قال المؤلف _رحمه
الله_ : 2- باب
التوبة قَالَ العلماءُ :
التَّوْبَةُ وَاجبَةٌ مِنْ كُلِّ ذَنْب، فإنْ كَانتِ المَعْصِيَةُ بَيْنَ
العَبْدِ وبَيْنَ اللهِ تَعَالَى لا تَتَعلَّقُ بحقّ آدَمِيٍّ فَلَهَا ثَلاثَةُ
شُرُوط: أحَدُها:
أنْ يُقلِعَ عَنِ المَعصِيَةِ. والثَّانِي:
أَنْ يَنْدَمَ عَلَى فِعْلِهَا. والثَّالثُ
:
أنْ يَعْزِمَ أَنْ لا يعُودَ إِلَيْهَا أَبَداً. فَإِنْ فُقِدَ أَحَدُ الثَّلاثَةِ
لَمْ تَصِحَّ تَوبَتُهُ. وإنْ
كَانَتِ المَعْصِيةُ تَتَعَلقُ بآدَمِيٍّ، فَشُرُوطُهَا
أرْبَعَةٌ : هذِهِ الثَّلاثَةُ، وأنْ يَبْرَأ مِنْ حَقّ صَاحِبِها : * فَإِنْ كَانَتْ
مالاً أَوْ نَحْوَهُ رَدَّهُ إِلَيْه، * وإنْ كَانَت
حَدَّ قَذْفٍ، ونَحْوَهُ، مَكَّنَهُ مِنْهُ، أَوْ طَلَبَ عَفْوَهُ، * وإنْ كَانْت
غِيبَةً استَحَلَّهُ مِنْهَا. ويجِبُ أنْ يَتُوبَ
مِنْ جميعِ الذُّنُوبِ، فَإِنْ تَابَ مِنْ بَعْضِها، صَحَّتْ تَوْبَتُهُ عِنْدَ
أهْلِ الحَقِّ مِنْ ذلِكَ الذَّنْبِ، وبَقِيَ عَلَيهِ البَاقي. وَقَدْ تَظَاهَرَتْ
دَلائِلُ الكتَابِ والسُّنَّةِ، وإجْمَاعِ الأُمَّةِ عَلَى وُجوبِ التَّوبةِ. |