Rabu, 01 November 2017

Riyadh 565-566

باب : الإيثار والمواساة

[565] وعنه قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «طَعَامُ الاثْنَيْنِ كَافِي الثَّلاَثَةِ، وَطَعَامُ الثَّلاَثَةِ كَافِي الأربَعَةِ» . متفقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية لمسلمٍ عن جابر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قَالَ : «طَعَامُ الوَاحِدِ يَكْفِي الاثْنَيْنِ، وَطَعَامُ الاثْنَيْنِ يَكْفِي الأَرْبَعَةَ، وَطَعَامُ الأَرْبَعَة يَكْفِي الثَّمَانِية» .

شرح الكلمات :

شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (9 / 471)
يريد أنه ما شبع اثنان يكفى ثلاثة رجال ومايشبع منه ثلاثة يكفى أربعة والكفاية ليست بالشبع والاستنباط كما أنها ليست بالغنى والإكثار ، ، ألا ترى قول أبى حازم : ابن آدم إذا كان مايكفيك لايغنيك فليس شىء يغنيك

تحفة الأحوذي - (5 / 444)
في شرح السنة حكى إسحاق بن راهويه عن جرير قال تأويله شبع الواحد قوت الاثنين وشبع الاثنين قوت الأربعة

شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك - (4 / 380)
وقال العز بن عبد السلام في الأمالي :
"إن أريد الإخبار عن الواقع، فمشكل، لأن طعام الاثنين لا يكفي إلا اثنين،
وإن كان له معنى آخر، فما هو؟
والجواب من وجهين :
أحدهما : أنه خبر بمعنى الأمر، أي : أطعموا طعام الاثنين الثلاثَ،
والثاني : أنه للتنبيه على أن ذلك يقوت الثلاث، وأخبرنا بذلك، لئلا نجزع،
والأول أرجح لأن الثاني معلوم انتهى

تنوير الحوالك - (1 / 223)
قيل معناه إن شبع الأقل يكفي قوت الأكثر وقيل المراد الحض على المكارمة والتقنع بالكفاية وقيل معناه أن الله يضع من بركته فيه التي وضع لنبيه فيزيد حتى يكفيهم
قال بن العربي : وهذا إذا صحت نيتهم فيه وانطلقت ألسنتهم به، فان قالوا : "لا يكفينا", قيل لهم : "البلاء موكل بالمنطق."

فوائد الحديث :

شرح النووي على مسلم - (14 / 23)
هَذَا فِيهِ الْحَثّ عَلَى الْمُوَاسَاة فِي الطَّعَام ، وَأَنَّهُ وَإِنْ كَانَ قَلِيلًا حَصَلَتْ مِنْهُ الْكِفَايَة الْمَقْصُودَة ، وَوَقَعَتْ فِيهِ بَرَكَهُ تَعُمّ الْحَاضِرِينَ عَلَيْهِ . وَاللَّه أَعْلَم .

تطريز رياض الصالحين - (1 / 373)
المراد بذلك: الحض على المكارم، والتقنع بالكفاية، وأنه ينبغي للاثنين إدخال ثالث لطعامهما، وإدخال رابع أيضًا بحسب من يحضر.
وعند الطبراني : «كلوا جميعًا ولا تفرقوا فإن طعام الواحد يكفي الاثنين» . الحديث.
فيؤخذ منه : أن الكفاية تنشأ من بركة الاجتماع، وأن الجمع كلما زاد زادت البركة.
وفيه: إشارة إلى أن المواساة إذا حصلت حصل معها البركة.
وفيه: أنه ينبغي للمرء أن لا يستحقر ما عنده فيمتنع من تقديمه، فإن القليل قد يحصل به الاكتفاء.

تطريز رياض الصالحين - (1 / 477)
وفيه: استحباب الاجتماع على الطعام وإن الجمع كلما كثر زادت البركة. وعند الطبراني: «كلوا جميعًا ولا تفرقوا، طعام الواحد يكفي الاثنين» .

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (7 / 2699)
فَهَذَا الْحَدِيثُ يُبَيِّنُ أَنَّ الْبَرَكَةَ فِي الْأَكْلِ مَعَ الْجَمَاعَةِ.

عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (5 / 99)
وَقَالَ ابْن الْعَرَبِيّ: لم يقل صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن طَعَام الْإِثْنَيْنِ يشْبع الثَّلَاثَة. إِنَّمَا قَالَ: يَكْفِي، وَهُوَ غير الشِّبَع، وَكَانَت الْمُوَاسَاة إِذْ ذَاك وَاجِبَة لشدَّة الْحَال

عنْ أبِي مَسْعُودٍ قَالَ :
جاءَ رَجلٌ مِنَ الأنْصَارِ يُكْنَى أبَا شُعَيْبٍ، فَقَالَ لِغُلامٍ لَهُ قَصَّابٍ : "اجْعَلْ لِي طَعَاما يَكْفِي خَمْسَةً، فإنِّي أُرِيدُ أنْ أدْعُو النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خامِسَ خَمْسَةٍ، فإنِّي قَدْ عَرَفْتُ فِي وجْهِهِ الجوعَ".
فدَعَاهُمْ فَجاءَ معهُمْ رَجُلٌ،
فَقَالَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم : "إنَّ هذَا قَدْ تَبِعَنا، فإنْ شِئْتَ أنْ تأذَنَ لَهُ فاذَنْ لَهُ، وإنْ شِئتَ أنْ يَرْجِعَ رَجَعَ."
فَقال : "لاَ، بَلْ قدْ أذِنْتُ لَهُ". خ

عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (21 / 40)
قَالَ الْمُهلب: المُرَاد بِهَذِهِ الْأَحَادِيث الحض على المكارمة والتقنع بالكفاية يَعْنِي: لَيْسَ المُرَاد الْحصْر فِي مِقْدَار الْكِفَايَة وَإِنَّمَا المُرَاد الْمُوَاسَاة، وَأَنه يَنْبَغِي للاثنين إِدْخَال ثَالِث لطعامهما وَإِدْخَال رَابِع أَيْضا بِحَسب من يحضر، وَقَالَ ابْن الْمُنْذر: يُؤْخَذ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة اسْتِحْبَاب الِاجْتِمَاع على الطَّعَام، وَأَن لَا يَأْكُل الْمَرْء وَحده، فَإِن الْبركَة فِي ذَلِك. قلت: وَقد ذكرنَا أَن الطَّبَرَانِيّ، روى من حَدِيث ابْن عمر: (كلوا جَمِيعًا وَلَا تفَرقُوا) الحَدِيث.

فتح الباري- تعليق ابن باز - (9 / 535)
وفي الحديث أيضا الإشارة إلى أن المواساة إذا حصلت حصلت معها البركة فتعم الحاضرين.
وفيه أنه لا ينبغي للمرء أن يستحقر ما عنده فيمتنع من تقديمه، فإن القليل قد يحصل به الاكتفاء، بمعنى حصول سد الرمق وقيام البنية، لا حقيقة الشبع.


فتح الباري ـ لابن رجب موافقا للمطبوع - (3 / 383)
وفي هذا إشارة إلى أن البركة تتضاعف مع الكثرة والاجتماع على الطعام .

مسند أبي يعلى - (4 / 39)
عن جابر : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "إِنَّ أَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَى اللهِ : مَا كَثُرَتْ عَلَيْهِ اْلأَيْدِيْ."
سلسلة الأحاديث الصحيحة (895) : "فالحديث بمجموع ذلك حسن إن شاء الله تعال."


شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (9 / 471)
قال المهلب : والمراد بهذه الأحاديث الحض على المكارمة فى الأكل والموساة والإيثار على النفس الذى مدح الله به أصحاب نبيه ، فقال : ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ( ولا يراد بها معنى التساوى فى الأكل والتشاح ؛ لأن قوله عليه السلام : ( كافى الثلاثة ) دليل على الأثرة التى كانوا يمتدحون بها والتقنع بالكفاية

صحيح سنن ابن ماجة - (7 / 350)
فإن أطولكم جوعا يوم القيامة أكثركم شبعا في دار الدنيا .
تحقيق الألباني : حسن ، الصحيحة ( 343 ) ، التعليق أيضا ، المشكاة ( 5193 / التحقيق الثاني)


تحفة الأحوذي - (5 / 443)
وفيه الحث على مكارم الأخلاق والتقنع بالكفاية

فيض القدير - (4 / 264)
وفيه حث على المواساة والمروءة وعدم الاستبداد وتجنب البخل والشح

الاستذكار - (8 / 362)
 وهذا الحديث يدل على أن الكفاية ليست بالشبع والاستبطان كما أنها ليست بالغنى
 قال أبو حازم - رحمه الله إذا كان ما يكفيك لا يغنيك فليس شيء يغنيك
 وفي هذا الحديث أيضا دليل على أن القوم كانوا لا يشبعون كل الشبع وكانوا لا يقدمون الطعام إلى أنفسهم حتى يشتهوه فإذا قدموا أخذوا منه حاجتهم ورفعوه وفي أنفسهم بقية من شهوته
 وهذا عند أهل الطب والحكمة أفضل ما يستدام به صحة الأجسام
 وروي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال ما ملأ بن آدم وعاء شرا من بطن حسب بن آدم أكلات يقمن صلبه ثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه
================================================
[566] وعن أَبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ، فَجَعَلَ يَصرِفُ بَصَرَهُ يَميناً وَشِمَالاً، فَقَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَليَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا ظَهرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا زَادَ لَهُ» . فَذَكَرَ مِنْ أصْنَافِ المالِ مَا ذكر حَتَّى رَأيْنَا أنَّهُ لا حَقَّ لأحَدٍ مِنَّا في فَضْلٍ. رواه مسلم.

ترجمة أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- :
قال المزي في تهذيب الكمال  :
( خ م د ت س ق ) : سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر ، و هو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصارى ، أبو سعيد الخدرى

و قال أبو عمر بن عبد البر : أول مشاهده الخندق ، و غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتى عشرة غزوة ، و كان ممن حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سننا كثيرة و علما جما ، و كان من نجباء الصحابة و علمائهم و فضلائهم .

قال الحافظ في تهذيب التهذيب 3 / 481 :
و قال أبو الحسن المدائنى : مات سنة ثلاث و ستين .
زاد بعضهم : بالمدينة .


شرح الكلمات :

صحيح مسلم-ن - (3 / 1354)
محمد فؤاد عبد الباقي : قال في المقاييس عاد فلان بمعروفه : وذلك إذا أحسن ثم زاد

فوائد الحديث :

عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (9 / 54)
فَفِيهِ: إِيجَاب إِنْفَاق الْفضل من الْأَمْوَال. قلت: الْأَمر بإنفاق الْفضل أَمر إرشاد وَندب إِلَى الْفضل، وَقيل: كَانَ ذَلِك قبل نزُول فرض الزَّكَاة، وَنسخ بهَا كَمَا نسخ صَوْم عَاشُورَاء بِصَوْم رَمَضَان، وَعَاد ذَلِك فضلا وفضيلة بَعْدَمَا كَانَ فَرِيضَة.

شرح النووي على مسلم - (12 / 33)
فِي هَذَا الْحَدِيث : الْحَثّ عَلَى الصَّدَقَة وَالْجُود وَالْمُوَاسَاة وَالْإِحْسَان إِلَى الرُّفْقَة وَالْأَصْحَاب ، وَالِاعْتِنَاء بِمَصَالِح الْأَصْحَاب ، وَأَمْر كَبِير الْقَوْم أَصْحَابه بِمُوَاسَاتِ الْمُحْتَاج ، وَأَنَّهُ يُكْتَفَى فِي حَاجَة الْمُحْتَاج بِتَعَرُّضِهِ لِلْعَطَاءِ ، وَتَعْرِيضه مِنْ غَيْر سُؤَال

شرح النووي على مسلم - (12 / 33)
وَفِيهِ : مُوَاسَاة اِبْن السَّبِيل ، وَالصَّدَقَة عَلَيْهِ إِذَا كَانَ مُحْتَاجًا ، وَإِنْ كَانَ لَهُ رَاحِلَة ، وَعَلَيْهِ ثِيَاب ، أَوْ كَانَ مُوسِرًا فِي وَطَنه ، وَلِهَذَا يُعْطَى مِنْ الزَّكَاة فِي هَذِهِ الْحَال . وَاللَّهُ أَعْلَم .

تطريز رياض الصالحين - (1 / 373)

في هذا الحديث: الأمر بالمواساة من الفاضل، وهو كحديث: إنك يا ابن آدم إن تبذل الفضل خير لك، وإن تمسكه شر لك، ولا تلام على كفاف، وابدأ بمن تعول.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar