1387 - ( صحيح )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم
أنه سأل جبرائيل عن هذه الآية (
ونفخ في الصور فصعق من في السموات والأرض إلا من شاء الله ) . من الذين لم يشإ
الله أن يصعقهم قال هم شهداء الله
رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
&
شرح سنن أبي داود
للعباد - (523 / 9)
هذه
الصعقة التي في هذه الآية المراد بها صعقة الموت لمن كان حياً في آخر الزمان،
فهناك صعقة الموت، ثم صعقة البعث، {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي
السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الزمر:68] أي: ممن
لم يشأ الله أن يحصل له الموت، كالذين خلقوا في الجنة ولم يشأ الله موتهم كالحور
العين، فإنهن خلقن للبقاء في الجنة، فلا يحصل لهن موت فيكن ممن استثني.
وهذا
نقله شارح الطحاوية عن أبي الحجاج المزي، وقال به أيضاً ابن كثير، فذكروا أن الصعق
إنما هو في الآخرة عندما يأتي الله لفصل القضاء، وأن موسى عليه الصلاة والسلام إما
أن يكون صعق مرة أخرى يوم القيامة فيفيق قبل النبي صلى الله عليه وسلم، أو أنه لم
يصعق ولكنه جوزي بصعقة الدنيا عندما تجلى الله عز وجل للجبل وخر موسى صعقاً، كما
جاء ذلك مبيناً في سورة الأعراف.
&
مجموع الفتاوى ( ط: دار
الوفاء - تحقيق أنور الباز ) - (16 / 33)
وَسُئِلَ
شَيْخُ الْإِسْلَامِ - رَحِمَهُ اللَّهُ - :
عَنْ
قَوْله تَعَالَى { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ
فِي الْأَرْضِ إلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ } . قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : مَاتَ مِنْ
الْفَزَعِ وَشِدَّةِ الصَّوْتِ { مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ
إلَّا مَنْ شَاءَ } (*) . أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ
الْكُوفِيُّ الصُّوفِيُّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ
التَّمِيمِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إسْحَاقَ الرَّمْلِيُّ ثَنَا هِشَامُ بْنُ
عَمَّارٍ ثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ زَيْدِ
بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ { رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَأَلَ جِبْرِيلَ عَنْ هَذِهِ
الْآيَةِ : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي
الْأَرْضِ إلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ } مِنْ الَّذِي لَمْ يَشَأْ اللَّهُ أَنْ
يَصْعَقَهُمْ ؟ قَالَ : هُمْ الشُّهَدَاءُ مُتَقَلِّدِينَ سُيُوفَهُمْ حَوْلَ
الْعَرْشِ } وَهَذَا قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَطَاءٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ . وَقَالَ
مُقَاتِلٌ والسدي وَالْكَلْبِيُّ : هُوَ جِبْرِيلُ وميكائيل وَإِسْرَافِيلُ
وَمَلَكُ الْمَوْتِ . { ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ } يَعْنِي
الْخَلْقَ كُلُّهُمْ قِيَامٌ عَلَى أَرْجُلِهِمْ { يُنْظَرُونَ } مَا يُقَالُ
لَهُمْ وَمَا يُؤْمَرُونَ بِهِ . هَذَا كَلَامُ الْوَاحِدِيِّ فِي " كِتَابِ
الْوَسِيطِ " . بَيِّنُوا لَنَا
مجموع الفتاوى ( ط: دار الوفاء - تحقيق أنور الباز ) - (16 / 34)
حَقِيقَةَ
الصعوق هَلْ يُطْلَقُ عَلَى الْمَوْتِ فِي حَقِّ الْمَذْكُورِينَ ؟ . وَحَقِيقَةَ
الِاسْتِثْنَاءِ ؟
فَأَجَابَ
:
الْحَمْدُ
لِلَّهِ ، الَّذِي عَلَيْهِ أَكْثَرُ النَّاسِ أَنَّ جَمِيعَ الْخَلْقِ يَمُوتُونَ
حَتَّى الْمَلَائِكَةُ وَحَتَّى عِزْرَائِيلُ مَلَكُ الْمَوْتِ . وَرُوِيَ فِي
ذَلِكَ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَالْمُسْلِمُونَ
وَالْيَهُودُ وَالنَّصَارَى مُتَّفِقُونَ عَلَى إمْكَانِ ذَلِكَ وَقُدْرَةِ
اللَّهِ عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا يُخَالِفُ فِي ذَلِكَ طَوَائِفُ مِنْ
الْمُتَفَلْسِفَةِ أَتْبَاعِ أَرِسْطُو وَأَمْثَالِهِمْ مِمَّنْ زَعَمَ أَنَّ
الْمَلَائِكَةَ هِيَ الْعُقُولُ وَالنُّفُوسُ وَأَنَّهُ لَا يُمْكِنُ مَوْتُهَا
بِحَالِ ؛ بَلْ هِيَ عِنْدَهُمْ آلِهَةُ وَأَرْبَابُ هَذَا الْعَالَمِ .
وَالْقُرْآنُ
وَسَائِرُ الْكُتُبِ تَنْطِقُ بِأَنَّ الْمَلَائِكَةَ عَبِيدٌ مدبرون كَمَا قَالَ
سُبْحَانَهُ : { لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا
الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ
وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إلَيْهِ جَمِيعًا } .
وَقَالَ
تَعَالَى : { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ
مُكْرَمُونَ }
{
لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ } { يَعْلَمُ مَا
بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إلَّا لِمَنِ ارْتَضَى }
وَقَالَ
تَعَالَى : { وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ
شَيْئًا إلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى }.
وَاَللَّهُ
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُمِيتَهُمْ ثُمَّ يُحْيِيَهُمْ كَمَا
هُوَ قَادِرٌ
مجموع الفتاوى ( ط: دار الوفاء - تحقيق أنور الباز ) - (16 / 35)
عَلَى
إمَاتَةِ الْبَشَرِ وَالْجِنِّ ثُمَّ إحْيَائِهِمْ،
وَقَدْ
قَالَ سُبْحَانَهُ : { وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ
أَهْوَنُ عَلَيْهِ }
وَقَدْ
ثَبَتَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ وَعَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ أَنَّهُ
قَالَ : { إنَّ اللَّهَ إذَا تَكَلَّمَ بِالْوَحْيِ أَخَذَ الْمَلَائِكَةَ غَشْيٌ }
وَفِي
رِوَايَةٍ : { إذَا سَمِعَتْ الْمَلَائِكَةُ كَلَامَهُ صُعِقُوا }
وَفِي
رِوَايَةٍ { سَمِعَتْ الْمَلَائِكَةُ كَجَرِّ السِّلْسِلَةِ عَلَى صَفْوَانٍ
فَيُصْعَقُونَ فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا : مَاذَا قَالَ : رَبُّكُمْ
؟ قَالُوا : الْحَقَّ فَيُنَادُونَ : الْحَقَّ الْحَقَّ } .
فَقَدْ
أَخْبَرَ فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ أَنَّهُمْ يُصْعَقُونَ صعوق
الْغَشْيِ فَإِذَا جَازَ عَلَيْهِمْ صعوق الْغَشْيِ جَازَ عَلَيْهِمْ صعوق
الْمَوْتِ وَهَؤُلَاءِ الْمُتَفَلْسِفَةُ لَا يُجَوِّزُونَ لَا هَذَا وَلَا هَذَا
وصعوق الْغَشْيِ هُوَ مِثْلُ صعوق مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ .
قَالَ
تَعَالَى : { فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ
مُوسَى صَعِقًا }
وَالْقُرْآنُ
قَدْ أَخْبَرَ بِثَلَاثِ نَفَخَاتٍ : نَفْخَةِ الْفَزَعِ ذَكَرَهَا فِي سُورَةِ
النَّمْلِ فِي قَوْلِهِ : { وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي
السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ } .
وَنَفْخَةِ
الصَّعْقِ وَالْقِيَامِ ذَكَرَهُمَا فِي قَوْلِهِ : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ
فَصَعِقَ مَنْ
مجموع الفتاوى ( ط: دار الوفاء - تحقيق أنور الباز ) - (16 / 36)
فِي
السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ
أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ } .
وَأَمَّا
الِاسْتِثْنَاءُ فَهُوَ مُتَنَاوِلٌ لِمَنْ فِي الْجَنَّةِ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ
فَإِنَّ الْجَنَّةَ لَيْسَ فِيهَا مَوْتٌ وَمُتَنَاوِلٌ لِغَيْرِهِمْ وَلَا
يُمْكِنُ الْجَزْمُ بِكُلِّ مَنْ اسْتَثْنَاهُ اللَّهُ فَإِنَّ اللَّهَ أَطْلَقَ
فِي كِتَابِهِ .
وَقَدْ
ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
{ إنَّ النَّاسَ يُصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ
فَأَجِدُ مُوسَى آخِذًا بِسَاقِ الْعَرْشِ فَلَا أَدْرِي هَلْ أَفَاقَ قَبْلِي
أَمْ كَانَ مِمَّنْ اسْتَثْنَاهُ اللَّهُ ؟ }
وَهَذِهِ
الصَّعْقَةُ قَدْ قِيلَ إنَّهَا رَابِعَةٌ وَقِيلَ إنَّهَا مِنْ الْمَذْكُورَاتِ
فِي الْقُرْآنِ ؛ وَبِكُلِّ حَالٍ النَّبِيُّ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَدْ تَوَقَّفَ فِي مُوسَى هَلْ هُوَ دَاخِلٌ فِي الِاسْتِثْنَاءِ فِيمَنْ
اسْتَثْنَاهُ اللَّهُ أَمْ لَا ؟
فَإِذَا
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَجْزِمْ بِكُلِّ مَنْ
اسْتَثْنَاهُ اللَّهُ لَمْ يُمْكِنَّا أَنْ نَجْزِمَ بِذَلِكَ وَصَارَ هَذَا
مِثْلُ الْعِلْمِ بِقُرْبِ السَّاعَةِ وَأَعْيَانِ الْأَنْبِيَاءِ وَأَمْثَالُ
ذَلِكَ مِمَّا لَمْ يُخْبِرْ بِهِ وَهَذَا الْعِلْمُ لَا يُنَالُ إلَّا
بِالْخَبَرِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ . وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ
وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا .
====================================================================================================
15 - الترهيب من أن يموت الإنسان ولم يغز ولم ينو الغزو
وذكر أنواع من الموت تلحق أربابها بالشهداء والترهيب من الفرار من الطاعون )
|
1388
- ( صحيح )
عَنْ
أَسْلَمَ أَبِي عِمْرَانَ التُّجِيبِيِّ ، قَالَ : كُنَّا بِمَدِينَةِ الرُّومِ ،
فَأَخْرَجُوا إِلَيْنَا صَفًّا عَظِيمًا مِنَ الرُّومِ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ مِنَ
الْمُسْلِمِينَ مِثْلُهُمْ أَوْ أَكْثَرُ ، وَعَلَى أَهْلِ مِصْرَ عُقْبَةُ بْنُ
عَامِرٍ ، وَعَلَى الجَمَاعَةِ فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ ،
فَحَمَلَ
رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى صَفِّ الرُّومِ حَتَّى دَخَلَ فِيهِمْ ، فَصَاحَ
النَّاسُ وَقَالُوا : سُبْحَانَ اللهِ يُلْقِي بِيَدَيْهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ. فَقَامَ
أَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ
لَتُؤَوِّلُونَ هَذِهِ الآيَةَ هَذَا التَّأْوِيلَ ، وَإِنَّمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ
الآيَةَ فِينَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ لَمَّا أَعَزَّ اللَّهُ الْإِسْلاَمَ
وَكَثُرَ نَاصِرُوهُ ،
فَقَالَ
بَعْضُنَا لِبَعْضٍ سِرًّا دُونَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: إِنَّ أَمْوَالَنَا قَدْ ضَاعَتْ ، وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعَزَّ الإِسْلاَمَ
وَكَثُرَ نَاصِرُوهُ ، فَلَوْ أَقَمْنَا فِي أَمْوَالِنَا ، فَأَصْلَحْنَا مَا
ضَاعَ مِنْهَا.
فَأَنْزَلَ
اللَّهُ تَعَالَى عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرُدُّ
عَلَيْنَا مَا قُلْنَا : {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ تُلْقُوا
بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} ،
فَكَانَتِ
التَّهْلُكَةُ الإِقَامَةَ عَلَى الأَمْوَالِ وَإِصْلاَحِهَا ، وَتَرْكَنَا
الغَزْوَ فَمَا زَالَ أَبُو أَيُّوبَ ، شَاخِصًا فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى دُفِنَ
بِأَرْضِ الرُّومِ.
رواه
الترمذي وقال حديث غريب صحيح
&
زاد المسير في علم
التفسير - (1 / 185)
وفي
المراد بالتهلكة هاهنا أربعة أقوال . أحدها : أنها ترك النفقة في سبيل الله ، قاله
حذيفة ، وابن عباس ، والحسن ، وابن جبير ، وعكرمة ، ومجاهد ، وقتادة ، والضحاك . والثاني
: أنها القعود عن الغزو شغلاً بالمال ، قاله أبو أيوب الأنصاري . والثالث : أنها
القنوط من رحمة الله ، قاله البراء ، والنعمان بن بشير ، وعبيدة . والرابع : أنها
عذاب الله ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس .
==================================================
1389
- ( صحيح لغيره )
وعن ابن عمر رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر
ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم
رواه أبو داود وغيره من طريق
إسحاق بن أسيد نزيل مصر
سنن أبى داود-ن - (3 / 291)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ
أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ سَلَّطَ
اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ».
د 3462 – صحيح :
سلسلة الأحاديث الصحيحة بـ(رقم : 11)
البدر التمام شرح بلوغ المرام - (6 / 187)
وأصل الحديث: قال ابن عمر: أتى علينا زمان وما يرى أحدنا
أنَّه أحق بالدينار والدرهم من أخيه المسلم، ثم أصبح الدينار والدرهم أحب إلى
أحدنا من أخيه، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. الحديث.
|
&
قال محمد بن يعقوب الفيروزآبادي في القاموس المحيط - (ص /
1573) في تعريف بيع العينة : (( التاجِرُ : باعَ
سِلْعَتَه بِثَمَنٍ إلى أجلٍ ثم اشتراها منه بأقَلَّ من ذلك الثَّمَنِ)) اهـ
&
فيض القدير - (1 / 313)
( وتركتم الجهاد ) أي غزو أعداء الرحمن ومصارعة الهوى
والشيطان
سبل
السلام - (2 / 58)
وَقَوْلُهُ
«وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ» كِنَايَةٌ
عَنْ الِاشْتِغَالِ عَنْ الْجِهَادِ بِالْحَرْثِ.
وَالرِّضَا بِالزَّرْعِ : كِنَايَةٌ عَنْ
كَوْنِهِ قَدْ صَارَ هَمُّهُمْ وَهِمَّتُهُمْ. وَتَسْلِيطُ اللَّهِ كِنَايَةٌ عَنْ
جَعْلِهِمْ أَذِلَّاءَ بِالتَّسْلِيطِ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ الْغَلَبَةِ
وَالْقَهْرِ، وَقَوْلُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إلَى دِينِكُمْ أَيْ تَرْجِعُوا إلَى
الِاشْتِغَالِ بِأَعْمَالِ الدَّيْنِ، وَفِي هَذِهِ الْعِبَارَةُ زَجْرٌ بَالِغٌ
وَتَقْرِيعٌ شَدِيدٌ حَتَّى جَعَلَ ذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ الرِّدَّةِ وَفِيهِ
الْحَثُّ عَلَى الْجِهَادِ.
&
سبل السلام - (2 / 57)
وَاعْلَمْ
أَنَّ بَيْعَ الْعِينَةِ هُوَ أَنْ يَبِيعَ سِلْعَةً بِثَمَنٍ مَعْلُومٍ إلَى
أَجَلٍ ثُمَّ يَشْتَرِيهَا مِنْ الْمُشْتَرِي بِأَقَلَّ لِيَبْقَى الْكَثِيرُ فِي
ذِمَّتِهِ، وَسُمِّيَتْ عِينَةً لِحُصُولِ الْعَيْنِ أَيْ النَّقْدِ فِيهَا
وَلِأَنَّهُ يَعُودُ إلَى الْبَائِعِ عَيْنُ مَالِهِ وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى
تَحْرِيمِ هَذَا الْبَيْعِ. وَذَهَبَ إلَيْهِ مَالِكٌ وَأَحْمَدُ وَبَعْضُ
الشَّافِعِيَّةِ عَمَلًا بِالْحَدِيثِ قَالُوا: وَلِمَا فِيهِ مِنْ تَفْوِيتِ
مَقْصَدِ الشَّارِعِ مِنْ الْمَنْعِ عَنْ الرِّبَا، وَسَدُّ الذَّرَائِعِ
مَقْصُودٌ قَالَ الْقُرْطُبِيُّ: لِأَنَّ بَعْضَ صُوَرِ هَذَا الْبَيْعِ تُؤَدِّي
إلَى بَيْعِ التَّمْرِ بِالتَّمْرِ مُتَفَاضِلًا وَيَكُونُ الثَّمَنُ لَغْوًا،
&
البدر التمام شرح بلوغ
المرام - (6 / 188)
الحسين بن محمد بن سعيد اللاعيّ،
المعروف بالمَغرِبي :
"وفي
هذا دلالة على الزجر البالغ والتقريع الهائل، حيث جعل ذلك بمنزلة الردة والخروج عن
الدين. وفيه دلالة على تحريم العِينة، ولظهور هذا المآخذ قال بذلك بعض الشافعية،
وقال: أوصانا الشافعي باتباع الحديث إذا صحَّ بخلاف مذهبه. وقد تقدم الكلام في ذلك
في حديث شراء عامل خيبر الجَمْع بالجنيب (1). والله أعلم." اهـ
&
نيل الأوطار - (5 / 268)
ومن
أنواع الذل الخراج الذي يسلمونه كل سنة لملاك الأرض وسبب هذا الذل والله أعلم أنهم
لما تركوا الجهاد في سبيل الله الذي فيه عز الاسلام وإظهاره على كل دين عاملهم
الله بنقيضه وهو انزال الذلة بهم فصاروا يمشون خلف أذناب البقر بعد أن كانوا
يركبون على ظهور الخيل التي هي أعز مكان
&
نيل الأوطار - (5 / 268)
قوله
" حتى ترجعوا إلى دينكم " فيه زجر بليغ لأنه نزل الوقوع في هذه الأمور
منزلة الخروج من الدين وبذلك تمسك من قال بتحريم العينة
&
سلسلة الأحاديث
الصحيحة( 1/ 8 ) وبعض التاسع - (1 / 10)
فتأمل
كيف بين هذا الحديث ما أجمل في حديث أبي أمامة المتقدمة قبله ، فذكر
أن
تسليط الذل ليس هو لمجرد الزرع و الحرث بل لما اقترن به من الإخلاد إليه
و
الانشغال به عن الجهاد في سبيل الله ، فهذا هو المراد بالحديث ، و أما الزرع
الذي
لم يقترن به شيء من ذلك فهو المراد بالأحاديث المرغبة في الحرث فلا تعارض
بينها
و لا إشكال .
& زين الدين عبد الرحمن بن
أحمد بن رجب بن الحسن، السَلامي، البغدادي، ثم الدمشقي، الحنبلي (المتوفى: 795هـ)
في الحكم الجديرة بالإذاعة - (ص / 40_41) :
"ومن
أعظم ما حصل به الذل من مخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ترك ما كان عليه من
جهاد أعداء الله فمن سلك سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم عز، ومن ترك الجهاد مع
قدرته عليه ذل. وقد سبق حديث: " إذا تبايعتم بالعينة واتبعتم أذناب البقر
وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه من رقابكم حتى تراجعوا
دينكم ". ورأى النبي صلى الله عليه وسلم سكة الحرث فقال: " ما دخلت دار
قوم إلا___دخلها الذل ". فمن ترك ما كان عليه
النبي صلى الله عليه وسلم من الجهاد مع قدرته واشتغل عنه بتحصيل الدنيا من وجوهها
المباحة حصل له من الذل فكيف إذا اشتغل عن الجهاد بجمع الدنيا من وجوهها المحرمة؟"
اهـ
=================================================
1390
- ( صحيح )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على
شعبة من النفاق
رواه مسلم وأبو داود والنسائي
&
شرح النووي على مسلم -
(13 / 56)
وَالْمُرَاد
أَنَّ مَنْ فَعَلَ هَذَا فَقَدْ أَشْبَهَ الْمُنَافِقِينَ الْمُتَخَلِّفِينَ عَنْ
الْجِهَاد فِي هَذَا الْوَصْف ، فَإِنَّ تَرْك الْجِهَاد أَحَد شُعَب النِّفَاق .
وَفِي
هَذَا الْحَدِيث : أَنَّ مَنْ نَوَى فِعْل عِبَادَة فَمَاتَ قَبْل فِعْلهَا لَا
يَتَوَجَّه عَلَيْهِ مِنْ الذَّمّ مَا يُتَوَجَّه عَلَى مَنْ مَاتَ وَلَمْ
يَنْوِهَا ،
=================================================
1391
- ( حسن )
وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال من لم يغز أو يجهز غازيا أو يخلف غازيا في أهله بخير
أصابه الله تعالى بقارعة قبل يوم القيامة
رواه أبو داود وابن ماجه عن
القاسم عن أبي أمامة
&
تطريز رياض الصالحين -
(1 / 739) : فيه: الوعيد لمن لم يجاهد بنفسه أو ماله.
&
شرح رياض الصالحين - (5
/ 383)
وفيها
الحث على الغزو وأن الإنسان إذا لم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو ولم يخلف غازيا في
أهله وماله فإنه تصيبه قارعة قبل يوم القيامة وهذه القارعة ربما تفسر بما سبق في
الحديث من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق وفيها أيضا
الحث على جهاد المشركين بالمال والنفس واللسان بالمال: أي يبذل الإنسان مالا يساعد
به المجاهدين أو يشتري به سلاحا أو غير ذلك
&
شرح رياض الصالحين - (5
/ 384)
وفي
هذه الأحاديث التي ذكرها المؤلف رحمه الله فضيلة الجهاد في سبيل الله وأنه من أفضل
الأعمال
=============================================
1392
- ( حسن )
وعن أبي بكر رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم
الله بالعذاب
رواه الطبراني بإسناد حسن
=================================================
1393
- ( صحيح )
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تعدون الشهداء فيكم قالوا يا رسول الله من
قتل في سبيل الله فهو شهيد
قال إن شهداء أمتي إذا لقليل
قالوا فمن يا رسول الله قال من قتل في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في سبيل الله
فهو شهيد ومن مات في الطاعون فهو شهيد ومن مات من البطن فهو شهيد
قال ابن مقسم أشهد على أبيك
يعني أبا صالح أنه قال والغريق شهيد
رواه مسلم
ورواه مالك والبخاري والترمذي
ولفظهم وهو رواية لمسلم أيصا في حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
&
مرقاة المفاتيح شرح
مشكاة المصابيح - (6 / 2468_2469)
قَالَ
الطِّيبِيُّ: (مَا) هُنَا سُؤَالٌ عَنْ وَصْفِ مَنْ لَهُ كَرَامَةٌ وَقُرْبٌ
عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ
رَبِّهِمْ} [الحديد: 19] فَيَشْمَلُ عَلَى مَا ذَكَرَهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ
عَلَيْهِ____وَسَلَامُهُ مِنْ قَوْلِهِ: (إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا
لَقَلِيلٌ)
&
إكمال المعلم بفوائد
مسلم - (6 / 344)
وإنما
كانت هذه الموتات شهادة بتفضيل الله على أربابها لشدتها وعظيم الألم فيها، فجاراهم
الله على ذلك، بأن جعل لهم أجر الشهداء، أو يحتمل أنهم سموا بذلك لمشاهدتهم فيما
قاسوا من الألم عند الموت وشدته، ما أعد لهم كما أعد للشهداء، أو سموا بذلك على
أحد التأويلات.
وقد
ألحق النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك من مات فى سبيل الله بغير القتل
كما تقدم. وجاء عنه - أيضاً - وصف الشهادة لأنه كقوله: " من قتل دون ماله فهو
شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد " (4).
شرح
رياض الصالحين - (5 / 385_386)
فهم
كما أشار إليهم المؤلف هم شهداء في الآخرة في أحكام الآخرة لا في أحكام الدنيا
ويتبين ذلك بأن الشهيد____المقتول في سبيل الله شهيد في الدنيا والآخرة فهو شهيد
في الدنيا إذا قتل ومات فإنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ويدفن ولا يأتيه
الملكان اللذان يسألانه عن ربه وعن دينه وعن نبيه فلا يغسل من أجل أن يبقى أثر
الدم عليه أثر الدم الذي قتل في سبيل الله من أجله فيأتي يوم القيامة وجرحه يسغب
دما اللون لون الدم والريح ريح المسك لذلك قال العلماء: يحرم أن يغسل ويحرم أن
يغسل دمه بل يبقى على ما هو عليه.
ولا
يكفن وإنما يكفن في ثيابه التي قتل فيها حتى يأتي يوم القيامة بهذه الثياب ولا
يصلى عليه لأن الصلاة شفاعة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة على الميت:
ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم
الله فيه والمقتول في سبيل الله لا يحتاج لأن يشفع له أحد لأن الشفاعة له كونه
يعرض رقبته لأعداء الله إعلاء لكلمة الله.
&
مرقاة المفاتيح شرح
مشكاة المصابيح - (6 / 2469)
وَلَعَلَّ
كَوْنَهُ شَهِيدًا ; لِأَنَّ الْغَالِبَ فِيهِ أَنْ يَمُوتَ حَاضِرَ الْقَلْبِ
مُنْكَشِفًا عِنْدَ الْمَوْتِ. قَالَ الْقَاضِي الْبَيْضَاوِيُّ: الشَّهِيدُ
فَعِيلٌ مِنَ الشُّهُودِ. بِمَعْنَى مَفْعُولٍ ; لِأَنَّ الْمَلَائِكَةَ
تَحْضُرُهُ وَتُبَشِّرُهُ بِالْفَوْزِ وَالْكَرَامَةِ، أَوْ بِمَعْنَى فَاعِلٍ ; لِأَنَّهُ
يَلْقَى رَبَّهُ وَيَحْضُرُ عِنْدَهُ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَالشُّهَدَاءُ
عِنْدَ رَبِّهِمْ} [الحديد: 19] ، أَوْ مِنَ الشَّهَادَةِ فَإِنَّهُ بَيَّنَ
صِدْقَهُ فِي الْإِيمَانِ وَالْإِخْلَاصَ فِي الطَّاعَةِ بِبَذْلِ النَّفْسِ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ يَكُونُ تِلْوَ الرُّسُلِ فِي الشَّهَادَةِ عَلَى الْأُمَمِ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ، أَوْ بِوَجَعٍ فِي الْبَطْنِ
مُلْحَقٌ بِمَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لِمُشَارَكَتِهِ إِيَّاهُ فِي بَعْضِ
مَا يَنَالُ مِنَ الْكَرَامَةِ بِسَبَبِ مَا كَابَدَهُ مِنَ الشِّدَّةِ لَا فِي
جُمْلَةِ الْأَحْكَامِ وَالْفَضَائِلِ اه.
وَقَدْ
جَمَعَ شَيْخُ مَشَايِخِنَا الْحَافِظُ جَلَالُ الدِّينِ السُّيُوطِيُّ مَا وَرَدَ
مِنْ أَنْوَاعِ الشَّهَادَةِ الْحُكْمِيَّةِ فِي كُرَّاسَةٍ مِنْهُمُ: الْغَرِيقُ
وَالْحَرِيقُ وَالْمَهْدُومُ وَالْغَرِيبُ وَالْمُرَابِطُ، وَمَنْ مَاتَ يَوْمَ
الْجُمُعَةِ، أَوْ لَيْلَتَهُ وَغَيْرُ ذَلِكَ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُمْ يُشَارِكُونَ
الشُّهَدَاءَ فِي نَوْعٍ مِنَ الْمِئَوِيَّاتِ الَّتِي يَسْتَحِقُّهَا
الشُّهَدَاءُ لَا الْمُسَاوَاةُ فِي جَمِيعِ أَنْوَاعِهَا (رَوَاهُ مُسْلِمٌ)
1394 - ( صحيح )
وعن
عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال دخلنا على عبد الله بن رواحة نعوده فأغمي عليه
فقلنا رحمك الله إن كنا لنحب أن تموت على غير هذا وإن كنا لنرجو لك الشهادة فدخل
النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نذكر هذا فقال وفيم تعدون الشهادة فأرم القوم وتحرك
عبد الله فقال ألا تجيبون رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أجابه هو فقال نعد
الشهادة في القتل فقال إن شهداء أمتي إذا لقليل إن في القتل شهادة وفي الطاعون
شهادة وفي البطن شهادة وفي الغرق شهادة وفي النفساء يقتلها ولدها جمعا شهادة
رواه
أحمد والطبراني واللفظ له ورواتهما ثقات
فتح الباري- تعليق ابن باز - (6 / 42_43)
قوله: "باب الشهادة سبع سوى القتل" اختلف
في سبب تسمية الشهيد شهيدا، فقال النضر بن شميل: لأنه
حي فكأن أرواحهم شاهدة أي حاضرة.
وقال ابن الأنباري: لأن الله وملائكته يشهدون له
بالجنة.
وقيل: لأنه يشهد عند خروج روحه ما أعد له من
الكرامة.
وقيل: لأنه يشهد له بالأمان من النار.
وقيل: لأن عليه شاهدا بكونه___شهيدا.
وقيل: لأنه لا يشهده عند موته إلا ملائكة الرحمة.
وقيل: لأنه الذي يشهد يوم القيامة بإبلاغ الرسل.
وقيل: لأن الملائكة تشهد له بحسن الخاتمة.
وقيل: لأن الأنبياء تشهد له بحسن الاتباع.
وقيل: لأن الله يشهد له بحسن نيته وإخلاصه.
وقيل: لأنه يشاهد الملائكة عند احتضاره.
وقيل: لأنه يشاهد الملكوت من دار الدنيا، ودار
الآخرة.
وقيل : لأنه مشهود له بالأمان من النار.
وقيل : لأن عليه علامة شاهدة بأنه قد نجا. وبعض
هذه يختص بمن قتل في سبيل الله، وبعضها يعم غيره، وبعضها قد ينازع فيه.
==========================================
صحيح الترغيب والترهيب - (2 / 73)
1402 - ( صحيح )
وعن أبي منيب الأحدب رضي الله عنه قال خطب معاذ بالشام فذكر الطاعون فقال إنها رحمة بكم ودعوة نبيكم وقبض الصالحين قبلكم اللهم اجعل على آل معاذ نصيبهم من هذه الرحمة ثم نزل عن مقامه ذلك فدخل على عبد الرحمن بن معاذ فقال عبد الرحمن الحق من ربك فلا تكونن من الممترين فقال معاذ ستجدني إن شاء الله من الصابرين رواه أحمد بإسناد جيد