْجِهَا

o      فتح الباري لابن حجر (5/ 219)
قَوْلُهُ لَوْ أَعْطَيْتِهَا أَخْوَالَكِ كَانَ أَعْظَمَ لأجرك قَالَ بن بَطَّالٍ فِيهِ أَنَّ هِبَةَ ذِي الرَّحِمِ أَفْضَلُ مِنَ الْعِتْقِ وَيُؤَيِّدُهُ مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَأحمد وَصَححهُ بن خُزَيْمَة وبن حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ مَرْفُوعًا الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ وَعَلَى ذِي الرَّحِمِ صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ لَكِنْ لَا يَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ تَكُونَ هِبَةُ ذِي الرَّحِمِ أَفْضَلَ مُطْلَقًا لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ الْمِسْكِينُ مُحْتَاجًا وَنَفْعُهُ بِذَلِكَ مُتَعَدِّيًا وَالْآخَرُ بِالْعَكْسِ وَقَدْ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ الْمَذْكُورَةِ فَقَالَ أَفَلَا فَدَيْتِ بِهَا بِنْتَ أَخِيكِ مِنْ رِعَايَةِ الْغَنَمِ فَبَيَّنَ الْوَجْهَ فِي الْأَوْلَوِيَّةِ الْمَذْكُورَةِ وَهُوَ احْتِيَاجُ قَرَابَتِهَا إِلَى مَنْ يَخْدُمُهَا

o      نيل الأوطار (6/ 95)
وَفِي الثَّانِي دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ تَبَرُّعِ الْمَرْأَةِ بِدُونِ إذْنِ زَوْجِهَا، وَأَنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ أَفْضَلُ مِنْ الْعِتْقِ) .
فتح الباري لابن حجر (5/ 219)
وَلَيْسَ فِي الْحَدِيثِ أَيْضًا حُجَّةٌ عَلَى أَنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ أَفْضَلُ مِنَ الْعِتْقِ لِأَنَّهَا وَاقِعَةُ عَيْنٍ وَالْحَقُّ أَنَّ ذَلِكَ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْأَحْوَالِ كَمَا قَرَّرْتُهُ
فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ (9/ 237)
فهذه القصة وإن قيل إنها واقعة عين ففيها دليل على أن الهبة لذي الرحم والتصدق عليه أفضل من العتق، ولاسيما عند الحاجة، ويؤيده حديث سلمان بن عامر الضبي مرفوعاً " الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم صدقة وصلة " (2) والله أعلم (3) .
مفتي البلاد السعودية
(ص / ف 422 /1 في 3/2/ 1386)

o      مختصر الفتاوى المصرية (ص: 457)
وصلَة الرَّحِم الْمُحْتَاج أفضل من الْعتْق لِأَن مَيْمُونَة رَضِي الله عَنْهَا أعتقت جَارِيَة فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَو أعطيتهَا أخوالك كَانَ خيرا لَك فَإِذا أعْطى وَلَده الْمُحْتَاج عبدا أَو جَارِيَة كَانَ أفضل من عتقهما

o      قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها (ص: 376_377)
وَالْأَحَادِيث فِي التَّرْغِيب فِي الصَّدَقَة وعظيم أجرهَا كَثِيرَة جدا وأفضلها صلَة الرَّحِم___
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا من حَدِيث مَيْمُونَة " قَالَت يَا رَسُول الله: أشعرت أَنِّي أعتقت وليدتي قَالَ: وَفعلت؟ قَالَت: نعم. قَالَ أما أَنَّك لَو أعطيتهَا أخوالك كَانَ أعظم لأجرك " وَأخرج النَّسَائِيّ من حَدِيث سلمَان ابْن عَامر قَالَ: " قَالَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وَآله وَسلم: الصَّدَقَة على الْمِسْكِين صَدَقَة وعَلى ذِي الرَّحِم ثِنْتَانِ، صَدَقَة وصلَة ".

o      منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري (4/ 16) حمزة محمد قاسم
فدل ذلك على أنّها لو وهبت جاريتها لغيره لكانت هبتها جائزة صحيحة، ولو بغير إذنه، وهو مذهب الجمهور،

o      إكمال المعلم بفوائد مسلم (3/ 519)
قال الإمام –يعني المازري- : إن لم يكن لها قرابةٌ إلا من جهة (2) الأم، فإن الوجه تخصيص الأخوال، وإن كان لها قرابة من الجهتين فيحتمل أنه خصَّ قرابةَ الأم بذلك ورآهم أولى؛ لأن الأم لما كانت أولى بالبرّ كان قرابتها أولى بالصدقة.
قال القاضى: يحتَملُ أنه خَصَّ قرابةَ الأمِ بذلِكَ لأنهم كَانُوا أحوج، وفيه أن صلة الرّحِم أفضل من العتق، وقد قال مالك: الصدقة عَلى الأقارب أفضل من عتق الرقاب،
المعلم بفوائد مسلم (2/ 20) المازري
قال الشيخ: إن لم يكن لها قرابة إلاّ من قبل الأم فإن الوجه تخصيص الأخوال، وإن كان لها قرابة من الجهتين فيحتمل أنه خص قرابة الأم بذلك ورآهم أولى لأن الأم لما كانت أولى بالبرّ كانت قرابتها أولى بالصدقة.

o      المفاتيح في شرح المصابيح (2/ 549)
قوله: "كان أعظمَ لأجرك"، وإنما كان إعطاؤها أخوالَها أعظمَ لأجرها؛ لأن أخوالَها كانوا محتاجين إلى خادم، فلو أَعطَتْها أخوالَها كان صدقةً وصلةَ رَحِمٍ، والإعتاقُ شيءٌ واحدٌ، وهو الصدقة، ولا شك أن خيرَينِ أفضلُ من خيرٍ واحدٍ.









Selasa, 21 Februari 2017

Syarah Roudhotul Uqola', oleh Syaikh Abdur Rozzaq Al-Badr -hafizhahullah- (01)

Syarah Roudhotul Uqola',
oleh Syaikh Abdur Rozzaq Al-Badr
 -hafizhahullah-
تفريغ الشريط الأول لشرح كتاب روضة العقلاء ونزهة الفضلاء للشيخ عبد الرزاق البدر-حفظه الله -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله في مدونة التوحيد حق الله على العبيد
تدارسنا البارحة وأيام قبله من الملف الأول لمدارسات كتاب روضة العقلاء ونزهة الفضلاء , في حين نحن في طور رفع البقية حفظكم الله...
الشريط الأول

تفريغ روضة العقلاء ونزهة الفضلاء

للعلامة: ابن حبان البستي
بشرح فضيلة الشيخ: عبد الرزاق البدر


بـــــــــسم الله الرحمــــن الرحيـــــــــم

الحمد لله رب العالمين و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ،صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين .

اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ،اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علماً وأصلح لنا شأننا كله
ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنها سيئها لا يصرف عنّا سيئها إلا أنت . أما بعد:
فهذا كتاب عظيم في بابه (باب الآداب والأخلاق الشرعية) المتلقّاة من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه ، للإمام الحافظ أبي حاتم محمد بن حبان البستي رحمه الله تعالى ، وبين يدي دراسة ومذاكرة هذا الكتاب, والوقوف مع مضامينه المفيدة أقف وقفات لا تخلو من فائدة إن شاء الله.
الأمر الأول:
تسمية هذا الكتاب:


سماه مصنفه رحمه الله تعالى (روضة العقلاء ونزهة الفضلاء ).


- وهذا يفيد أن أهل العلم يرون أن مسائل العلم وتفاصيله وفنونه العظيمة يعدّ ذلك روضة رنّاء وبستانا بهيجا ومنتزها عظيما ،و لهذا ترى هذا المعنى الذي يراه أهل العلم في العلم ومسائله ودلائله ترى هذا المعنى الذي قام في صدورهم يجعلونه عنواناً لمؤلفاتهم مثل هذا الكتاب روضة العقلاء ونزهة الفضلاء وكتاب رياض الصالحين ،كتاب الروض المربع ،كتاب الروض الأُنُف إلى غير ذلك من كتب كثيرة سماها أهل العلم بمثل هذه التسمية مما يفيد أن أهل العلم رحمهم الله تعالى يرون العلم بمسائله ودلائله كالبستان الجميل والروضة البهيجة التي فيها نزهة النفوس وقرة العيون وبهجة الصدور، بل إن العلماء يجدون من اللذة في مسائل العلم ودلائله والغور فيه.
يجدون في ذلك من اللذة والأنس ما لا يجده المتنزه في أجمل روضة وأطيب بستان وذلك فضل الله سبحانه وتعالى يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .


ومما يذكر في هذا الباب أو من لطيف ما يذكر في هذا الباب ما جاء في ترجمة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أنه رحمه الله تعالى كان في صغره وكان منذ صغره شغوفاً بالعلم وعاكفاً على العناية به وضبطه وكان أهله في الشام فأرادوا يوماً الخروج إلى النزهة ، فاعتذر وفضل البقاء في البيت وهو إذ ذاك صغيراً ، فلمّا رجعوا أخذ إخوانه يغايرونه رأينا كذا وشاهدنا كذا ولم ترَ معنا قال ذهبتم ولم تأتوا بشيء وفي غيبتكم حفظت كتاب كذا وكذا في غيبتكم كذا وكذا كان كتابا في النحو حفظه رحمه الله في غيبتهم
فانظر كيف يجد من تذوق العلم هذه الحلاوة وهذه اللذة بحيث يعتبر العلم روضة ونزهة وبستاناً
ولا يعنى هذا انقطاع العلماء وطلاب العلم عن النزهة، النزهة إلى البستان أو البراري أونحو ذلك تجمّع الفؤاد وتؤنسه لكنهم يجدون في العلم من اللذة والنزهة أعظم مما يجده الإنسان من تنزهه في البساتين والروضات.


الأمر الثاني
مؤلف هذا الكتاب كتاب روضة العقلاء ونزهة الفضلاء:
هو الإمام أبوحاتم محمد بن حبان البُستي- رحمه الله تعالى-


صدَّر الذهبي رحمه الله ترجمته لهذا الإمام في سير أعلام النبلاء بقوله:
الإمام الحافظ المجود شيخ خراسان صاحب الكتب المشهورة ،ونقل عن الحاكم رحمه الله أنه قال كان ابن حبان من أوعية العلم في الفقه واللغة والحديث والوعظ ومن عقلاء الرجال


ولادته:
كانت ولادته رحمه الله تعالى سنة بضع وسبعين ومئتين .


وفاته:
وكانت وفاته سنة ثلاثمائة وأربع وخمسين للهجرة.


مصنفاته:
له مصنفات كثيرة وكثير من مصنفاته مفقود لأنه رحمه الله كان كثير التصنيف ,وأيضاً تنوعت مصنفاته في فنون العلم ,وجعل جميع مصنفاته وما يملكه من كتب في مكتبة أوقفها رحمه الله . لكنها كانت في مكان لا يُعتنَى به بالكتب ولا تُعرَف قيمتها ومكانتها فتَلِف أكثرها وفقد الكثير منها وإلا فإنه رحمه الله تعالى كان كثير التصنيف
من مصنفاته المسند الصحيح والتاريخ والضعفاء وغيرها من الكتب المفيدة.


نقل الذهبي رحمه الله في كتابه سير أعلام النبلاء عن ابن حبان أنه قال في ثنايا كتابه الأنواع والتقاسيم قال: لعلنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ لعلنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ
قال الذهبي رحمه الله معلقاً كذا فلتكن الهِمم هذا مع ما كان عليه من الفقه والعربية والفضائل الباهرة وكثرة التصانيف ,هذه نبذة مختصرة عن هذا الكتاب .


الأمر الثالث:
ولا أظن أن فيه بالنسبة للإخوة كبير فائدة لكنني أذكره هكذا بالمناسبة
"هذا الكتاب صلتي به كانت منذ أكثر من خمس وثلاثين سنة عندما كنت طالباً في المرحلة الثانوية من الجامعة الإسلامية وكان هذا الكتاب مقرراً علينا في مادة المطالعة فمنذ ذلك الوقت تذوقت حلاوة هذا الكتاب وطعمه عام ألف وثلاثمائة وثمان وتسعين والنسخة التي عندي كانت من الكتب التي توزعها الجامعة للطلاب نسخة قديمة من الورق الأصفر العتيق وكنا درسناها في الجامعة في المرحلة الثانوية في مادة المطالعة والقراءة ،فصلتي بذلك الكتب منذ ذلك الوقت ،وكان أيضا مقررا على الطلاب في المعاهد العلمية.


يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح حلية طالب العلم: ومن أحسن ما رأيت في هذا كتاب روضة العقلاء للبستي كتاب عظيم على اختصاره فيه فوائد عظيمة ومآثر كريمة للعلماء للمحدثين وغيرهم .
وكان مقررا في المعاهد أيام كنا ندرس في المعهد مقررا كتاب مطالعة للطلاب وانتفع به الكثير وقال أيضاً رحمه الله تعالى كتاب روضة العقلاء لابن حبان البستي رحمه الله تعالى وهو كتاب مفيد على اختصاره وجمع عددا كبيرا من الفوائد ومآثر المحدثين وغيرهم .


الأمر الرابع :
أن هذا الكتاب كتاب روضة العقلاء لابن حبان رحمه الله تعالى كتاب صنفه في الآداب والأخلاق الفاضلة التي ينبغي أن يتحلى بها المسلم مبينا رحمه الله تعالى أنها صفة أولي الحِجا والعقول السليمة والنُهى القويمة.
حيث عقد رحمه الله تعالى في هذا الكتاب خمسين بابا كلها في تقرير ذلك .
كما أشار إلى ذلك رحمه الله عند كلامه على إصلاح السرائر بلزوم تقوى الله قال: وإني ذاكر في هذا الكتاب إنِ الله قضى ذلك وشاء خمسين شعبة من شعب العقل من المأمورات والمزجورات ليكون الكتاب مشتملا على خمسين بابا ، بناء كل باب منها على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نتكلم في عٌقَيْبِ كل سُنة منها بحسب ما يمن الله به من التوفيق لذلك إن شاء الله .


فالكتاب فيه خمسون بابا في الآداب والأخلاق الفاضلة التي هي صفات العقلاء صفات أولي النهى وتنوعت هذه الشعب بين شعب مأمور بها فيفعلونها وشعب منهي عنها فيتقونها ويجتنبونها .


وبعد ذلك نشرع في قراءة هذا الكتاب مستعينين بالله تبار ك وتعالى طالبين مده وعونه وتوفيقه وأن يجعل مجلسنا هذا خالصاً لوجه وأن ينفعنا به إنه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو أهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل
نعم
المتن:


بسم الله الرحمن الرحيم .الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
قال الحافظ ابي حاتم محمد بن حبان التميمي البستي رحمه الله تعالى في كتابه روضة العقلاء ونزهة الفضلاء


بالحمد لله المتفرد بوحدانية الألوهية المتعزز بعظمة الربوبية القائم على نفوس العالم بآجالها والعالم بتقلبها وأحوالها المانِّ عليهم بتواتر آلاءه المتفضل عليهم بسوابق نعمائه ،الذي أنشأ الخلق حين أراد بلا معين ولا مشير وخلق البشر كما أراد بلا شبيه ولا نظير فمضت فيهم بقدرته مشيئته ونفذت فيهم بعزته إرادته فألهمهم حسن الإطلاق وركّب فيهم تشعّب الأخلاق وهم على طبقات أقدارهم يمشون وعلى تشعب أخلاقهم يدورون وفيما قضى وقدر عليهم يهيمون وكل حزب بما لديهم فرحون
وأشهد ان لا إله إلا الله فاطر السموات العلى ومنشئ الأراضين والثرى لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وأشهد أن محمدا عبده المجتبى ورسوله المرتضى ،بعثه بالنور المضيء والأمر المرضي على حين فترة من الرسل ودروس من السبل ودمغ به الطغيان وأكمل به الإيمان وأظهره على كل الأديان وقمع به أهل الأوثان وصلى الله عليه وسلم ما دار في السماء فلك وما سبح في الملكوت ملك وعلى آله أجمعين .


شرح الشيخ:


نعم .. هذا استهلال بدأ به المصنف رحمه الله تعالى كتابه حامداً الله تبارك وتعالى، مثنياً عليه خيراً بما هو أهله جل وعلا وهو أهل الحمد والثناء ، وقد جمع رحمه الله في هذا الاستهلال حمد الله تبارك وتعالى على ألوهيته وربوبيته وأسمائه تبارك وتعالى وصفاته ، وهذه الثلاث هي أركان الإيمان بالله، لأن الإيمان بالله سبحانه وتعالى يقوم على أركان ثلاثة :
إيمان بوحدانية الله في ربوبيته وإيمان بوحدانية الله في ألوهيته وإيمان بوحدانية الله في أسمائه وصفاته ،وقد جمع المصنف رحمه الله تعالى في هذا الاستهلال حمد الله تبارك وتعالى على هذه الأنواع الثلاثة الألوهية والربوبية والأسماء والصفات .
قال الحمد لله المتفرد بوحدانية الألوهية المتعزز بعظمة الربوبية .


والألوهية: هي الصفة التي يدل عليها اسمه تبارك وتعالى (الله) كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين .


والربوبية: صفة لله تبارك وتعالى يدل عليها اسمه (الرب) . والربوبية تعني الخلق والرَّزق والتصرف والتدبير فهي توحيد لله بأفعاله جل وعلا.


الألوهية:
تعني إخلاص الدين له وإفراده سبحانه وتعالى بالعبادة فهي تعني توحيده جل وعلا بأفعال العباد بأن يخلص له الدين وأن يفرد الله سبحانه وتعالى وحده بالعبادة
قال : القائم على نفوس العالَم بآجالها والعالِم بتقلبها وأحوالها
القائم على نفوس العالم بآجالها: أي القائم سبحانه وتعالى على كل نفس {{ أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت }} .


والله عز وجل من أسمائه القيوم يدل على أمرين:

1-يدل على قيامه بنفسه جل وعلا واستغنائه عن خلقه فهو الغني الذي غناه ذاتي غني عن خلقه من كل وجه.
2-ويدل على قيامه بخلقه وأن خلقه لاغنى لهم عنهم طرفة عين ,فهو المدبر لأحوالهم وشؤونهم عطاءً ومنعا خفضا ورفعا قبضا وبسطا عزا وذلا ، القائم على نفوس العالَم بآجالها العالِم بتقلبها وأحوالها أحاط علمه تبارك وتعالى بكل شيء ,المانِّ عليهم بتواتر آلائه المتفضل عليهم بسوابغ نعمائه وهذا فيه حمد الله سبحانه وتعالى على منه العظيم وعطائه الواسع، ويكون المصنف بهذا أيضا جمع في هذا الحمد بين نوعي ما يُحمد الله تبارك وتعالى عليه.
فهو عز وجل يُحمد على الأسماء والصفات، الربوبية والألوهية و أسماء الله وصفاته ويُحمد على نعمه وآلائه وعطاياه التي لا تعد ولا تحصى .






قال الذي أنشأ الخلق حين أراد بلا معين ولا مشير ،وخلق البشر كما أراد بلا شبيه ولا نظير، فمضت فيهم بقدرته مشيئته ونفذت فيهم بعزته إرادته
وهذا كله من ربوبية الله هذا كله من ربوبيته سبحانه وتعالى وأن الله عز وجل مشيئته في الخلق نافذة ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وهو الذي خلق بدأ خلق هذه المخلوقات لا معين له ولا مشير تفرد بالخلق { قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ومالهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير } هذا هو معنى قول المصنف بلا معين ولا مشير أي ليس لله عوين أو ظهير أو وزير، فهو عز وجل الغني و المتفرد بالخلق والرزق والتدبير
قال: فألهمهم حسن الإطلاق وركّب فيهم تشعّب الأخلاق وركّب فيهم تشعّب الأخلاق . والإطلاق ضد الإمساك الإطلاق ضد الإمساك
فألهمهم حسن الإطلاق وركّب فيهم تشعّب الأخلاق




وركب فيهم تشعب الأخلاق: إذن مايكون في العبد من إقبال على الأعمال
الفاضلة والكرم والبذل والسخاء والعطاء وغير ذلك , فهذا إلهام من الله له وتوقيق.
فهذه الأخلاق التي تكون بين الناس وهائب , هبات من الله ومنن يمن بها على من شاء, فألهمهم حسن الإطلاق وركب فيهم تشعب الأخلاق .
الناس في أخلاقهم متفاوتون ,هذا صعب وهذا سهل و هذا حسن الخلق وهذا سئ الخلق ,هذا غليظ فظ وهذا لطيف لين وهكذا...
فركّب فيهم تشعب الاخلاق , فهم على طبقات أقدارهم يمشون وعلى تشعب أخلاقهم يدورون .


ليسوا على خلق واحد ولا على نهج واحد بل هم في ذلك متفاوتون ومتباينون,وفيما قضى وقدر عليهم يهيمون وكل حزب بما لديهم فرحون .
ثم عندما تقرأ هذا الكلام أنت لا تدري مالذي كتب الله لك ومالذي قدر,لهذا تجاهد نفسك على الأخلاق الفاضلة متحليا بها وتأدبا , وفي الوقت نفسه تسأل الله ان يهب لك من واسع فضله وجزيل منه ,ماتسعد به في دنياك وأخراك من
كامل الأخلاق وجميل الاداب.


وفي الدعاء المأثور: اللهم إهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت ,
واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت
.
قال:وأشهد أنه لا إله إلا الله فاطر السماوات والعلا ومنشأ الأراضين والثرى, [الثرى:هو التراب ]لا معقب لحكمه ولا رادّ لقضائه , لا يسأل عما يفعل وهم يسألون , وأشهد أن محمدا عبده المجتبى,ورسوله المرتضى, بعثه بالنور المضئ والأمر المرضي, على حين فترة من الرسل, ودروس من السبل [أي إنقطاع ] فدمغ به الطغيان وأكمل به الإيمان, وأظهره على كل الأديان ,كما قال الله تعالى {{ ليظهره على الدين كله }} وقمع به أهل الأوثان وصلى الله وسلم
مادار في السماء فلك ,وما سبح في الملكوت ملك , وعلى أله أجمعين .








تنبيه : وما سبح في الملكوت ملك من التسبيح . والملائكة يسبحون بحمد ربهم سبحانه وتعالى,الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم, ويؤمنون به ويستغفرون للذين ءامنوا .
وما سبح في الملكوت ملك وعلى أله أجمعين .




المتن :


أما بعد، فإن الزمان قد تبيَّن للعاقل تغيرُهُ، ولاح للّبيب تبدلهُ،حيث يبسَ ضَرْعُهُ بعد الغَزَارة، وذيَلَ فرعُهُ بعد النَّضَارة، ونَحِلَ عوده بعد الرطوبة، وبَشِعَ مذاقه بعد العذوبة، فنبغ فيه أقوام يَدَّعون التمكن من العقل من العقل باستعمال ضد ما يوجب العقل من شهوات صدورهم، وترك ما يوجبه نفس العقل بهَجَسَات قلوبهم، جعلوا أساس العقل الذي يعقدون عليه عند المعضلات: النفاق والمداهنة، وفروعه عند ورود النائبات حُسنَ اللباس والفصاحة، وزعموا أنَّ مَنْ أحكم هذه الأشياء الأربع فهو العاقل، الذي يجب الاقتداء به، ومن تخلف عن إحكامها فهو الأنوك الذي يجب الإزورار عنه.
فلما رأيت الرَّعاع من العالم يغترون بأفعالهم والهمجَ من الناس يقتدون بأمثالهم، دعاني ذلك إلى تصنيف كتاب خفيف، يشتمل متضمنة على معنى لطيف، مما يحتاج إليه العقلاء في أيامهم، من معرفة الأحوال في أوقاتهم، ليكون كالتذكرة لدوي الحجى عند حضرتهم، وكالمعين لأولى النُّهيَ عند غيبتهم، يفوقالعالمُ به أقرانه، والحافظ له أنرابه، يكون النديم الصادق للعاقل في الخلوات، والمؤنس الحافظ له في الفلوات، إن خَصَّ به من يحب من إخوانه، لم يفتقده من ديوانه، وإن استبد به دون أوليائه، فاق به على نظرائه.
أبَيَّن فيه ما يَحْسُنُ للعاقل استعماله من الخصال المحمودة، ويقبح به إتيانه من الخلال المذمومة، مع القصد في لزوم الاقتصار، وترك الإمعان في الإكثار، ليخفَ على حامله، وتعيَه أذن مستمعه، لأن فنون الأخبار وأنواع الأشعار، إذا استقصى المجتهد في إطالتها، فليس يرجو النهاية إلى غايتها، ومن لم يرجّ التمكن من الكمال في الإكثار، كان حقيقاً أن يقنع بالاختصار.
والله الموفق للسداد، والهادي إلى الرشاد، وإياه أسأل إصلاح بالأسرار، وترك المعاقبة على الأوزار، إنه جواد كريم، رءوف رحيم.

شرح الشيخ:


هذه مقدمة لكتاب روضة العقلاء ونزهة الفضلاء, بين المصنف رحمه الله تعالى فيها أمرين:
1-الأمر الاول: بين فيه سبب تأليفه للكتاب .
2-الامر الثاني: بين منهجه في هذا الكتاب .


1- أما عن سبب التأليف ذكر أن الزمان قد تبين للعاقل تغيره ,ولاح للبيب تبدله, يعني رأى قي أحوال الناس في زمانه ,وهو من أعيان القرن الرابع الهجري .
فرأى في ذلك الوقت تغيرا وتبدلا في الأحوال , وفتورا في الهمم , وضعفا في الرغبة في طلب العلم,إقبال على حظوظ النفس من الشهوات والملذات والمتع,وانصراف على ما ينبغي أن يكون عليه العبد من جميل الأخلاق وعظيم الأداب وكريمها , فرأى تبدلا وتغيرا وتحولا .
قال:حيث يبس ضرعه بعد الغزارة وذبل فرعه بعد النظارة, ونحل عوده بعد الرطوبة ,وبشع مذاقه بعد العذوبة .
هذه ثلاثة أشياء أراد أن يصور من خلالها الحال.
قوله: يبس ضرعه .
الضرع:من بهيمة الأنعام موضع الذر والحليب ,فبعد أن كان غزيرا بالحليب صار هزيلا وقليل النفع والفائدة.
وذبل فرعه بعد النظارة: بعد أن كان فرعا نظرا بهيجا ,يسر الناظر لجماله وحسنه
أصبح ذابلا ...فذهبت عنه نظارته .
ونحل عوده بعد الرطوبة: بعد ان كان رطبا بتعاهده بسقي الماء ذبل عوده .
وبشع مذاقه بعد العذوبة: بعد ان كان مذاقه حلوا تحول إلى ان ذهبت عنه حلاوته .
فنبغ فيه أقوام يَدَّعون التمكن من العقل من العقل باستعمال ضد ما يوجب العقل من شهوات صدورهم، وترك ما يوجبه نفس العقل بهَجَسَات قلوبهم: أي أنهم أصبحوا يعملون أهوائهم ومبتغيات نفوسهم ,ويزعمون أنها هي العقل ,وانها هي الحكم, وأصبح ما يهواه الإنسان ويميل إليه يصفه أنه العقل .
ولا يكون الحكم عنده كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام , وإنما ما تميل إليه نفسه وتهواه ,ولهذا
جاؤوا بأمور مصادمة للعقل ومضادة له, لكونها مضادة لشرع الله تبارك وتعالى ويزعمون أنها هي العقل ,وهذا بسبب التبدل والتغير والبعد أيضا عن الإستمساك بما جاء عن الرسول الكريم عليه صلوات الله وسلامه .
قال: جعلوا أساس العقل الذي يعقدون عليه عند المعضلات: النفاق والمداهنة: فالعقل تبدل عندهم إلى نوع من النفاق , وإلى نوع من المداهنة .
وإذا أصبح الإنسان منافقا مداهنا, ماكرا مخادعا يقولون عاقل .ويصفون بأن عنده عقل , ولو كانت هذه الأمور على حساب ضياع الدين ,فيعدون الحزم والعقل هو النفاق والمداهنة .
وفروعه عند ورود النائبات حُسنَ اللباس والفصاحة: لباس جميل وهيئة جميلة , وفصاحة في اللسان , هذا من حيث المظهر,أما الحقيقة والمخبر فهي ضياع و انحراف , كلمات مزوقة وعبارات منمقة ولباس حميل ,لكن لا تقف على حقائق قويمة وهدى مستقيمة .
وزعموا أنَّ مَنْ أحكم هذه الأشياء الأربع:[ التي هي: النفاق والمداهنة وحسن اللباس والفصاحة ] فهو العاقل، الذي يجب الاقتداء به، ومن تخلف عن إحكامها فهو الأنوك [[ الأنوك: يراد به العاجز الجاهل , والنوك مرتبة من مراتب الجهل مثل ما سيأتي عند المصنف, قال كذلك الجاهل يقال له في أول درجته المائــق ثم الرقيــع ثم الأنـوك ثم الأحمق فهي درجات]] الذي يجب الإزورار عنه ,أي البعد عنه, هذا هو سبب التأليف.
قال: فلما رأيت الرَّعاع [[ يعني الغوغا من التاس والجهال ]]من العالم يغترون بأفعالهم والهمجَ من الناس يقتدون بأمثالهم، دعاني ذلك إلى تصنيف كتاب خفيف،[[ أي هذا الكتاب , فهو كتاب خفيف ليس بالمطول الموسع ]] يشتمل متضمنه على معنى لطيف، مما يحتاج إليه العقلاء في أيامهم، من معرفة الأحوال في أوقاتهم، ليكون كالتذكرة لدوي الحجى[[ أى العقول ]]عند حضرتهم، وكالمعين لأولى النُّهيَ عند غيبتهم، يفوق العالمُ به أقرانه، والحافظ له اترابه , يكون النديم الصادق للعاقل في الخلوات، والمؤنس الحافظ له في الفلوات[[ جمع فلاة وهي المفازة و أيضا تطلق على الأرض التي لا يهتدى فيها إلى طريق]]
هذا كتاب يكون له مؤنسا وحافظا له في الفلوات ,يحفظ وقته في العلم والفائدة والمتعة العلمية العظيمة التي تنفعه وتفيده وتؤنسه في الفلوات.
إن خَصَّ به من يحب من إخوانه، لم يفتقده من ديوانه: ما معنى ذلك ؟؟
إذا أخذ يورد لبعض إخوانه من الفوائد التي في هذا الكتاب , تجد إخوانه يرغبون في مجلسه , ومزيد الحضور عنده , حتى يأخذوا أيضا مزيد من الفوائد التي عنده , فإذا خص به من يحب من إخوانه لم يفتقده من ديوانه, أي أنه سيرغب في مزيد الإستفادة منه والتحصيل من هذه الفوائد .
وإن استبد به دون أوليائه، فاق به على نظرائه: أي استأثر به من دون أوليائه, فاق به على نظرائه.


أبَيَّن فيه ما يَحْسُنُ للعاقل استعماله من الخصال المحمودة، ويقبح به إتيانه من الخلال المذمومة:إذا الكتاب يجمع هذين النوعين ,يجمع خصال محمودة ذكرها من أجل أن يتحلى بها المسلم , فهي من خصال ذوي العقول وصفات أول النهى .
وذكر صفات قبيحة يجب أن تعذر, وهذا وضحه رحمه الله فيما بعد في( ص 17) قال: وإني ذاكر في هذا الكتاب إن الله قضى ذلك وشاء خمسين شعبة ,من شعب العقل من المأمورات و المزجورات.
ليكون الكتاب مشتملا على خمسين بابا , بناء كل باب منها على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
مع القصد في لزوم الاختصار: أي أنه سلك به مسلك الإختصار, فليس هو بالطويل الممل ولا بالمختصر المخل.
وترك الإمعان في الإكثار ليخفَ على حامله، وتعيَه أذن مستمعه، لأن فنون الأخبار وأنواع الأشعار، إذا استقصى المجتهد في إطالتها، فليس يرجو النهاية إلى غايتها: يعني لو أنني أردت أن أجمع كل ما أقف عليه,
ما أصل لغاية , كثير جدا , لكنني اقتصرت في كل باب ما يتحقق به المقصود من الأخبار والأشعار المفيدة .
ومن لم يرجّ التمكن من الكمال في الإكثار، كان حقيقاً أن يقنع بالاختصار.
و هذا مثل ما يقولون مالا يدرك , لا يترك .
وأما من همته واسعة وكبيرة فدونه المطولات يخوض غمارها ويبحث فيها, وإذا كان الإنسان يريد الإختصار المفيد الذي جمع له الفائدة , سيجد بغيته في هذا الكتاب فيما يخص الموضوع الذي قصده المصنف -رحمه الله تعالى -.والله الموفق للسداد، والهادي إلى الرشاد، وإياه أسأل إصلاح الأسرار، وترك المعاقبة على الأوزار، إنه جواد كريم، رءوف رحيم.
انتهى الشريط الأول
بفضل الله جل وعلا

منقول من : 
http://bit.ly/2jrrjC2




Kamis, 16 Februari 2017

Tiga Bekal Utama : Ilmu, Rezki, Amalan

سنن ابن ماجه (1/ 298)
925 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ مَوْلًى لِأُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ حِينَ يُسَلِّمُ «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا»
[حكم الألباني]
صحيح

o      جامع العلوم والحكم ت الأرنؤوط (2/ 299_300)
وَقَالَ الْحَسَنُ: الْعِلْمُ عِلْمَانِ: عِلْمٌ عَلَى اللِّسَانِ، فَذَاكَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى ابْنِ آدَمَ، وَعِلْمٌ فِي الْقَلْبِ، فَذَاكَ الْعِلْمُ النَّافِعُ.
وَالْقِسْمُ الثَّانِي: الْعِلْمُ الَّذِي عَلَى اللِّسَانِ، وَهُوَ حُجَّةُ اللَّهِ كَمَا فِي الْحَدِيثِ: «الْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ» ،
فَأَوَّلُ مَا يُرْفَعُ مِنَ الْعِلْمِ: الْعِلْمُ النَّافِعُ، وَهُوَ الْعِلْمُ الْبَاطِنُ الَّذِي يُخَالِطُ الْقُلُوبَ وَيُصْلِحُهَا، وَيَبْقَى عِلْمُ اللِّسَانِ حُجَّةً، فَيَتَهَاوَنُ النَّاسُ بِهِ، وَلَا يَعْمَلُونَ بِمُقْتَضَاهُ، لَا حَمَلَتُهُ وَلَا غَيْرُهُمْ، ثُمَّ يَذْهَبُ هَذَا الْعِلْمُ___بِذَهَابِ حَمَلَتِهِ، فَلَا يَبْقَى إِلَّا الْقُرْآنُ فِي الْمَصَاحِفِ، وَلَيْسَ ثَمَّ مَنْ يَعْلَمُ مَعَانِيَهُ، وَلَا حُدُودَهُ، وَلَا أَحْكَامَهُ، ثُمَّ يُسْرَى بِهِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، فَلَا يَبْقَى فِي الْمَصَاحِفِ وَلَا فِي الْقُلُوبِ مِنْهُ شَيْءٌ بِالْكُلِّيَّةِ، وَبَعْدَ ذَلِكَ تَقُومُ السَّاعَةُ، كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شَرَارِ النَّاسِ» ، وَقَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ وَفِي الْأَرْضِ أَحَدٌ يَقُولُ: اللَّهُ اللَّهُ» .
o      مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (5/ 1736)
قَدَّمَ الْعِلْمَ إِيمَاءً بِأَنَّهُ الْأَسَاسُ، وَعَلَيْهِ مَدَارُ الدِّينِ مِنَ الِاعْتِقَادِ وَالْأَحْوَالِ، وَصِحَّةِ الْأَعْمَالِ وَمَعْرِفَةِ الْحَرَامِ وَالْحَلَالِ، ثُمَّ أَتَى بِنَتِيجَةِ الْعِلْمِ وَهُوَ الْعَمَلُ، فَإِنَّهُ لَوْ لَمْ يَعْمَلْ بِعِلْمِهِ فَكَأَنَّهُ جَاهِلٌ

o      فيض القدير (4/ 325)
فمن لم ينفع بعلمه في المهمات ولم يستعن بنوره في ظلمات الجهل والملمات صار علمه وبالا عليه ويلام على تركه الإنفاق منه على نفسه وغيره وقد كان من دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم أسألك علما نافعا

o      مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (8/ 281)
(علمًا نافعًا) أي بالعمل به فيكون حجة لي لا عليَّ. وقال في الحرز: أي شرعيًا أعمل به (وعملاً ومتقبلاً) بفتح الموحدة أي مقبولاً بأن يكون مقرونًا بالإخلاص (ورزقًا طيبًا) أي حلالاً ملائمًا للقوة معينًا على الطاعة.

o      نيل الأوطار (2/ 358)
وَإِنَّمَا قَيَّدَ الْعِلْمَ بِالنَّافِعِ وَالرِّزْقَ بِالطَّيِّبِ وَالْعَمَلَ بِالْمُتَقَبَّلِ لِأَنَّ كُلَّ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ فَلَيْسَ مِنْ عَمَلِ الْآخِرَةِ وَرُبَّمَا كَانَ مِنْ ذَرَائِعِ الشَّقَاوَةِ وَلِذَا كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَتَعَوَّذُ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَكُلِّ رِزْقٍ غَيْرِ طَيِّبٍ مُوقِعٍ فِي وَرْطَةِ الْعِقَابِ وَكُلِّ عَمَلٍ غَيْرِ مُتَقَبَّلٍ إتْعَابٍ لِلنَّفْسِ فِي غَيْرِ طَائِلٍ. اللَّهُمَّ إنَّا نَعُوذُ بِك مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَرِزْقٍ لَا يُطَيَّبُ وَعَمَلٍ لَا يُتَقَبَّلُ

o      مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (8/ 281)
والحديث دليل صريح على مشروعية الدعاء بعد السلام من الصلاة المكتوبة
=====================================================
o      عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ» هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُرَيْجٍ هُوَ بَصْرِيٌّ، وَهُوَ مَوْلَى أَبِي بَرْزَةَ، وَأَبُو بَرْزَةَ اسْمُهُ: نضْلَةُ بْنُ عُبَيْدٍ " ت  [حكم الألباني] : صحيح

o      التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (3/ 257) صحيح :
"لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ"
======================================================

قال الله تعالى : {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك: 2]

البغوي في معالم التنزيل - إحياء التراث (5/ 124_125)
وقال الفضيل بْنُ عِيَاضٍ: أَحْسَنُ عَمَلًا أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ. وَقَالَ: الْعَمَلُ لَا يُقْبَلُ حتى يكون___خالصا صوابا فالخالص إذا كان الله وَالصَّوَابُ إِذَا كَانَ عَلَى السُّنَّةِ.




Senin, 13 Februari 2017

Syarah Shohih At-Targhib : Hadits 1387-1393

1387 - ( صحيح )
 وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
 أنه سأل جبرائيل عن هذه الآية ( ونفخ في الصور فصعق من في السموات والأرض إلا من شاء الله ) . من الذين لم يشإ الله أن يصعقهم قال هم شهداء الله
 رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد

&           شرح سنن أبي داود للعباد - (523 / 9)
هذه الصعقة التي في هذه الآية المراد بها صعقة الموت لمن كان حياً في آخر الزمان، فهناك صعقة الموت، ثم صعقة البعث، {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الزمر:68] أي: ممن لم يشأ الله أن يحصل له الموت، كالذين خلقوا في الجنة ولم يشأ الله موتهم كالحور العين، فإنهن خلقن للبقاء في الجنة، فلا يحصل لهن موت فيكن ممن استثني.
وهذا نقله شارح الطحاوية عن أبي الحجاج المزي، وقال به أيضاً ابن كثير، فذكروا أن الصعق إنما هو في الآخرة عندما يأتي الله لفصل القضاء، وأن موسى عليه الصلاة والسلام إما أن يكون صعق مرة أخرى يوم القيامة فيفيق قبل النبي صلى الله عليه وسلم، أو أنه لم يصعق ولكنه جوزي بصعقة الدنيا عندما تجلى الله عز وجل للجبل وخر موسى صعقاً، كما جاء ذلك مبيناً في سورة الأعراف.

&           مجموع الفتاوى ( ط: دار الوفاء - تحقيق أنور الباز ) - (16 / 33)
وَسُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ - رَحِمَهُ اللَّهُ - :
عَنْ قَوْله تَعَالَى { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ } . قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : مَاتَ مِنْ الْفَزَعِ وَشِدَّةِ الصَّوْتِ { مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إلَّا مَنْ شَاءَ } (*) . أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُوفِيُّ الصُّوفِيُّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التَّمِيمِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إسْحَاقَ الرَّمْلِيُّ ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ { رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَأَلَ جِبْرِيلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ } مِنْ الَّذِي لَمْ يَشَأْ اللَّهُ أَنْ يَصْعَقَهُمْ ؟ قَالَ : هُمْ الشُّهَدَاءُ مُتَقَلِّدِينَ سُيُوفَهُمْ حَوْلَ الْعَرْشِ } وَهَذَا قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَطَاءٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ . وَقَالَ مُقَاتِلٌ والسدي وَالْكَلْبِيُّ : هُوَ جِبْرِيلُ وميكائيل وَإِسْرَافِيلُ وَمَلَكُ الْمَوْتِ . { ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ } يَعْنِي الْخَلْقَ كُلُّهُمْ قِيَامٌ عَلَى أَرْجُلِهِمْ { يُنْظَرُونَ } مَا يُقَالُ لَهُمْ وَمَا يُؤْمَرُونَ بِهِ . هَذَا كَلَامُ الْوَاحِدِيِّ فِي " كِتَابِ الْوَسِيطِ " . بَيِّنُوا لَنَا
مجموع الفتاوى ( ط: دار الوفاء - تحقيق أنور الباز ) - (16 / 34)
حَقِيقَةَ الصعوق هَلْ يُطْلَقُ عَلَى الْمَوْتِ فِي حَقِّ الْمَذْكُورِينَ ؟ . وَحَقِيقَةَ الِاسْتِثْنَاءِ ؟
فَأَجَابَ :
الْحَمْدُ لِلَّهِ ، الَّذِي عَلَيْهِ أَكْثَرُ النَّاسِ أَنَّ جَمِيعَ الْخَلْقِ يَمُوتُونَ حَتَّى الْمَلَائِكَةُ وَحَتَّى عِزْرَائِيلُ مَلَكُ الْمَوْتِ . وَرُوِيَ فِي ذَلِكَ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَالْمُسْلِمُونَ وَالْيَهُودُ وَالنَّصَارَى مُتَّفِقُونَ عَلَى إمْكَانِ ذَلِكَ وَقُدْرَةِ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا يُخَالِفُ فِي ذَلِكَ طَوَائِفُ مِنْ الْمُتَفَلْسِفَةِ أَتْبَاعِ أَرِسْطُو وَأَمْثَالِهِمْ مِمَّنْ زَعَمَ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ هِيَ الْعُقُولُ وَالنُّفُوسُ وَأَنَّهُ لَا يُمْكِنُ مَوْتُهَا بِحَالِ ؛ بَلْ هِيَ عِنْدَهُمْ آلِهَةُ وَأَرْبَابُ هَذَا الْعَالَمِ .
وَالْقُرْآنُ وَسَائِرُ الْكُتُبِ تَنْطِقُ بِأَنَّ الْمَلَائِكَةَ عَبِيدٌ مدبرون كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ : { لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إلَيْهِ جَمِيعًا } .
وَقَالَ تَعَالَى : { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ }
{ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ } { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إلَّا لِمَنِ ارْتَضَى }
وَقَالَ تَعَالَى : { وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى }.
وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُمِيتَهُمْ ثُمَّ يُحْيِيَهُمْ كَمَا هُوَ قَادِرٌ
مجموع الفتاوى ( ط: دار الوفاء - تحقيق أنور الباز ) - (16 / 35)
عَلَى إمَاتَةِ الْبَشَرِ وَالْجِنِّ ثُمَّ إحْيَائِهِمْ،
وَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ : { وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ }
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ وَعَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ أَنَّهُ قَالَ : { إنَّ اللَّهَ إذَا تَكَلَّمَ بِالْوَحْيِ أَخَذَ الْمَلَائِكَةَ غَشْيٌ }
وَفِي رِوَايَةٍ : { إذَا سَمِعَتْ الْمَلَائِكَةُ كَلَامَهُ صُعِقُوا }
وَفِي رِوَايَةٍ { سَمِعَتْ الْمَلَائِكَةُ كَجَرِّ السِّلْسِلَةِ عَلَى صَفْوَانٍ فَيُصْعَقُونَ فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا : مَاذَا قَالَ : رَبُّكُمْ ؟ قَالُوا : الْحَقَّ فَيُنَادُونَ : الْحَقَّ الْحَقَّ } .
فَقَدْ أَخْبَرَ فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ أَنَّهُمْ يُصْعَقُونَ صعوق الْغَشْيِ فَإِذَا جَازَ عَلَيْهِمْ صعوق الْغَشْيِ جَازَ عَلَيْهِمْ صعوق الْمَوْتِ وَهَؤُلَاءِ الْمُتَفَلْسِفَةُ لَا يُجَوِّزُونَ لَا هَذَا وَلَا هَذَا وصعوق الْغَشْيِ هُوَ مِثْلُ صعوق مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ .
قَالَ تَعَالَى : { فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا }
وَالْقُرْآنُ قَدْ أَخْبَرَ بِثَلَاثِ نَفَخَاتٍ : نَفْخَةِ الْفَزَعِ ذَكَرَهَا فِي سُورَةِ النَّمْلِ فِي قَوْلِهِ : { وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ } .
وَنَفْخَةِ الصَّعْقِ وَالْقِيَامِ ذَكَرَهُمَا فِي قَوْلِهِ : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ
مجموع الفتاوى ( ط: دار الوفاء - تحقيق أنور الباز ) - (16 / 36)
فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ } .
وَأَمَّا الِاسْتِثْنَاءُ فَهُوَ مُتَنَاوِلٌ لِمَنْ فِي الْجَنَّةِ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ فَإِنَّ الْجَنَّةَ لَيْسَ فِيهَا مَوْتٌ وَمُتَنَاوِلٌ لِغَيْرِهِمْ وَلَا يُمْكِنُ الْجَزْمُ بِكُلِّ مَنْ اسْتَثْنَاهُ اللَّهُ فَإِنَّ اللَّهَ أَطْلَقَ فِي كِتَابِهِ .
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { إنَّ النَّاسَ يُصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ فَأَجِدُ مُوسَى آخِذًا بِسَاقِ الْعَرْشِ فَلَا أَدْرِي هَلْ أَفَاقَ قَبْلِي أَمْ كَانَ مِمَّنْ اسْتَثْنَاهُ اللَّهُ ؟ }
وَهَذِهِ الصَّعْقَةُ قَدْ قِيلَ إنَّهَا رَابِعَةٌ وَقِيلَ إنَّهَا مِنْ الْمَذْكُورَاتِ فِي الْقُرْآنِ ؛ وَبِكُلِّ حَالٍ النَّبِيُّ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ تَوَقَّفَ فِي مُوسَى هَلْ هُوَ دَاخِلٌ فِي الِاسْتِثْنَاءِ فِيمَنْ اسْتَثْنَاهُ اللَّهُ أَمْ لَا ؟
فَإِذَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَجْزِمْ بِكُلِّ مَنْ اسْتَثْنَاهُ اللَّهُ لَمْ يُمْكِنَّا أَنْ نَجْزِمَ بِذَلِكَ وَصَارَ هَذَا مِثْلُ الْعِلْمِ بِقُرْبِ السَّاعَةِ وَأَعْيَانِ الْأَنْبِيَاءِ وَأَمْثَالُ ذَلِكَ مِمَّا لَمْ يُخْبِرْ بِهِ وَهَذَا الْعِلْمُ لَا يُنَالُ إلَّا بِالْخَبَرِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ . وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا .
====================================================================================================
15 - الترهيب من أن يموت الإنسان ولم يغز ولم ينو الغزو وذكر أنواع من الموت تلحق أربابها بالشهداء والترهيب من الفرار من الطاعون )

1388 - ( صحيح )
عَنْ أَسْلَمَ أَبِي عِمْرَانَ التُّجِيبِيِّ ، قَالَ : كُنَّا بِمَدِينَةِ الرُّومِ ، فَأَخْرَجُوا إِلَيْنَا صَفًّا عَظِيمًا مِنَ الرُّومِ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِثْلُهُمْ أَوْ أَكْثَرُ ، وَعَلَى أَهْلِ مِصْرَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ ، وَعَلَى الجَمَاعَةِ فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ ،

فَحَمَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى صَفِّ الرُّومِ حَتَّى دَخَلَ فِيهِمْ ، فَصَاحَ النَّاسُ وَقَالُوا : سُبْحَانَ اللهِ يُلْقِي بِيَدَيْهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ. فَقَامَ أَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ لَتُؤَوِّلُونَ هَذِهِ الآيَةَ هَذَا التَّأْوِيلَ ، وَإِنَّمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةَ فِينَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ لَمَّا أَعَزَّ اللَّهُ الْإِسْلاَمَ وَكَثُرَ نَاصِرُوهُ ،

فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ سِرًّا دُونَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أَمْوَالَنَا قَدْ ضَاعَتْ ، وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعَزَّ الإِسْلاَمَ وَكَثُرَ نَاصِرُوهُ ، فَلَوْ أَقَمْنَا فِي أَمْوَالِنَا ، فَأَصْلَحْنَا مَا ضَاعَ مِنْهَا.

فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرُدُّ عَلَيْنَا مَا قُلْنَا : {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} ،
فَكَانَتِ التَّهْلُكَةُ الإِقَامَةَ عَلَى الأَمْوَالِ وَإِصْلاَحِهَا ، وَتَرْكَنَا الغَزْوَ فَمَا زَالَ أَبُو أَيُّوبَ ، شَاخِصًا فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى دُفِنَ بِأَرْضِ الرُّومِ.
رواه الترمذي وقال حديث غريب صحيح

&           زاد المسير في علم التفسير - (1 / 185)
وفي المراد بالتهلكة هاهنا أربعة أقوال . أحدها : أنها ترك النفقة في سبيل الله ، قاله حذيفة ، وابن عباس ، والحسن ، وابن جبير ، وعكرمة ، ومجاهد ، وقتادة ، والضحاك . والثاني : أنها القعود عن الغزو شغلاً بالمال ، قاله أبو أيوب الأنصاري . والثالث : أنها القنوط من رحمة الله ، قاله البراء ، والنعمان بن بشير ، وعبيدة . والرابع : أنها عذاب الله ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس .
==================================================
1389 - ( صحيح لغيره )
 وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم
 رواه أبو داود وغيره من طريق إسحاق بن أسيد نزيل مصر

سنن أبى داود-ن - (3 / 291)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ». د 3462 – صحيح : سلسلة الأحاديث الصحيحة بـ(رقم : 11)

البدر التمام شرح بلوغ المرام - (6 / 187)
وأصل الحديث: قال ابن عمر: أتى علينا زمان وما يرى أحدنا أنَّه أحق بالدينار والدرهم من أخيه المسلم، ثم أصبح الدينار والدرهم أحب إلى أحدنا من أخيه، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. الحديث.

&           قال محمد بن يعقوب الفيروزآبادي في القاموس المحيط - (ص / 1573) في تعريف بيع العينة : (( التاجِرُ : باعَ سِلْعَتَه بِثَمَنٍ إلى أجلٍ ثم اشتراها منه بأقَلَّ من ذلك الثَّمَنِ)) اهـ

&           فيض القدير - (1 / 313)
( وتركتم الجهاد ) أي غزو أعداء الرحمن ومصارعة الهوى والشيطان

سبل السلام - (2 / 58)
وَقَوْلُهُ «وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ» كِنَايَةٌ عَنْ الِاشْتِغَالِ عَنْ الْجِهَادِ بِالْحَرْثِ.
وَالرِّضَا بِالزَّرْعِ : كِنَايَةٌ عَنْ كَوْنِهِ قَدْ صَارَ هَمُّهُمْ وَهِمَّتُهُمْ. وَتَسْلِيطُ اللَّهِ كِنَايَةٌ عَنْ جَعْلِهِمْ أَذِلَّاءَ بِالتَّسْلِيطِ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ الْغَلَبَةِ وَالْقَهْرِ، وَقَوْلُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إلَى دِينِكُمْ أَيْ تَرْجِعُوا إلَى الِاشْتِغَالِ بِأَعْمَالِ الدَّيْنِ، وَفِي هَذِهِ الْعِبَارَةُ زَجْرٌ بَالِغٌ وَتَقْرِيعٌ شَدِيدٌ حَتَّى جَعَلَ ذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ الرِّدَّةِ وَفِيهِ الْحَثُّ عَلَى الْجِهَادِ.

&           سبل السلام - (2 / 57)
وَاعْلَمْ أَنَّ بَيْعَ الْعِينَةِ هُوَ أَنْ يَبِيعَ سِلْعَةً بِثَمَنٍ مَعْلُومٍ إلَى أَجَلٍ ثُمَّ يَشْتَرِيهَا مِنْ الْمُشْتَرِي بِأَقَلَّ لِيَبْقَى الْكَثِيرُ فِي ذِمَّتِهِ، وَسُمِّيَتْ عِينَةً لِحُصُولِ الْعَيْنِ أَيْ النَّقْدِ فِيهَا وَلِأَنَّهُ يَعُودُ إلَى الْبَائِعِ عَيْنُ مَالِهِ وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى تَحْرِيمِ هَذَا الْبَيْعِ. وَذَهَبَ إلَيْهِ مَالِكٌ وَأَحْمَدُ وَبَعْضُ الشَّافِعِيَّةِ عَمَلًا بِالْحَدِيثِ قَالُوا: وَلِمَا فِيهِ مِنْ تَفْوِيتِ مَقْصَدِ الشَّارِعِ مِنْ الْمَنْعِ عَنْ الرِّبَا، وَسَدُّ الذَّرَائِعِ مَقْصُودٌ قَالَ الْقُرْطُبِيُّ: لِأَنَّ بَعْضَ صُوَرِ هَذَا الْبَيْعِ تُؤَدِّي إلَى بَيْعِ التَّمْرِ بِالتَّمْرِ مُتَفَاضِلًا وَيَكُونُ الثَّمَنُ لَغْوًا،

&           البدر التمام شرح بلوغ المرام - (6 / 188)
الحسين بن محمد بن سعيد اللاعيّ، المعروف بالمَغرِبي :
"وفي هذا دلالة على الزجر البالغ والتقريع الهائل، حيث جعل ذلك بمنزلة الردة والخروج عن الدين. وفيه دلالة على تحريم العِينة، ولظهور هذا المآخذ قال بذلك بعض الشافعية، وقال: أوصانا الشافعي باتباع الحديث إذا صحَّ بخلاف مذهبه. وقد تقدم الكلام في ذلك في حديث شراء عامل خيبر الجَمْع بالجنيب (1). والله أعلم." اهـ

&           نيل الأوطار - (5 / 268)
ومن أنواع الذل الخراج الذي يسلمونه كل سنة لملاك الأرض وسبب هذا الذل والله أعلم أنهم لما تركوا الجهاد في سبيل الله الذي فيه عز الاسلام وإظهاره على كل دين عاملهم الله بنقيضه وهو انزال الذلة بهم فصاروا يمشون خلف أذناب البقر بعد أن كانوا يركبون على ظهور الخيل التي هي أعز مكان

&           نيل الأوطار - (5 / 268)
قوله " حتى ترجعوا إلى دينكم " فيه زجر بليغ لأنه نزل الوقوع في هذه الأمور منزلة الخروج من الدين وبذلك تمسك من قال بتحريم العينة

&           سلسلة الأحاديث الصحيحة( 1/ 8 ) وبعض التاسع - (1 / 10)
فتأمل كيف بين هذا الحديث ما أجمل في حديث أبي أمامة المتقدمة قبله ، فذكر
أن تسليط الذل ليس هو لمجرد الزرع و الحرث بل لما اقترن به من الإخلاد إليه
و الانشغال به عن الجهاد في سبيل الله ، فهذا هو المراد بالحديث ، و أما الزرع
الذي لم يقترن به شيء من ذلك فهو المراد بالأحاديث المرغبة في الحرث فلا تعارض
بينها و لا إشكال .

&     زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن، السَلامي، البغدادي، ثم الدمشقي، الحنبلي (المتوفى: 795هـ) في الحكم الجديرة بالإذاعة - (ص / 40_41) :
"ومن أعظم ما حصل به الذل من مخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ترك ما كان عليه من جهاد أعداء الله فمن سلك سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم عز، ومن ترك الجهاد مع قدرته عليه ذل. وقد سبق حديث: " إذا تبايعتم بالعينة واتبعتم أذناب البقر وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه من رقابكم حتى تراجعوا دينكم ". ورأى النبي صلى الله عليه وسلم سكة الحرث فقال: " ما دخلت دار قوم إلا___دخلها الذل ". فمن ترك ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الجهاد مع قدرته واشتغل عنه بتحصيل الدنيا من وجوهها المباحة حصل له من الذل فكيف إذا اشتغل عن الجهاد بجمع الدنيا من وجوهها المحرمة؟" اهـ
=================================================
1390 - ( صحيح )
 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من النفاق
 رواه مسلم وأبو داود والنسائي

&           شرح النووي على مسلم - (13 / 56)
وَالْمُرَاد أَنَّ مَنْ فَعَلَ هَذَا فَقَدْ أَشْبَهَ الْمُنَافِقِينَ الْمُتَخَلِّفِينَ عَنْ الْجِهَاد فِي هَذَا الْوَصْف ، فَإِنَّ تَرْك الْجِهَاد أَحَد شُعَب النِّفَاق .
وَفِي هَذَا الْحَدِيث : أَنَّ مَنْ نَوَى فِعْل عِبَادَة فَمَاتَ قَبْل فِعْلهَا لَا يَتَوَجَّه عَلَيْهِ مِنْ الذَّمّ مَا يُتَوَجَّه عَلَى مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَنْوِهَا ،
=================================================
1391 - ( حسن )
 وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من لم يغز أو يجهز غازيا أو يخلف غازيا في أهله بخير أصابه الله تعالى بقارعة قبل يوم القيامة
 رواه أبو داود وابن ماجه عن القاسم عن أبي أمامة

&           تطريز رياض الصالحين - (1 / 739) : فيه: الوعيد لمن لم يجاهد بنفسه أو ماله.

&           شرح رياض الصالحين - (5 / 383)
وفيها الحث على الغزو وأن الإنسان إذا لم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو ولم يخلف غازيا في أهله وماله فإنه تصيبه قارعة قبل يوم القيامة وهذه القارعة ربما تفسر بما سبق في الحديث من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق وفيها أيضا الحث على جهاد المشركين بالمال والنفس واللسان بالمال: أي يبذل الإنسان مالا يساعد به المجاهدين أو يشتري به سلاحا أو غير ذلك

&           شرح رياض الصالحين - (5 / 384)
وفي هذه الأحاديث التي ذكرها المؤلف رحمه الله فضيلة الجهاد في سبيل الله وأنه من أفضل الأعمال
=============================================
1392 - ( حسن )
 وعن أبي بكر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم الله بالعذاب
 رواه الطبراني بإسناد حسن

=================================================
1393 - ( صحيح )
 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تعدون الشهداء فيكم قالوا يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد
 قال إن شهداء أمتي إذا لقليل قالوا فمن يا رسول الله قال من قتل في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في الطاعون فهو شهيد ومن مات من البطن فهو شهيد
 قال ابن مقسم أشهد على أبيك يعني أبا صالح أنه قال والغريق شهيد
 رواه مسلم
 ورواه مالك والبخاري والترمذي ولفظهم وهو رواية لمسلم أيصا في حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

&           مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (6 / 2468_2469)
قَالَ الطِّيبِيُّ: (مَا) هُنَا سُؤَالٌ عَنْ وَصْفِ مَنْ لَهُ كَرَامَةٌ وَقُرْبٌ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [الحديد: 19] فَيَشْمَلُ عَلَى مَا ذَكَرَهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ____وَسَلَامُهُ مِنْ قَوْلِهِ: (إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ)

&           إكمال المعلم بفوائد مسلم - (6 / 344)
وإنما كانت هذه الموتات شهادة بتفضيل الله على أربابها لشدتها وعظيم الألم فيها، فجاراهم الله على ذلك، بأن جعل لهم أجر الشهداء، أو يحتمل أنهم سموا بذلك لمشاهدتهم فيما قاسوا من الألم عند الموت وشدته، ما أعد لهم كما أعد للشهداء، أو سموا بذلك على أحد التأويلات.
وقد ألحق النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك من مات فى سبيل الله بغير القتل كما تقدم. وجاء عنه - أيضاً - وصف الشهادة لأنه كقوله: " من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد " (4).

شرح رياض الصالحين - (5 / 385_386)
فهم كما أشار إليهم المؤلف هم شهداء في الآخرة في أحكام الآخرة لا في أحكام الدنيا ويتبين ذلك بأن الشهيد____المقتول في سبيل الله شهيد في الدنيا والآخرة فهو شهيد في الدنيا إذا قتل ومات فإنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ويدفن ولا يأتيه الملكان اللذان يسألانه عن ربه وعن دينه وعن نبيه فلا يغسل من أجل أن يبقى أثر الدم عليه أثر الدم الذي قتل في سبيل الله من أجله فيأتي يوم القيامة وجرحه يسغب دما اللون لون الدم والريح ريح المسك لذلك قال العلماء: يحرم أن يغسل ويحرم أن يغسل دمه بل يبقى على ما هو عليه.
ولا يكفن وإنما يكفن في ثيابه التي قتل فيها حتى يأتي يوم القيامة بهذه الثياب ولا يصلى عليه لأن الصلاة شفاعة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة على الميت: ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه والمقتول في سبيل الله لا يحتاج لأن يشفع له أحد لأن الشفاعة له كونه يعرض رقبته لأعداء الله إعلاء لكلمة الله.

&           مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (6 / 2469)
وَلَعَلَّ كَوْنَهُ شَهِيدًا ; لِأَنَّ الْغَالِبَ فِيهِ أَنْ يَمُوتَ حَاضِرَ الْقَلْبِ مُنْكَشِفًا عِنْدَ الْمَوْتِ. قَالَ الْقَاضِي الْبَيْضَاوِيُّ: الشَّهِيدُ فَعِيلٌ مِنَ الشُّهُودِ. بِمَعْنَى مَفْعُولٍ ; لِأَنَّ الْمَلَائِكَةَ تَحْضُرُهُ وَتُبَشِّرُهُ بِالْفَوْزِ وَالْكَرَامَةِ، أَوْ بِمَعْنَى فَاعِلٍ ; لِأَنَّهُ يَلْقَى رَبَّهُ وَيَحْضُرُ عِنْدَهُ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [الحديد: 19] ، أَوْ مِنَ الشَّهَادَةِ فَإِنَّهُ بَيَّنَ صِدْقَهُ فِي الْإِيمَانِ وَالْإِخْلَاصَ فِي الطَّاعَةِ بِبَذْلِ النَّفْسِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ يَكُونُ تِلْوَ الرُّسُلِ فِي الشَّهَادَةِ عَلَى الْأُمَمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ، أَوْ بِوَجَعٍ فِي الْبَطْنِ مُلْحَقٌ بِمَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لِمُشَارَكَتِهِ إِيَّاهُ فِي بَعْضِ مَا يَنَالُ مِنَ الْكَرَامَةِ بِسَبَبِ مَا كَابَدَهُ مِنَ الشِّدَّةِ لَا فِي جُمْلَةِ الْأَحْكَامِ وَالْفَضَائِلِ اه.
وَقَدْ جَمَعَ شَيْخُ مَشَايِخِنَا الْحَافِظُ جَلَالُ الدِّينِ السُّيُوطِيُّ مَا وَرَدَ مِنْ أَنْوَاعِ الشَّهَادَةِ الْحُكْمِيَّةِ فِي كُرَّاسَةٍ مِنْهُمُ: الْغَرِيقُ وَالْحَرِيقُ وَالْمَهْدُومُ وَالْغَرِيبُ وَالْمُرَابِطُ، وَمَنْ مَاتَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، أَوْ لَيْلَتَهُ وَغَيْرُ ذَلِكَ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُمْ يُشَارِكُونَ الشُّهَدَاءَ فِي نَوْعٍ مِنَ الْمِئَوِيَّاتِ الَّتِي يَسْتَحِقُّهَا الشُّهَدَاءُ لَا الْمُسَاوَاةُ فِي جَمِيعِ أَنْوَاعِهَا (رَوَاهُ مُسْلِمٌ)



1394 - ( صحيح )
 وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال دخلنا على عبد الله بن رواحة نعوده فأغمي عليه فقلنا رحمك الله إن كنا لنحب أن تموت على غير هذا وإن كنا لنرجو لك الشهادة فدخل النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نذكر هذا فقال وفيم تعدون الشهادة فأرم القوم وتحرك عبد الله فقال ألا تجيبون رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أجابه هو فقال نعد الشهادة في القتل فقال إن شهداء أمتي إذا لقليل إن في القتل شهادة وفي الطاعون شهادة وفي البطن شهادة وفي الغرق شهادة وفي النفساء يقتلها ولدها جمعا شهادة
 رواه أحمد والطبراني واللفظ له ورواتهما ثقات
فتح الباري- تعليق ابن باز - (6 / 42_43)
قوله: "باب الشهادة سبع سوى القتل" اختلف في سبب تسمية الشهيد شهيدا، فقال النضر بن شميل: لأنه حي فكأن أرواحهم شاهدة أي حاضرة.
وقال ابن الأنباري: لأن الله وملائكته يشهدون له بالجنة.
وقيل: لأنه يشهد عند خروج روحه ما أعد له من الكرامة.
وقيل: لأنه يشهد له بالأمان من النار.
وقيل: لأن عليه شاهدا بكونه___شهيدا.
وقيل: لأنه لا يشهده عند موته إلا ملائكة الرحمة.
وقيل: لأنه الذي يشهد يوم القيامة بإبلاغ الرسل. وقيل: لأن الملائكة تشهد له بحسن الخاتمة.
وقيل: لأن الأنبياء تشهد له بحسن الاتباع.
وقيل: لأن الله يشهد له بحسن نيته وإخلاصه.
وقيل: لأنه يشاهد الملائكة عند احتضاره.
وقيل: لأنه يشاهد الملكوت من دار الدنيا، ودار الآخرة.
وقيل : لأنه مشهود له بالأمان من النار.
وقيل : لأن عليه علامة شاهدة بأنه قد نجا. وبعض هذه يختص بمن قتل في سبيل الله، وبعضها يعم غيره، وبعضها قد ينازع فيه.

==========================================

صحيح الترغيب والترهيب - (2 / 73)
 1402 - ( صحيح ) 
 وعن أبي منيب الأحدب رضي الله عنه قال خطب معاذ بالشام فذكر الطاعون فقال إنها رحمة بكم ودعوة نبيكم وقبض الصالحين قبلكم اللهم اجعل على آل معاذ نصيبهم من هذه الرحمة ثم نزل عن مقامه ذلك فدخل على عبد الرحمن بن معاذ فقال عبد الرحمن الحق من ربك فلا تكونن من الممترين فقال معاذ ستجدني إن شاء الله من الصابرين رواه أحمد بإسناد جيد