Jumat, 01 November 2019

الحديث الخامس من أربعين حديثا في التربية والمنهج


الحديث الخامس
وعن أنس - رضي الله عنه – قَالَ :
جَاءَ ثَلاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أزْوَاجِ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -،
فَلَمَّا أُخْبِروا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا وَقَالُوا: أَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأخَّرَ.
* قَالَ أحدُهُم: أمَّا أنا فَأُصَلِّي اللَّيلَ أبداً.
* وَقالَ الآخَرُ: وَأَنَا أصُومُ الدَّهْرَ وَلا أُفْطِرُ.
* وَقالَ الآخر: وَأَنا أعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلا أتَزَوَّجُ أبَداً.
فجاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم، فَقَالَ :
«أنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا؟ أَمَا واللهِ إنِّي لأخْشَاكُمْ للهِ، وَأَتْقَاكُمْ لَهُ،
* لَكِنِّي أصُومُ وَأُفْطِرُ،
* وأُصَلِّي وَأَرْقُدُ،
* وَأَتَزَوَّجُ النِّساءَ،
فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

من فوائد الحديث :

q  عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (29 / 176)
وفيه أن النكاح من سنة النبي وزعم المهلب أنه من سنن الإسلام وأنه لا رهبانية فيه وأن من تركه راغبا عن سننه النبي فهو مذموم مبتدع ومن تركه من أجل أنه أرفق له وأعون على العبادة فلا ملامة عليه

q  فتح الباري- تعليق ابن باز - (9 / 106)
#وفي الحديث دلالة على فضل النكاح والترغيب فيه،
#وفيه تتبع أحول الأكابر للتأسي بأفعالهم وأنه إذا تعذرت معرفته من الرجال جاز استكشافه من النساء،
# وأن من عزم على عمل بر واحتاج إلى إظهاره حيث يأمن الرياء لم يكن ذلك ممنوعا.
#وأن المباحات قد تنقلب بالقصد إلى الكراهة والاستحباب.

q  مدارج السالكين - (2 / 496)
وما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان : إما إلى تفريط وإضاعة وإما إلى إفراط وغلو ودين الله وسط بين الجافي عنه والغالي فيه كالوادي بين جبلين والهدى بين ضلالتين والوسط بين طرفين ذميمين فكما أن الجافي عن الأمر مضيع له فالغالي فيه مضيع له هذا بتقصيره عن الحد وهذا بتجاوزه الحد وقد نهى الله عن الغلو بقوله : يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق (المائدة : 77 )
 و الغلو نوعان # نوع : يخرجه عن كونه مطيعا كمن زاد في الصلاة ركعة أو صام الدهر مع أيام النهي أو رمي الجمرات بالصخرات الكبار التي يرمى بها في المنجنيق أو سعى بين الصفا والمروة عشرا أو نحو ذلك عمدا # وغلو يخاف منه الانقطاع والاستحسار كقيام الليل كله وسرد الصيام الدهر أجمع بدون صوم أيام النهي والجور على النفوس في العبادات والأوراد الذي قال فيه النبي : إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا ويسروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من

q  فتح الباري ـ لابن رجب موافقا للمطبوع - (1 / 83)
ففي هذه الأحاديث كلها الإنكار على من نسب إليه التقصير في العمل للاتكال على المغفرة ؛ فإنه كان يجتهد في الشكر أعظم الاجتهاد فإذا عوتب على ذلك وذكرت له المغفرة أخبر أنه يفعل ذلك شكرا ؛
كما في " الصحيحين " عن المغيرة أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) كان يقوم حتى تتفطر قدماه فيقال له : تفعل هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فيقول : " أفلا أكون عبدا شكورا " ( 234 ) .

وقد يواصل في الصيام وينهاهم ويقول : " إني لست كهيئتكم ؛ إني أظل عند ربي يطعمني ويسقيني " ( 235 ) ،

فنسبة التقصير إليه في العمل لاتكاله على المغفرة خطأ فاحش ؛ لأنه يقتضي أن هديه ليس هو أكمل الهدى وأفضله ، وهذا خطأ عظيم ؛ ولهذا كان الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يقول في خطبته : " خير الهدى هدى محمد " ( 236 ) . ويقتضي - أيضا - هذا الخطأ : أن الاقتداء به في العمل ليس هو أفضل ؛ بل الأفضل الزيادة على هديه في ذلك ، وهذا خطأ عظيم جدا ؛ فإن الله تعالى قد أمر بمتابعته وحث عليها ، قال تعالى ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ( [ آل عمران : 31 ] . فلهذا كان ( صلى الله عليه وسلم ) يغضب من ذلك غضبا شديدا لما في هذا الظن من القدح في هديه ومتابعته والاقتداء به .

q  شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (7 / 160)
قال المهلب : فى هذا الحديث من الفقه أن النكاح من سنن الإسلام ، وأنه لا رهبانية فى شريعتنا ، وأن من ترك النكاح رغبة عن سنة محمد ، عَلَيْهِ السَّلام ، فهو مذموم مبتدع ، ومن تركه من أجل أنه أوفق له وأعون على العبادة فلا ملامة عليه ؛ لأنه لم يرغب عن سنة نبيه وطريقته ،

q  شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (7 / 160)
وفيه الاقتداء بالأئمة فى العبادة ، والبحث عن أحوالهم وسيرهم فى الليل والنهار ، وأنه لا يجب أن يتعدى طرق الأئمة الذين وضعهم الله ليقتدى بهم فى الدين والعبادة ، وأنه من أراد الزيادة على سيرهم فهو مفسد ، فإن الأخذ بالتوسط والقصد فى العبادة أولى حتى لا يعجز عن شىء منها ، ولا ينقطع دونها

q  المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم - (5 / 449)
ويوضح هذا المعنى ويُبيِّنَه : أنَّ عبادة الله إنَّما هي امتثالُ أوامره الواجبة والمندوبة ، واجتناب نواهيه المحظورة والمكروهة ، وما من زمان من الأزمان إلا وتتوجَّهُ على المكلَّف فيه أوامر أو نواهٍ ، فمن قام بوظيفة كل وقت فقد أدَّى العبادة ، وقام بها . فإذا قام بالليل مصلِّيًا : فقد قام بوظيفة ذلك الوقت . فإذا احتاج إلى النوم لدفْع ألم السّهر ، ولتقوية النفس على العبادة ، ولإزالة تشويش مدافعة النوم المشوَّش للقراءة ، أو لإعطاء الزوجة حقَّها من المضاجعة : كان نومُه ذلك عبادةً كصلاتِه ،
وقد بيّن هذا المعنى سلمان الفارسي لأبي الدرداء بقوله : لكنِّي أقوم وأنام ، وأحتسب في نومتي ما أحتسبه في قَوْمتي . وكذلك القول في الصيام . وأمَّا التزويج فيجري فيه مثل ذلك وزيادة نيَّة تحصين الفرج ، والعين ، وسلامة الدين ، وتكثير نسل المسلمين . وبهذه القصود الصحيحة تتحقق فيه العبادات العظيمة .
المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم - (5 / 450)
ولذلك اختلف العلماء في : أيَّ الأمرين أفضل ؟ التزويج أم التفرُّغ منه للعبادة ؟ كما هو معروف في مسائل الخلاف . وعلى الجملة : فما من شيء من المباحات المستلذات وغيرها ، إلا ويُمكن لمن شرح الله صدره أن يصرفه إلى باب العبادات والطاعات بإخطار معانيها بباله ، وقصد نية التقرّب بها ، كما قد نصَّ عليه المشايخ في كتبهم ، كالحارث المحاسبي وغيره . ومَنْ فَهِمَ هذا المعنى وحصَّلَهُ تحقَّق : أنَّ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد حَل َّ من العبادات أعلاها ؛ لانشراح صدره ، وحضور قصده ، ولعلمه بحدود الله ، وبما يُقرّب منه ، فلما لم ينكشف هذا المعنى للنّفر السائلين عن عبادته استقلُّوها بناءً منهم على أن العبادة إنما هي استفراغ الوسع في الصلاة ، والصوم ، والانقطاع عن الملاذّ . وهيهات بينهما ما بين الثريَّا والثَّرى ، وسُهيل والسُّها .

q  المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم - (5 / 450)
وعند الوقوف على ما أوضحناه من هذا الحديث : يتحقق أنَّ فيه ردًّا على غلاة المتزهدين ، وعلى أهل البطالة من المتصوفين ؛ إذ كُلُّ فريقٍ منهم قد عَدَلَ عن طريقه ، وحاد عن تحقيقه.

q  بحر الفوائد المشهور بمعاني الأخبار - (1 / 200) - أبو بكر محمد بن أبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب الكلاباذي البخاري:
((كره التعمق والغلو في الدين لما علم من جبلة الخلق | على الضعف ، وما في طباعهم من الملل والسأمة خوفا عليهم أن يبغضوا عبادة الله | ويستثقلوا طاعته ، وتملوا خدمته ، فأمرهم بالاستجمام والاستراحة لاسترجاع | القوى ، وزوال الضجر ، وليكون ذلك ادعى لهم إلى حسن الطاعة لله تعالى ، ومحبة | للخدمة له ، وألفة عبادته ، كما قال النبي - [  ] - : ' لكني أصوم | وأفطر ، وأصلي وأرقد ، وآتي النساء ، ألا فمن رغب عن سنتي فليس مني ' .))

q  تطريز رياض الصالحين - (1 / 118)
وفي الحديث : النهي عن التعمُّق في الدين والتشبه بالمبتدعين .

q  تيسر العلام شرح عمدة الأحكام - (2 / 31)
ما يؤخذ من الحديث :
1- حب الصحابة رضي الله عنهم للخير، ورغبتهم فيه وفى الإقتداء بنبيهم صلى الله عليه وسلم.
2- سماح هذه الشريعة ويسرها، أخذاً من عمل نبيها صلى الله عليه وسلم وهديه.
3- أن الخير والبركة فى الإقتداء به، وإتباع أحواله الشريفة.
4- أن أخذ النفس بالعنت والمشقة والحرمان، ليس من الدين في شيء، بل هو من سنن المبتدعين المتنطعين، المخالفين لسنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
5- أن ترك ملاذ الحياة المباحة، زهادة وعبادةً، خروج عن السنة المطهرة واتباع لغير سبيل المؤمنين.
6- في مثل هذا الحديث الشريف بيان أن الإسلام ليس رهبانية وحرمانا، وإنما هو الدين الذي جاء لإصلاح الدين والدنيا، وأنه أعطى كل ذي حق حقه.
فلله تبارك وتعالى حق العبادة والطاعة بلا غُلُو ولا تنطع.
وللبدن حقه من ملاذ الحياة والراحة.
بهذا تعلم أن الدين أنزل من لدن حكيم عليم، أحاط بكل شيء علما.
علم أن للإنسان ميولا، وفيه غرائز ظامئة، فلم يحرمه من الطيبات، وعلم طاقته في العبادة، فلم يكلفه شططاً وعسرا.
7- السنة هنا تعنى الطريقة، ولا يلزم من الرغبة عن السنة- بهذا المعنى- الخروج من الملة لمن كانت رغبته عنها لضرب من التأويل يعذر فيه صاحبه.
8- الرغبة عن الشيء تعني الإعراض عنه. والممنوع أن يترك ذلك تنطعا ورهبانية، فهذا مخالف للشرع. وإذا كان تركه من باب التورع لقيام شبهة فى حله، ونحو ذلك من المقاصد المحمودة لم يكن ممنوعا.

q  سبل السلام - (4 / 427)
وَهُوَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْمَشْرُوعَ هُوَ الِاقْتِصَادُ فِي الْعِبَادَاتِ دُونَ الِانْهِمَاكِ وَالْإِضْرَارِ بِالنَّفْسِ ، وَهَجْرِ الْمَأْلُوفَاتِ كُلِّهَا ، وَأَنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ الْمُحَمَّدِيَّةَ مَبْنِيَّةٌ شَرِيعَتُهَا عَلَى الِاقْتِصَادِ وَالتَّسْهِيلِ وَالتَّيْسِيرِ وَعَدَمِ التَّعْسِيرِ { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ } قَالَ الطَّبَرِيُّ فِي الْحَدِيثِ الرَّدُّ عَلَى مَنْ مَنَعَ اسْتِعْمَالَ الْحَلَالِ مِنْ الطَّيِّبَاتِ مَأْكَلًا وَمَلْبَسًا

q  اقتضاء الصراط المستقيم - (4 / 234)
والأحاديث الموافقة لهذا كثيرة في بيان أن سنته التي هي الأقتصاد في العبادة، وفي ترك الشهوات - خير من رهبانية النصارى، التي هي ترك عامة الشهوات من النكاح وغيره، والغلو في العبادات صوماً وصلاة.

q  غذاء الألباب شرح منظومة الآداب ( ط: الكتب العلمية ) - (2 / 88)
نَعَمْ التَّقْلِيلُ مِنْ الطَّعَامِ وَمِنْ بَعْضِ الْمُبَاحَاتِ ، وَالِاقْتِصَادُ فِي ذَلِكَ مَعَ عَدَمِ الِانْهِمَاكِ فِي اللَّذَّاتِ وَالطَّرْحِ لِلتَّكَلُّفِ هُوَ الْمَطْلُوبُ الْمَحْمُودُ وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .

q  تلبيس إبليس - (1 / 360)
قال أبو حامد ينبغي أن لا يشغل المريد نفسه بالتزويج فانه يشغله عن السلوك ويأنس بالزوجة ومن أنس بغير الله شغل عن الله تعالى
 قال المصنف رحمه الله وإني لأعجب من كلامه أتراه ما علم أن من قصد عفاف نفسه ووجود ولد أو عفاف زوجته فانه لم يخرج عن جادة السلوك أو يرى الأنس الطبيعي بالزوجة ينافي أنس القلوب بطاعة الله تعالى
والله تعالى قد من على الخلق بقوله : ((وجعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ))
وفي الحديث الصحيح عن جابر رضي الله عنه عن النبي قال له هلا تزوجت بكرا تلاعبها وتلاعبك وما كان بالذي ليدله على ما يقطع أنسه بالله تعالى أترى رسول الله لما كان ينبسط إلى نسائه ويسابق عائشة رضي اله عنها أكان خارجا عن الأنس بالله هذه كلها جهالات بالعلم محاذير ترك النكاح

q  الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان - (1 / 22)
يجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَعْتَقِدَ أَنَّ خَيْرَ الْكَلَامِ كَلَامُ اللَّهِ وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا ثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ كَانَ يَخْطُبُ بِذَلِكَ كُلَّ يَوْمِ جُمْعَةٍ .

q  زاد المعاد - (4 / 228)
وفضلاء الأطباء : يرون أن الجماع من أحد أسباب حفظ الصحة قال جالينوس : الغالب على جوهر المني النار والهواء ومزاجه حار رطب لأن كونه من الدم الصافي الذي تغتذي به الأعضاء الأصلية وإذا ثبت فضل المني

فاعلم أنه لا ينبغي إخراجه إلا في طلب النسل أو إخراح المحتقن منه فإنه إذا دام احتقانه أحدث أمراضا رديئة منها : الوسواس والجنون والصرع وغير ذلك وقد يبرئ استعماله من هذه الأمراض كثيرا فإنه إذا طال احتباسه فسد واستحال إلى كيفية سمية توجب أمراضا رديئة كما ذكرنا ولذلك تدفعه الطبيعة بالإحتلام إذا كثر عندها من غير جماع

وقال بعض السلف : ينبغي للرجل أن يتعاهد من نفسه ثلاثا : أن لا يدع المشي فإن احتاج إليه يوما قدر عليه وينبغي أن لا يدع الأكل فإن أمعاءه تضيق وينبغي أن لا يدع الجماع فإن البئر إذا لم تنزح ذهب ماؤها وقال محمد بن زكريا : من ترك الجماع مدة طويلة ضعفت قوى أعصابه وانسدت مجاريها وتقلص ذكره قال : ورأيت جماعة تركوه لنوع من التقشف فبردت أبدانهم وعسرت حركاتهم ووقعت عليهم كآبة بلا سبب وقلت شهواتهم وهضمهم انتهى



Tidak ada komentar:

Posting Komentar