Selasa, 29 Oktober 2019

الترغيب في السماحة في البيع والشراء وحسن التقاضي والقضاء


7 - (الترغيب في السماحة في البيع والشراء وحسن التقاضي والقضاء).
1743 - (2) [حسن لغيره] وعن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"أدْخلَ الله عزَّ وجلَّ رجُلاً كان سَهْلاً مُشْتَرِياً وبايِعاً، وقاضِياً ومقْتَضِياً؛ الجنَّةَ".
رواه النسائي، وابن ماجه لم يذكر: "قاضياً ومقتضياً".

التنوير شرح الجامع الصغير (1/ 397)
والسماحة في هذه الأربعة دليل على السخاء وسماحة النفس والله تعالى يحب ذلك

ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (35/ 314)
فِي فوائده:
(منها): ما ترجم له المصنّف رحمه الله تعالى، وهو بيان حسن العاملة، والرفق فِي المطالبة. (ومنها): الحضّ عَلَى استعمال معالي الأخلاق، وترك المشاحّة. (ومنها): الحضّ عَلَى ترك التضييق عَلَى النَّاس فِي المطالبة، وأخذ العفو عنهم. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

فتح الباري لابن حجر (4/ 307)
وَفِيهِ الْحَضُّ عَلَى السَّمَاحَةِ فِي الْمُعَامَلَةِ وَاسْتِعْمَالِ مَعَالِي الْأَخْلَاقِ وَتَرْكُ الْمُشَاحَةِ وَالْحَضُّ عَلَى تَرْكِ التَّضْيِيقِ عَلَى النَّاسِ فِي الْمُطَالَبَةِ وَأَخْذُ الْعَفْوِ مِنْهُم

الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (2/ 193)
"فيه الحث على السماحة في البيع لا يكون شديدًا، ويسمح سماحة لا تخالف الشرع."

التنوير شرح الجامع الصغير (1/ 468_469) للصنعاني :
أخبر تعالى أنه من أهله وحكم بذلك وإلا فإنه لا دخول للمكلفين إلى الجنة إلا بعد بعث الأمم وحشرها وأول من يدخلها نبينا - صلى الله عليه وسلم - هذا إن جعل إخبارًا عن ذلك الشخص المعين ويؤيده ما أخرج النسائي وابن حبان والحاكم  من حديث أبي هريرة أنه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أدخل الله الجنة رجلاً____لم يعمل خيرًا قط، وكان يداين الناس فيقول لرسوله: خذ ما تيسر واترك ما تعسر وتجاوز لعل الله أن يتجاوز عنا، قال الله قد تجاوزتُ عنك" ويحتمل أنه دعاء بلفظ الإخبار من باب رحم الله فلانًا (رجلاً كان سهلاً بائعًا ومشتريًا وقاضيًا ومقتضيًا) فإن ذلك دليل السماحة والله عَزَّ وَجَلَّ يحب السماحة والجود
====================================================
1744 - (3) [صحيح لغيره] وعن عبدِ الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"ألا أخبِرُكُمْ بِمنْ يَحرُمُ على النارِ، أو بِمَنْ تحرُمُ عليه النارُ؟ على كلِّ قريبٍ هيِّنٍ سهْلٍ".
رواه الترمذي وقال: "حديث حسن غريب".
والطبراني في "الكبير" بإسناد جيد، وزاد: "لين" (1)، وابن حبان في "صحيحه".
[صحيح لغيره] وفي رواية لابن حبان:
"إنما تَحْرمُ النارُ على كلِّ هيِّنٍ لَيِّنٍ قريبٍ سَهْلٍ".
__________
(1) يشهد لهذه الزيادة ولأصل الحديث ما بعده، وهما مخرجان مع غيره من الشواهد في "الصحيحة" (938).

تحفة الأحوذي (7/ 160)
(عَلَى كُلِّ قَرِيبٍ) أَيْ إِلَى النَّاسِ

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (8/ 3179)
(قَرِيبٌ) أَيْ: مِنَ النَّاسِ بِمُجَالَسَتِهِمْ فِي مَحَافِلِ الطَّاعَةِ وَمُلَاطَفَتِهِمْ قَدْرَ الطَّاعَةِ

المفاتيح في شرح المصابيح (5/ 252) للمظهر الزيداني :
* ومعنى (القريب): أن يكون قريبًا من الناس ويجالسهم ويلاطفهم.

التنوير شرح الجامع الصغير (4/ 361)
(قريب) إلى الناس غير متكبر ولا متعاظم
.....................

شرح المصابيح لابن الملك (5/ 345)
"سهل"؛ أي: في قضاء حوائجهم وتمشية أمورهم وإعانتهم.

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (8/ 3179)
(سَهْلٌ) أَيْ: فِي قَضَاءِ حَوَائِجِهِمْ، أَوْ مَعْنَاهُ أَنَّهُ سَمْحُ الْقَضَاءِ سَمْحُ الِاقْتِضَاءِ سَمْحُ الْبَيْعِ سَمْحُ الشِّرَاءِ عَلَى مَا وَرَدَ فِي فَضْلِ الْمُؤْمِنَ الْكَامِلِ، هَذَا

التنوير شرح الجامع الصغير (4/ 361)
(سهل) غير صعب الأخلاق ولا بعيد عن حوائج العباد
.....................
المفاتيح في شرح المصابيح (5/ 252) للمظهر الزيداني :
قوله: "هين" أصله: هَيْوِن قُلبت الواو ياءً وأُدغمت الياء في الياء، وهو : من الهَوْن : وهو السهولة،

التنوير شرح الجامع الصغير (4/ 361)
(كل هين) مخففاً من الهون بفتح الهاء السكينة والوقار
......................
شرح المصابيح لابن الملك (5/ 345) : "لين"؛ أي: حليم، ضد الخشونة

فيض القدير (3/ 380)
(لين) أي رقيق الفؤاد


من فوائد الحديث :

فيض القدير (3/ 105)
قال الماوردي: بين بهذا الحديث أن حسن الخلق يدخل صاحبه الجنة ويحرمه على النار فإن حسن الخلق عبارة عن كون الإنسان سهل العريكة لين الجانب طلق الوجه قليل النفور طيب الكلمة _كما سبق_، لكن لهذه الأوصاف حدود مقدرة في مواضع مستحقة فإن تجاوز بها الخير صارت ملقا وإن عدل بها عن مواضعها صارت نفاقا والملق ذل والنفاق لؤم

تطريز رياض الصالحين (ص: 417)
في هذا الحديث: استحباب ملاطفة الناس، وتسهيل الجانب لهم وقضاء حوائجهم.
وفي الحديث الآخر: «إنكم لا تسعون الناس بأَرزاقكم، ولكن ليسعهم منكم بسط الوجه، وحسن الخلق» .


مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (2/ 313) :
«وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَيِّنَ الْمُؤْنَةِ، لَيِّنَ الْخُلُقِ. كَرِيمَ الطَّبْعِ. جَمِيلَ الْمُعَاشَرَةِ. طَلْقَ الْوَجْهِ بَسَّامًا، مُتَوَاضِعًا مِنْ غَيْرِ ذِلَّةٍ، جَوَادًا مِنْ غَيْرِ سَرَفٍ، رَقِيقَ الْقَلْبِ رَحِيمًا بِكُلِّ مُسْلِمٍ خَافِضَ الْجَنَاحِ لِلْمُؤْمِنِينَ، لَيِّنَ الْجَانِبِ لَهُمْ»
==============================

1745 - (4) [صحيح لغيره] وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: قال:
"مَنْ كان هَيِّناً لَيِّناً قريباً؛ حَرَّمَهُ الله على النارِ".
رواه الحاكم وقال: "صحيح على شرط مسلم".

تخريج الحديث :

هناد بن السري في الزهد (2/ 596)، طس في المعجم الأوسط (6/ 38) (رقم : 5725)،المستدرك على الصحيحين للحاكم (1/ 215) (رقم : 435)، البيهقي في السنن الكبرى (10/ 327) (رقم : 20806)، وفي شعب الإيمان (10/ 443) (رقم : 7770_7771)

==============================

1746 - (5) [صحيح لغيره] ورواه الطبراني في "الأوسط" من حديث أنس ولفظه:
قيلَ: يا رسولَ الله! مَنْ يحرُمُ على النارِ؟ قال:
"الهَيِّنُ اللَّيِّنُ، السهْلُ القَرِيبُ".

تخريج الحديث :

أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (8/ 156) (رقم : 8256)،
==============================

1747 - (6) [صحيح لغيره] ورواه في "الأوسط" أيضاً و"الكبير" من مُعيقيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"حُرِّمَتِ النارُ على الهيِّنِ اللَّيِّنِ، السهْلِ القريبِ".

الجامع لعلوم الإمام أحمد - الأدب والزهد (20/ 98)
الطبراني 20/ 353 (832) وفي "الأوسط" 8/ 219 (8452)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 5/ 2590 (6242). قال الهيثمي 4/ 75: وفيه أبو أمية بن يعلى، وهو ضعيف.
وللحديث شواهد يتقوى بها، منها :
* حديث ابن مسعود رواه الإمام أحمد 1/ 215، والترمذي (2488) وقال: حديث حسن غريب.
* وحديث جابر رواه أبو يعلى 3/ 379 (1853)، والطبراني في "الصغير" 1/ 72 (89)،
* وحديث أنس رواه الطبراني في "الأوسط" 8/ 156 (8256).
وبالجملة فالحديث صحيح بمجموع شواهده كما قال الألباني في "الصحيحة" (938).

==============================

1748 - (7) [صحيح لغيره] وعنه؛ أنَّ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
"إنَّ الله يحبُّ سَمْحَ البيْعِ، سمحَ الشراء، سمحَ القَضاءِ".
رواه الترمذي وقال: "غريب".
والحاكم وقال: "صحيح الإسناد".

من فوائد الحديث :

تحفة الأحوذي (4/ 457)
قَالَ الْحَافِظُ :
السَّمْحُ الْجَوَادُ يُقَالُ سَمَحَ بِكَذَا إِذَا جَادَ وَالْمُرَادُ هُنَا الْمُسَاهَلَةُ (سَمْحَ الشِّرَاءِ سَمْحَ الْقَضَاءِ) أَيْ التَّقَاضِي لِشَرَفِ نَفْسِهِ وَحُسْنِ خُلُقِهِ بِمَا ظَهَرَ مِنْ قَطْعِ عَلَاقَةِ قَلْبِهِ بِالْمَالِ
قَالَهُ الْمُنَاوِيُّ

التحبير لإيضاح معاني التيسير (1/ 453) للصنعاني :
والحديث حث على السماحة في المعاملة واستعمال معالي الأخلاق وترك المشاححة وعلى عدم التضييق على الغرماء فيما له عندهم وعلى حسن قضائهم وإيفائهم فيما عنده لهم.

التنوير شرح الجامع الصغير (3/ 387) للصنعاني :
هذه الصفات من مكارم الأخلاق والله يحب مكارم الأخلاق


==============================
1749 - (8) [صحيح] وعن ابْنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"اسْمَح؛ يُسْمَحْ لَكَ".
رواه أحمد، ورجاله رجال "الصحيح"؛ إلا مهدي بن جعفر.

من فوائد الحديث :

الميسر في شرح مصابيح السنة للتوربشتي (2/ 662)
(اسمح يسمح لك) أي: سهل يسهل عليك، ومنه المسامحة.

قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد (2/ 443)
فينبغي للتاجر والصانع أن يكونا مستعملين لهذه الخصال، فإنها جامعة له تشتمل على جمل أعمال البرّ، فليأخذوا أنفسهم بها فإنها من أخلاق المؤمنين وطرائق المتقدمين، وقد ندبوا إلى جميعها، منها أن يسمح إذا باع، ويسمح إذا اشترى، ويحسن إذا، قضى، ويحسن إذا اقتضى، وليمشِ الرجل بدين غريمه إليه ولا يحوجه إلى اقتضائه فيشق عليه، وليصبر صاحب الدين على أخيه ويحسن تقاضيه، ويحسن له النظرة ويؤخر حقه إلى ميسرته، وليغتنم دعاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهم على ذلك فينافسوا في مدحه لمن فعل ذلك

التنوير شرح الجامع الصغير (2/ 371)
تسهيلك للعباد سبب تسهيل الله لك ويلين لك قلوب العباد فيسمعوا لك...

التنوير شرح الجامع الصغير (2/ 371_372)
وقد يكون سماحة العبد سببًا لسماحة الله له ومغفرته له ذنوبه وفوزه بأعظم خير الدارين كما في حديث أبي هريرة مرفوعاً "أن رجلاً لم يعمل خيراً قط وكان يداين الناس وكان يقول لرسوله حط ما تيسر واترك ما تعسر وتجاوز لعل الله يتجاوز عنا قال الله تعالى: قد تجاوزتُ عنه"، أخرجه الحاكم وصححه وابن حبان والنسائي (5) وأخرج الشيخان (6) عن حذيفة وأبي مسعود: "أن رجلاً ممن كان قبلكم أتاه ملك الموت ليقبض نفسه فقال: هل عملت خيراً قط؟ قال: ما أعلم. قال له: انظر، قال: ما أعلم غير أني كنت أبايع الناس فأتجاوزهم وأتجاوز عن المعسر فأدخله الله___الجنة"

==============================
1750 - (9) [حسن لغيره] وعن عبد الله بن عمروٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"دخلَ رجلٌ الجنَّةَ بِسَماحَتِه قاضياً ومُقْتَضِياً".
رواه أحمد، ورواته ثقات مشهورون.

الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (15/ 86)
أي مؤديا ما عليه بسماحة نفس بدون أن يتعب الدائن (ومقتضيا) أي طالبا ماله ليأخذه بدون تعنيف المدين والإغلاظ له في القول

==============================
1751 - (10) [صحيح] وعن حذيفةَ رضي الله عنه قال:
"أتى اللهُ بعبدٍ مِنْ عبادِه آتاه الله مالاً، فقال له: ماذا عمِلْتَ في الدنيا؟__
قال: {وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} - قال: يا ربِّ! آتَيْتَني مالاً فكنْتُ أبايعُ الناسَ، وكانَ مِنْ خُلُقي الجوازُ، فكنتُ أيَسِّرُ على الموسِرِ، وأُنظِرُ المعْسِرَ، فقال الله تعالى: أنا أحقُّ بذلك منك، تجاوَزوا عنْ عَبْدِي".
فقال عقبة بن عامر وأبو مسعود الأنصاري: هكذا سمِعْناهُ مِنْ فِي رسولِ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
رواه مسلم هكذا موقوفاً على حذيفة، ومرفوعاً عن عقبة وأبي مسعود (1).
وتقدمت بقية ألفاظ هذا الحديث في "إنظار المعسر" [8 - الصدقات/ 14].

من فوائد الحديث :

الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم (17/ 218) لمحمد الأمين بن عبد الله الأُرَمي العَلَوي الهَرَري الشافعي :
وهذا الكلام صدق وحق لأنه تعالى متفضل ببذل ما لا يستحق عليه ومسقط بعفوه عن عبده ما يجب له من الحقوق عليه ثم يتلافاه برحمته فيكرمه ويقربه منه وإليه فله الحمد كفاء إنعامه وله الشكر على إحسانه اهـ من المفهم.

1752 - (11) [صحيح] وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛

أنَّ رجلاً أتى النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يتقاضاهُ[1]، فأغْلَظَ له، فَهَمَّ به أصحابُه، فقالَ رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"دعوهُ؛ فإنَّ لصاحِبِ الحقِّ مقالاً". ثم قال:
"أَعْطوهُ سِنّاً مثلَ سِنِّهِ".
قالوا: يا رسول الله! لَا نجِدُ إلا أَمْثَلَ مِنْ سِنِّهِ، قال:
"أَعطوهُ، فإنَّ خيرَكم أحسنُكُم قضاءً".
رواه البخاري ومسلم، والترمذي مختصراً ومطولاً، وابن ماجه مختصراً.

صحيح البخاري (5032) - عنْ أبِي هُرَيْرَةَ _رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ_ قَالَ : كانَ لِرَجُلٍ علَى النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَمَلٌ سِنٌّ مِن الإبِلِ، فَجاءَهُ يَتقَاضَاهُ، فَقَالَ : "أعْطُوهُ."
فطَلَبُوا سِنَّهُ فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ إلاَّ سِنَّا فَوْقَهَا، فَقَالَ : "أعْطُوهُ."
فَقَالَ : "أوْفَيْتَنِي، أوفَى الله بِكَ."
قَالَ النبيُّ _صلى الله عَلَيْهِ وَسلم_ : "إنَّ خَيَارَكُمْ أحْسَنُكُمْ قَضاءً."

من فوائد الحديث :

فتح الباري لابن حجر (4/ 483)
وَأَمَّا الْغَائِبُ فَيُسْتَفَادُ مِنْهُ بِطَرِيقِ الْأَوْلَى لِأَنَّ الْحَاضِرَ إِذَا جَازَ لَهُ التَّوْكِيلُ مَعَ اقْتِدَارِهِ عَلَى الْمُبَاشَرَةِ بِنَفْسِهِ فَجَوَازُهُ لِلْغَائِبِ عَنْهُ أَوْلَى لِاحْتِيَاجِهِ إِلَيْهِ وَقَالَ الْكَرْمَانِيُّ لَفْظُ أَعْطُوهُ يَتَنَاوَلُ وُكَلَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم حضورا وغيبا قَوْلُهُ بَابُ الْوَكَالَةِ فِي قَضَاءِ الدُّيُونِ أَوْرَدَ فِيهِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ الْمَذْكُورِ فِي الْبَابِ قَبْلَهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ وَهُوَ ظَاهِرٌ فِيمَا تَرْجَمَ بِهِ وَقَوْلُهُ

تطريز رياض الصالحين (ص: 749) للشيخ فيصل بن عبد العزيز آل فيصل :
"قوله: «فإن لصاحب الحق مقالاً» ، أي: صولة الطلب، وقوة الحجة.
وفي الحديث: جواز المطالبة بالدَّين إذا حل أجله.
وفيه: حسن خلق النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وعظم حلمه، وتواضعه، وإنصافه، وأنّ مَنْ عليه دين لا ينبغي له مجافاة صاحب الحق.
وفيه: جواز استقراض الحيوان والسلم فيه.
وفيه: جواز وفاء ما هو أفضل من المثل المقترض إذا لم تقع شرطية ذلك في العقد." اهـ

فتح الباري لابن حجر (5/ 57)
* وَفِي الْحَدِيثِ : جَوَازُ الْمُطَالَبَةِ بِالدَّيْنِ إِذَا حَلَّ أَجَلُهُ،
* وَفِيهِ : حُسْنُ خُلُقِ النَّبِيِّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ وَعِظَمُ حِلْمِهِ وَتَوَاضُعِهِ وَإِنْصَافِهِ،
* وَأَنَّ مَنْ عَلَيْهِ دَيْنٌ لَا يَنْبَغِي لَهُ مُجَافَاةُ صَاحِبِ الْحَقِّ،
* وَأَنَّ مَنْ أَسَاءَ الْأَدَبَ عَلَى الْإِمَامِ كَانَ عَلَيْهِ التَّعْزِيرُ بِمَا يَقْتَضِيهِ الْحَالُ إِلَّا أَنْ يَعْفُوَ صَاحِبُ الْحَقِّ،
* وَفِيهِ مَا تَرْجَمَ لَهُ وَهُوَ اسْتِقْرَاضُ الْإِبِلِ وَيَلْتَحِقُ بِهَا جَمِيعُ الْحَيَوَانَاتِ،
وَهُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَمَنَعَ مِنْ ذَلِكَ الثَّوْرِيُّ وَالْحَنَفِيَّةُ،
وَاحْتَجُّوا بِحَدِيثِ النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ الْحَيَوَانِ بِالْحَيَوَانِ نَسِيئَةً وَهُوَ حَدِيث قد رُوِيَ عَن بن عَبَّاس مَرْفُوعا أخرجه بن حِبَّانَ وَالدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُمَا وَرِجَالُ إِسْنَادِهِ ثِقَاتٌ إِلَّا أَنَّ الْحُفَّاظَ رَجَّحُوا إِرْسَالَهُ وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ وَفِي سَمَاعِ الْحَسَنِ مِنْ سَمُرَةَ اخْتِلَافٌ.
وَفِي الْجُمْلَةِ هُوَ حَدِيثٌ صَالِحٌ لِلْحُجَّةِ وَادَّعَى الطَّحَاوِيُّ أَنَّهُ نَاسِخٌ لِحَدِيثِ الْبَابِ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ النَّسْخَ لَا يَثْبُتُ بِالِاحْتِمَالِ وَالْجَمْعُ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ مُمْكِنٌ فَقَدْ جَمَعَ بَيْنَهُمَا الشَّافِعِيُّ وَجَمَاعَةٌ بِحَمْلِ النَّهْيِ عَلَى مَا إِذَا كَانَ نَسِيئَةً مِنَ الْجَانِبَيْنِ وَيَتَعَيَّنُ الْمَصِيرُ إِلَى ذَلِكَ لِأَنَّ الْجَمْعَ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ أَوْلَى مِنْ إِلْغَاءِ أَحَدِهِمَا بِاتِّفَاقٍ وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ الْمُرَادَ مِنَ الْحَدِيثِ بَقِيَتِ الدَّلَالَةُ عَلَى جَوَازِ اسْتِقْرَاضِ الْحَيَوَانِ وَالسَّلَمِ فِيهِ وَاعْتَلَّ مَنْ مَنَعَ بِأَنَّ الْحَيَوَانَ يَخْتَلِفُ اخْتِلَافًا مُتَبَايِنًا حَتَّى لَا يُوقَفَ عَلَى حَقِيقَةِ الْمِثْلِيَّةِ فِيهِ وَأُجِيبَ بِأَنَّهُ لَا مَانِعَ مِنَ الْإِحَاطَةِ بِهِ بِالْوَصْفِ بِمَا يَدْفَعُ التَّغَايُرَ وَقَدْ جَوَّزَ الْحَنَفِيَّةُ التَّزْوِيجَ وَالْكِتَابَةَ عَلَى الرَّقِيقِ الْمَوْصُوفِ فِي الذِّمَّةِ،
* وَفِيهِ جَوَازُ وَفَاءِ مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْمِثْلِ الْمُقْتَرَضِ إِذَا لَمْ تَقَعْ شَرْطِيَّةُ ذَلِكَ فِي الْعَقْدِ، فَيَحْرُمُ حِينَئِذٍ اتِّفَاقًا،
وَبِهِ قَالَ الْجُمْهُورُ، وَعَنِ الْمَالِكِيَّةِ : تَفْصِيلٌ فِي الزِّيَادَةِ إِنْ كَانَتْ بِالْعَدَدِ مُنِعَتْ وَإِنْ كَانَتْ بِالْوَصْفِ جَازَتْ،
* وَفِيهِ أَنَّ الِاقْتِرَاضَ فِي الْبِرِّ وَالطَّاعَةِ وَكَذَا الْأُمُورُ الْمُبَاحَةُ لَا يُعَابُ
* وَأَنَّ لِلْإِمَامِ أَنْ يَقْتَرِضَ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ لِحَاجَةِ بَعْضِ الْمُحْتَاجِينَ لِيُوَفِّيَ ذَلِكَ مِنْ مَالِ الصَّدَقَاتِ،
* وَاسْتَدَلَّ بِهِ الشَّافِعِيُّ عَلَى جَوَازِ تَعْجِيل الزَّكَاة،
هَكَذَا حَكَاهُ بن عَبْدِ الْبَرِّ وَلَمْ يَظْهَرْ لِي تَوْجِيهُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ مَا قِيلَ فِي سَبَبِ اقْتِرَاضِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُ كَانَ اقْتَرَضَهُ لِبَعْضِ الْمُحْتَاجِينَ مِنْ أَهْلِ___الصَّدَقَةِ،
فَلَمَّا جَاءَتِ الصَّدَقَةُ أَوْفَى صَاحِبَهُ مِنْهَا وَلَا يُعَكِّرُ عَلَيْهِ أَنَّهُ أَوْفَاهُ أَزْيَدَ مِنْ حَقِّهِ مِنْ مَالِ الصَّدَقَةِ لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ الْمُقْتَرَضُ مِنْهُ كَانَ أَيْضًا مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ إِمَّا مِنْ جِهَةِ الْفَقْرِ أَوِ التَّأَلُّفِ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ بِجِهَتَيْنِ : جِهَةِ الْوَفَاءِ فِي الْأَصْلِ وَجِهَةِ الِاسْتِحْقَاقِ فِي الزَّائِدِ،
وَقِيلَ : كَانَ اقْتَرَضَهُ فِي ذِمَّتِهِ فَلَمَّا حَلَّ الْأَجَلُ وَلَمْ يَجِدِ الْوَفَاءَ صَارَ غَارِمًا فَجَازَ لَهُ الْوَفَاءُ مِنَ الصَّدَقَةِ،
وَقِيلَ : كَانَ اقْتِرَاضُهُ لِنَفْسِهِ فَلَمَّا حَلَّ الْأَجَلُ اشْتَرَى مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ بَعِيرًا مِمَّنِ اسْتَحَقَّهُ أَوِ اقْتَرَضَهُ مِنْ آخَرَ أَوْ مِنْ مَالِ الصَّدَقَةِ لِيُوَفِّيَهُ بَعْدَ ذَلِكَ،
وَالِاحْتِمَالُ الْأَوَّلُ أَقْوَى،
وَيُؤَيِّدُهُ سِيَاقُ حَدِيثِ أَبِي رَافِعٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ." اهـ

عمدة القاري شرح صحيح البخاري (12/ 134)
ذكر مَا يُسْتَفَاد مِنْهُ :
* فِيهِ: تَوْكِيل الْحَاضِر الصَّحِيح على قَول عَامَّة الْفُقَهَاء، وَهُوَ قَول ابْن أبي ليلى وَمَالك وَالشَّافِعِيّ وَأبي يُوسُف وَمُحَمّد إلاَّ أَن مَالِكًا قَالَ: يجوز ذَلِك وَإِن لم يرض خَصمه إِذا لم يكن الْوَكِيل عدوا للخصم.

عمدة القاري شرح صحيح البخاري (12/ 134)
وَفِيه: جَوَاز الْأَخْذ بِالدّينِ، وَلَا يخْتَلف الْعلمَاء فِي جَوَازه عِنْد الْحَاجة وَلَا يتَعَيَّن طَالبه. وَفِيه: حجَّة من قَالَ بِجَوَاز قرض الْحَيَوَان، وَهُوَ قَول الْأَوْزَاعِيّ وَاللَّيْث وَمَالك وَالشَّافِعِيّ وَأحمد وَإِسْحَاق وَقَالَ القَاضِي: أجَاز جُمْهُور الْعلمَاء استسلاف سَائِر الْأَشْيَاء من الْحَيَوَان وَالْعرُوض

عمدة القاري شرح صحيح البخاري (12/ 135)
وَفِيه: دَلِيل على أَن للْإِمَام أَن يستسلف للْمَسَاكِين على الصَّدقَات ولسائر الْمُسلمين على بَيت المَال، لِأَنَّهُ كالوصي لجميعهم وَالْوَكِيل، مَعْلُوم أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يستسلف ذَلِك لنَفسِهِ لِأَنَّهُ قَضَاهُ من إبل الصَّدَقَة، وَمَعْلُوم أَن الصَّدَقَة مُحرمَة عَلَيْهِ، لَا يحل لَهُ أكلهَا وَلَا الِانْتِفَاع بهَا. فَإِن قلت: فلِمَ أعْطى من أَمْوَالهم أَكثر مِمَّا اسْتقْرض لَهُم؟ قلت: هَذَا الحَدِيث دَلِيل على أَنه جَائِز للْإِمَام إِذا اسْتقْرض للْمَسَاكِين أَن يرد من مَالهم أَكثر مِمَّا أَخذ على وَجه النّظر وَالصَّلَاح إِذا كَانَ على غير شَرط.

أعلام الحديث (شرح صحيح البخاري) (2/ 1191)
فيه من الفِقه: جواز استِقراض الحيوان.
وفيه: جواز السَّلَف في الحيوان , وفي كل ما يُضبط في صفة معلومة , يوجد غالبا عند حُلول الحقّ. وفيه: أنّ مَن أَقرض دراهم , فأُعطي خيرا ممادفع طاب له ذلك , ولم ذلك ربًا , ما لم يكن شرطا في أصل القرض , وقد كَرهَه قوم , ورأوه نوعا من الرِّبا , والنبي , صلى الله عليه وسلم , لا يُطعِم أحدا الرِّبا.
بيع السَّلَم (ويسمى السَّلَف)، هو : مبادلة الدين بالعين، أو بيع شيء مؤجل بثمن معجل.

الإفصاح عن معاني الصحاح (6/ 220)
* في هذا الحديث جواز الأخذ بالدين تأسيًا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
* وفيه استحباب الصبر على خشونة قول الغريم؛ لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (إن لصاحب الحق مقالًا).
* وفيه استحباب أن يعطى الغريم خيرًا مما أخذ منه، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (خيركم أحسنكم قضاء).
* وفيه استحباب أن يدعو الغريم لمن أحسن قضاءه؛ لقول هذا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أوفيتني وفاك الله.

===================

1753 - (12) [صحيح] وعن أبي رافع مولى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
استسلف رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَكْراً، فجاءَتْه إبِلٌ مِنَ الصدَقَةِ.
قال أبو رافع: فأمَرَنِي رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنْ أقْضِيَ الرجل بَكرة.
فقلتُ. لا أجِدُ في الإبِلِ إلا جَملاً خِياراً رُباعِيّاً، فقال رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"أَعْطِهِ إيَّاه؛ فإنَّ خيارَ الناسِ أحسَنُهم قَضاءً".



[1]  وفي فتح الباري لابن حجر (1/ 174) :
قَوْله (أحسنكم قَضَاء)، أَي : وَفَاءً. قَوْله (تقاضى بن أبي حَدْرَد)، أَي : طلب مِنْهُ وَفَاء دينه."







Tidak ada komentar:

Posting Komentar