Senin, 08 Mei 2017

Syarah Shohih Targhib : Hadits 1445-1449



3 - الترغيب في دعاء يدعى به لحفظ القرآن
قال الألباني –رحمه الله تعالى : [ لم يذكر تحته حديثا على شرط كتابنا ]

====================================================================================================
4 - الترغيب في تعاهد القرآن وتحسين الصوت به
1445 - ( صحيح )
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت
رواه البخاري ومسلم
وزاد مسلم في رواية :
"وإذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره وإذا لم يقم به نسيه." [م 789]

  • عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (20 / 47)
شبَّه درس الْقُرْآن واستمرار تِلَاوَته بربط الْبَعِير الَّذِي يخْشَى مِنْهُ الهروب، فَمَا دَامَ التعاهد مَوْجُودا فالحفظ مَوْجُود، كَمَا أَن الْبَعِير مَا دَامَ مشدودا بالعق ال فَهُوَ مَحْفُوظ، وَخص الْإِبِل بِالذكر لِأَنَّهُ أَشد الْحَيَوَان الأنسي نفورا، وَفِي تَحْصِيلهَا بعد استمكان نفورها صعوبة.

شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (10 / 268)
قال المؤلف : إنما شبه ( صلى الله عليه وسلم ) صاحب القرآن بصاحب الإبل المعلقة إن عاهد عليها أمسكها وأنه يتفصى من صدور الرجال ؛ لقوله تعالى : ( إِنَّا سَنُلْقِى عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً ) [ المزمل : 5 ] ، فوصفه تعالى بالثقل ، ولولا ما أعان على حفظه ما حفظوه ، فقال : ( إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ) [ القيامة : 17 ] ، وقال : ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ ) [ القمر : 17 ] ، فبتيسير الله وعونه لهم عليه بقى فى صدورهم ، فهذان الحديثان يفسران آيات التنزيل ؛ فكأنه قال تعالى : ( إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ) [ القيامة : 17 ] ، ) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ ) [ القمر : 17 ] ، إذا تعوهد وقرئ أبدًا وتذكر .

شرح النووي على مسلم - (6 / 77)
فِيهِ : الْحَثّ عَلَى تَعَاهُد الْقُرْآن وَتِلَاوَته وَالْحَذَر مِنْ تَعْرِيضه لِلنِّسْيَانِ ، قَالَ الْقَاضِي : وَمَعْنَى ( صَاحِب الْقُرْآن ) أَيْ الَّذِي أَلِفَهُ . وَالْمُصَاحَبَة : الْمُؤَالَفَة ، وَمِنْهُ فُلَان صَاحِب فُلَان ، وَأَصْحَاب الْجَنَّة وَأَصْحَاب النَّار وَأَصْحَاب الْحَدِيث ، وَأَصْحَاب الرَّأْي ، وَأَصْحَاب الصُّفَّة ، وَأَصْحَاب إِبِل وَغَنَم ، وَصَاحِب كَنْز وَصَاحِب عِبَادَة .
===============================================
1446 - ( صحيح )
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئسما لاحدهم يقول نسيت آية كيت وكيت بل هو نسي استذكروا القرآن فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم بعقلها
رواه البخاري هكذا ومسلم موقوفا

1447 - ( صحيح )
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"تعاهدوا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها"
رواه مسلم

  • ذخيرة العقبى في شرح المجتبى - (12 / 235_236)
منها: الحَثُّ على محافظة القرآن بدوام دراسته، وتكرار تلاوته، والتحذير من تعريضه للنسيان.
وقد أقسم النبي - صلى الله عليه وسلم - مبالغةً في الحث على تعاهده، فيما أخرجه____الشيخان من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيًا من الإبل في عقلها".
ومنها: ضرب الأمثال لإيضاح المقاصد، وتقريبه إلى الأذهان.
ومنها: بيان صعوبة القرآن على المتساهل في مراجعته، ولا ينافي هذا قوله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ} [القمر: 17]؛ لأن
تيسيره بالنسبة لمن أراد حفظه، واجتهد فيه، وصعوبته بالنسبة لمن لم يتعاهده، ولم يُجهِدْ نفسه فيه.
ومنها: النهي عن قول الإنسان: نسيت آية كذا وكذا، وإنما يقول: نُسيتها، وإنما نهي عن الأول دون الثاني، لأنه يتضمن التساهل فيها, والتغافل عنها، وقد قال الله تعالى: {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} [طه: 126].
وقال القاضي عياض رحمه الله: أولى ما يتأول عليه الحديث أن معناه ذمّ الحال، لا ذم القول، أي نسيت الحالة، حالة من حفظ القرآن، فغفل عنه حتى نسيه. انتهى. وقال النووي رحمه الله: الكراهية للتنزيه.
==================================================
1448 - ( صحيح )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أذن الله لشيء كما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به
رواه البخاري ومسلم واللفظ له وأبو داود والنسائي

  • فتح الباري- تعليق ابن باز - (9 / 72)
والذي يتحصل من الأدلة أن حسن الصوت بالقرآن مطلوب، فإن لم يكن حسنا فليحسنه ما استطاع كما قال ابن أبي مليكة أحد رواة الحديث، وقد أخرج ذلك عنه أبو داود بإسناد صحيح. ومن جملة تحسينه أن يراعي فيه قوانين النغم فإن الحسن الصوت يزداد حسنا بذلك، وإن خرج عنها أثر ذلك في حسنه، وغير الحسن ربما انجبر بمراعاتها ما لم يخرج عن شرط الأداء المعتبر عند أهل القراءات، فإن خرج عنها لم يف تحسين الصوت بقبح الأداء، ولعل هذا مستند من كره القراءة بالأنغام لأن الغالب على من راعى الأنغام أن لا يراعي الأداء، فإن وجد من يراعيهما معا فلا شك في أنه أرجح من غيره لأنه يأتي بالمطلوب من تحسين الصوت ويجتنب الممنوع من حرمة الأداء والله أعلم

  • فيض القدير - (5 / 415)
وليس المراد تكثير الألحان كما يفعله أبناء الزمان ذو القلوب اللاهية والأفئدة الساهية يتزين به للناس ولا يطرد به الخناس بل يزيد في الوسوسة

المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم - (7 / 54)
وفائدة هذا الحديث حث القارئ على إعطاء القراءة حقها من : ترتيلها ، وتحسينها ، وتطييبها بالصوت الحسن ما أمكن .

  • المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم - (7 / 55_56)
فقد قال مالك : ينبغي أن يُنَزِّه أذكار الله تعالى وقراءة القرآن عن التشبه بأحوال المجون والباطل ؛ فإنها حق وجد وصدق. والغناء هزل ولهو ولعب. وهذا الذي قاله مالك وجمهور العلماء هو الصحيح ؛ بدليل ما ذُكِر وبأدلة أُخَر :
منها : أن كيفية قراءة القرآن قد بلغتنا متواترة عن كافة المشايخ جيلاً فجيلاً إلى العصر الكريم ؛ إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وليس فيها تلحين ولا تطريب ، مع كثرة المتعمِّقين والمتنطِّعين في مخارج الحروف ، وفي المدِّ ، والإدغام ، والإظهار ، وغير ذلك من كيفية القراءات ، وهذا قاطع ...._________
ومنها : أنّ التطريب والترجيع يؤدي إلى الزيادة في القرآن والنقص منه ، وهما ممنوعان ، فالمؤدِّي إليهما ممنوع . وبيانه : أن التطريب والتلحين يحتاج من ضروراته أن يمد في غير موضع المدّ ، وينقص ؛ مراعاة للوزن ؛ كما هو معلولم عند أهله .______
ومنها : أنه يؤدي إلى تشبيه القرآن بالشعر ، وقد نزهه الله تعالى عن الشعر وأحواله ، حيث قال تعالى : { إنه لقرآن كريم وما هو بقول شاعر} ، وقد تأوّل من منع من تلحين القرآن ، قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( يتغنى به )).

  • التبيان في آداب حملة القرآن - (1 / 58)
فصل : في استحباب تحسين الصوت بالقراءة
أجمع العلماء رضي الله عنهم من السلف والخلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء الأمصار أئمة المسلمين على استحباب تحسين الصوت بالقرآن وأقوالهم وأفعالهم مشهورة نهاية الشهرة فيحن مستغنون عن نقل شيءمن أفرادها ودلائل هذا من حديث رسول الله صلى الله علية ويلم مستفيضة عند الخاصة والعامة

ذخيرة العقبى في شرح المجتبى - (13 / 13)
[قال الجامع عفا الله عنه]: الأرجح عندي إبقاء حديث الباب على ظاهره، كما فسره الأولون، كما هو صريح حديث البراء، وحديث ابن مسعود المذكوران آنفا، فإن قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حُسْنا"، وكذا قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن حسن الصوت تزيين للقرآن". صريحان في هذا المعنى.
وقد مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - الصوت الحسن، والتغني به في قراءة القرآن، كما يأتي في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت، يتغنى بالقرآن" ...
وحديثه: "لقد أوتي مزمارا من مزامير آل داود -عليه السلام -". وكذلك في حديث عائشة - رضي الله عنها -، وغير ذلك، فهذه الخصوص ظاهرة واضحة الدلالة على أن المراد هو ظاهر معنى الحديث، ولا داعي لإخراجه عن ظاهر معناه بلا حجة نَيَّرَةِ.

ذخيرة العقبى في شرح المجتبى - (13 / 19)
في فوائده:
(منها) ما بوب له المصنف، وهو استحباب تزيين القرآن بالصوت الحسن (ومنها): استحباب الاستماع لقراءة قارئ حَسَن الصوت، وسيأتي نقل الإجماع على ذلك، إن شاء الله تعالى.
وقد أخرج ابن أبي داود من طريق ابن أبي مسجعة، قال: "كان عمر - رضي الله عنه - يقدم الشاب الحسن الصوت لحسن صوته بين يدي القوم". (1)
(ومنها): إثبات صفة الأذَن -بفتحتين- بمعنى الاستماع لله سبحانه وتعالى على ما يليق بجلاله،
وأما ما قاله السندي وغير من أنه لما كان الاستماع على الله تعالى محالا، لأنه شأن من يختلف سماعه بكثرة التوجه، وقلته، وسماعُهُ تعالى لا يختلف قالوا: هذا كناية عن تقريب القارئ، وإجزال مثوبته. انتهى. فغير صحيح؛
لأن قولهم هذا مبني على معنى الاستماع الذي ينسب إلى المخلوق؛ لأنهم لم يفهموا معنى الاستماع إلا بالمعنى الذي ذكروه، وهذا خطأ،
فإن الاستماع الذي يكون لله سبحانه وتعالى غير الاستماع الذي يكون للمخلوق، وإننا إذ نثبت لله تعالى صفاته العلية لا نثبتها بمعناها الذي يكون للمخلوق،
وإنما نثبتها بالمعنى الذي يليق بجلاله سبحانه وتعالى. فتبصر بالإنصاف، ولا تتهَوَّر بالاعتساف، والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل.
(ومنها): استحباب التغني بقراء القرآن بشرط أن لا يُخِلّ بقوانين الأداء، كما قرره أهل القراءة. والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
==================================================
1449 - ( صحيح )
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم زينوا القرآن بأصواتكم
رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه

  • عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (25 / 192)
وَمعنى: زَينُوا الْقُرْآن بِأَصْوَاتِكُمْ يَعْنِي: بِالْمدِّ والترتيل، وَلَيْسَ بالتطريف الْفَاحِش الَّذِي يخرج إِلَى حد الْغناء.

  • فتح الباري- تعليق ابن باز - (13 / 519)
قال ابن بطال: المراد بقوله: "زينوا القرآن بأصواتكم " المد والترتيل والمهارة في القرآن جودة التلاوة بجودة الحفظ فلا يتلعثم ولا يتشكك وتكون قراءته سهلة بتيسير الله تعالى كما يسره على الكرام البررة

  • مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (7 / 293)
قال الطيبي. وذلك بالترتيل وتحسين الصوت بالتليين والتحزين

  • غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب - (1 / 398)
وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ : مَنْ كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ تَطَوَّعَا فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَجْهَرَ جَهْرًا يَشْغَلُهُمْ بِهِ ، «فَإِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَرَجَ عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ يُصَلُّونَ مِنْ السَّحَرِ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ كُلُّكُمْ يُنَاجِي رَبَّهُ فَلَا يَجْهَرُ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْقِرَاءَةِ» وَذَكَرَ الْحَافِظُ أَبُو مُوسَى وَغَيْرُهُ أَنَّ مِنْ جُمْلَةِ الْآدَابِ أَنْ لَا يَجْهَرَ بَيْنَ مُصَلِّينَ أَوْ نِيَامٍ أَوْ تَالِينَ جَهْرًا يُؤْذِيهِمْ .

Rabu, 03 Mei 2017

Riyadhush Sholihin 551



Riyadh 551

[551] وعنه قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أرْبَعُونَ خَصْلَةً: أعْلاهَا مَنِيحةُ العَنْزِ، مَا مِنْ عَامِلٍ يَعْمَلُ بخَصْلَةٍ مِنْهَا؛ رَجَاءَ ثَوَابهَا وَتَصْدِيقَ مَوْعُودِهَا، إلا أدْخَلَهُ الله تَعَالَى بِهَا الجَنَّةَ» . رواه البخاري. وقد سبق بيان هَذَا الحديث في باب بَيَانِ كَثْرَةِ طُرُقِ الخَيْرِ.
«المَنيحَةُ» : أنْ يُعْطِيَهُ إِيَّاهَا لِيَأكُلَ لَبَنَهَا ثُمَّ يَرُدَّهَا إِلَيْهِ.

عبْدَ الله بنَ عَمْرٍ وَرَضي الله تَعَالَى عَنْهُمَا يقُولُ قَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أربَعُونَ خَصْلَةً أعْلاهُنَّ مَنيحَةُ العَنْزِ مَا منْ عامِلٍ يَعْمَلُ بِخَصْلَةٍ مِنْهَا رجاءَ ثَوابِها وتَصْدِيقَ مَوْعُودِها إلاَّ أدْخَلَهُ الله بهَا الجَنَّةَ
قَالَ حَسَّانُ فَعَدَدْنَا مَا دُونَ مَنِيحَةِ العَنْزِ مِنْ رَدِّ السَّلاَمِ وتَشْمِيتِ العاطِسِ وإمَاطَةِ الأذاى عنِ الطَّرِيقِ ونَحُوِهِ فَما اسْتَطَعْنَا أنْ نَبْلُغَ خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً." خ

ترجمة الصحابي :

عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سعد
ابن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤى بن غالب القرشى ، أبو محمد ، و قيل :
أبو عبد الرحمن ، و قيل : أبو نصير السهمى .

و أمه رائطة بنت منبه بن الحجاج بن عامر بن حذيفة ، و يقال : حذافة بن سعد بن سهم . و لم يكن بينه و بين أبيه فى السن سوى إحدى عشرة سنة .

و أسلم قبل أبيه ، و قال فيهم النبى صلى الله عليه وسلم : " نعم أهل البيت : عبد الله ، و أبو عبد الله ، و أم عبد الله " و قيل : كان اسمه العاص ، فلما أسلم سماه النبى صلى الله عليه وسلم عبد الله و كان غزير العلم ، مجتهدا فى العبادة .

قال أبو هريرة : ما كان أحد أكثر حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم منى إلا عبد الله بن عمرو ، فإنه كان يكتب ، و كنت لا أكتب .

أحمد بن حنبل : مات ليالى الحرة ، و كانت فى ذى الحجة سنة ثلاث و ستين .

شرح الكلمات :

  • فتح الباري- تعليق ابن باز - (5 / 243)
والمنيحة بالنون والمهملة وزن عظيمة، هي في الأصل العطية، قال أبو عبيد المنيحة عند العرب على وجهين: أحدهما أن يعطي الرجل صاحبه صلة فتكون له، والآخر أن يعطيه ناقة أو شاة ينتفع بحلبها ووبرها زمنا ثم يردها، والمراد بها في أول أحاديث الباب هنا عارية ذوات الألبان ليؤخذ لبنها ثم ترد هي لصاحبها. وقال القزاز: قيل لا تكون المنيحة إلا ناقة أو شاة، والأول أعرف.

  • فتح الباري- تعليق ابن باز - (5 / 245)
قال: وقد بلغني أن بعضهم تطلبها فوجدها تزيد على الأربعين، فمما زاده إعانة الصانع، والصنعة للأخرق، وإعطاء شسع النعل، والستر على المسلم، والذب عن عرضه، وإدخال السرور عليه، والتفسح في المجلس، والدلالة على الخير، والكلام الطيب، والغرس، والزرع، والشفاعة، وعيادة المريض، والمصافحة، والمحبة في الله، والبغض لأجله، والمجالسة لله، والتزاور، والنصح، والرحمة - وكلها في الأحاديث الصحيحة،

  • فتح الباري- تعليق ابن باز - (5 / 245)
وقال الكرماني: جميع ما ذكره رجم بالغيب،

  • تطريز رياض الصالحين - (1 / 364)
في هذا الحديث: أن الإنسان ينبغي له أن يحرص على فعل الخير ولو كان قليلاً، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تحقرن من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق» .

  • تطريز رياض الصالحين - (1 / 364)
قال ابن بطال: ومعلوم أنه - صلى الله عليه وسلم - كان عالمًا بالأربعين، وإنما لم يذكرها لمعنى هو أنفع لنا من ذكرها، وذلك خشية أنْ يكون التعيين لها مزهدًا في غيرها من أبواب البر.

  • عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (20 / 207)
فإن قلت من المعلوم قطعا أنه كان عالما بها أجمع لأنه لا ينطق عن الهوى فلم لم يذكرها قلت لمعنى وهو أنفع لنا من ذكرها وذلك والله أعلم خشية أن يكون التعيين لها زهدا عن غيرها من أبواب البر

  • حياة الحيوان الكبرى - (2 / 217) كمال الدين محمد بن موسى بن عيسى الدميري
قال ابن بطال : لم يذكر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) الخصال في الحديث . ومعلوم أنه عليه الصلاة والسلام كان عالماً بها لا محالة ، إلا أنه ( صلى الله عليه وسلم ) لم يذكرها لمعنى هو أنفع لنا من ذكرها ، وذلك والله أعلم ، خشية أن يكون التعيين لها ، زهداً في غيرها ، من أبواب المعروف وسبل الخير . وقد جاء عنه عليه الصلاة والسلام ، من الحث والحض على أبواب من الخير والبر ، ما لا يحصى كثرة . قال : وقد بلغني عن بعض أهل عصرنا ، أنه تتبعها في الأحاديث ، فوجدها تزيد على أربعين خصلة ثم ذكرها إلى آخرها .

  • شرح سنن أبي داود - عبدالمحسن العباد - (1 / 2)
ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأربعين وإنما أبهمها وبين أعلاها، مع أن ما دونها أخف وأسهل منها، ولعل ذلك للمصلحة، أي: حتى يحرص الإنسان على فعل كل خصلة من خصال الخير رجاء أن تكون من تلك الأربعين، ويكون إخفاؤها مثل إخفاء ليلة القدر وإبهامها في العشر، وكذلك إخفاء ساعة الإجابة يوم الجمعة؛ ليكون الإنسان في الوقت كله متحرياً ومتعرضاً لمصادفتها وموافقتها، فلعل هذه هي المصلحة

  • زاد المعاد - (5 / 730)
أن النبي صلى الله عليه و سلم ندب إلى منيحة العنز والشاة للبنها وحض على ذلك وذكر ثواب فاعله ومعلوم أن هذا ليس ببيع ولا هبة فإن هبة المعدوم المجهول لا تصح وإنما هو عارية الشاة للإنتفاع بلبنها كما يعيره الدابة لركوبها فهذا إباحة للإنتفاع بدرها وكلاهما في الشرع واحد

  • تطريز رياض الصالحين - (1 / 366)
في هذا الحديث : أن الإنسان ينبغي له أن يحرص على فعل الخير ولو كان قليلاً ، كما قال النبي : « لا تحقرن من المعروف شيئًا ، ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق » .

  • تطريز رياض الصالحين - (1 / 112)
في هذا الحديث: الحضُّ على الزيادة من صالح العمل، والتقليل من سيء العمل، وأنَّ الصدقة حجاب عن النار، ولو قَلَّت بمال، أو ك

  • دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين لـ ابن علان الصديقى - (2 / 133)
وفيه إيماء إلى أن ترتب الثواب على صالح العمل ليس على سبيل اللزوم، بل على سبيل الفضل من المولى سبحانه

  • المجموع - (6 / 237_238)
تستحب المنيحة . وهي أن تكون له ناقة أو بقرة أو شاة ذات لبن فيدفعها إلى من____يشرب لبنها مدة ، ثم يردها إليه لحديث ابن عمرو بن العاص

Selasa, 02 Mei 2017

Roudhotu Uqola' : Bab Ketiga

تيسير الزملاء
في التعليق على كتاب روضة العقلاء
ونزهة الفضلاء

[الباب الثالث]

علق عليه :
أبو فائزة عبد القادر بن هارون المكسري
 –حفظه الله تعالى-





ذكر الحث على لزوم العلم والمداومة على طلبه
[الباب الثالث]
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ قَالا حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ
عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ أَتَيْتُ صَفْوَانَ بن عسال المرادى فَقَالَ : "مَا جَاءَ بِكَ؟"، قُلْتُ : "جِئْتُ أَنْبُطُ الْعِلْمَ". قَالَ : فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : "مَا مِنْ خَارِجٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ يَطْلُبُ الْعِلْمَ إِلا وَضَعَتْ لَهُ الْمَلائِكَةُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا بِمَا يَصْنَعُ
تعليق :

·      وأخرجه الترمذي (3845) و (3846)، والنسائي 158 وسنن ابن ماجه (226) من طريق عاصم، بهذا الإسناد. ووقفاه، ومثله لا يقال بالرأي.
·      وهو في "مسند أحمد" (18089)، و"صحيح ابن حبان" (1100).

·      التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (3/ 38/1322) : "حسن صحيح."

قال أَبُو حاتم : الواجب على العاقل إذا فرغ من إصلاح سريرته أن يثني بطلب العلم والمداومة عَلَيْهِ إذ لا وصول للمرء إلى صفاء شيء من أسباب الدنيا إلا بصفاء العلم فيه ،
وحكم العاقل أن لا يقصر في سلوك حالة توجب له بسط الملائكة أجنحتها رضا بصنيعه ذلك
تعليق :

فصل : في معنى وضع الملائكة أجنحتها
·         التبصرة - (2 / 202)
وذكر أبو سليمان الخطابي في معنى وضعها أجنحتها ثلاثة أقوال : أحدها بسط | الاجنحة . والثاني : أن المراد به التواضع لطالب العلم . والثالث : النزول عند مجالس العلم | وترك الطيران ، لقوله صلى الله عليه وسلم ' ما من قوم يذكرون الله تعالى إلا حفت | بهم الملائكة ' .

·         مفتاح دار السعادة - (1 / 64)
فإذا طلب العبد العلم فقد سعى في اعظم ما ينصح به عباد الله فلذلك تحبه الملائكة وتعظمه حتى تضع اجنحتها له رضا ومحبة وتعظيما
وقال ابو حاتم الرازي سمعت ابن ابي اويس يقول سمعت مالك بن انس يقول : معنى قول رسول الله صلى الله عليه و سلم (تضع اجنحتها)، يعني : تبسطها بالدعاء لطالب العلم بدلا من الايدي

·         جامع الأصول - (8 / 6)
معنى وضع أجنحة الملائكة لطالب العلم : التواضع والخشوع ، تعظيماً لطالب العلم ، وتوقيراً للعلم، لقوله تعالى : {واخِْفض لهما جَنَاح الذُّلِّ من الرَحْمَة} [الإسراء : 24]
وقيل : وضع الجناح معناه : الكف عن الطيران ، أراد : أن الملائكة لا تزال عنده ، لقوله - صلى الله عليه وسلم- : «ما من قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة» وقيل : -[7]- معناه : بسط الجناح وفرشه لطالب العلم ، لتحمله عليها ، وتبلغه حيث يريد ، ومعناه : المعونة.

ولا يجب أن يكون متأملا في سعيه الدنو من السلاطين أو نوال الدنيا به،
فما أقبح بالعالم التذلل لأهل الدنيا
·      الآداب الشرعية والمنح المرعية (3/ 476)
كَانَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رَحِمَهُ اللَّهُ - لَا يَأْتِي الْخُلَفَاءَ وَلَا الْوُلَاةَ وَالْأُمَرَاءَ وَيَمْتَنِعُ مِنْ الْكِتَابَةِ إلَيْهِمْ، وَيَنْهَى أَصْحَابَهُ عَنْ ذَلِكَ مُطْلَقًا نَقَلَهُ عَنْهُ جَمَاعَةٌ، وَكَلَامُهُ فِيهِ مَشْهُورٌ
وَقَالَ مُهَنَّا: سَأَلْت أَحْمَدَ عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ الْهَرَوِيِّ، فَقَالَ: رَجُلٌ وَسِخٌ،
فَقُلْت : مَا قَوْلُك إنَّهُ وَسِخٌ، قَالَ: مَنْ يَتْبَعُ الْوُلَاةَ وَالْقُضَاةَ فَهُوَ وَسِخٌ
وَكَانَ هَذَا رَأْيَ جَمَاعَةٍ مِنْ السَّلَفِ، وَكَلَامُهُ فِي ذَلِكَ مَشْهُورٌ مِنْهُمْ سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ وَطَاوُسٌ وَالنَّخَعِيُّ وَأَبُو حَازِمٍ الْأَعْرَجُ وَالثَّوْرِيُّ وَالْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَدَاوُد الطَّائِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ إدْرِيسَ وَبِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ الْحَافِي وَغَيْرُهُمْ.
وَقَدْ سَبَقَ قَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «مَنْ أَتَى أَبْوَابَ السُّلْطَانِ اُفْتُتِنَ» ، وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى مَنْ أَتَاهُ لِطَلَبِ الدُّنْيَا، لَا سِيَّمَا إنْ كَانَ ظَالِمًا جَائِرًا، أَوْ عَلَى مَنْ اعْتَادَ ذَلِكَ وَلَزِمَهُ فَإِنَّهُ يُخَافُ عَلَيْهِ الِافْتِتَانُ وَالْعُجْبُ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ فِي اللَّفْظِ الْآخَرِ «وَمَنْ لَزِمَ السُّلْطَانَ اُفْتُتِنَ» .

الآداب الشرعية والمنح المرعية (3/ 477)
وَقَالَ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ: وَمِنْ صِفَاتِ عُلَمَاءِ الْآخِرَةِ أَنْ يَكُونُوا مُنْقَبِضِينَ عَنْ السَّلَاطِينِ، مُحْتَرِزِينَ عَنْ مُخَالَطَتِهِمْ
قَالَ حُذَيْفَةُ: - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - إيَّاكُمْ وَمَوَاقِفَ الْفِتَنِ قِيلَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: أَبْوَابُ الْأُمَرَاءِ يَدْخُلُ أَحَدُكُمْ عَلَى الْأَمِيرِ فَيُصَدِّقُهُ بِالْكَذِبِ وَيَقُولُ: مَا لَيْسَ فِيهِ.

وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: إذَا رَأَيْتُمْ الْعَالِمَ يَغْشَى الْأُمَرَاءَ فَاحْذَرُوا مِنْهُ فَإِنَّهُ لِصٌّ وَقَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: إنَّك لَنْ تُصِيبَ مِنْ دُنْيَاهُمْ شَيْئًا إلَّا أَصَابُوا مِنْ دِينِك أَفْضَلَ مِنْهُ، انْتَهَى كَلَامُهُ. وَهَذَا عَلَى سَبِيلِ الْوَرَعِ وَقَدْ سَبَقَ عَنْ بَعْضِهِمْ فِعْلُ ذَلِكَ.

وَالظَّاهِرُ كَرَاهَتُهُ إنْ خِيفَ مِنْهُ الْوُقُوعُ فِي مَحْظُورٍ، وَعَدَمُهَا إنْ أَمِنَ ذَلِكَ فَإِنْ عَرِيَ عَنْ الْمَفْسَدَةِ وَاقْتَرَنَتْ بِهِ مَصْلَحَةٌ مِنْ تَخْوِيفِهِ لَهُمْ وَوَعْظِهِ إيَّاهُمْ وَقَضَاءِ حَاجَتِهِ كَانَ مُسْتَحَبًّا وَعَلَى هَذِهِ الْأَحْوَالِ يُنَزَّلُ كَلَامُ السَّلَفِ وَأَفْعَالُهُمْ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - وَهَذَا مَعْنَى كَلَامِ ابْنِ الْبَنَّا مِنْ أَصْحَابِنَا ذَكَرَهُ ابْنُ عَبْدِ الْقَوِيِّ فِي بَابِ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ فَإِنَّهُ قَالَ: إنَّمَا الْمَذْكُورُ بِالذَّمِّ مَنْ خَالَطَهُمْ فَسَعَى بِمُسْلِمٍ أَوْ أَقْرَأ وَسَاعَدَ عَلَى مُنْكَرٍ، فَيَجِبُ حَمْلُ أَحَادِيثِ التَّغْلِيظِ فِيهِ عَلَى مَا ذَكَرْنَا جَمْعًا بَيْنَ الْأَدِلَّةِ.

حدثنا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الخالدي حَدَّثَنَا داود بْن أَحْمَد الدمياطي حَدَّثَنَا عَبْد الرحمن بْن عفان قَالَ سمعت الفضيل بْن عياض يقول : مَا أقبح بالعالم يؤتى الى منزله فيقال أين العالم فيقال عند الأمير أين العالم فيقال عند القاضي، مَا للعالم وما للقاضي، وما للعالم وما للأمير؟ ينبغي للعالم أن يكون في مسجده يقرأ في مصحفه

حدثنا أَبُو يعلى حَدَّثَنَا غسان بْن الربيع حَدَّثَنَا سليم مولى الشعبي
عن الشعبي قال : ياطلاب العلم لا تطلبوا العلم بسفاهة وطيش اطلبوه بسكينة ووقار وتؤدة

وأنشدني محمد بن عبد الله بْن زنجي البغدادي :
وفي العلم والإسلام للمرء وازع ... وفي ترك طاعات الفؤاد المتيَّم...
بصائر رشد للفتى مستبينة ... وأخلاقُ صدقٍ عِلْمُها بالتعلم ...

أخبرنا إِبْرَاهِيم بْن نصر حَدَّثَنَا عَبْد بْن حميد حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عامر عَن حميد بْن الأسود عَن عيسى بن أَبِي عيسى الخياط قَالَ
قَالَ الشعبي : إنما كان يطلب هذا العلم من اجتمعت فيه خصلتان العقل والنسك: فإن كان عاقلا ولم يك ناسكا قِيلَ هذا أمر لا يناله إلا النساك فلم يطلبه، وإن كان ناسكا ولم يكن عاقلا قِيلَ هذا أمر لا يناله إلا العقلاء فلم يطلبه،
قَالَ الشعبي : فلقد رهبت أن يكون يطلبه اليوم من ليس فيه واحدة منهما لا عقل ولا نسك

قال أَبُو حاتم العاقل لا يبيع حظ آخرته بما قصد في العلم لما يناله من حطام هذه الدنيا، لأن العلم ليس القصد فيه نفسه دون غيره لأن المتبغي من الأشياء كلها نفعها لا نفسها والعلم ونفس العلم شيئان فمن أعضى عَن نفعه لم ينتفع بنفسه وكان كالذي يأكل ولا يشبع والعلم له أول وآخر
قال الله تعالى :
{أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ } [البقرة: 86]

·      تفسير السمرقندي = بحر العلوم (1/ 71)
يعني اختاروا الدنيا على الآخرة

·      زاد المسير في علم التفسير (1/ 86)
قال ابن عباس: هم اليهود. وقال مقاتل: باعوا الآخرة بما يصيبونه من الدنيا.

سنن أبي داود (3/ 323)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَتَعَلَّمُهُ إِلَّا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا، لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» يَعْنِي رِيحَهَا."  د ق

اقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادي - المكتب الإسلامي - بيروت - (1 / 66)
الْحَسَنَ ، يَقُولُ : " مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ ابْتِغَاءَ الْآخِرَةَ أَدْرَكَهَا وَمَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ ابْتِغَاءَ الدُّنْيَا فَهُوَ حَظَّهُ مِنْهُ " وَقَالَ الزُّهْرِيُّ : فَذَاكَ حَظُّهُ مِنْهَا *

اقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادي - المكتب الإسلامي - بيروت - (1 / 67)
ابْنَ عُيَيْنَةَ ، يَقُولُ : " قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ " : " يَا عُلَمَاءَ السُّوءِ جَعَلْتُمُ الدُّنْيَا عَلَى رُؤُوسِكُمْ وَالْآخِرَةَ تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ ، قَوْلُكُمْ شِفَاءٌ وَعَمَلُكُمْ دَاءٌ مَثَلُكُمْ مِثْلُ شَجَرَةِ الدَّفْلِي تُعْجِبُ مِنْ رَآهَا ، وَتَقْتُلُ مَنْ أَكَلَهَا " *

اقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادي (ص: 78)
وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ، يَقُولُ: " قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِيمَا يَعِيبُ بِهِ أَحْبَارَ بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَتَفَقَّهُونَ لِغَيْرِ الدِّينِ، وَتَعَلَّمُونَ لِغَيْرِ الْعَمَلِ، وَتَبْتَاعُونَ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ، تَلْبَسُونَ جُلُودَ الضَّأْنِ وَتُخْفُونَ أَنْفَسَ الذِّئَابِ، وَتُنَقُّونَ الْقَذَى مِنْ شَرَابِكُمْ، وَتَبْتَلِعُونَ أَمْثَالَ الْجِبَالِ مِنَ الْحَرَامِ [ص:79] وَتُثَقِّلُونَ الدِّينَ عَلَى النَّاسِ أَمْثَالَ الْجِبَالِ، وَلَا تُعِينُونَهُمْ بِرَفْعِ الْخَنَاصِرِ؟ تُطَوِّلُونَ الصَّلَاةَ وَتُبَيِّضُونَ الثِّيَابَ، وَتَغْتَصِبُونَ مَالَ الْيَتِيمِ وَالْأَرْمَلَةِ، بِعِزَّتِي حَلَفْتُ لَأَضْرِبَنَّكُمْ بِفِتْنَةٍ يَضِلُّ فِيهَا رَأْيُ كُلِّ ذِي رَأْيٍ، وَحِكْمَةُ الْحَكِيمُ "

كما حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن علي بْن المثنى حَدَّثَنَا عمرو الناقد حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن اليمان قَالَ سمعت
سُفْيَان يقول : أول العلم الإنصات، ثم الاستماع، ثم الحفظ، ثم العمل به، ثم النشر
تعليق :
·      «قيدوا العلم بالكتاب» .
(صحيح) [الحكيم سمويه] عن أنس [طب ك] عن ابن عمرو. الصحيحة 2026: لوين، أبو نعيم، خط، ابن عبد البر - أنس. الرامهرمزي، الخطيب، ابن عساكر - ابن عمرو.

·      سير أعلام النبلاء ط الرسالة (11/ 316)
عَنِ الحُسَيْنِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، عَنِ أَبِيْهِ، قَالَ:
كَانَ يَجتَمِعُ فِي مَجْلِسِ أَحْمَدَ زُهَاءُ خَمْسَةِ آلاَفٍ - أَوْ يَزِيدُوْنَ نَحْوَ خَمْسِ مائَةٍ - يَكْتُبُوْنَ، وَالبَاقُوْنَ يَتَعلَّمُوْنَ مِنْهُ حُسْنَ الأَدَبِ وَالسَّمْتِ.

·      سير أعلام النبلاء ط الرسالة (11/ 316)
عن أَبِي بَكْرٍ بنَ المُطَّوِّعِيِّ  يَقُوْلُ:
اخْتَلَفتُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ ثِنْتَي عَشْرَةَ سَنَةً، وَهُوَ يَقْرَأُ (المُسْنَدَ) عَلَى أَوْلاَدِهِ، فَمَا كَتَبْتُ عَنْهُ حَدِيْثاً وَاحِداً، إِنَّمَا كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَى هَدْيِهِ وَأَخلاَقِهِ.

·      كانت أمي تلبسني الثياب وتعممني وأنا صبي وتوجهني إلى ربيعة بن أبي عبد الرحمن وتقول لي تأتي أنت مجلس ربيعة فتعلم من سمته وأدبه قبل أن تتعلم من حديثه وفهمه ” مسند الموطأ – (1 / 95)

·      ترتيب المدارك وتقريب المسالك (3/ 39)
قال ابن المبارك طلبت الأدب ثلاثين سن وطلبت العلم عشرين سنة.

وأنشدني الأبرش :
تعلم فليس المرء يولد عالما ... وليس أخو علم كمن هو جاهل...
وإن كبير القوم لا علم عنده ... صغير إذا التفت عَلَيْهِ المحافل ...

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالْقَانِيُّ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لا تَكُونُ عَالِمًا حَتَّى تَكُونَ مُتَعَلِّمًا وَلا تَكُونُ بِالْعِلْمِ عَالِمًا حَتَّى تَكُونَ بِهِ عَامِلا
قال أَبُو حاتم العاقل لا يشتغل في طلب العلم إلا وقصده العمل به لأن من سعى فيه لغير مَا وصفنا ازداد فخرا وتجبرا وللعمل تركا وتضييعا فيكون فساده في المتأسين به فيه أكثر من فساده في نفسه ويكون مثله،
كما قَالَ اللَّه تعالى : وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ألا ساء ما يزرون

تعليق :
قال الله تعالى :
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24) لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25) } [النحل: 24 -25]
24. Dan apabila dikatakan kepada mereka "Apakah yang telah diturunkan Tuhanmu?" Mereka menjawab: "Dongeng-dongengan orang-orang dahulu",
25. (ucapan mereka) menyebabkan mereka memikul dosa-dosanya dengan sepenuh-penuhnya pada hari kiamat, dan sebahagian dosa-dosa orang yang mereka sesatkan yang tidak mengetahui sedikitpun (bahwa mereka disesatkan). Ingatlah, amat buruklah dosa yang mereka pikul itu.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)} [الصف: 2، 3]

أخبرنا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الخالدي حَدَّثَنَا داود بْن أَحْمَد حَدَّثَنَا عبد الرحمن ابن عفان قَالَ سمعت
الفضيل بْن عياض يقول : في جهنم أرحية تطحن العلماء طحنا فقيل من هؤلاء؟ قَالَ قوم : علموا فلم يعملوا
·      صحيح مسلم (4/ 2290)
قال رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" يُؤْتَى بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُلْقَى فِي النَّارِ، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُ بَطْنِهِ، فَيَدُورُ بِهَا كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِالرَّحَى،
فَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ أَهْلُ النَّارِ، فَيَقُولُونَ: يَا فُلَانُ مَا لَكَ؟ أَلَمْ تَكُنْ تَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ؟ فَيَقُولُ: بَلَى، قَدْ كُنْتُ آمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ، وَأَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ "،

أخبرنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد السعدي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن النضر بْن مساور حَدَّثَنَا جعفر ابن سليمان عَن مالك بْن دينار قَالَ :
"إذا طلب الرجل العلم ليعمل به سره علمه وإذا طلب العلم لغير أن يعمل به زاده علمه فخرا"

أخبرنا محمد بن عمر بْن سليمان حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن رافع حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بشر حدثني سلمة بْن الخطاب عَن عَبْد الحميد بْن أبى جعفر الفراء قَالَ
قَالَ الحسن : "من أحب الدنيا وسرته ذهب خوف الآخرة من قلبه،  ومن أراد علما ثم ازداد على الدنيا حرصا لم يزدد من اللَّه إلا بعدا ولم يزدد من اللَّه إلا بغضا
تعليق :
·      ذم الدنيا (ص: 46)
عن الحسن، أنه كان يقول: من أحب الدنيا وسرته ذهب خوف الآخرة من قلبه، وما من عبد يزداد علماً ويزداد على الدنيا حرصاً إلا ازداد إلى الله عز وجل بغضاً وازداد من الله بعداً.
أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا (رقم : 79) واللفظ له، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (1/193)

أخبرنا مُحَمَّد بْن المنذر بْن سَعِيد حدثني أَحْمَد بْن إبراهيم الحدثى حدثنى إسماعيل ابن الحارث حدثني مُحَمَّد بْن الحسن المديني حَدَّثَنَا أَبُو العوام :
أن إِبْرَاهِيم سمع صوت هاتف وهو يقول :
يا طالب العلم باشر الورعا ... وباين النوم واهجر الشبعا...
ماضر عبدا صحت إرادته ... أجاع يوما في الله أو شبعا ...
 ماضر عبدا صحت عزائمه ... أين من الأرض أينما صقعا
ما طمعت نفس عابد فنوى ... سؤال قوم إلا لهم خضعا
يا أيها الناس مَا لعالمكم ... في بحر ماء الملوك قد كرعا
يا أيها الناس أنتم زرع ... يحصده الموت كلما طلعا ...

أخبرنا ابن سالم حَدَّثَنَا الحسين بْن عَبْد الرحمن الاحتياطي حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن اليمان العجلي عَن سُفْيَان الثوري قَالَ :
"العالم طبيب الدين والدرهم داء الدين فإذا اجتر الطبيب الداء إلى نفسه فمتى يداوي غيره."

أنشدني أَحْمَد بْن مُحَمَّد الصنعاني أنشدني مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه العراقي :
عُنُوْا يطلبون العلم في كل بلدة ... شبابا فلما حصلوه وحشروا
وصح لهم إسناده وأصوله ... وصاروا شيوخا ضيعوه وأدبروا
ومالوا على الدنيا فهم يحلبونها ... بأخلافها مفتوحها لا يُصَرَّرُ
فيا علماء السوء أين عقولكم ... وأين الحديث المسند المتخيَّر ...

أخبرنا جعفر بْن مُحَمَّد الهمداني بصور حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه البعلبكي قَالَ سمعت عمي مُحَمَّد بْن زيد قَالَ كنت مع ابن المبارك ببغداد فرأى إِسْمَاعِيل ابن علية راكبا بغله على باب السلطان فأنشأ يقول :
يا جاعل الدين له بازيا ... يصطاد أموال السلاطين
لا تبع الدين بدنيا كما ... بفعل ضلال الرهابين
احتلت للدنيا ولذاتها ... بحيلة تذهب بالدين
وصرت مجنونا بها بعدما ... كنت دواء للمجانين ...
ففكر الناس جميعا بأن ... زل حمار العلم في الطين ...

أخبرنا عَبْد العزيز بْن الحسن البرذعي حَدَّثَنَا زكريا بْن يَحْيَى حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه التستري قَالَ  :
لما ولي ابن علية صدقات الإبل والغنم بالبصرة كتب إليه ابن المبارك كتابا وكتب في أسفله :
يا جاعل الدين له بازيا ... يصطاد أموال المساكين
احتلت للدنيا ولذاتها ... بحيلة تذهب بالدين
يا فاضح العلم ومن كان ذا ... لب ومن عاب السلاطين ...
أين رواياتك في سردها ... عَن ابن عون وابن سيرين ...

وزاد غير أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه :
إن قلت أكرهت فماذا كذا ... زل حمار العلم في الطين ...

فلما قرأ ابن علية الكتاب بكى ثم كتب جوابه وكتب في أسفله
أف لدنيا أبت تواتيني ... إلا بنقضي لها عرى ديني
عيني لحيني تدير مقلتها ... تطلب مَا سرها لترديني ...

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ بِالْبَصْرَةِ حدثنا العباس بن الوليد النرسي حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قَلابَةَ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ :
"عَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ وَقَبْضُهُ أَنْ يَذْهَبَ أَصْحَابُهُ، وَإِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ أَقْوَامًا يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَكُمْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَقَدْ نَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ، وَعَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لا يَدْرِي مَتَى يفتقر أو يفتقر إليه عِنْدَهُ، وَعَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْبِدَعَ وَعَلَيْكُمْ بِالْعَتِيقِ."
·      عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا» خ م

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زنجويه القشيري حَدَّثَنَا عمرو بْن عَلِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا فرة بن خالد عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ :
"لَيْسَ الْعِلْمُ بِكَثْرَةِ الرَّوِايَةِ إِنَّمَا الْعِلْمُ الْخَشْيَةُ".
حدثني إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم القاضي حَدَّثَنَا الحارث بْن مسكين حَدَّثَنَا ابن القاسم قال سمعت مالكا يقول :
"ليس العلم بكثرة الرواية إنما العلم الخشية"
قال أَبُو حاتم : الواجب على العاقل مجانبة مَا يدنس علمه من أسباب هذه الدنيا مع القصد في لزوم العمل بما قدر عَلَيْهِ ولو استعمال خمسة أحاديث من كل مائتي حديث فيكون كأنه قد أدى زكاة العلم فمن عجز عَن العمل بما جمع من العلم فلا يجب أن يعجز عَن حفظه

ولقد أَنْبَأَنَا ابن قحطبة حَدَّثَنَا حسين بْن مُحَمَّد الكوفي قال سمعت محمد ابن بشير الخزاعي يقول :
أما لو أعي كل مَا أسمع ... وأحفظ من ذاك مَا أجمع
ولم أستفد غير مَا قد جمعت ... لقيل هو العالم المقنع
ولكن نفس إلى كل شيء ... من العلم تسمعه تنزع
وأحضر بالجهل في مجلسي ... وعلمي في الكتب مستودع
فلا أنا أحفظ مَا قد جمعت ... ولا أنا من جمعه أشبع
ومن يك في علمه هكذا ... يكن دهره القهقري يرجع
إذا لم تكن حافظا واعيا ... فجمعك للكتب لا ينفع ...

وأنشدني مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه المؤدب :
جامع العلم تراه أبدا ... غير ذي حفظ ولكن ذا غلط
وتراه حسن الخط إذا ... كتب الخط بصيرا بالنقط
فإذا فتشته عَن علمه ... قَالَ علمي يا خليلي في السفَط ...

في كراريس جياد أحكمت ... وبخط أي خط أي خط
فإذا قلت له هات لنا ... حك لحيته جميعا وامتخط ...

أخبرنا مُحَمَّد بْن يعقوب الخطيب بالأهواز حَدَّثَنَا حفص بْن عمرو الربالي حَدَّثَنَا الحجاج بْن نصير حَدَّثَنَا عَبْد القدوس قال سمعت وهيب بن منيه يقول :
"من تعلم علما في حق وسنة لم يذهب اللَّه بعقله أبدا."
تعليق :
·      صحيح الترغيب والترهيب (2/ 169)
1435 - (21) [صحيح] وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
من قرأ القرآن لم يُرَدَّ إلى أرذل العمر، وذلك قوله: {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا}، قال: [إلا] (2) الذين قرأوا القرآن.
رواه الحاكم وقال: "صحيح الإسناد".

حدثنا عَبْد اللَّه بْن قحطبة حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الأعلى حَدَّثَنَا المعتمر بْن سليمان قَالَ كتب إلي أَبِي، وأنا بالكوفة :
"اشتر الصحف واكتب العلم فإن المال يفنى والعلم يبقى."

حدثنا الحسن بْن سُفْيَان حَدَّثَنَا حبان بْن موسى أَنْبَأَنَا عَبْد اللَّه بْن المبارك قَالَ :
"كتب حكيم من الحكماء ثلاثين صحفية حكم فأوحى اللَّه إليه إنك قد ملأت الأرض نفاقا وإن الله لم يتقبل شيئا من نفاقك

قال أَبُو حاتم : اقتناء المرء عمره بكثرة الأسفار ومباينة الأهل والأوطان في طلب العلم دون العمل به أو الحفظ له ليس من شيم العقلاء ولا من زي الألباء، وإن من أجرد مَا يستعين المرء به على الحفظ : الطبعَ الجيدَ مع الهمة واجتناب المعاصي

وأنشدني الأبرش :
نعم عون الفتى الطلوب لعلم ... أو لبعض العقول صحة طبع
فإذا الطبع فاته بطل العلم ... وصار العناء في غير نفع ...

سمعت إِبْرَاهِيم بْن نصر العنبري يقول سمعت علي بْن خشرم يقول سمعت وكيعا يقول : "استعينوا على الحفظ  بترك المعصية."
قال أَبُو حاتم : يجب على العاقل أن لا يطلب من العلم إلا أفضله لأن الازدياد من العلم آثر عند العاقل من الذكر بالعلم، والعلم زين في الرخاء ومنجاة في الشدة،
ومن تعلم ازداد كما أن من حلم ساد،
وفضل العلم في غير خير مهلكة كما أن كثرة الأدب في غير رضوان اللَّه موبقة، والعاقل لا يسعى في فنونه إلا بما أجدى عَلَيْهِ نفعا في الدارين معا،
وإذا رزق منه الحظ لا يبخل بالإفادة لأن أول بركة العلم الإفادة،
وما رأيت أحدا قط بخل بالعلم إلا لم ينتفع بعلمه وكما لا ينتفع بالماء الساكن تحت الأرض مَا لم ينبُع، ولا بالذهب الأحمر مَا لم يستخرج من معدِنه ولا باللؤلؤ النفيس مَا لم يخرج من بحره
كذلك لا ينتفع بالعلم مَا دام مكنونا لا ينشر ولا يفاد

أنبأنا أَحْمَد بْن مضر الرباطي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سهيل بْن عسكر حَدَّثَنَا أَبُو صالح الفراء قَالَ سمعت ابن المبارك يقول :
"من بخل بالحديث، يبتلى بإحدى ثلاث : إما أن يموت فيذهب علمه أو ينسى أو يبتلى بالسلطان."
حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ بُرْدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ ابن مُوسَى قَالَ :
قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : "النَّاسُ عَالِمٌ وَمُتَعَلِّمٌ وَلا خَيْرَ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ."
تعليق :
سنن الدارمي (1/ 351)
عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: «النَّاسُ عَالِمٌ وَمُتَعَلِّمٌ، وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ هَمَجٌ لَا خَيْرَ فِيهِ»

سنن الترمذي ت بشار (4/ 139)
أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَلاَ إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلاَّ ذِكْرُ اللهِ وَمَا وَالاَهُ وَعَالِمٌ أَوْ مُتَعَلِّمٌ.
وحسنه الألباني

وأنشدني الكريزي :
أفد العلم ولا تبخل به ... وإلى علمك علما فاستفد
استفد مَا استطعت من علم وكن ... عاملا بالعلم والناسَ أفد
من يفدهم يجزه اللَّه به ... وسيغني اللَّه عمن لم يفد
ليس من نافس فيه عاجزا ... إنما العاجز من لا يجتهد ...

حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا عمر بْن حفص الشيباني حدثنا حماد ابن واقد عَن هشام بْن حسان عَن الحسن قَالَ لأن يتعلم الرجل بابا من العلم فيعبد به ربه فهو خير له من أن لو كانت الدنيا من أولها إلى آخرها له فوضعها في الآخرة

روضة العقلاء ونزهة الفضلاء (ص: 41)

قال أَبُو حاتم قد ذكرت أسباب المتعلمين وأخلاق العلماء بعللها في كتاب العالم والمتعلم بما أرجو أن يكون فيه غنية لمن أراد الوقوف على معرفتها فأغنى ذلك عن التكرار لأنا شرطنا في هذا الكتاب الاختصار كراهية سلوك التطويل والإشارة إلى قصد نفس التحصيل

Versi : PDF