Rabu, 13 September 2017

Syarah Riyadhush SHolihin : 559-560

[559] وعن أسماء بنت أَبي بكرٍ الصديق رضي الله عنهما، قالت: قَالَ لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تُوكِي فَيُوكي الله عَلَيْكِ» .
وفي رواية: «أنفقي أَوِ انْفَحِي، أَوْ انْضَحِي، وَلا تُحصي فَيُحْصِي اللهُ عَلَيْكِ، وَلا تُوعي فَيُوعي اللهُ عَلَيْكِ» . متفقٌ عَلَيْهِ.
وَ «انْفَحِي» بالحاء المهملة، وَهُوَ بمعنى «أنفقي» وكذلك «انْضحي» .

ذخيرة العقبى في شرح المجتبى - (23 / 31)
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ,: أَنَّهَا جَاءَتِ النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَقَالَتْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ, لَيْسَ لِي شَيْءٌ, إِلاَّ مَا أَدْخَلَ عَلَيَّ الزُّبَيْرُ, فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ, فِي أَنْ أَرْضَخَ مِمَّا يُدْخِلُ عَلَيَّ؟ فَقَالَ: «ارْضَخِي مَا اسْتَطَعْتِ, وَلاَ تُوكِي فَيُوكِيَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- عَلَيْكِ»).

مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (6 / 284_285)
وقال ابن الملك: وإنما أمرها___صلى الله عليه وسلم بالرضخ لما عرف من حالها إنها لا تقدر تتصرف في مالها ولا في مال زوجها بغير إذنه إلا في الشيء اليسير الذي جرت العادة فيها بالتسامح من قبل الأزواج كالكسرة والتمرة والطعام الذي يفضل في البيت ولا يصلح للإدخار لتسارع الفساد إليه أو فيما سبق إليها من نفقتها وحصتها، ولهذا كانت تستفتيه فيما ادخل عليها الزبير

شرح الكلمات :

      عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (8 / 300)
وَقيل: "مَعْنَاهُ (لَا تحصي) مَا تُعْطِي فتستكثريه فَيكون سَببا لانقطاعه. وَقيل: قد يُرَاد بالإحصاء والوعي عَنَّا عده خوف أَن تَزُول الْبركَة مِنْهُ، كَمَا قَالَت عَائِشَة: حَتَّى كلناه، ففني. وَقيل: إِن عَائِشَة عددت مَا أنفقته فَنَهَاهَا رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، عَن ذَلِك.

      فتح الباري- تعليق ابن باز - (1 / 206)
وقوله: "لا توكى فيوكى الله عليك" أي لا تضيقي على نفسك في النفقة كنى عن ذلك بالربط

      تحفة الأحوذي - (6 / 80)
( لا توكي ) من أوكى يوكي إيكاء يقال أوكي ما في سقائه إذا شده بالوكاء وهو الخيط الذي يشد به رأس القربة

      تحفة الأحوذي - (6 / 80)
 قال الجزري في النهاية أي لا تدخري وتشدي ما عندك وتمنعي ما في يدك فتنقطع مادة الرزق عنك انتهى

فوائد الحديث :

      تطريز رياض الصالحين - (1 / 368)
في هذا الحديث: أن الجزاء من جنس العمل، وأن من منع ما عنده من المال قطع الله عنه مادة الرزق، وهذا مفهوم قوله تعالى: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ (39)]
وفيه: الحث على الإنفاق في وجوهه ثقة بالله تعالى.

      عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (8 / 300)
فَدلَّ الحَدِيث على أَن الصَّدَقَة تنمي المَال وَتَكون سَببا إِلَى الْبركَة وَالزِّيَادَة فِيهِ وَأَن من شح وَلم يتَصَدَّق فَإِن الله يوكي عَلَيْهِ ويمنعه من الْبركَة فِي مَاله والنماء فِيهِ.

      شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (3 / 436)
دَلَّ هذا الحديث أنَّ الصدقة قد تنمى المال ، وتكون سببًا إلى البركة والزيادة فيه ، وأن من شح ولم يتصدق ، فإن الله يوكى عليه ، ويمنعه من البركة فى ماله والنماء فيه

      ذخيرة العقبى في شرح المجتبى - (23 / 29)
وقال في "الفتح": الإحصاء معرفة قدر الشيء وزنًا، أو عددًا، وهو من باب المقابلة، والمعنى النهي عن منع الصدقة خشية النَّفَاد، فإنّ ذلك أعظم الأسباب لقطع مادّة البركة؛ لأنّ اللَّه يثيب على العطاء بغير حساب، ومن لا يحاسبُ عند الجزاء لا يحسب عليه عند العطاء، ومن عدم أنّ اللَّه يرزقه من حيث لا يحتسب، فحقّه أن يُعطي، ولا يحسُب. وقيل: المراد بالإحصاء عَدُّ الشيء لأنّ يُدَّخَر، ولا يُنفَق منه، وإحصاءُ اللَّه قطع البركة عنه، أو حبس مادّة الرزق، أو المحاسبة عليه في الآخرة

      ذخيرة العقبى في شرح المجتبى - (23 / 30)
في فوائده:
(منها): ما ترجم له المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو النهي عن الإحصاء في الصدقة (ومنها): أن إحصاء الصدقة سبب للبخل؛ لأنّ النفس تستكثر ما تتصدّق به
(ومنها): أن الإحصاء سبب لحبس الرزق، وقطع فضل اللَّه تعالى
(ومنها): أن الجزاء من جنس العمل
(ومنها): ما كان عليه النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - من تعليم أهل بيته السخاء والجود، حتى يفيض اللَّه تعالى عليهنّ بركاته.
واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

      مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (6 / 284)
قال النووي: معنى الحديث الحث على النفقة في الطاعة والنهى عن الإمساك والبخل
=================================================
[560] وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَقولُ: «مَثَل البَخيل وَالمُنْفِقِ، كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَديد مِنْ ثُدِيِّهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا، فَأَمَّا المُنْفِقُ فَلا يُنْفِقُ إلا سَبَغَتْ - أَوْ وَفَرَتْ - عَلَى جِلْدِهِ حَتَّى تُخْفِيَ بَنَانَهُ، وَتَعْفُو أثرَهُ، وأمَّا البَخِيلُ، فَلا يُريدُ أنْ يُنْفِقَ شَيْئاً إلا لَزِقَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ مَكَانَهَا، فَهُوَ يُوسِّعُهَا فَلا تَتَّسِعُ» . متفقٌ عَلَيْهِ.
وَ «الجُبَّةُ» : الدِّرْعُ؛ وَمَعنَاهُ أنَّ المُنْفِقَ كُلَّمَا أنْفَقَ سَبَغَتْ، وَطَالَتْ حَتَّى تَجُرَّ وَرَاءهُ، وَتُخْفِيَ رِجْلَيْهِ وَأثَرَ مَشْيِهِ وَخطُوَاتِهِ.

وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ  [سبأ : 39]


      تطريز رياض الصالحين - (1 / 369)
القبض والشح من جبلة الإنسان قال الله تعالى: {وَكَانَ الإنسَانُ ... قَتُوراً} [الإسراء (100) ]، والنفقة تستوعب عيوبه.
وفي الحديث: وعدٌ للمنفق بالبركة والصيانة من البلاء والبخيل بضد ذلك. قال الله تعالى: {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ... [الحشر (9) ] .

      فتح الباري- تعليق ابن باز - (3 / 306_307)
قال الخطابي وغيره: وهذا مثل ضربه النبي صلى الله عليه وسلم للبخيل والمتصدق، فشبههما برجلين أراد كل واحد منهما أن يلبس درعا يستتر به من سلاح عدوه، فصبها على رأسه ليلبسها، والدروع أول ما تقع على الصدر والثديين إلى أن يدخل الإنسان يديه في كميها، فجعل المنفق كمن لبس درعا سابغة فاسترسلت عليه حتى سترت جميع بدنه،
وهو معنى قوله: "حتى تعفو أثره" أي تستر جميع بدنه.
وجعل البخيل كمثل رجل غلت يداه إلى عنقه، كلما أراد لبسها اجتمعت في عنقه فلزمت ترقوته، وهو معني قوله: "قلصت" أي تضامنت واجتمعت،
والمراد أن الجواد إذا هم بالصدقة انفسح لها صدره وطابت نفسه فتوسعت في الإنفاق، والبخيل إذا حدث نفسه بالصدقة شحت نفسه فضاق صدره وانقبضت يداه {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} . وقال المهلب: المراد أن الله يستر المنفق في الدنيا والآخرة، بخلاف البخيل فإنه___يفضحه. ومعنى تعفو أثره تمحو خطاياه

      شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (3 / 441)
قال المهلب : فيه أن الله تعالى ينمى مال المتصدق ، ويستره ببركة نفقته بالنماء فى ماله ، ألا ترى ضربه ( صلى الله عليه وسلم ) المثل بالجبتين ، فإن المنفق يستره الله بنفقته من قرنه إلى قدمه ، وجميع عوراته بالفعل فى الدنيا وبالأجر فى الآخرة ، فماله لا يشتد عليه ، وأما البخيل فيظن أن ستره فى إمساك ماله ، فمالُه لا يمتد عليه فلا يستر من عوراته شيئًا حتى تبدو للناس فيبقى منكشفًا كمن يلبس جبة تبلغ إلى ثدييه ، ولا تجاوز قلبه الذى يأمره بالإمساك ، فهو يفتضح فى الدنيا ، ويؤزر فى الآخرة .






Tidak ada komentar:

Posting Komentar