Rabu, 11 Oktober 2017

Riyadh : Bab 61 & Hadits 563

61- باب النهي عن البخل والشح

قَالَ الله تَعَالَى: {وَأَمَا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى * وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى} [الليل (8: 11) ] .
8.  Dan adapun orang-orang yang bakhil dan merasa dirinya cukup, 9.  Serta mendustakan pahala terbaik, 10.  Maka kelak kami akan menyiapkan baginya (jalan) yang sukar. 11.  Dan hartanya tidak bermanfaat baginya apabila ia Telah binasa.


فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11) [الليل : 5 - 11]


      تطريز رياض الصالحين - (1 / 370)
البخل: معروف، والشح أبلغ من البخل؛ لأنه يبخل بما عنده، ويطلب ما ليس له.
وقوله تعالى: {وَأَمَا مَنْ بَخِلَ} ، أي: بالإنفاق في الخيرات، {وَاسْتَغْنَى} ، أي: بالدنيا عن الآخرة، {وَكَذَّبَ بِالحُسْنَى} ، أي: بالجزاء في الدار الآخرة، {فَسَنُيَسِّرُهُ} نهيئه {لِلْعُسْرَى} لطريق الشر، وهي الأعمال السيِّئة الموجبة للنار،
{وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ} الذي يبخل به {إِذَا تَرَدَّى} إذا مات، وهو في جهنم.

      تفسير السعدي - (1 / 926)
{ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ } بما أمر به، فترك الإنفاق الواجب والمستحب، ولم تسمح نفسه بأداء ما وجب لله، { وَاسْتَغْنَى } عن الله، فترك عبوديته جانبًا، ولم ير نفسه مفتقرة غاية الافتقار إلى ربها، الذي لا نجاة لها ولا فوز ولا فلاح، إلا بأن يكون هو محبوبها ومعبودها، الذي تقصده وتتوجه إليه.

      أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن - (8 / 548)
قِيلَ : هُوَ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ فِعْلَ الطَّاعَةِ يُيَسِّرُ إِلَى طَاعَةٍ أُخْرَى ، وَفِعْلَ الْمَعْصِيَةِ يَدْفَعُ إِلَى مَعْصِيَةٍ أُخْرَى .
قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ : مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى : وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ [6 \ 110] .
ثُمَّ قَالَ : وَالْآيَاتُ فِي هَذَا الْمَعْنَى كَثِيرَةٌ ، دَالَّةٌ عَلَى أَنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يُجَازِي مَنْ قَصَدَ الْخَيْرَ بِالتَّوْفِيقِ لَهُ ، وَمَنْ قَصَدَ الشَّرَّ بِالْخِذْلَانِ ، وَكُلُّ ذَلِكَ بِقَدَرٍ مُقَدَّرٍ . [8/417]

      تفسير القرطبي - (20 / 84_85)
الجود من مكارم الأخلاق، والبخل من أرذلها. وليس الجواد الذي يعطي في غير موضع العطاء، ولا البخيل الذي يمنع في موضع المنع، لكن الجواد الذي يعطي في موضع العطاء، والبخيل____
الذي يمنع في موضع العطاء، فكل من استفاد بما يعطي أجرا وحمدا فهو الجواد. وكل من استحق بالمنع ذما أو عقابا فهو البخيل. ومن لم يستفد بالعطاء أجرا ولا حمدا، وإنما استوجب به ذما فليس بجواد، وإنما هو مسوف مذموم، وهو من المبذرين الذين جعلهم الله إخوان الشياطين، وأوجب الحجر عليهم. ومن لم يستوجب بالمنع عقابا ولا ذما، واستوجب به حمدا، فهو من أهل الرشد، الذين يستحقون القيام على أموال غيرهم، بحسن تدبيرهم وسداد رأيهم

      زاد المسير في علم التفسير - (6 / 166)
{ إذا تردَّى } وفيه قولان :
أحدهما : إذا تردَّى في جهنم ، قاله ابن عباس ، وقتادة ، والمعنى : إذا سقط فيها .
والثاني : إذا مات فتردَّى في قبره ، قاله مجاهد .

==================================================
وقال تَعَالَى: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [التغابن (16) ] .
"Dan barangsiapa yang dipelihara dari kekikiran dirinya, maka mereka Itulah orang-orang yang beruntung."

      تطريز رياض الصالحين - (1 / 371)
أي: ومن سلم من الحرص الشديد الذي يحمله على ارتكاب المحارم، {فَأولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ، أي: الفائزون.
قال ابن زيد وغيره: من لم يأخذ شيئًا نهاه الله عنه، ولم يمنع الزكاة المفروضة فقد برئ من شح النفس.
وقال ابن مسعود: شح النفس: أكل مال الناس بالباطل. أما منع الإنسان ماله فبخل، وهو قبيح.
قال ابن عطية: شح النفس فقر لا يذهبه غنى المال بل يزيده." اهـ

      التحرير والتنوير - (28 / 94)
وَالشُّحُّ بِضَمِّ الشِّينِ وَكَسْرِهَا: غَرِيزَةٌ فِي النَّفْسِ بِمَنْعِ مَا هُوَ لَهَا، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ مَعْنَى الْبُخْلِ. وَقَالَ الطِّيبِي: الْفَرْقُ بَيْنَ الشُّحِّ وَالْبُخْلِ عَسِيرٌ جِدًّا
وَقَدْ أَشَارَ فِي «الْكَشَّافِ» إِلَى الْفَرْقِ بَيْنَهُمَا بِمَا يَقْتَضِي أَنَّ الْبُخْلَ أَثَرُ الشُّحِّ وَهُوَ أَنْ يَمْنَعَ أَحَدٌ مَا يُرَادُ مِنْهُ بَذْلُهُ،
وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ [النِّسَاء: 128] أَيْ جُعِلَ الشُّحُّ حَاضِرًا مَعَهَا لَا يُفَارِقُهَا، وَأُضِيفَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ إِلَى النَّفْسِ لِذَلِكَ فَهُوَ غَرِيزَةٌ لَا تَسْلَمُ مِنْهَا نَفْسٌ.

      زاد المسير في علم التفسير - (6 / 9)
وقد روى أبو الشعثاء :
أن رجلا أتى ابن مسعود فقال : "إني أخاف أن أكون قد هلكت"،
قال : وما ذاك؟
قال : أسمع الله يقول : «ومن يوق شح نفسه» وأنا رجل شحيح لا يكاد يخرج من يديَّ شيء ، فقال : ليس ذلك بالشح الذي ذكره الله في القرآن ، الشُّحُّ : أن تأكل مال أخيك ظلماً ، إِنما ذلك البخل ، وبئس الشيء البخل."

      فتح البيان في مقاصد القرآن - (14 / 53)
والشح البخل مع الحرص كذا في الصحاح، وقيل: الشح أشد من البخل،
قال مقاتل: شح نفسه حرص نفسه. قال سعيد بن جبير: شح النفس هو أخذ الحرام ومنع الزكاة، قال ابن زيد: من لم يأخذ شيئاً نهاه الله عنه ولم يمنع شيئاًً أمره الله بأدائه فقد وقى شح نفسه، قال طاوس: البخل أن يبخل الإنسان بما في يده والشح أن يشح بما في أيدي الناس يُحبُّ أن يكون له ما في أيديهم بالحلال والحرام؛ لا يقنع.

      تفسير القاسمي = محاسن التأويل - (9 / 188)
وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ أي فيخالفها فيما يغلب عليها من حب المال، وبغض الإنفاق. فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ أي الفائزون بالسعادتين. وفي إضافة الشّحّ إلى النفس إشارة لما قاله القاشاني من أن النفس مأوى كل شر ووصف رديء، وموطن كل رجس وخلق دنيء. والشح من غرائزها المعجونة في طينتها، لملازمتها الجهة السفلية، ومحبتها الحظوظ الجزئية، فلا ينتفي منها إلا عند انتفائها. ولكن المعصوم من تلك الآفات والشرور، من عصمه الله.
==================================================
وأما الأحاديث فتقدمت جملة مِنْهَا في الباب السابق.

[563] وعن جابر - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:
«اتَّقُوا الظُّلْمَ؛ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ. وَاتَّقُوا الشُّحَّ؛ فَإنَّ الشُّحَّ أهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ عَلَى أنْ سَفَكُوا دِمَاءهُمْ وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ» . رواه مسلم.

q  كشف المشكل من حديث الصحيحين - (1 / 656)
اعلم أن الظلم يشتمل على معصيتين عظيمتين :
إحداهما : أخذ مال الغير بغير حق،
والثانية : مبارزة الأمر بالعدل بالمخالفة،
وهذه المعصية فيه أدهى لأنه لا يكاد يقع الظلم إلا للضعيف الذي لا يقدر على الانتصار إلا بالله عز وجل
وإنما ينشأ الظلم من ظلمة القلب ولو استنار بنور الهدى لنظر في العواقب فإذا سعى المتقون بنورهم الذي اكتسبوه في الدنيا من التقوى ظهرت ظلمات الظالم فاكتنفته

مسند الطيالسي ( دار هجر ) - (2223) و عنه أبو نعيم
في " الحلية " ( 6 / 309 ) سلسلة الأحاديث الصحيحة (1927) :
عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الظلم ثلاثة : فظلم لا يتركه الله ، وظلم يغفر ، وظلم لا يغفر ، فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك لا يغفره الله ، وأما الظلم الذي يغفر فظلم العبد فيما بينه وبين ربه ، وأما الذي لا يترك فقص الله بعضهم من بعض »

q  عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (12 / 293)
وَقَالَ الْمُهلب: الَّذِي يدل عَلَيْهِ الْقُرْآن: أَنَّهَا ظلمات على الْبَصَر حَتَّى لَا يَهْتَدِي سَبِيلا،
قَالَ الله تَعَالَى فِي الْمُؤمنِينَ: {يسْعَى نورهم بَين أَيْديهم وبأيمانهم} (الْحَدِيد: 21) .
وَقَالَ فِي الْمُنَافِقين: {انظرونا نقتبس من نوركم} (الْحَدِيد: 31) .
فأثاب الله الْمُؤمن بِلُزُوم نور الْإِيمَان لَهُم، ولذذهم بِالنّظرِ إِلَيْهِ، وقوى بِهِ أَبْصَارهم، وعاقب الْكفَّار وَالْمُنَافِقِينَ بِأَن أظلم عَلَيْهِم ومنعهم لَذَّة النّظر إِلَيْهِ.[1]
وَقَالَ الْقَزاز: الظُّلم هُنَا الشّرك، أَي: هُوَ عَلَيْهِم ظلام وعمى، وَمن هَذَا زعم بعض اللغويين أَن اشتقاق الظُّلم من الظلام، كَأَن فَاعله فِي ظلام عَن الْحق، وَالَّذِي عَلَيْهِ الْأَكْثَرُونَ أَن الظُّلم وضع الشَّيْء فِي غير مَوْضِعه، كَمَا ذَكرْنَاهُ عَن قريب.

q  شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (6 / 576)
قال المهلب : هذه الظلمات لا نعرف كيف هى ، إن كانت من عمى القلب أو هى ظلمات على البصر ، والذى يدل عليه القرآن أنها ظلمات على البصر حتى لا يهتدى سبيلا ، قال الله - تعالى - : ( يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا ( إلى ) بسور[2]
(فدلت الآية أنهم حين منعوا النور بقوا فى ظلمة غشيت أبصارهم كما كانت أبصارهم فى الدنيا عليها غشاوة من الكفر ، وقال تعالى فى المؤمنين : ( يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم ( فأثاب الله المؤمنين بلزوم نور الأيمان لهم ، ولذذهم بالنظر إليه ، وقوى به أبصارهم ، وعاقب الكفار والمنافقين بأن أظلم عليهم ، ومنعهم لذة النظر ، هذا حديث مجمل بينه دليل القرآن .

q  إكمال المعلم بفوائد مسلم - (8 / 48)
قوله: " الظلم ظلمات يوم القيامة ": قيل: ظاهره أنه ظلمات على صاحبه [حتى] (1) لا يهتدى يوم القيامة سبيلاً حيث يسعى نور المؤمنين بين أيديهم وبأيمانهم. وقد تكون الظلمات هنا: الشدائد، وبه فسروا قوله تعالى: {قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} (2) أي شدائدهما. وقد تكون الظلمات هاهنا عبارة عن الاتكال بالعقوبات عليه،

قال مقيده :
هذا تأويل من القاضي –رحمه الله-، وقد قال تعالى :
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ  [الأنعام/97]
زاد المسير - ()
وإنما امتنَّ عليهم بالنجوم ، لأن سالكي القفار وراكبي البحار ، إنما يهتدون في الليل لمقاصدهم بها

q  شرح النووي على مسلم - (16 / 134)
قَالَ الْقَاضِي : يَحْتَمِل أَنَّ هَذَا الْهَلَاك هُوَ الْهَلَاك الَّذِي أَخْبَرَ بِهِ فِي الدُّنْيَا بِأَنَّهُمْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ ، وَيَحْتَمِل أَنَّهُ هَلَاك الْآخِرَة ، وَهَذَا الثَّانِي أَظْهَر .
وَيَحْتَمِل أَنَّهُ أَهْلَكَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة .
قَالَ جَمَاعَة : الشُّحّ أَشَدّ الْبُخْل ، وَأَبْلَغ فِي الْمَنْع مِنْ الْبُخْل .[3]
وَقِيلَ : هُوَ الْبُخْل مَعَ الْحِرْص .
وَقِيلَ : الْبُخْل فِي أَفْرَاد الْأُمُور ، وَالشُّحّ عَامّ .
وَقِيلَ : الْبُخْل فِي أَفْرَاد الْأُمُور ، وَالشُّحّ بِالْمَالِ وَالْمَعْرُوف
وَقِيلَ : الشُّحّ الْحِرْص عَلَى مَا لَيْسَ عِنْده ، وَالْبُخْل بِمَا عِنْده .)) اهـ[4]
q  كشف المشكل من حديث الصحيحين - (1 / 726)
قال أبو سليمان الخطابي: الشح أبلغ من البخل وإنما الشح بمنزلة الجنس والبخل بمنزلة النوع وأكثر ما يقال في البخل إنه من أفراد الأمور وخواص الأشياء والشح عام
كشف المشكل من حديث الصحيحين - (1 / 727)
فهو كالوصف اللازم للإنسان من قبل الطبع والجبلة قال وقال بعضهم البخل أن يضن بماله والشح أن يبخل بماله ومعروفه

q              فيض القدير - (1 / 134)
ومن السياق عرف أن مقصود الحديث بالذات ذكر الشح وذكر الظلم توطئة وتمهيدا لذكره وأبرزه في هذا التركيب إيذانا بشدة قبح الشح وأنه يفضي بصاحبه إلى أفظع المفاسد حيث جعله حاملا على سفك الدماء الذي هو أعظم الأفعال الذميمة وأخبث العواقب الوخيمة { ومن يوق شح نفسه فأولئك هو المفلحون }

q              فيض القدير - (1 / 134)
قال بعض العارفين : الشح مسابقة قدر الله ومن سابق قدر الله سبق ومغالبة لله ومن غالب الحق غلب وذلك لأن الحريص يريد أن ينال ما لم يقدر له فعقوبته في الدنيا الحرمان وفي الآخرة الخسران[5]

q  مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (4 / 1321)
فَدَاؤُهُ قَدِيمٌ وَبَلَاؤُهُ عَظِيمٌ، قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: هَلَاكُهُمْ كَوْنُهُمْ مُعَذَّبِينَ بِهِ وَهُوَ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ فِي الدُّنْيَا وَأَنْ يَكُونَ فِي الْعُقْبَى[6]

q  مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (4 / 1321)
إِنَّمَا كَانَ الشُّحُّ سَبَبًا لِذَلِكَ لِأَنَّ فِي بَذْلِ الْمَالِ وَمُوَاسَاةِ الْإِخْوَانِ التَّحَابَّ وَالتَّوَاصُلَ، وَفِي الْإِمْسَاكِ وَالشُّحِّ التَّهَاجُرَ وَالتَّقَاطُعَ، وَذَلِكَ يُؤَدِّي إِلَى التَّشَاجُرِ وَالتَّعَادِي مِنْ سَفْكِ الدِّمَاءِ وَاسْتِبَاحَةِ الْمَحَارِمِ مِنَ الْفُرُوجِ وَالْأَعْرَاضِ وَفِي الْأَمْوَالِ وَغَيْرِهَا

q  سبل السلام - (2 / 658)
وَالْحَامِلُ لَهُمْ هُوَ شُحُّهُمْ عَلَى حِفْظِ الْمَالِ وَجَمْعِهِ وَازْدِيَادِهِ وَصِيَانَتِهِ عَنْ ذَهَابِهِ فِي النَّفَقَاتِ فَضَمُّوا إلَيْهِ مَالَ الْغَيْرِ صِيَانَةً لَهُ وَلَا يُدْرَكُ مَالُ الْغَيْرِ إلَّا بِالْحَرْبِ، وَالْغَضَبِيَّةِ الْمُفْضِيَةِ إلَى الْقَتْلِ وَاسْتِحْلَالِ الْمَحَارِمِ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرَادَ بِهِ الْهَلَاكُ الْأُخْرَوِيُّ، فَإِنَّهُ يَتَفَرَّعُ عَمَّا اقْتَرَفُوهُ مِنْ ارْتِكَابِ هَذِهِ الْمَظَالِمِ، وَالظَّاهِرُ حَمْلُهُ عَلَى الْأَمْرَيْنِ. وَاعْلَمْ أَنَّ الْأَحَادِيثَ فِي ذَمِّ الشُّحِّ، وَالْبُخْلِ كَثِيرَةٌ، وَالْآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} [النساء: 37] {وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ} [محمد: 38] {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ} [آل عمران: 180] {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]

q  بحر الفوائد المشهور بمعاني الأخبار - (1 / 137_138)
من ظلم نفسه منعها حقها الذي أوجب الله تعالى عليه لها من____إتيان ما أمر الله تعالى به فأتى يوم القيامة خلوا عن الأعمال التي نورها يسعى بين أيدي | المؤمنين وبأيمانهم فبقي في ظلمة ، فإن قيل : أرجع وراءك فالتمس نورا ، فقد خاب | وضر ، وأن تركه الله تعالى برحمته أضاء له إيمانه وأنار له توحيده فذلك فضل الله ، | والله ذو الفضل العظيم ، فمن ظلم فاتته آخرته التي لها معاده فخسر خسرانا مبينا ، | وضل في النار ضلالا بعيدا إذا ضر بها فنوقش وعذب أن يرحمه الله تعالى إن شاء | برحمته التي وسعت كل شيء ، وإن ظلم احل بدنياه التي فيها معاشه فشقي وتعب ، | أو يرفق الله تعالى به ، والله رؤوف رحيم .

q  بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار - (1 / 69)
هذا الحديث فيه التحذير من الظلم ، والحث على ضده ، وهو العدل . والشريعة كلها عدل ، آمرة بالعدل ، ناهية عن الظلم . قال تعالى : { قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ } . [ الأعراف : 29 ] ، { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ } . [ النحل : 90 ] . { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ } . [ الأنعام : 82 ]
فإن الإيمان أصوله وفروعه ، باطنة وظاهره - كله عدل ، وضده ظلم . فأعدل العدل وأصله : الاعتراف وإخلاص التوحيد لله ، والإيمان بصفاته وأسمائه الحسنى ، وإخلاص الدين والعبادة له ، وأعظم الظلم ، وأشده الشرك بالله ، كما قال تعالى : { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } . [ لقمان : 13 ]
بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار - (1 / 70)
وذلك أن العدل وضع الشيء في موضعه ، والقيام بالحقوق الواجبة ، والظلم عكسه ، فأعظم الحقوق وأوجبها : حق الله على عباده : أن يعرفوه ويعبدوه ، ولا يشركوا به شيئا ، ثم القيام بأصول الإيمان ، وشرائع الإسلام من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان ، وحج البيت الحرام ، والجهاد في سبيل الله قولا وفعلا ، والتواصي بالحق ، والتواصي بالصبر .
ومن الظلم : الإخلال بشيء من ذلك ، كما أن من العدل : القيام بحقوق النبي صلى الله عليه وسلم من الإيمان به ومحبته ، وتقديمها على محبة الخلق كلهم ، وطاعته وتوقيره وتبجيله ، وتقديم أمره وقوله على أمر غيره وقوله .
ومن الظلم العظيم : أن يخل العبد بشيء من حقوق النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وأرحم بهم وأرأف بهم من كل أحد من الخلق ، وهو الذي لم يصل إلى أحد خير إلا على يديه .
ومن العدل : بر الوالدين ، وصلة الأرحام ، وأداء حقوق الأصحاب والمعاملين . ومن الظلم : الإخلال بذلك .
ومن العدل : قيام كل من الزوجين بحق الآخر ، ومن أخل بذلك منهما فهو ظالم .
بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار - (1 / 71)
وظلم الناس أنواع كثيرة ، يجمعها قوله صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع : « إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا » .
فالظلم كله بأنواعه ظلمات يوم القيامة ، يعاقب أهلها على قدر ظلمهم ، ويجازى المظلومون من حسنات الظالمين ، فإن لم يكن لهم حسنات أو فنيت أخذ من سيئاتهم فطرحت على الظالمين .
والعدل كله نور يوم القيامة : { يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ } [ الحديد : 12 ] .
بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار - (1 / 71)
والله تعالى حرم الظلم على نفسه ، وجعله بين عباده محرما . فالله تعالى على صراط مستقيم في أقواله وأفعاله وجزائه ، وهو العدل . وقد نصب لعباده الصراط المستقيم الذي يرجع إلى العدل ، ومن عدل عنه عدل إلى الظلم والجور الموصل إلى الجحيم .
والظلم ثلاثة أنواع : نوع لا يغفره الله ، وهو الشرك بالله : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ } [ النساء : 48 ] .
بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار - (1 / 72)
ونوع لا يترك الله منه شيئا ، وهو ظلم العباد بعضهم لبعض ، فمن كمال عدله : أن يقص الخلق بعضهم من بعض بقدر مظالمهم .
ونوع تحت مشيئة الله : إن شاء عاقب عليه ، وإن شاء عفا عن أهله ، وهو الذنوب التي بين العباد وبين ربهم فيما دون الشرك .[7]





[1] قال الله تعالى : ((كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ (16) )) [المطففين/15، 16]
[2] قال الله تعالى : ((يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14) [الحديد/13، 14]
13.  Pada hari ketika orang-orang munafik laki-laki dan perempuan Berkata kepada orang-orang yang beriman: "Tunggulah kami supaya kami dapat mengambil sebahagian dari cahayamu". dikatakan (kepada mereka): "Kembalilah kamu ke belakang dan carilah sendiri cahaya (untukmu)". lalu diadakan di antara mereka dinding yang mempunyai pintu. di sebelah dalamnya ada rahmat dan di sebelah luarnya dari situ ada siksa.
14.  Orang-orang munafik itu memanggil mereka (orang-orang mukmin) seraya berkata: "Bukankah kami dahulu bersama-sama dengan kamu?" mereka menjawab: "Benar, tetapi kamu mencelakakan dirimu sendiri dan menunggu (kehancuran kami) dan kamu ragu- ragu serta ditipu oleh angan-angan kosong sehingga datanglah ketetapan Allah;dan kamu Telah ditipu terhadap Allah oleh (syaitan) yang amat penipu.

[3] فيض القدير - (1 / 134)
قال الطيبي : فالبخل مطلق المنع والشح المنع مع ظلم وعطف الشح الذي هو نوع من أنواع الظلم اشعارا بأن الشح أعظم أنواعه لأنه من نتائج حب الدنيا ولذاتها
[4] فيض القدير - (1 / 134)
( واتقوا الشح ) الذي هو بخل مع حرص أو منع الواجب أو البخل بما في يد الغير أو غير ذلك
[5] تطريز رياض الصالحين - (1 / 163)
الشحّ: البخل مع الحرص على طلب المال من غير وجهه المأذون فيه،
[6] قال تعالى : ((سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ)) [المائدة/42]
زاد المسير - (ج 2 / ص 212)
وفي المراد بالسحت ثلاثة أقوال .
أحدها : الرِّشوة في الحكم . والثاني : الرشوة في الدين والقولان عن ابن مسعود . والثالث : أنه كل كسب لا يحل ، قاله الأخفش .

[7] مسند الطيالسي ( دار هجر ) - (2223) و عنه أبو نعيم
في " الحلية " ( 6 / 309 ) سلسلة الأحاديث الصحيحة (1927) :
عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الظلم ثلاثة : فظلم لا يتركه الله ، وظلم يغفر ، وظلم لا يغفر ، فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك لا يغفره الله ، وأما الظلم الذي يغفر فظلم العبد فيما بينه وبين ربه ، وأما الذي لا يترك فقص الله بعضهم من بعض »


Tidak ada komentar:

Posting Komentar