Kamis, 24 Agustus 2017

الكبيرة الثامنة والأربعون : البغي

الكبيرة الثامنة والأربعون : البغي

 قال الله تعالى :
إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [الشورى : 42]

      بصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز - (ص 262_263)
( بصيرة فى البغى )
وهو طلب تجاوز الاقتصاد فيما يتحرّى، تجاوزَه أَولم يتجاوزه.
فتارة يُعتبر فى القَدْر الَّذى هو الكَمّيّة، وتارة يعتبر فى الوصف الَّذى هو الكيفيّة. يقال بَغَيت الشئَ إِذا طلبت أَكثر ممّا يجب، وابتغيت كذلك.
والبغْى على ضربين :
أَحدهما : محمود، وهو تجاوز العَدْل إِلى الإِحسان، والفَرضِ إِلى التطوّع.
والثاني : مذموم، وهو تجاوز الحقّ إِلى الباطل، أَو تجاوزه إِلى الشُّبَه؛
كما قال النبىّ صلى الله عليه وسلَّم: "إِنَّ الحلال بيّن، وإِنَّ الحرام بيّنٌ. وبينهما أَمور مشتبهات. ومن يرتعْ حول الحمى يوشكْ أَن يقع فيه".
وقد ورد فى القرآن لفظ البغى على خمسة أَوجه:
الأَوّل : بمعنى الظُّلم : {وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ}، {إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ}.
الثانى: بمعنى المعصية، والزَلَّة، {ياأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُمْ} {فَلَمَّآ أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ} أَى يعصون.
الثالث: بمعنى الحَسَد: {بَغْياً بَيْنَهُمْ} أَى حسدا____
الرَّابع: بمعنى الزِّنى: {وَلاَ تُكْرِهُواْ فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَآءِ}.
الخامس: بمعنى الطلب: {وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً} أَى يطلبون لها اعوجاجا، {يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ} ولها نظائر.


      بصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز - (ص 263)
ولأَنَّ البغى قد يكون محموداً ومذموماً قال - تعالى - {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} فَخَصّ العقوبة بمن بغيُهُ بغير الحقِّ.
وأَبغيتك الشئَ : أَعنتك على طَلبِه. وبَغَى الجرحُ: تجاوز الحَدّ فى فساده. وبغت المرأَة: إِذا فجَرَتْ؛ لتجاوزها إِلى ما ليس لها. وبغت السّماءُ : تجاوزه فى المطر حَدّ الحاجة. وبغى: تكبّر؛ لتجاوزه منزلتَه.
ويستعمل ذلك فى أَيِّ أَمر كان، فالبغى فى أَكثر المواضع مذموم.
وقوله تعالى: {غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ} أَى غير طالب ما ليس له طلبه، ولا متجاوز لما رُسم له.
وقال الحسن: غير متناول للَّذَّةِ، ولا متجاوز سَدّ الجَوْعَةِ
وقال مجاهد: "غير باغ" على إِمام، "ولا عادٍ" فى المعصية طريق الحقّ.
وأَمّا الابتغاءُ : فالاجتهاد فى الطلب، فمتى كان الطَّلب لشئٍ محمودٍ كان الابتغاءُ محموداً؛ نحو {ابْتِغَآءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا}.
================================================
 305_وقال النبي صلى الله عليه و سلم :
((إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد و لا يفخر أحد على أحد)) رواه مسلم

      فتح الباري- تعليق ابن باز - (10 / 491)
والأمر بالتواضع نهي عن الكبر فإنه ضده، وهو أعم من الكفر وغيره

      تطريز رياض الصالحين - (1 / 891)
في هذا الحديث: الأمر بالتواضع، والنهي عن التفاخر.

      مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (7 / 3072)
وَفِي الْجَمْعِ بَيْنَهُمَا إِشْعَارٌ بِأَنَّ الْفَخْرَ وَالْبَغْيَ نَتِيجَتَا الْكِبْرِ ; لِأَنَّ الْمُتَكَبِّرَ هُوَ الَّذِي يَرْفَعُ نَفْسَهُ فَوْقَ كُلِّ أَحَدٍ وَلَا يَنْقَادُ لِأَحَدٍ.

      غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب - (2 / 230)
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ : فِي اقْتِفَاءِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ : فَجَمَعَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ نَوْعَيْ الِاسْتِطَالَةِ ؛ لِأَنَّ الْمُسْتَطِيلَ إنْ اسْتَطَالَ بِحَقٍّ فَهُوَ الْمُفْتَخِرُ ، وَإِنْ اسْتَطَالَ بِغَيْرِ حَقٍّ فَهُوَ الْبَاغِي .فَلَا يَحِلُّ لَا هَذَا ، وَلَا هَذَا .
================================================
 306_و في بعض الأثر : ((لو بغى جبل على جبل لجعل الله الباغي منهما دكا)) [خد، حلية_موقوف صحيح]

      التيسير بشرح الجامع الصغير ـ للمناوى - (2 / 595)
( لو بغى جبل على جبل ) أي تعدى عليه ( لدك الباغى منهما ) أي انهدم واضمحل

      التنوير شرح الجامع الصغير - (9 / 141)
وذلك لقبح البغي وإعانة الله المبغى عليه

      مجموع الفتاوى ( ط: دار الوفاء - تحقيق أنور الباز ) - (35 / 82)
فَالْبَاغِي الظَّالِمُ يَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ؛ فَإِنَّ الْبَغْيَ مَصْرَعُهُ ، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : وَلَوْ بَغَى جَبَلٌ عَلَى جَبَلٍ لَجَعَلَ اللَّهُ الْبَاغِيَ مِنْهُمَا دَكًّا . وَمِنْ حِكْمَةِ الشِّعْرِ :
قَضَى اللَّهُ أَنَّ الْبَغْيَ يَصْرَعُ أَهْلَهُ * * * وَأَنَّ عَلَى الْبَاغِي تَدُورُ الدَّوَائِرُ

      بدائع الفوائد - (3 / 348)
وقد قال تعالى: {مَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ}
فإذا كان الله قد ضمن فإذا كان الله قد ضمن له النصر مع أنه قد استوفى حقه أولا، فكيف بمن لم يستوف شيئا من حقه بل بغى عليه وهو صابر وما من الذنوب ذنب أسرع عقوبة من البغي وقطيعة الرحم وقد سبقت سنة الله أنه لو بغى جبل على جبل جعل الباغي منهما دكا
==================================================
307_و قال صلى الله عليه و سلم : ((ما من ذنب أجدر أن يجعل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من البغي و قطيعة الرحم))  

فيض القدير - (5 / 478)
البغي من الكبر وقطيعة الرحم من الاقتطاع من الرحمة والرحم القرابة ولو غير محرم بنحو إيذاء أو صد أن هجر فإنه كبير كما يفيده هذا الوعيد الشديد أما قطيعتها بترك الإحسان فليس بكبير
قال الحليمي : بين بهذا الخبر أن الدعاء بما فيه إثم غير جائز لأنه جرأة على الله ويدخل فيه ما لو دعا بشر على من لا يستحقه أو على نحو بهيمة
وقال في الإنحاف : فيه تنبيه على أن البلاء بسبب القطيعة في الدنيا لا يدفع بلاء الآخرة ولو لم يكن إلا حرمان مرتبة الواصلين

تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي - (1 / 134)
وَيُقَالُ: ثَلَاثَةٌ مِنْ أَخْلَاقِ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَا تُوجَدُ إِلَّا فِي الْكَرِيمِ: الْإِحْسَانُ إِلَى الْمُسِيءِ، وَالْعَفْوُ عَمَّنْ ظَلَمَهُ، وَالْبَذْلُ لِمَنْ حَرَمَهُ

==================================================
308_ ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [ : كُنْتُ لاَ أُحْجَبُ أَوْ قَالَ : كُنْتُ لاَ أُحْبَسُ عَنْ ثَلاَثٍ : عَنِ النَّجْوَى وَعَنْ كَذَا وَكَذَا] . قَالَ : [فَأَتَيْتُهُ وَعِنْدَهُ] مَالِكُ [بْنُ مُرَارَةَ] الرَّهَاوِيُّ [فَأَدْرَكْتُ مِنْ آخِرِ حَدِيثِهِ وَهُوَ يَقُولُ] : يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ أُعْطِيتُ مِنَ الْجَمَالِ مَا تَرَى وَمَا أُحِبُّ أَنَّ أَحَدًا يَفُوقُنِي بِشِرَاكِ نَعْلِي أَفَذَاكَ مِنَ الْبَغْيِ ؟ قَالَ : لَيْسَ ذَلِكَ مِنَ الْبَغْيِ ، وَلَكِنَّ الْبَغْيَ مَنْ بَطَرَ الْحَقَّ أَوْ قَالَ : سَفَّهَ الْحَقَّ وَغَمَطَ النَّاسَ.

      فتح الباري لابن حجر - (17 / 241) – ط. شاملة
وَأَخْرَجَ عَبْد بْن حُمَيْدٍ مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس رَفَعَهُ " الْكِبْر السَّفَه عَنْ الْحَقّ ، وَغَمْص النَّاس . فَقَالَ : يَا نَبِيّ اللَّه وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : السَّفَه أَنْ يَكُون لَك عَلَى رَجُل مَال فَيُنْكِرهُ فَيَأْمُرهُ رَجُل بِتَقْوَى اللَّه فَيَأْبَى ، وَالْغَمْص أَنْ يَجِيء شَامِخًا بِأَنْفِهِ ، وَإِذَا رَأَى ضُعَفَاء النَّاس وَفُقَرَاءَهُمْ لَمْ يُسَلِّم عَلَيْهِمْ وَلَمْ يَجْلِس إِلَيْهِمْ مَحْقَرَة لَهُمْ "

      فتح الباري ـ لابن رجب موافقا للمطبوع - (1 / 42)
فإنما فيه أنه أحب أن لا يعلو عليه أحد ، وليس فيه محبة أن يعلو هو على الناس ، بل يصدق هذا أن يكون مساويا لأعلاهم فما حصل بذلك محبة العلو عليه والانفراد عنهم ،
فإن حصل لأحد فضيلة خصصه الله بها عن غيره فأخبر بها على وجه الشكر ، لا على وجه الفخر كان حسنا كما كان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : " أنا سيد ولد آدم ولا فخر ، وأنا أول شافع ولا فخر" .
وقال ابن مسعود : لو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله مني تبلغه الإبل لأتيته .

      شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (9 / 79)
قال الطبرى : فالجواب أن من أحب ذلك ليتعظم به من سواه من الناس ممن ليس له مثله ، فاختال به عليهم واستكبر ، فهو داخل فى عدة المستكبرين فى الأرض بغير الحق ، ولحقته صفة أهله وأن أحب ذلك سرورًا لجودته وحسنه ، غير مريد به الاختيال والتكبر ، فإنه بعيد المعنى ممن عناه الله تعالى بقوله : ( لا يريدون علو فى الأرض ولا فسادا)
==================================================

 و قد خسف الله بقارون لبغيه وعتوه

إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)  قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (81) [القصص : 76 - 81]
قال ابن الجوزي رحمه الله في زاد المسير في علم التفسير - (5 / 59) :
قوله تعالى : { فبغى عليهم } فيه خمسة أقوال .
أحدها : أنه جعل لِبَغِيٍّ جُعْلاً على أن تقذف موسى بنفسها ، ففعلت ، فاستحلفها موسى على ما قالت ، فأخبرته بقصتها ، فكان هذا بغيه ، قاله ابن عباس .
والثاني : أنه بغى بالكفر بالله تعالى ، قاله الضحاك .
والثالث : بالكِبْر ، قاله قتادة .
والرابع : أنه زاد في طول ثيابه شِبراً ، قاله عطاء الخراساني ، وشهر بن حوشب .
والخامس : أنه كان يخدم فرعون فتعدَّى على بني إِسرائيل وظلمهم ، حكاه الماوردي .

309_ وقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
((عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ سَجَنَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ، لَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَلَا سَقَتْهَا إِذْ حَبَسَتْهَا وَلَا هِيَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ)) متفق عليه [الخشاس : الحشرات]

      تطريز رياض الصالحين - (ص / 896)
في هذا الحديث: تحريم حبس الحيوان وإجاعته.

      عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (12 / 209)
قَالَ الْقُرْطُبِيّ: وَظَاهر الحَدِيث يدل على تملك الْهِرَّة لِأَنَّهُ أضافها للْمَرْأَة بِاللَّامِ الَّتِي هِيَ ظَاهِرَة فِي الْملك. وَفِيه: أَن النَّار مخلوقة. وَفِيه: أَن بعض النَّاس معذب الْيَوْمَ فِي جَهَنَّم[1]. وَفِيه: فِي تعذيبها بِسَبَب الْهِرَّة دلَالَة على أَن فعلهَا كَبِيرَة لِأَنَّهَا أصرت عَلَيْهِ.

      شرح النووي على مسلم - (7 / 415)
وَفِي الْحَدِيث دَلِيل لِتَحْرِيمِ قَتْل الْهِرَّة ، وَتَحْرِيم حَبْسهَا بِغَيْرِ طَعَام أَوْ شَرَاب . وَأَمَّا دُخُولهَا النَّار بِسَبَبِهَا فَظَاهِر الْحَدِيث أَنَّهَا كَانَتْ مُسْلِمَة ، وَإِنَّمَا دَخَلَتْ النَّار بِسَبَبِ الْهِرَّة . وَذَكَرَ الْقَاضِي أَنَّهُ يَجُوز أَنَّهَا كَافِرَة عُذِّبَتْ بِكُفْرِهَا ، وَزِيدَ فِي عَذَابهَا بِسَبَبِ الْهِرَّة ، وَاسْتَحَقَّتْ ذَلِكَ لِكَوْنِهَا لَيْسَتْ مُؤْمِنَة تُغْفَر صَغَائِرهَا بِاجْتِنَابِ الْكَبَائِر . هَذَا كَلَام الْقَاضِي ، وَالصَّوَاب مَا قَدَّمْنَاهُ أَنَّهَا كَانَتْ مُسْلِمَة ، وَأَنَّهَا دَخَلَتْ النَّار بِسَبَبِهَا كَمَا هُوَ ظَاهِر الْحَدِيث ، وَهَذِهِ الْمَعْصِيَة لَيْسَتْ صَغِيرَة ، بَلْ صَارَتْ بِإِصْرَارِهَا كَبِيرَة ، وَلَيْسَ فِي الْحَدِيث أَنَّهَا تَخْلُد فِي النَّار ، وَفِيهِ____وُجُوب نَفَقَة الْحَيَوَان عَلَى مَالِكه . وَاللَّهُ أَعْلَم .

      مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (4 / 1339)
قِيلَ: هَذِهِ الْمَعْصِيَةُ صَغِيرَةٌ وَإِنَّمَا صَارَتْ كَبِيرَةً بِإِصْرَارِهَا ذَكَرَهُ ابْنُ الْمَلَكِ، وَفِيهِ أَنَّهُ لَا دَلَالَةَ فِي الْحَدِيثِ عَلَى إِصْرَارِهَا وَيَجُوزُ التَّعْذِيبُ عَلَى الصَّغِيرَةِ كَمَا فِي الْعَقَائِدِ سَوَاءٌ اجْتَنَبَ مُرْتَكِبُهَا الْكَبِيرَةَ أَمْ لَا لِدُخُولِهَا تَحْتَ قَوْلِهِ - تَعَالَى -: {وَيَغْفِرُ مَا دُونُ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] خِلَافًا لِبَعْضِ الْمُعْتَزِلَةِ فِيمَا إِذَا اجْتُنِبَتِ الْكَبِيرَةُ لِظَاهِرِ قَوْلِهِ__تَعَالَى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [النساء: 31] وَعَنْهُ أَجْوِبَةُ أَهْلِ السُّنَّةِ لَيْسَ هُنَا مَحَلُّهَا
==================================================

310_ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «لاَ تَتَّخِذُوا شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا». [متفق عليه]

      تطريز رياض الصالحين - (ص / 896)
فيه: أن تعذيب الحيوان من غير سبب شرعي من الكبائر.

      فتح الباري- تعليق ابن باز - (9 / 644)
واللعن من دلائل التحريم____وفي هذه الأحاديث تحريم تعذيب الحيوان الآدمي وغيره

      شرح النووي على مسلم - (13 / 108)
قَالَ الْعُلَمَاء : صَبْر الْبَهَائِم : أَنْ تُحْبَس وَهِيَ حَيَّة لِتُقْتَل بِالرَّمْيِ وَنَحْوه ، وَهُوَ مَعْنَى : لَا تَتَّخِذُوا شَيْئًا فِيهِ الرُّوح غَرَضًا ، أَيْ لَا تَتَّخِذُوا الْحَيَوَان الْحَيّ غَرَضًا تَرْمُونَ إِلَيْهِ ، كَالْغَرَضِ مِنْ الْجُلُود وَغَيْرهَا ، وَهَذَا النَّهْي لِلتَّحْرِيمِ ، وَلِهَذَا قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِوَايَة اِبْن عُمَر الَّتِي بَعْد هَذِهِ : ( لَعَنْ اللَّه مَنْ فَعَلَ هَذَا ) وَلِأَنَّهُ تَعْذِيب لِلْحَيَوَانِ وَإِتْلَاف لِنَفْسِهِ ، وَتَضْيِيع لِمَالِيَّتِهِ ، وَتَفْوِيت لِذَكَاتِهِ إِنْ كَانَ مُذَكًّى ، وَلِمَنْفَعَتِهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ مُذَكًّى .
==================================================

311_ وقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ :
كُنْتُ أَضْرِبُ غُلاَمًا لِى بِالسَّوْطِ فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ خَلْفِى « اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ ».
فَلَمْ أَفْهَمِ الصَّوْتَ مِنَ الْغَضَبِ ،فَلَمَّا دَنَا مِنِّى إِذَا هُوَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم،
فَإِذَا هُوَ يَقُولُ : إنَّ اللَّهَ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيه».
فَقُلْتُ لاَ أَضْرِبُ مَمْلُوكًا بَعْدَهُ

وفي لفظ : فَسَقَطَ السَّوْطُ مِنْ يَدِي مِنْ هَيْبَتِهِ،
وفي رواية :
فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ. فَقَالَ « أَمَا لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَحَتْكَ النَّارُ». أخرجه مسلم

      تطريز رياض الصالحين - (1 / 897)
فيه: تحريم ضرب المملوك من غير موجب شرعي.

      شرح النووي على مسلم - (11 / 130)
فيه الحث على الرفق بالمملوك والوعظ والتنبيه على إستعمال العفو وكظم الغيظ والحكم كما يحكم الله على عباده

      كشف المشكل من حديث الصحيحين - (1 / 438)
وإنما كانت تصيبه لأحد ثلاثة أشياء إما لأنه ضربه ظلما أو لأنه زاد على مقدار التأديب أو لأنه استعاذ بالله فلم يعذه

صحيح مسلم - (1695)
قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ الْبَدْرِىُّ كُنْتُ أَضْرِبُ غُلاَمًا لِى بِالسَّوْطِ فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ خَلْفِى « اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ ». فَلَمْ أَفْهَمِ الصَّوْتَ مِنَ الْغَضَبِ - قَالَ - فَلَمَّا دَنَا مِنِّى إِذَا هُوَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَإِذَا هُوَ يَقُولُ « اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ ». قَالَ فَأَلْقَيْتُ السَّوْطَ مِنْ يَدِى فَقَالَ « اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ أَنَّ اللَّهَ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا الْغُلاَمِ ». قَالَ فَقُلْتُ لاَ أَضْرِبُ مَمْلُوكًا بَعْدَهُ أَبَدًا.

==================================================
312_ وقال -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَنْ ضَرَبَ غُلاَمًا لَهُ حَدًّا لَمْ يَأْتِهِ أَوْ لَطَمَهُ فَإِنَّ كَفَّارَتَهُ أَنْ يُعْتِقَهُ». رواه مسلم

      تطريز رياض الصالحين - (1 / 898)
قال القاضي عياض: أجمعوا على أن الإعتاق غير واجب، وإنما هو مندوب.
وفي الحديث: الرفق بالمماليك إذا لم يذنبوا، أما إذا أذنبوا، فقد رخص - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بتأديبهم بقدر إثمهم، ومتى زاد يؤخذ بقدر الزيادة.

      كشف المشكل من حديث الصحيحين - (1 / 683)
إذا ضرب الإنسان مملوكه على هذا الوصف كان ظلما فلما بسط يده إليه ظلما جعلت كفارة لطمه رفع يده

      التنوير شرح الجامع الصغير - (10 / 300)
وفيه أن للسيد إقامة الحد على مملوكه وفيه جواز ضربه  دون الحد تأديبًا
==================================================
313_  وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ اللَّهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِى الدُّنْيَا ». رواه مسلم

تطريز رياض الصالحين - (1 / 898)
فيه: تحريم تعذيب الناس حتى الكفار بغير موجب شرعي.

الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف - (11 / 13)
ذكر التَّغْلِيظ على من عنف بِأَهْل الذِّمَّة فِي مطالبتهم بالجزية

المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم - (21 / 131)
يعني : إذا عذبوهم الله ظالمين ، إما في أصل التعذيب فيعذبونهم في موضع لا يجوز فيه التعذيب ، أو يعذب زيادة على المشروع في التعذيب : إما في المقدار ، وإما في الصفة ، كما بيناه في ا لحد

أحكام أهل الذمة - (3 / 20)
فصل: لا يحل تكليف دافعي الجزية ما لا يطيقون
ولا يحل تكليقهم ما لا يقدرون عليه ولا تعذيبهم على أدائها ولا حبسهم ضربهم. ==================================================
314_ مر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحِمَارٌ قَدْ وُسِمَ فِى وَجْهِهِ فَقَالَ « لَعَنَ اللَّهُ الَّذِى وَسَمَهُ ». إسناده صحيح [م]

تطريز رياض الصالحين - (1 / 899)
في هذا الحديث: تحريم وسم الوجه، وضرب الوجه من البهائم والآدميين.

شرح النووي على مسلم - (14 / 97)
وَأَمَّا الضَّرْب فِي الْوَجْه فَمَنْهِيّ عَنْهُ فِي كُلّ الْحَيَوَان الْمُحْتَرَم مِنْ الْآدَمِيّ وَالْحَمِير وَالْخَيْل وَالْإِبِل وَالْبِغَال وَالْغَنَم وَغَيْرهَا ، لَكِنَّهُ فِي الْآدَمِيّ أَشَدّ ، لِأَنَّهُ مَجْمَع الْمَحَاسِن ، مَعَ أَنَّهُ لَطِيف لِأَنَّهُ يَظْهَر فِيهِ أَثَر الضَّرْب ، وَرُبَّمَا شَانَهُ ، وَرُبَّمَا آذَى بَعْض الْحَوَاسّ .
وَأَمَّا الْوَسْم فِي الْوَجْه فَمَنْهِيّ عَنْهُ بِالْإِجْمَاعِ لِلْحَدِيثِ ، وَلِمَا ذَكَرْنَاهُ . فَأَمَّا الْآدَمِيّ فَوَسْمه حَرَام لِكَرَامَتِهِ ، وَلِأَنَّهُ لَا حَاجَة إِلَيْهِ ، فَلَا يَجُوز تَعْذِيبه . وَأَمَّا غَيْر الْآدَمِيّ فَقَالَ جَمَاعَة مِنْ أَصْحَابنَا : يُكْرَه ، وَقَالَ الْبَغَوِيُّ مِنْ أَصْحَابنَا : لَا يَجُوز فَأَشَارَ إِلَى تَحْرِيمه ، وَهُوَ الْأَظْهَر لِأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ فَاعِله ، وَاللَّعْن يَقْتَضِي التَّحْرِيم . وَأَمَّا وَسْم غَيْر الْوَجْه مِنْ غَيْر الْآدَمِيّ فَجَائِز بِلَا خِلَاف عِنْدنَا . لَكِنْ يُسْتَحَبّ فِي نَعَم الزَّكَاة وَالْجِزْيَة ، وَلَا يُسْتَحَبّ فِي غَيْرهَا ، وَلَا يَنْهَى عَنْهُ . قَالَ أَهْل اللُّغَة : الْوَسْم أَثَر كَيَّة ، يُقَال : بَعِير مَوْسُوم ، وَقَدْ وَسَمَهُ يَسِمهُ وَسْمًا وَسِمَة ، وَالْمِيسَم الشَّيْء الَّذِي يُوسَم بِهِ ، وَهُوَ بِكَسْرِ الْمِيم وَفَتْح السِّين ، وَجَمْعه مَيَاسِمُ وَمَوَاسِم ، وَأَصْله كُلّه مِنْ السِّمَة ، وَهِيَ الْعَلَامَة ، وَمِنْهُ مَوْسِم الْحَجّ أَيْ مَعْلَم جَمْع النَّاس ، وَفُلَان مَوْسُوم بِالْخَيْرِ ، وَعَلَيْهِ سِمَة الْخَيْر أَيْ عَلَامَته ، وَتَوَسَّمْت فِيهِ كَذَا أَيْ رَأَيْت فِيهِ عَلَامَته . وَاللَّه أَعْلَم .
==================================================
315_وقَالَ  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدَةً بِغَيْرِ حَقِّهَا، لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ " [حم : صححه الأرنؤوط في تخريج المسند (رقم : 20506]

عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (15 / 89)
قَالَ ابْن بطال:
أما الْأَرْبَعُونَ فَهِيَ أقْصَى أَشد الْعُمر فِي قَول الْأَكْثَرين، فَإِذا بلغَهَا ابْن آدم زَاد عمله ويقينه واستحكمت بصيرته فِي الْخُشُوع لله تَعَالَى على الطَّاعَة والندم على مَا سلف، فَهَذَا يجد ريح الْجنَّة على مسيرَة أَرْبَعِينَ عَاما،
وَأما السبعون فَهِيَ حد المعترك، ويعرض للمرء عِنْدهَا من الخشية والندم لاقتراب أَجله فيجد ريح الْجنَّة من مسيرَة سبعين عَاما،
وَأما وَجه الْخَمْسمِائَةِ فَهِيَ فَتْرَة مَا بَين نَبِي وَنَبِي، فَيكون من جَاءَ فِي آخر الفترة واهتدى بِاتِّبَاع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الَّذِي كَانَ قبل الفترة وَلم يضرّهُ طولهَا، فيجد ريح الْجنَّة على خَمْسمِائَة عَام.
فَإِن قلت: الْمُؤمن لَا يخلد فِي النَّار؟ قلت: المُرَاد لم يجد أول مَا يجدهَا سَائِر الْمُسلمين الَّذين لم يقترفوا الْكَبَائِر

فتح الباري- تعليق ابن باز - (12 / 260)
وقد تكلم ابن بطال على ذلك فقال: "الأربعون : هي الأشد فمن بلغها زاد عمله ويقينه وندمه، فكأنه وجد ريح الجنة التي تبعثه على الطاعة،
قال: والسبعون آخر المعترك ويعرض عندها الندم وخشية هجوم الأجل، فتزداد الطاعة بتوفيق الله، فيجد ريحها من المدة المذكورة،
وذكر في الخمسمائة كلاما متكلفا، حاصله : أنها مدة الفترة التي بين كل نبي ونبي فمن جاء في آخرها وآمن بالنبيين يكون أفضل في غيره فيجد ريح الجنة،
وقال الكرماني: يحتمل أن لا يكون العدد بخصوصه مقصودا بل المقصود المبالغة في التكثير، ولهذا خص الأربعين والسبعين لأن الأربعين يشتمل على جميع أنواع العدد لأن فيه الآحاد وآحاده عشرة والمائة عشرات والألف مئات والسبع عدد فوق العدد الكامل وهو ستة إذ أجزاؤه بقدره وهي النصف والثلث والسدس بغير زيادة ولا نقصان، وأما الخمسمائة فهي ما بين السماء والأرض.
قلت: والذي يظهر لي في الجمع أن يقال إن الأربعين أقل زمن يدرك به ريح الجنة من في الموقف والسبعين فوق ذلك أو ذكرت للمبالغة، والخمسمائة ثم الألف أكثر من ذلك، ويختلف ذلك باختلاف الأشخاص والأعمال،
فمن أدركه من المسافة البعدى أفضل ممن أدركه من المسافة القربى وبين ذلك،
وقد أشار إلى ذلك شيخنا في شرح الترمذي فقال: الجمع بين هذه الروايات أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص بتفاوت منازلهم ودرجاتهم. ثم رأيت نحوه في كلام ابن العربي فقال: ريح الجنة لا يدرك بطبيعة ولا عادة وإنما يدرك بما يخلق الله من إدراكه فتارة يدركه من شاء الله من مسيرة سبعين وتارة من مسيرة خمسمائة.
ونقل ابن بطال أن المهلب احتج بهذا الحديث على أن المسلم إذا قتل الذمي أو المعاهد لا يقتل به للاقتصار في أمره على الوعيد الأخروي دون الدنيوي، وسيأتي البحث في هذا الحكم في الباب الذي بعده.



[1] فيه نظر
فيه نظر

Tidak ada komentar:

Posting Komentar