Rabu, 29 Maret 2017

Syarah Riyadhush Sholihin : Hadits 544


[544] وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لا حَسَدَ إلا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً، فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ في الحَقّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ حِكْمَةً، فَهُوَ يَقْضِي بِهَا ويُعَلِّمُهَا» . متفقٌ عَلَيْهِ.
ومعناه: يَنْبَغي أنْ لا يُغبَطَ أحَدٌ إلا عَلَى إحْدَى هَاتَيْنِ الخَصْلَتَيْنِ.

عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن مخزوم ، و يقال : ابن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، أبو عبد الرحمن الهذلى ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

و كان أبوه مسعود بن غافل ، قد حالف عبد ابن الحارث بن زهرة فى الجاهلية ،

و أمه أم عبد بنت ود بن سواء من هذيل أيضا ، لها صحبة .

أسلم بمكة قديما ، و هاجر الهجرتين ، و شهد بدرا و المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . و هو صاحب نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم . كان يلبسه إياها إذا قام ، فإذا جلس أدخلها فى ذراعه . و كان كثير الولوج على النبى

و قال أبو نعيم و غير واحد : مات بالمدينة سنة اثنتين و ثلاثين و هو ابن بضع و ستين .
زاد بعضهم : و أوصى إلى الزبير بن العوام أن يصلى عليه ،

قال الحافظ في تهذيب التهذيب 6 / 28 :
و آخى النبى صلى الله عليه وآله وسلم بينه و بين سعد بن معاذ .
و قال ابن حبان : صلى عليه الزبير .
و قال أبو نعيم : كان سادس الإسلام .
و صح أن ابن مسعود قال : أخذت من فى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبعين
سورة . اهـ .

صحيح البخاري ـ حسب ترقيم فتح الباري - (6 / 236)
20- باب اغتباط صاحب القرآن.
5025- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : لاَ حَسَدَ إِلاَ عَلَى اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَقَامَ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَرَجُلٌ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَالاً فَهْوَ يَتَصَدَّقُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَار.

شرح النووي على مسلم - (6 / 98)
والحكمة كل ما منع من الجهل وزجر عن القبيح

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (1 / 285)
(آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ) : وَهِيَ إِصَابَةُ الْحَقِّ بِالْعِلْمِ وَالْعَمَلِ أَوْ عِلْمِ أَحْكَامِ الدِّينِ.

شرح الكلمات :
q              عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (2 / 56_57)
الْحَسَد: تمني الرجل أَن يحول الله إِلَيْهِ نعْمَة الآخر أَو فضيلته، ويسلبهما عَنهُ._____
وَفِي (مجمع الغرائب) : الْحَسَد أَن يرى الْإِنْسَان لِأَخِيهِ نعْمَة فيتمنى أَن تكون لَهُ وتزول عَن أَخِيه، وَهُوَ مَذْمُوم. والغبط: أَن يرى النِّعْمَة فيتمناها لنَفسِهِ من غير أَن تَزُول عَن صَاحبهَا، وَهُوَ مَحْمُود. وَقَالَ ثَعْلَب: المنافسة أَن يتَمَنَّى مثل مَا لَهُ من غير أَن يفْتَقر وَهُوَ مُبَاح. وَيُقَال: الْحَسَد تمني زَوَال النِّعْمَة عَن الْمُنعم عَلَيْهِ،

q              عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (2 / 58)
والحسد على ثَلَاثَة أضْرب: محرم ومباح ومحمود، فالمحرم: تمني زَوَال النِّعْمَة الْمَحْسُود عَلَيْهَا عَن صَاحبهَا وانتقالها إِلَى الْحَاسِد.
وَأما القسمان الْآخرَانِ فغبطة، وَهُوَ أَن يتَمَنَّى مَا يرَاهُ من خير بأحدٍ أَن يكون لَهُ مثله، فَإِن كَانَت فِي أُمُور الدُّنْيَا فمباح، وَإِن كَانَت من الطَّاعَات فمحمود.
قَالَ النَّوَوِيّ: الأول حرَام بِالْإِجْمَاع. وَقَالَ بعض الْفُضَلَاء: إِذا أنعم الله تَعَالَى على أَخِيك نعْمَة، فكرهتها واحببت زَوَالهَا، فَهُوَ حرَام بِكُل حَال، إلاّ نعْمَة أَصَابَهَا كَافِر أَو فَاجر، أَو من يَسْتَعِين بهَا على فتْنَة أَو فَسَاد.

q              إكمال المعلم بفوائد مسلم - (3 / 184)
والحسد على ثلاثة أضرب: مُحَرَّمٌ مذمومٌ، ومباح،____ومحمود مرغبٌ فيه،
فالأول تمنى زوال النعمة المحسودة من صاحبها وانتقالها إلى الحاسد، وهذا هو حقيقة الحسد، وهو مذموم شرعاً وعرفاً،
وأما الوجهان الآخران: فهو الغبْطُ، وهو أن يتمنى ما يراه من خير بأحدٍ أن يكون له مثله، فإن كان من أمور الدنيا المباحة كان تمنى ذلك مباحاً، وإن كانت من أمور الطاعات كان محموداً مرغباً فيه.

q              كشف المشكل من حديث الصحيحين - (1 / 193)
الحسد هو تمني زوال النعمة عن المحسود وإن لم تصر للحاسد وسببه أنه قد وضع في الطباع كراهة المماثلة وحب الرفعة على الجنس فإذا رأى الإنسان من قد نال ما لم ينل أحب بالطبع أن يزول ذلك ليقع التساوي أو ليحصل له الارتفاع على ذلك الشخص وهذا أمر مركوز في الطباع ولا يسلم منه أحد وإنما المذموم العمل بمقتضى ذلك من سب المنعم عليه أو السعي في إزالة نعمته ثم ينبغي للإنسان إذا وجد الحسد من نفسه أن يكره كون ذلك فيه كما يكره ما وضع في طبعه من حب المنهيات وقد ذم الحسد على الإطلاق لما ينتجه ويوجبه

فوائد الحديث :

عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (2 / 58)
وَقَالَ ابْن بطال: وَفِيه من الْفِقْه أَن الْغَنِيّ إِذا قَامَ بِشُرُوط المَال، وَفعل مَا يُرْضِي ربه تبَارك وَتَعَالَى فَهُوَ أفضل من الْفَقِير الَّذِي لَا يقدر على مثل هَذَا، وَالله أعلم.
شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (1 / 158)
وفيه من الفقه أن الغنى إذا قام بشروط المال ، وفعل فيه ما يرضى الله ، فهو أفضل من الفقير الذى لا يقدر على مثل حاله .

شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (3 / 408)
قال بعض أهل العلم : إنفاق المال فى حقه ينقسم ثلاثة أقسام :
فالأول : أن ينفق على نفسه ، وأهله ، ومن تلزمه نفقته غير مقتر عما يجب لهم ، ولا مسرف فى ذلك ، كما قال تعالى :
شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (3 / 409)
) والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قوامًا ) [ الفرقان : 67 ] ، وهذه النفقة أفضل من الصدقة ، ومن جميع النفقات ، لقوله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( إنك لن تنفق نفقة تبتغى بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى اللقمة تضعها فِى فىّ امرأتك ) .
وقسم ثان : وهو أداء الزكاة ، وإخراج حق الله تعالى لمن وجب له . وقد قيل : من أدى الزكاة فقد سقط عنه اسم البخل .
وقسم ثالث : وهو صلة الأهل البعداء ومواساة الصديق ، وإطعام الجائع ، وصدقة التطوع كلها فهذه نفقة مندوب إليها مأجور عليها ، لقوله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( الساعى على الأرملة واليتيم كالمجاهد فى سبيل الله ) .
فمن أنفق فى هذه الوجوه الثلاثة فقد وضع المال فى موضعه ، وأنفقه فى حقه ، ووجب حسده ، وكذلك من آتاه الله حكمته فعلمها فهو وارث منزلة النبوة ، لأنه يموت ويبقى له أجر من علّمه ، وعمل بعلمه إلى يوم القيامة ، فينبغى لكل مؤمن أن يحسد من هذه حاله ، والله يؤتى فضله من يشاء .

q              شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (10 / 264)
قال المؤلف : ذكر أبو عبيد بإسناده عن عبد الله بن عمر بن العاص قال : من جمع القرآن فقد حمل أمرًا عظيمًا ، وقد استدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه ، فلا ينبغى لصاحب القرآن أن يرفث فيمن يرفث ولا يجهل فيمن يجهل ، وفى جوفه كلام الله . وقال سفيان بن عيينة : من أعطى القرآن فمد عينيه إلى شىء ما صغر القرآن فقد خالف القرآن ،

q              بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار - (1 / 293)
وأعظم من يغبط : من كان عنده مال قد حصل له من حلة ، ثم سلط ووفق على إنفاقه في الحق ، في الحقوق الواجبة والمستحبة ، فإن هذا من أعظم البرهان على الإيمان ، ومن أعظم أنواع الإحسان .
بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار - (1 / 294)
ومن كان عنده علم وحكمة علمه الله إياها ، فوفق لبذلها في التعليم والحكم بين الناس ، فهذان النوعان من الإحسان لا يعادلهما شيء .
الأول : ينفع الخلق بماله ، ويدفع حاجاتهم ، وينفق في المشاريع الخيرية ، فتقوم ويتسلسل نفعها ، ويعظم وقعها .
والثاني : ينفع الناس بعلمه ، وينشر بينهم الدين والعلم الذي يهتدي به العباد في جميع أمورهم ، من عبادات ومعاملات وغيرها .
q              بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار - (1 / 294)
قال تعالى : { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } [ يونس : 58 ]


q              بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار - (1 / 295)
وقد يكون من تمنى شيئا من هذه الخيرات ، له مثل أجر الفاعل إذا صدقت نيته ، وصمم من عزيمته أن لو قدر على ذلك العمل ، لعمل مثله ، كما ثبت بذلك الحديث . وخصوصا إذا شرع وسعى بعض السعي .

تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي - (1 / 180)
فَالْوَاجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَمْنَعَ نَفْسَهُ مِنَ الْحَسَدِ، لِأَنَّ الْحَاسِدَ يُضَادُّ حُكْمَ اللَّهِ تَعَالَى، وَالنَّاصِحَ هُوَ رَاضٍ بِحُكْمِ اللَّهِ تَعَالَى.


قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ  [الزمر : 9]
q              التحرير والتنوير - (23 / 349)
وَفِي ذَلِكَ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الْإِيمَانَ أَخُو الْعِلْمِ لِأَنَّ كِلَيْهِمَا نُورٌ وَمَعْرِفَةٌ حَقٌّ، وَأَنَّ الْكُفْرَ أَخُو الضَّلَالِ لِأَنَّهُ وَالضَّلَالَ ظُلْمَةٌ وَأَوْهَامٌ بَاطِلَة.

التحرير والتنوير - (23 / 349)
وَإِذْ قَدْ كَانَ نَفْيُ الِاسْتِوَاءِ كِنَايَةً عَنِ الْفَضْلِ آلَ إِلَى إِثْبَاتِ الْفَضْلِ لِلَّذِينَ يَعْلَمُونَ عَلَى وَجْهِ الْعُمُومِ، فَإِنَّكَ مَا تَأَمَّلْتَ مَقَامًا اقْتَحَمَ فِيهِ عَالِمٌ وَجَاهِلٌ إِلَّا وَجَدْتَ لِلْعَالَمِ فِيهِ مِنَ السَّعَادَةِ مَا لَا تَجِدُهُ لِلْجَاهِلِ وَلِنَضْرِبَ لِذَلِكَ مَثَلًا بِمَقَامَاتٍ سِتَّةٍ هِيَ جُلُّ وَظَائِفِ الْحَيَاةِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ:
الْمَقَامُ الْأَوَّلُ : الِاهْتِدَاءُ إِلَى الشَّيْءِ الْمَقْصُودِ نَوَالُهُ بِالْعَمَلِ بِهِ وَهُوَ مَقَامُ الْعَمَلِ،
فَالْعَالِمُ بِالشَّيْءِ يَهْتَدِي إِلَى طُرُقِهِ فَيَبْلُغُ الْمَقْصُودَ بِيُسْرٍ وَفِي قُرْبٍ وَيَعْلَمُ مَا هُوَ مِنَ الْعَمَلِ أولى بالإقبال عَنهُ، وَغَيْرُ الْعَالِمِ بِهِ يَضِلُّ مَسَالِكَهُ وَيُضِيعُ زَمَانَهُ فِي طَلَبِهِ فَإِمَّا أَنْ يَخِيبَ فِي سَعْيِهِ وَإِمَّا أَنْ يَنَالَهُ بَعْدَ أَنْ تَتَقَاذَفَهُ الْأَرْزَاءُ وَتَنْتَابَهُ النَّوَائِبُ وَتَخْتَلِطَ عَلَيْهِ الْحَقَائِقُ فَرُبَّمَا يَتَوَهَّمُ أَنَّهُ بَلَغَ الْمَقْصُودَ حَتَّى إِذَا انْتَبَهَ وَجَدَ نَفْسَهُ فِي غَيْرِ مُرَادِهِ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً [النُّور: 39] .
التحرير والتنوير - (23 / 350)
وَمِنْ أَجْلِ هَذَا شَاعَ تَشْبِيهُ الْعِلْمِ بِالنُّورِ وَالْجَهْلِ بِالظُّلْمَةِ.
الْمقَام الثَّانِي: ناشىء عَنِ الْأَوَّلِ وَهُوَ مقَام السَّلَام مِنْ نَوَائِبِ الْخَطَأِ وَمُزِلَّاتِ الْمَذَلَاتِ، فَالْعَالِمُ يَعْصِمُهُ عِلْمُهُ مِنْ ذَلِكَ، وَالْجَاهِلُ يُرِيدُ السَّلَامَةَ فَيَقَعُ فِي الْهَلَكَةِ، فَإِنَّ الْخَطَأَ قَدْ يُوقِعُ فِي الْهَلَاكِ مِنْ حَيْثُ طَلَبِ الْفَوْزِ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ [الْبَقَرَة: 16] إِذْ مَثَّلَهُمْ بِالتَّاجِرِ خَرَجَ يَطْلُبُ فَوَائِدَ الرِّبْحِ مِنْ تِجَارَتِهِ فَآبَ بِالْخُسْرَانِ وَلِذَلِكَ يُشَبَّهُ سَعْيُ الْجَاهِلِ بِخَبْطِ الْعَشْوَاءِ، وَلِذَلِكَ لَمْ يَزَلْ أَهْلُ النُّصْحِ يُسَهِّلُونَ لِطَلَبَةِ الْعِلْمِ الْوَسَائِلَ الَّتِي تَقِيهُمُ الْوُقُوعَ فِيمَا لَا طَائِلَ تَحْتَهُ مِنْ أَعْمَالِهِمْ.
الْمَقَامُ الثَّالِثُ: مَقَامُ أُنْسِ الِانْكِشَافِ فَالْعَالِمُ تَتَمَيَّزُ عِنْدَهُ الْمَنَافِعُ وَالْمَضَارُّ وَتَنْكَشِفُ لَهُ الْحَقَائِقُ فَيَكُونُ مَأْنُوسًا بِهَا وَاثِقًا بِصِحَّةِ إِدْرَاكِهِ وَكُلَّمَا انْكَشَفَتْ لَهُ حَقِيقَةٌ كَانَ كَمَنْ لَقِيَ أَنِيسًا بِخِلَافِ غَيْرِ الْعَالِمِ بِالْأَشْيَاءِ فَإِنَّهُ فِي حَيْرَةٍ مِنْ أَمْرِهِ حِينَ تَخْتَلِطُ عَلَيْهِ الْمُتَشَابِهَاتُ فَلَا يَدْرِي مَاذَا يَأْخُذُ وَمَاذَا يَدَعُ، فَإِنِ اجْتَهَدَ لِنَفْسِهِ خَشِيَ الزَّلَلَ وَإِنْ قَلَّدَ خَشِيَ زَلَلَ مُقَلَّدِهِ، وَهَذَا الْمَعْنَى يَدْخُلُ تَحْتَ قَوْلِهِ تَعَالَى: كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا [الْبَقَرَة:
20] .
الْمَقَامُ الرَّابِعُ: مَقَامُ الْغِنَى عَنِ النَّاسِ بِمِقْدَارِ الْعِلْمِ وَالْمَعْلُومَاتِ فَكُلَّمَا ازْدَادَ عِلْمُ الْعَالِمِ قَوِيَ غِنَاهُ عَنِ النَّاسِ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ.
الْمَقَامُ الْخَامِسُ: الِالْتِذَاذُ بِالْمَعْرِفَةِ، وَقَدْ حَصَرَ فَخْرُ الدِّينِ الرَّازِيُّ اللَّذَّةُ فِي الْمَعَارِفِ وَهِيَ لَذَّةٌ لَا تَقْطَعُهَا الْكَثْرَةُ. وَقَدْ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا بِالظِّلِّ إِذْ قَالَ: وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ [فاطر: 19- 21] فَإِنَّ الْجُلُوسَ فِي الظِّلِّ يَلْتَذُّ بِهِ أَهْلُ الْبِلَادِ الْحَارَّةِ.
الْمَقَامُ السَّادِسُ: صُدُورُ الْآثَارِ النَّافِعَةِ فِي مَدَى الْعُمْرِ مِمَّا يُكْسِبُ ثَنَاءَ النَّاسِ فِي الْعَاجِلِ وَثَوَابَ اللَّهِ فِي الْآجِلِ، فَإِنَّ الْعَالِمَ مَصْدَرُ الْإِرْشَادِ وَالْعِلْمِ دَلِيل عَلَى الْخَيْرِ وَقَائِدٌ إِلَيْهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ [فاطر: 28] . وَالْعِلْمُ عَلَى مُزَاوَلَتِهِ
ثَوَابٌ جَزِيلٌ،
قَالَ النَّبِيءُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةَ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ»
التحرير والتنوير - (23 / 351)
وَعَلَى بَثِّهِ مِثْلُ ذَلِكَ،
قَالَ النَّبِيءُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، وَعِلْمٍ بثه فِي صُدُور الرِّجَال، وَوَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ بِخَيْرٍ»
. فَهَذَا التَّفَاوُتُ بَيْنَ الْعَالِمِ وَالْجَاهِلِ فِي صُوَرِهِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا مَشْمُولٌ لِنَفْيِ الِاسْتِوَاءِ الَّذِي فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ وَتَتَشَعَّبُ مِنْ هَذِهِ الْمَقَامَاتِ فُرُوعٌ جَمَّةٌ وَهِيَ عَلَى كَثْرَتِهَا تَنْضَوِي تَحْتَ مَعْنَى هَذِهِ الْآيَةِ.



Senin, 27 Maret 2017

Syarah Shohih At-Targhib : Hadits 1418-1423




1 - الترغيب في قراءة القرآن في الصلاة وغيرها، وفضل تعلمه وتعليمه، والترغيب في سجود التلاوة

1418 - ( صحيح )
 وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطيعة رحم فقلنا يا رسول الله كلنا نحب ذلك
 قال أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم أو فيقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وثلاث وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل
 رواه مسلم وأبو داود وعنده كوماوين زهراوين بغير إثم لله عز وجل ولا قطيعة رحم
 قالوا كلنا يا رسول الله
 قال فلأن يغدو أحدكم كل يوم إلى المسجد فيعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين وإن ثلاث فثلاث مثل أعدادهن 

q              عون المعبود - (4 / 231)
والحاصل أنه صلى الله عليه و سلم أراد ترغيبهم في الباقيات وتزهيدهم عن الفانيات فذكره هذا على سبيل التمثيل والتقريب إلى فهم العليل وإلا فجميع الدنيا أحقر من أن يقابل بمعرفة آية من كتاب الله تعالى أو بثوابها من الدرجات العلى

q              المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم - (7 / 62)
ومقصود الحديث الترغيب في تعلم القرآن وتعليمه ، وخاطبهم على ما تعارفوه ، فإنهم أهل الإبل ، وإلاَّ فأقلّ جزء من ثواب القرآن [وتعليمه] خير من الدنيا وما فيها ، وقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها )).
=================================================
1419 - ( صحيح )
 وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب
ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو
ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة : ريحها طيب وطعمها مر
ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر
 وفي رواية مثل الفاجر بدل المنافق
 رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه

الأترجة : Jeruk Sukade atau Jeruk Medika
الريحانة : selasih
الحنظلة : Koloquinte (Bahasa Belanda), sebangsa semangka.

q              تطريز رياض الصالحين - (1 / 581)
شَبَّهَ المؤمن القارئ بالأُتْرُجَّةِ لِما اشتملت عليه من الخواص الموجودة فيها مع حسن المنظر، وطيب الطعم، ولين المَلْمس، ويستفيد المتناول لها بعد الالتذاذ بها طيب النكهة، ودباغ المعدة، وقوة الهضم، فاشتركت فيها الحواس الأربع: الشَّمُّ، والبَصَرُ، والذَّوْقُ، واللَّمْسُ.
وشَبَّهَ المؤمن غير القارئ بالتمرة لاشتماله على الإيمان كاشتمال التمرة على الحلاوة.
وشبَّه المنافق بالرَّيْحانة لطيب تلاوته، وخبث عمله، وشبَّه المنافق الذي لا يقرأ بالحنظلة، وهي الشجرة الخبيثة.
قال الحافظ: وفي الحديث فضيلةُ حامل القرآن، وضربُ المَثَلِ للتقريب للفهم. وإن المقصود من تلاوة القرآن العمل بما دل عليه.
================================================
1420 - ( صحيح )
 وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة : ريحها طيب، وطعمها طيب، # ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن : كمثل التمرة : لا ريح لها، وطعمها طيب #ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن : كمثل الريحانة :ريحها طيب وطعمها مر # ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن : كمثل الحنظلة : طعمها مر ولا ريح لها # ومثل الجليس الصالح : كمثل صاحب المسك : إن لم يصبك منه شيء أصابك من ريحه ومثل الجليس السوء كمثل صاحب الكير إن لم يصبك من سواده أصابك من دخانه
 رواه أبو داود

q              شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (6 / 232)
وهذا الحديث حجة فى جوازه ؛ لأن النبى ضرب مثل الجليس الصالح بصاحب المسك ، وقال : لا تعدم منه أن تشتريه أو تجد ريحه . فأخبر عليه السلام بعادة الناس فى شرائه ، ورغبتهم فى شمه ، ولو لم يجز شراؤه لبين ذلك عليه السلام ، وقد حرم الله بيع الأنجاس ، واستعمال روائح المنتة فلا معنى لقول من كرهه ، وإنما خرج كلامه عليه السلام فى هذا الحديث على المثل فى النهى عن مجالسة من يتأذى بمجالسته ، كالمغتاب والخائض فى الباطل ، والندب إلى مجالسة من ينال فى مجالسته الخير من ذكر الله - تعالى - وتعلم العلم وأفعال البر كلها ،
================================================
1421 - ( صحيح )
 وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران
 وفي رواية والذي يقرؤه وهو يشتد عليه له أجران
 رواه البخاري ومسلم واللفظ له وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه

q              فتح الباري- تعليق ابن باز - (13 / 519)
قال –ابن بطال- : ولعل البخاري أشار بأحاديث هذا الباب إلى أن الماهر بالقرآن هو الحافظ له مع حسن الصوت به والجهر به بصوت مطرب بحيث يلتذ سامعه انتهى،

q              شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (10 / 542)
قال المهلب : المهارة بالقرآن : جودة التلاوة له بجودة الحفظ ، فلا يتلعثم فى قراءته ، ولا يتغير لسانه بتشكك فى حرف أو قصة مختلفة النص ، وتكون قراءته سمحة بتيسير الله له كما يسره على الملائكة الكرام البررة ، فهو معها فى مثل حالها من الحفظ ، وتيسير التلاوة ، وفى درجة الأجر إن شاء الله ، فيكون بالمهارة عند كريمًا برًا ،

q              التيسير بشرح الجامع الصغير ـ للمناوى - (2 / 878)
( وهو عليه شاق له أجران ) أجر لقراءته وأجر بمشقته ولا يلزم منه أفضليته على الماهر لان الاجر الواحد قد يفضل أجورا كثيرة هذا ما قرره جمهور الشراح وقال ابن عبد السلام اذا لم يتساو العملان لا يلزم تفضيل أشقهما بدليل أن الايمان أفضل الاعمال مع سهولته وخفته على اللسان وكذا الذكر كما شهدت به الاخبار

q              فيض القدير - (6 / 259)
وقال القاضي : الماهر بالقرآن حافظ له أمين عليه يؤديه إلى المؤمنين يكشف لهم ما يلتبس عليهم معدود من عداد السفرة فإنهم الحاملون لأصله الحافظون له ينزلون به على أنبياء الله ورسله ويؤدون إليهم ألفاظه ويكشفون معانيه

q              المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم - (7 / 58)
قال المهلَّب : المهارة في القرآن : جودة التلاوة ، بجودة الحفظ ، ولا يتردّد فيه ؛ لأنه يسره الله تعالى عليما ؛ كما يسره على الملائكة ، [فهو على] مثلها في الحفظ والدرجة ، والسفرة : جمع سافر ، وهم ملائكة الوحي ، سُمُّوا بذلك لأنهم يسفرون بين الله وبين خلقه . وقيل : هم الكتبة ، والكاتب يسمى : سافرًا ، ومنه أسفار الكتاب . وعلى هذا فيكون وجه كونهم مع الملائكة : أن حملة القرآن يبلغون كلام الله إلى خلقه ، فهم سفراء بين رسل الله تعالى وبين خلقه ، فهم معهم ؛
================================================
1422 - ( حسن لغيره )
 وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أوصني قال عليك بتقوى الله فإنه رأس الأمر كله
 قلت يا رسول الله زدني
 قال عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض وذخر لك في السماء
 رواه ابن حبان في صحيحه في حديث طويل

q              مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (7 / 3052)
(قَالَ: عَلَيْكَ بِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ) أَيْ: فَإِنَّهَا مَجْلَبَةٌ لِلتَّقْوَى وَمُوَرِّثَةٌ لِلدَّرَجَاتِ الْعُلَا

q              تفسير ابن رجب الحنبلي - (1 / 364)
وفي الجملةِ، فالتقوى هي وصيةُ اللَّهِ لجميع خلْقِهِ، ووصيةُ رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لأمتِهِ، وكانَ - صلى الله عليه وسلم - إذا بَعَثَ أميرًا على سَرِيَّةٍ أوصاهُ في خاصةِ نفسهِ بتقوى اللَّهِ، وبمن معهُ من المسلمينَ خيرًا.
==============================================
1423 - ( صحيح )
 وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
«الْقُرْآنُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ، وَمَاحِلٌ مُصَدَّقٌ فَمَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَنْ جَعَلَهُ خَلْفَ ظهره سَاقَهُ إِلَى النَّارِ» رواه ابن حبان في صحيحه

q              فيض القدير - (4 / 535)
لأن القانون الذي تستند إليه السنة والإجماع والقياس فمن لم يجعله إمامه فقد بنى على غير أساس فانهار به في نار جهنم

q              التنوير شرح الجامع الصغير - (8 / 107)
فمن أعرض عنه وقع في العذاب.

قال الله تعالى :
((مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا))  [طه : 100]

وقال تعالى :
((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى))  [طه : 124]
q              تفسير ابن كثير / دار طيبة - (5 / 322_323)
{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي } أي: خالف أمري، وما أنزلته على رسولي، أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه { فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا } أي: في الدنيا، فلا طمأنينة له، ولا انشراح لصدره، بل صدره [ضيق] (1) حَرَج لضلاله، وإن تَنَعَّم ظاهره، ولبس ما شاء وأكل ما شاء، وسكن حيث شاء، فإن قلبه____ما لم يخلص إلى اليقين والهدى، فهو في قلق وحيرة وشك، فلا يزال في ريبة يتردد. فهذا من ضنك المعيشة.
وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ  [الزخرف : 36]
q              التحرير والتنوير - (25 / 209)
فَمَعْنَى وَمَنْ يَعْشُ مَنْ يَنْظُرُ نَظَرًا غَيْرَ مُتَمَكِّنٍ فِي الْقُرْآنِ، أَيْ مَنْ لَا حَظَّ لَهُ إِلَّا سَمَاعُ كَلِمَاتِ الْقُرْآنِ دُونَ تَدَبُّرٍ وَقَصْدٍ لِلِانْتِفَاعِ بِمَعَانِيهِ، فَشَبَّهَ سَمَاعَ الْقُرْآنِ مَعَ عَدَمِ الِانْتِفَاعِ بِهِ بِنَظَرِ النَّاظِرِ دُونَ تَأَمُّلٍ.
وَعُدِّيَ يَعْشُ بِ عَنْ الْمُفِيدَةِ لِلْمُجَاوَزَةِ لِأَنَّهُ ضُمِّنَ مَعْنَى الْإِعْرَاضِ عَن ذكر الرحمان وَإِلَّا فَإِنَّ حَقَّ عَشَا أَنْ يُعَدَّى بِ (إِلَى)







Kamis, 23 Maret 2017

Syarah Al-Kaba'ir : Dosa Besar ke-44


الكبيرة الرابعة الأربعون :
المصور في الثياب والحيطان ونحو ذلك

قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فِي الدُّنْيَا كُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ وَلَيْسَ بِنَافِخٍ" .

عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (12 / 39)
وَفِيه إِبَاحَة تَصْوِير مَا لَا روح لَهُ كالشجر وَنَحْوه، وَهُوَ قَول جُمْهُور الْفُقَهَاء وَأهل الحَدِيث، فَإِنَّهُم استدلوا على ذَلِك بقول ابْن عَبَّاس: فَعَلَيْك بِهَذَا الشّجر ... إِلَى آخِره، فَإِن ابْن عَبَّاس استنبط قَوْله من قَوْله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (فَإِن الله معذبه حَتَّى ينْفخ فِيهَا) . أَي: الرّوح، فَدلَّ هَذَا على أَن المصور إِنَّمَا يسْتَحق هَذَا الْعَذَاب لكَونه قد بَاشر تَصْوِير حَيَوَان مُخْتَصّ بِاللَّه تَعَالَى، وتصوير جماد لَيْسَ لَهُ فِي معنى ذَلِك، فَلَا بَأْس بِهِ.

شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (9 / 183)
قال الطبرى : وفى قوله عليه السلام : ( من صور صورة كلف أن ينفخ فيها الروح ) دليل بين أن الوعيد إنما جاء فى تصوير ماله روح من الحيوان ، وأما تصوير الشجر والجمادات فليس بداخل فى معنى الحديث .

عنْ سَعِيدِ بنِ أبِي الحَسَنِ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِي الله تَعَالَى عنهُما إذَا أتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَبَا عَبَّاسٍ إنِّي إنْسَانٌ إنَّما مَعِيشَتِي مِنْ صَنْعَةِ يَدِي وإنِّي أصْنَعُ هَذِهِ التَّصَاوِيرَ فَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ لاَ أُحَدِّثُكَ إلاَّ مَا سَمِعْتُ منْ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَمِعْتُهُ يَقولُ منْ صَوَّرَ صورَةً فإنَّ الله مُعَذِّبُهُ حَتَّى يَنْفُخَ فِيها الرُّوحَ ولَيْسَ بِنافِخٍ فِيها أبَدا فَرَبا الرَّجُلُ رَبْوَةً شَدِيدَةً واصْفَرَّ وجْهُهُ فَقَالَ وَيْحَكَ إنْ أبَيْتَ إلاَّ أنْ تَصْنَعَ فَعَلَيْكَ بِهَذَا الشَّجَرِ كُلِّ شَيْءٍ لَيْسَ فِيهِ رُوحٌ." خ

عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (22 / 76)
وَقَالَ شَيخنَا زين الدّين رَحمَه الله: فِيهِ دلَالَة على أَن المصور لَا يَنْقَطِع تعذيبه لِأَنَّهُ كلف أَن ينْفخ فِي تِلْكَ الصُّورَة الرّوح وَجعل غَايَة عَذَابه إِلَى أَن ينْفخ فِي تِلْكَ الصُّورَة الرّوح،

عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (12 / 40)
وَفِيه: مَا قَالَه الْقُرْطُبِيّ: يُسْتَفَاد من قَوْله: (وَلَيْسَ بنافخ) جَوَاز التَّكْلِيف بِمَا لَا يقدر عَلَيْهِ، قَالَ: وَلَكِن لَيْسَ مَقْصُود الحَدِيث التَّكْلِيف، وَإِنَّمَا الْمَقْصُود مِنْهُ تَعْذِيب الْمُكَلف وَإِظْهَار عَجزه عَمَّا تعاطاه مُبَالغَة فِي توبيخه وَإِظْهَار قبح فعله.

q              بحر الفوائد المشهور بمعاني الأخبار - (1 / 94)
وفيها جفاء لأن فيها منازعة الله تعالى إذ الله تعالى هو الخالق المصور ، وفيها إخبار في | التشديد من الوعيد وهي معصية عظيمة ، فيكون تخلف الملائكة عليهم السلام عن البيت | الذي فيه كلب وصورة لأجل معصية أهل البيت لله تعالى في ذلك

==================================================

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ، يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ " خ_م

فتح الباري- تعليق ابن باز - (10 / 384)
وقال أبو الوليد بن رشد في "مختصر مشكل الطحاوي" ما حاصله. إن الوعيد بهذه الصيغة إن ورد في حق كافر فلا إشكال فيه لأنه يكون مشتركا في ذلك مع آل فرعون ويكون فيه دلالة على عظم كفر المذكور، وإن ورد في حق عاص فيكون أشد عذابا من غيره من العصاة ويكون ذلك دالا على عظم المعصية المذكورة.

فتح الباري- تعليق ابن باز - (10 / 384)
قال النووي قال العلماء: تصوير صورة الحيوان حرام شديد التحريم وهو من الكبائر لأنه متوعد عليه بهذا الوعيد الشديد، وسواء صنعه لما يمتهن أم لغيره فصنعه حرام بكل حال، وسواء كان في ثوب أو بساط أو درهم أو دينار أو فلس أو إناء أو حائط أو غيرها، فأما تصوير ما ليس فيه صورة حيوان فليس بحرام. قلت: ويؤيد التعميم فيما له ظل وفيما لا ظل له ما أخرجه أحمد من حديث علي "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أيكم ينطلق إلى المدينة فلا يدع بها وثنا إلا كسره ولا صورة إلا لطخها أي طمسها" الحديث،

فتح الباري- تعليق ابن باز - (10 / 384)
وقال الخطابي: إنما عظمت عقوبة المصور لأن الصور كانت تعبد من دون الله، ولأن النظر إليها يفتن، وبعض النفوس إليها تميل.

فتح الباري- تعليق ابن باز - (10 / 384)
وخص بعضهم الوعيد الشديد بمن صور قاصدا أن يضاهي، فإنه يصير بذلك القصد كافرا، وسيأتي في "باب ما وطئ من التصاوير" بلفظ: "أشد الناس عذابا الذين يضاهون بخلق الله تعالى" وأما من عداه فيحرم عليه ويأثم. لكن إثمه دون إثم المضاهي. قلت: وأشد منه من يصور ما يعبد من دون الله كما تقدم.

شرح النووي على مسلم - (14 / 90_91)
وهذه الأحاديث صريحة فى تحريم تصوير الحيوان وانه غليظ التحريم وأما____الشجر ونحوه ممالا روح فيه فلا تحرم صنعته ولاالتكسب به وسواء الشجر المثمر وغيره وهذا مذهب العلماء كافة الامجاهدا فانه جعل الشجر المثمر من المكروه قال القاضي لم يقله أحد غير مجاهد واحتج مجاهد بقوله تعالى ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا كخلقى واحتج الجمهور بقوله صلى الله عليه و سلم ويقال لهم أحيوا ما خلقتم أى اجعلوه حيوانا ذا روح كما ضاهيتم وعليه
==================================================
قالت عائشة رضي الله عنها: صحيح البخاري ـ حسب ترقيم فتح الباري - (7 / 215)
قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ سَفَرٍ وَقَدْ سَتَرْتُ بِقِرَامٍ لِي عَلَى سَهْوَةٍ لِي فِيهَا تَمَاثِيلُ فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَتَكَهُ وَقَالَ أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللهِ قَالَتْ فَجَعَلْنَاهُ وِسَادَةً ، أَوْ وِسَادَتَيْنِ» متفق عليه.

q              تطريز رياض الصالحين - (1 / 946)
فيه: تحريم استعمال الصور، ولو كانت غير مجسمة، وجواز استعمالها إذا قطعت.

q              شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (9 / 178)
فى هذا الحديث حجة لمن أجاز من استعمال الصور مايمتهن ويبسط ، إلا ترى أن عائشة فهمت من إنكار النبى - عليه السلام - للصور فى الستر أن ذلك لما كان منصوبًا ومعلقًا دون ماكن منها مبسوطًا يمتهن بالجلوس على والارتفاق ، فلذلك جعلته وسادة ،

q              فيض القدير - (1 / 518)
فمن صور الحيوان ليعبد أو قصد به المضاهاة لخلق ربه واعتقد ذلك فهو أشد الناس عذابا لكفره ومن لم يقصد ذلك فهو فاسق فتصوير الحيوان كبيرة ولو على ما يمتهن كثوب وبساط ونقد وإناء وحائط . ولا يحرم تصوير غير ذي روح ولا ذي روح لامثل له كفرس أو إنسان بجناحين . ويستثنى من تحريم التصوير لعب البنات لهن فيجوز عند المالكية والشافعية لورود الترخيص فيه وشذ بعضهم فمنعها ورأى أن حلها منسوخ بهذا الخبر ونحوه وهو كما قال القرطبي ممنوع منه مطالب بتحقيق التعارض والتاريخ <تنبيه> عدوا من خصائص هذه الأمة حرمة التصوير

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (7 / 2851)
قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: فَإِنِ اعْتَقَدَ ذَلِكَ فَهُوَ كَافِرٌ يَزِيدُ عَذَابُهُ بِزِيَادَةِ قُبْحِ كُفْرِهِ، وَإِلَّا فَالْحَدِيثُ مَحْمُولٌ عَلَى التَّهْدِيدِ

ذخيرة العقبى في شرح المجتبى - (39 / 147)
[قلنا]: حكم التصوير غير حكم استعمال الصور، فالتصوير حرام مطلقاً، واستعمال المستثنيات منْ الصور جائز، فيجوز لمن وجد صورة منْ المستثنيات أن يستعملها؛ للأحاديث الصحاح التي تقدّمت، ولا يجوز له أن يصورها؛ للوعيد المذكور فِي أحاديث الباب، والبابين بعده.
والحاصل أن الأحاديث التي فيها الاستثناء إنما تفيد جواز استعمال الصور، لا جواز التصوير. فليُتنبّه، فإنه منْ مزالّ الأقدام. والله تعالى أعلم بالصواب.
=================================================
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (7 / 2855)
288_وفي السنن بإسناد جيد : " «يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهَا عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ، وَأُذُنَانِ تَسْمَعَانِ، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ يَقُولُ: " إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلَاثَةٍ: بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَكُلِّ مَنْ دَعَا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ، وَبِالْمُصَوِّرِينَ» ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.

q              قال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة(512) : "قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين".

q              مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (7 / 2855)
وَالْمَعْنَى أَنَّهُ تَخْرُجُ قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ عَلَى هَيْئَةِ الرَّقَبَةِ الطَّوِيلَةِ لَهَا
===============================================
وقال ابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ سمعت رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الَّذِينَ يَصْنَعُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالُ لَهُمْ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ". متفق عليه

q              شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (9 / 175)
قال المؤلف : المتكلف من ذلك مضاهاة ماصوره ربه فى خلقه أعظم جرمًا من فرعون وآله ، لأن فرعون كان كفره بقوله : ( أنا ربكم الأعلى ) من غير إدعاء منه أنه يخلق ولا محالة منه أن ينشىء خلقا يكون كخلقه تعالى شبيهًا ونظيرًا ، والمصور المضاهى بتصويره ذلك منطو على تمثيله نفسه بخالقه ، فلا خلق أعظم كفرًا منه فهو بذلك اشادهم عذابا وأعظم عقابًا ، وأما من صور صورة غير مضاه ماخلق ربه ، وإن كان بفعله مخطئًا ، فغير داخل فى معنى من شاهى ربه بتصويره

q              فيض القدير - (2 / 382)
ونسب الخلق إليهم تهكما واستهزاء وهذا يؤذن بدوام تعذيب المصور لتكليفه نفخ الروح وليس بنافخ وهو على بابه إن استحل التصوير لكفره وإلا فهو زجر وتهديد إذ دوام التعذيب إنما للكفار

q              تطريز رياض الصالحين - (1 / 946)
فيه: تحريم التصوير، وأنه من كبائر الذنوب.
==================================================
نيل الأوطار - (2 / 100)
وعن ابن عباس سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس تعذبه في جهنم - متفق عليه

q              نيل الأوطار - (2 / 100)
 - الحديثان يدلان على أن التصوير من أشد المحرمات للتوعد عليه بالتعذيب في النار وبأن كل مصور من أهل النار ولورود لعن المصورين في أحاديث أخر وذلك لا يكون إلا على محرم متبالغ في القبح وإنما كان التصوير من أشد المحرمات الموجبة لما ذكر لأن فيه [ ص 101 ] مضاهاة لفعل الخالق جل جلاله ولهذا سمى الشارع فعلهم خلقا وسماهم خالقين وظاهر قوله كل مصور
 وقوله ( بكل صورة صورها ) أنه لا فرق بين المطبوع في الثياب وبين ما له جرم مستقل . ويؤيد ذلك ما في حديث عائشة المتقدم من التعميم وما في حديث مسلم وغيره ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هتك درنوكا لعائشة كان فيه صور الخيل ذوات الأجنحة حتى اتخذت منه وسادتين ) والدرنوك ضرب من الثياب أو البسط .

q              نيل الأوطار - (2 / 100)
فهذه الأحاديث قاضية بعدم الفرق بين المطبوع من الصور والمستقل لأن اسم الصورة صادق على الكل إذ هي كما في كتب اللغة الشكل وهو يقال لما كان منها مطبوعا على الثياب شكلا نعم حديث أبي طلحة عند مسلم وأبي داود وغيرهما بلفظ : ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا تمثال )
==================================================
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ خَلْقًا كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا حَبَّةً ، أَوْ فَلْيَخْلُقُوا شَعِيرَةً ، أَوْ لِيَخْلُقُوا ذَرَّةً " متفق عليه

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ خَلْقًا كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا حَبَّةً ، أَوْ فَلْيَخْلُقُوا شَعِيرَةً ، أَوْ لِيَخْلُقُوا ذَرَّةً " متفق عليه

شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (9 / 176)
فيه : عَائِشَةَ ، أَنَّ النَّبِى ( صلى الله عليه وسلم ) لَمْ يَكُنْ يَتْرُكُ فِى بَيْتِهِ شَيْئًا فِيهِ تَصَالِيبُ إِلا نَقَضَهُ . / 125 - وفيه : أَبُو هُرَيْرَةَ ، أَنَّه دَخَل دَارًا بِالْمَدِينَةِ ، فَرَأَى أَعْلاهَا مُصَوِّرًا يُصَوِّرُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم ) يَقُولُ : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِى ، فَلْيَخْلُقُوا حَبَّةً ، وَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً ) ، ثُمَّ دَعَا بِتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ فَغَسَلَ يَدَيْهِ حَتَّى بَلَغَ إِبْطَهُ . فَقُلْتُ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، أَشَىْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم ) ؟ قَالَ : مُنْتَهَى الْحِلْيَةِ . قال المؤلف : فى حديث عائشة حجة لمن كره الصور فى كل شىء مما يمتهن ويوطأ وغيره ، لعموم قول عائشة ( أن النبى - عليه - لم يكن يترك فى بيته شيئًا فيه تماثيل إلا نقضه ) فدخل فى ذلك جميع وجوه استعمال الصور فى البسط واللباس وغيره ، وفى حديث أبى هريرة دليل على أن نهيه عليه السلام عن الصور مجمل ، معناه عندهم على العموم أيضًا فى الحيطان والثياب وغيرها .

إكمال المعلم بفوائد مسلم - (6 / 639)
هذا أشد ما جاء فى هذا الباب. قال المهلب: ثم استقرت الكراهة على ما فيه الروح.
وقال بعض العلماء : إن رأس الصورة إذا قطعت فهو تغيير لها، ويباح اتخاذها حينئذ. وقد جاء فى هذا أثر ذكره أبو داود، وعليه تأول بعضهم اتخاذ القرام وسائد؛ إذ لعله فى قطعه وهتك النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له تقطعت صورته وانقسمت أشكالها، فلم يبق منها فى وسادة منها صورة كاملة، وهذا يقوله من يمنعها فى الممتهن وغيره، وإذا كان هذا لم تكن فيه حجة فى جواز اتخاذها فيما يمتهن.

وصح أنه –صلى الله عليه وسلم- لعن المصورين

صحيح البخاري ـ حسب ترقيم فتح الباري - (7 / 79)
5347- حَدَّثَنَا آدَمُ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
"لَعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ وَآكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَنَهَى عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ وَكَسْبِ الْبَغِيِّ وَلَعَنَ الْمُصَوِّرِينَ."

q              قال بدر الدين عن صاحبي الربا في عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (21 / 10)
وَإِنَّمَا سوى فِي الْإِثْم بَينهمَا وَإِن كَانَ أَحدهمَا رابحا وَالْآخر خاسرا لِأَنَّهُمَا فِي فعل الْحَرَام شريكان متعاونان.

q              أعلام الحديث (شرح صحيح البخاري) - (2 / 1016)
قلتُ: نَهيُ النبي , صلى الله عليه وسلم , عن ثَمَن___الكلب , يُوجب فساد بَيع الكلب , لأن العَقْد أحد طَرَفيه الثَّمَن , والآخر المُثَمّن ,فإذا بَطَل أحدهما بَطَل الآخرى , وظاهر النهي يُوجب فساد المنهي عنه ,
إلا أن تقوم دلالة على خِلافه , وهذا هُو مَذْهب العلماء في قديم الدهر وحَديثه , ولا يُمكن أن يُتوصل إلى معرفة فساد الشيء بأمر أبْيَن من النهي عنه.
ونَهيُه عن ثَمَن الدم , يُريد: أجْر الحَجَّام , نَهْي تَنْزيه ,بدليل حديث محيِّصَة , حين قِيل له: أعّلِفْه ناضحك , ولأنه -صلى الله عليه وسلم- , احْتَجَم , فأعطى الحَجَّام أجْرَه , ولو كان حَراما لم يُعْطِه.
والواشِمَة: هي التي تَشِمُ يَد صاحبتها المَوْشومَة , وذلك أن يُعَلِّمه بدارات ونُقوش غَرْزا بالإبر حتى تَدْمَى , ثم تُحْشَى بإثْمِد ونحوه , فإذا انْدَمَلَت بَقِيَت آثارها خُضْرا , نَهَى الفاعِلَة والمَفْعول

أعلام الحديث (شرح صحيح البخاري) - (2 / 1018)
بها ذلك. لأنه من عَمَل الجاهلية.
وفيه: تغيير الخَلْق.
ومعنى قوله: نَهَى عن الواشمة , أي: فِعْل الواشمة.
وأما أكْل الربا , فقد ذَكَر شَانه في كتابه , وأغْلظَ الوعيد له , وسَوَّى رسوله , صلى الله عليه وسلم , بينه , وبين مُوكِلِه , إذ كان
لا يَتَوصَّل إلى أكله إلا بمُعاوَنَته ومُشارَكَته إيَّاه فهُما شريكان في الإثْم , كما كانا شريكين في الفِعْل , وإن كان أحدهما مغتَبطا بفِعله لما يَسْتَفْضِلُه من الرِّبح , والآخر مُهْتَضَما بما يَلْحَقُه من النَّقْص. ولله -عزّ وجلّ- حدودٌ لا تُتَجاوز في وقت العُدْم والوُجْد , وعند اليُسْر والعُسْر, والضرورة لا تلحَقُه بوجه في أن يُوكلَه الربا , لأنه قد يَجِد السبيل إلى أن يَتَوَصَّل إلى حاجته بوجه من وجوه المُعامَلات والمُبايَعات.
وأما لعنة المُصَوِّرين , فإنما يَنْصرِف ذلك إلى من يُصَوِّر الحَيوان دون الشَّجَر ونحوها من أشكال الأشياء , وقد رُوِيَ عنه -صلى الله عليه وسلم-, أنهم يُعَذَّبون في القيامة يقال لهم: " أحْيُوا
ما خَلَقْتُم " , وليس في تصوير الشجَر ونحوِها من الفِتنة ما في تصوير الحَيَوان , فإن الأصنام التي عُبِدَت , إنما هي صور الحيوان , تُعْمَلُ , فَتُعْبَدُ من دون الله فالفتنة فيها أشَدُّ , والإثْم أعْظَم.

نيل الأوطار - (5 / 204)

قوله " ولعن المصورين " فيه أن المصور من أشد المحرمات لأن اللعن لا يكون إلا على ما هو كذلك وقد تقدم ما يحرم من التصوير ومالا يحرم في أبواب اللباس .