1647 - (3) [صحيح] وعن
عمرو بن عبسة رضي الله عنه؛ أنه سمع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
- يقول:
"أَقْرَبُ
ما يكون العبدُ مِنَ الرَّبِّ في جَوْفِ الليل، فإن اسْتطعْتَ أن__تكون مِمَّنْ
يَذْكُرُ الله في تلكَ الساعَة فكُنْ".
رواه
أبو داود، والترمذي واللفظ له (1)، وقال:
"حديث
حسن صحيح".
والحاكم
وقال:
"صحيح
على شرط مسلم".
من فوائد الحديث :
فتح
الباري لابن رجب (4/ 376)
"قال
بعض السلف: ذاكر الله في الغافلين كمثل الذي يحمي الفئة المنهزمة، ولولا من يذكر
الله في غفلة الناس هلك الناس."
شرح
المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن (4/ 1207)
"وفيه
أن توفيق الله ولطفه وإحسانه سابق علي عمل العبد، وسبب له، ولولاه لم يصدر من
العبد خير قط." اهـ
المفاتيح
في شرح المصابيح (2/ 276)
وإنما
كان هذا الوقتُ شريفًا؛ لأنه الوقتُ التي ينادي الله تعالى فيه عبادَه فيقول:
"مَنْ يدعوني فأستجيبَ له ... " إلى آخر الحديث.
===========================================
1648 - (4) [صحيح لغيره] وعن أبي أُمامَة
قال:
قيل:
يا رسول الله! أيُّ الدُّعاءِ أَسْمَعُ؟ قال:
"جَوْفِ
الليلِ الأخيرِ، ودُبُرِ الصَّلواتِ المكتوباتِ".
رواه
الترمذي وقال: "حديث حسن". (2)
__________
(2)
فيه إشارة إلى ضعف إسناده -وقد ذكر أنه منقطع- وإلى حسن متنه لشواهده. ومن جهل
المعلقين وتناقضهم، أنهم صدروا تخريجه بقولهم: "ضعيف. . . "، وختموه
بقولهم: "ولمتنه شواهد"!! فإذن هو ليس بضعيف. فالله المستعان!
من فوائد الحديث :
تطريز
رياض الصالحين (ص: 821)
إنما
كان جوف الليل أقرب للإجابة لكمال التوجُّه، وفقد العلائق والعوائق، وكذلك إدبار
الصلوات؛ لأن الصلاة مناجاة العبد لربه، ومحل مسألته من فضله، وبعد تمام العمل،
يظهر الأمل.
سبل
السلام (2/ 708)
وَيَتَأَكَّدُ
الدُّعَاءُ بَعْدَ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ لِحَدِيثِ التِّرْمِذِيِّ عَنْ أَبِي
أُمَامَةَ «قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الدُّعَاءِ أَسْمَعُ؟ قَالَ جَوْفَ
اللَّيْلِ وَأَدْبَارَ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ» وَأَمَّا هَذِهِ الْهَيْئَةُ
الَّتِي يَفْعَلُهَا النَّاسُ فِي الدُّعَاءِ بَعْدَ السَّلَامِ مِنْ الصَّلَاةِ
بِأَنْ يَبْقَى الْإِمَامُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ وَالْمَأْمُومُونَ خَلْفَهُ
يَدْعُونَ فَقَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ مِنْ هَدْيِ النَّبِيِّ -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رُوِيَ عَنْهُ فِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ وَلَا
حَسَنٍ وَقَدْ وَرَدَتْ أَحَادِيثُ فِي الدُّعَاءِ بَعْدَ الصَّلَاةِ مَعْرُوفَةٌ
وَوَرَدَ التَّسْبِيحُ وَالتَّحْمِيدُ وَالتَّكْبِيرُ كَمَا سَلَفَ فِي
الْأَذْكَارِ.
=======================================
=======================================
4 - (الترهيب من استبطاء الإجابة وقوله: دعوت فلم يستجب لي).
1649
- (1) [صحيح] عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ - قال:
"يُسْتجابُ
لأحدِكُم ما لَمْ يَعْجَلْ؛ يقول: دَعَوْتُ فلم يُستَجَبْ لي".
رواه
البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه.
وفي
رواية لمسلم والترمذي:
"لا
يزالُ يُستجابُ للعبد ما لم يدْعُ بإثْمٍ أو قطيعةِ رَحِمٍ؛ ما لم
يَسْتَعْجل".
قيلَ:
يا رسولَ الله! ما الاستعجال؟ قال:
"يقولُ:
قَدْ دَعَوْتُ، وقد دَعَوْتُ؛ فلمْ أَرَ يُستَجَبْ لي، فيَسْتَحْسِرُ عند ذلك،
وَيدَعُ الدُّعَاءَ".
(فيستحسر)
أي: يَملُّ ويعيى (1) فيترك الدعاء.
__________
(1)
الأصل ومطبوعة عمارة: "يعى"! والتصويب من المخطوطة.
شرح الحديث :
المنتقى
شرح الموطإ (1/ 357)
قَوْلُهُ
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ يَحْتَمِلُ
مَعْنَيَيْنِ:
أَحَدُهُمَا:
أَنْ يَكُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ يُسْتَجَابُ الْإِخْبَارَ عَنْ وُجُوبِ وُقُوعِ
الْإِجَابَةِ.
وَالثَّانِي:
الْإِخْبَارُ عَنْ جَوَازِ وُقُوعِهَا فَإِذَا كَانَتْ فِي مَعْنَى الْإِخْبَارِ
عَنْ الْوُجُوبِ فَإِنَّ الْإِجَابَةَ تَكُونُ لِأَحَدِ الثَّلَاثَةِ أَشْيَاءَ:
إمَّا
أَنْ يُعَجِّلَ مَا سَأَلَ فِيهِ:
وَإِمَّا
أَنْ يُكَفِّرَ عَنْهُ بِهِ:
وَإِمَّا
أَنْ يَدَّخِرَ لَهُ.
فَإِذَا
قَالَ قَدْ دَعَوْت فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي بَطَلَ وُجُوبُ أَحَدِ هَذِهِ
الثَّلَاثَةِ الْأَشْيَاءِ وَعَرَى الدُّعَاءُ مِنْ جَمِيعِهَا وَإِذَا كَانَ
بِمَعْنَى جَوَازِ الْإِجَابَةِ فَإِنَّ الْإِجَابَةَ حِينَئِذٍ تَكُونُ بِفِعْلِ
مَا دَعَا بِهِ خَاصَّةً وَيَمْنَعُ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الدَّاعِي قَدْ دَعَوْت
فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي لِأَنَّ ذَلِكَ مِنْ بَابِ الْقُنُوطِ وَضَعْفِ الْيَقِينِ
وَالسَّخَطِ.
من فوائد الحديث :
فتح الباري لابن رجب (1/ 166)
فإن
دوام العمل وإيصاله ربما حصل للعبد به في عمله الماضي ما لا يحصل له فيه عند قطعه؛
فإن الله يحب مواصلة العمل ومداومته، ويجزي على دوامه ما لا يجزي على المنقطع منه.
وقد
صح هذا المعنى في الدعاء وأن العبد يستجاب له ما لم يعجل فيقول: قد دعوت فلم يستجب
لي، فيدع الدعاء،
فدل هذا على أن العبد إذا أدام الدعاء
وألح فيه أجيب وإن قطعه واستحسر منع إجابته وسمي هذا
المنع من الله مللا وسآمة مقابلة للعبد على ملله وسآمته، كما قال تعالى {نسوا الله
فنسيهم} [التوبة: 67] فسمى إهمالهم وتركهم نسيانا مقابلة لنسيانهم له. هذا أظهر
ماقيل في هذا
شرح النووي على مسلم (17/ 52)
فَفِيهِ
أَنَّهُ يَنْبَغِي إِدَامَةُ الدُّعَاءِ وَلَا يستبطئ الاجابة
فتح الباري لابن حجر (11/ 141)
وَفِي
هَذَا الْحَدِيثِ أَدَبٌ مِنْ آدَابِ الدُّعَاءِ وَهُوَ أَنَّهُ يُلَازِمُ
الطَّلَبَ وَلَا يَيْأَسُ مِنَ الْإِجَابَةِ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنَ الِانْقِيَادِ
وَالِاسْتِسْلَامِ وَإِظْهَارِ الِافْتِقَارِ حَتَّى قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ
لَأَنَا أَشَدُّ خَشْيَةً أَنْ أُحْرَمَ الدُّعَاءَ مِنْ أَنْ أُحْرَمَ
الْإِجَابَة وَكَأَنَّهُ أَشَارَ إِلَى حَدِيث بن عُمَرَ رَفَعَهُ مَنْ فُتِحَ
لَهُ مِنْكُمْ بَابُ الدُّعَاءِ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ الْحَدِيثُ
أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ لَيِّنٍ وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ
الاستذكار
(2/ 526)
يَقْتَضِي
الْإِلْحَاحُ عَلَى اللَّهِ فِي الْمَسْأَلَةِ وَأَنْ لَا يَيْأَسَ الدَّاعِي مِنَ
الْإِجَابَةِ وَلَا يَسْأَمُ الرَّغْبَةَ فَإِنَّهُ يُسْتَجَابُ لَهُ أَوْ
يُكَفَّرُ عَنْهُ مِنْ سَيِّئَاتِهِ أَوْ يُدَّخَرُ لَهُ فَإِنَّ الدُّعَاءَ
عِبَادَةٌ
قَالَ
اللَّهُ تَعَالَى (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ
عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) [غَافِرَ : 60]
فَسَمَّى
الدُّعَاءَ عِبَادَةً وَمَنْ أَدْمَنَ قَرْعَ الْبَابِ يُوشَكُ أَنْ يُفْتَحَ لَهُ
وَلَا يَمَلُّ اللَّهُ (عَزَّ وَجَلَّ) مِنَ الْعَطَاءِ حَتَّى يَمَلَّ الْعَبْدُ
مِنَ الدُّعَاءِ وَمَنْ عَجِلَ وَتَبَرَّمَ فَنَفْسَهُ ظَلَمَ
رَوَيْنَا
عَنْ مَرْوَانَ الْعِجْلِيِّ أَنَّهُ قَالَ : "سَأَلْتُ رَبِّي عِشْرِينَ
سَنَةً فِي حَاجَةٍ فَمَا قَضَاهَا حَتَّى الْآنَ وَأَنَا أَدْعُوهُ فِيهَا وَلَا
أَيْأَسُ مِنْ قَضَائِهَا". اهـ
المسالك
في شرح موطأ مالك (3/ 443)
إذا
عَجِلَ خُشِيَ عليه أنّ يكون كالذَّامِّ أو القَانِطِ من الإجابة، وإنّما يجب عليه
الانقطاعُ والافتقارُ إلى الله -عَزَّ وَجَلَّ- ولا يقنط من الإجابة؛ لأنّه بين
ثلاث : إمّا أنّ يعجّلَ له، وإمّا أنّ يكفِّر عنه، وإمّا أنّ يدَّخر له.
كشف
المشكل من حديث الصحيحين (3/ 401)
اعْلَم
أَن الله عز وَجل لَا يرد دُعَاء الْمُؤمن، غير أَنه قد تكون الْمصلحَة فِي
تَأْخِير الْإِجَابَة، وَقد لَا يكون مَا سَأَلَهُ مصلحَة فِي الْجُمْلَة فيعوضه
عَنهُ مَا يصلحه. وَرُبمَا أخر تعويضه إِلَى يَوْم الْقِيَامَة. فَيَنْبَغِي
لِلْمُؤمنِ أَلا يقطع الْمَسْأَلَة لِامْتِنَاع الْإِجَابَة؛ فَإِنَّهُ
بِالدُّعَاءِ متعبد، وبالتسليم إِلَى مَا يرَاهُ الْحق لَهُ مصلحَة مفوض.
ويستحسر
بِمَعْنى يَنْقَطِع، من قَوْله عز وَجل: {وَلَا يستحسرون} [الْأَنْبِيَاء: 19] .
التعيين
في شرح الأربعين (1/ 116)
وبالجملة
اجتناب الحرام من كل شيء- شرط في إحابة الدعاء، وأن تناول الحرام مانع منه لقوله:
"فأنى يستجاب لذلك" ووجه ذلك أن مبدأ إرادة الدعاء القلب، ثم تفيض تلك
الإرادة على اللسان فينطق به، والقلب يفسد بتناول الحرام، وهو مدرك بالنظر
والوحدان، وإذا أفسد القلب فسد الجسد وجوارحه، والدعاء نتيجة الجسد الفاسد، ونتيجة
الفاسد فاسدة، فالدعاء فاسد، والفاسد ليس بطيب، والله عزَّ وجلَّ لا يقبل إلا
الطيب، فالله عزَّ وجلَّ لا يقبل دعاء من أكل الحرام وغذي به.
وللدعاء
آداب وشروط أخر ذكرها القرافي وغيره في كتاب الدعاء.___
التعيين
في شرح الأربعين (1/ 117)
منها
أن الداعي لا يدعو بمعصية كالإثم وقطيعة الرحم.
ومنها
أن لا يدعو بمحال لأن وجوده ممتنع.
ومنها
أن لا يخرج عن العادة خروجا بعيدا لأنه سوء أدب على الله عزَّ وجلَّ لأنه جعل
للأشياء عادات مضبوطة فالدعاء بخرقها شبيه بالتحكم على القدرة.
قلت:
إلا أن يدعوه باسمه الأعظم فيجوز تأسيا بالذي عنده علم من الكتاب إذ دعا بحضور عرش
بلقيس فأجيب.
ومنها
حضور القلب عند (أ) الدعاء لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ادعوا الله وأنتم
موقنون بالإجابة، فإن الله لا يسمع دعاء من قلب غَافِلٍ لاَهٍ" [ت]
ومنها
أن يحسن ظنه بالإجابة للحديث المذكور قبله، ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: يقول
الله عزَّ وجلَّ: "أنا عند ظن عبدي بي" [خ م]
ومنها
أن لا يستعجل فيقول: قد دعوت فلم يستجب لي لأن ذلك استحثاث للقدرة، وهو سوء أدب،
ولأن ذلك يقطعه عن الدعاء فتفوته الإجابة.
الآداب
الشرعية والمنح المرعية (1/ 149)
فَالْعَارِفُ
يَجْتَهِدُ فِي تَحْصِيلِ أَسْبَابِ الْإِجَابَةِ مِنْ الزَّمَانِ وَالْمَكَانِ
وَغَيْرِ ذَلِكَ وَلَا يَمَلُّ وَلَا يَسْأَمُ وَيَجْتَهِدُ فِي مُعَامَلَتِهِ
بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي غَيْرِ وَقْتِ الشِّدَّةِ فَإِنَّهُ
أَنْجَحَ.
قَالَ
_عَلَيْهِ السَّلَامُ_ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا_
:
«تَعَرَّفْ
إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ» رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
وَلِلتِّرْمِذِيِّ
وَقَالَ غَرِيبٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ «مَنْ سَرَّهُ أَنْ
يَسْتَجِيبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَالْكَرْبِ
فَلْيُكْثِرْ الدُّعَاءَ فِي الرَّخَاءِ»[1].
فَهَذِهِ
الْأُمُورُ يَنْظُرُ فِيهَا الْعَارِفُ وَيَعْلَمُ أَنَّ عَدَمَ إجَابَتِهِ إمَّا
لِعَدَمِ بَعْضِ الْمُقْتَضَى أَوْ لِوُجُودِ مَانِعٍ فَيَتَّهِمُ نَفْسَهُ لَا
غَيْرَهَا وَيَنْظُرُ فِي حَالِ سَيِّدِ الْخَلَائِقِ وَأَكْرَمِهِمْ عَلَى
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَيْفَ كَانَ اجْتِهَادُهُ فِي وَقْعَةِ بَدْرٍ
وَغَيْرِهَا، وَيَثِقُ بِوَعْدِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي قَوْلِهِ:
{ادْعُونِي
أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] وَقَوْلِهِ: {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا
دَعَانِ} [البقرة: 186] وَلِيَعْلَمَ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ
مُسَمًّى، وَأَنَّ مَنْ تَعَاطَى ذَلِكَ عَلَى خَيْرٍ وَلَا بُدَّ، وَأَنَّ مَنْ
لَمْ يُجِبْ إلَى دَعَوْتِهِ حَصَلَ لَهُ مِثْلُهَا
===========================================
1650
- (2) [صحيح لغيره] وعن أنس رضي الله عنه قال: قالَ رسولُ الله - صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"لا
يزال العبدُ بخيرٍ ما لَمْ يستَعْجلْ".
قالوا:
يا نبيَّ الله! وكيف يَسْتَعْجِلُ؟ قال:
"يقول:
قد دعوتُ ربِّي فلم يَسْتَجِبْ لي".
رواه
أحمد -واللفظ له- وأبو يعلى، ورواتهما محتج بهم في "الصحيح"؛ إلا أبا
هلال الراسبي.
من فوائد الحديث :
تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين (ص: 63_64)
فَفِي
الحَدِيث تَفْسِير الاستعجال بقول الدَّاعِي دَعَوْت فَلم يستجب لي وَلَيْسَ
مُجَرّد سُؤال العَبْد لرَبه عز وَجل أَن يعجل لَهُ__الْإِجَابَة من هَذَ
تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي (ص: 403_404)
وَقِيلَ
لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: إِنَّا لَنَدْعُو فَلَا يُسْتَجَابُ لَنَا وَقَدْ قَالَ
اللَّهُ تَعَالَى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] قَالَ: لِأَنَّ
فِيكُمْ سَبْعَ خِصَالٍ تَمْنَعُ دُعَاءَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ.
قِيلَ:
وَمَا هُنَّ؟
قَالَ
:
أَوَّلُهَا
: أَنَّكُمْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ، وَلَمْ تَطْلُبُوا رِضَاهُ، يَعْنِي
أَنَّكُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالًا تُوجِبُ عَلَيْكُمُ السَّخَطَ مِنَ اللَّهِ
بِهَا، وَلَمْ تَرْجِعُوا عَنْ ذَلِكَ وَلَمْ تَنْدَمُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ.
وَالثَّانِي
: أَنَّكُمْ تَقُولُونَ: نَحْنُ عَبِيدُ اللَّهِ وَلَا تَعْمَلُونَ عَمَلَ
الْعَبِيدِ أَنَّ الْعَبْدَ يَعْمَلُ بِمَا أَمَرَهُ سَيِّدُهُ، وَلَا يَخْرُجُ
عَنْ أَمْرِهِ.
وَالثَّالِثُ
: أَنَّكُمْ تَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَلَمْ تَتَعَاهَدُوا حُرُوفَهُ، لَا
تَقْرَءُونَ بِالتَّفَكُّرِ، وَالتَّعْظِيمِ، وَلَا تَعْمَلُونَ بِمَا أَمَرَ
اللَّهُ فِيهِ.
وَالرَّابِعُ
: أَنَّكُمْ تَقُولُونَ نَحْنُ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وَلَمْ تَعْمَلُوا بِسُنَّتِهِ، يَعْنِي أَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ الْحَرَامَ
وَالشُّبْهَةَ وَلَا تَرْجِعُونَ عَنْهُمَا.__
وَالْخَامِسُ:
أَنَّكُمْ تَقُولُونَ: إِنَّ الدُّنْيَا عِنْدَ اللَّهِ لَا تُسَاوِي جَنَاحَ
بَعُوضَةٍ، وَقَدِ اطْمَأْنَنْتُمْ إِلَيْهَا.
وَالسَّادِسُ:
أَنَّكُمْ تَقُولُونَ: إِنَّهَا زَائِلَةٌ وَأَعْمَالُكُمْ أَعْمَالُ
الْمُقِيمِينَ بِهَا.
وَالسَّابِعُ:
أَنَّكُمْ تَقُولُونَ: إِنَّ الْآخِرَةَ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَلَا
تَجْتَهِدُونَ فِي طَلَبِهَا وَتَخْتَارُونَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ.
قَالَ
الْفَقِيهُ رَحِمَهُ اللَّهُ: يَنْبَغِي لِمَنْ دَعَا اللَّهَ أَنْ يَكُونَ
بَطْنُهُ طاهِرًا مِنَ الْحَرَامِ، فَإِنَّ الْحَرَامَ يَمْنَعُ الْإِجَابَةَ
الجواب
الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي = الداء والدواء (ص: 11)
وَمِنْ
أَنْفَعِ الْأَدْوِيَةِ: الْإِلْحَاحُ فِي الدُّعَاءِ.
وَقَدْ
رَوَى ابْنُ مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَسْأَلِ
اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ» .
وَفِي
صَحِيحِ الْحَاكِمِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «لَا تَعْجِزُوا فِي الدُّعَاءِ فَإِنَّهُ لَا يَهْلِكُ مَعَ
الدُّعَاءِ أَحَدٌ» ...
وَفِي
كِتَابِ الزُّهْدِ لِلْإِمَامِ أَحْمَدَ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ مُوَرِّقٌ :
مَا وَجَدْتُ لِلْمُؤْمِنِ مَثَلًا إِلَّا رَجُلٌ فِي الْبَحْرِ عَلَى خَشَبَةٍ،
فَهُوَ يَدْعُو: يَا رَبِّ يَا رَبِّ لَعَلَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ
يُنْجِيَهُ.
مورق بن مشمرج بن عبد الله العجلى ،
أبو المعتمر البصرى ، و يقال الكوفى
الطبقة : 3 :
من الوسطى من التابعين
الوفاة : بعد 100 هـ
|